الخميس، 4 سبتمبر 2008

عار عليكم ..



عار عليكم .. عار عليكم ايتها الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي التابع لمنظمة الامم المتحدة ، ايتها الدول المستقلة صاحبة السيادة والذين لاتدورون في الفلك الامريكي ولاتتبعوا اوامره ولا تصادقون من تصادقه تلك الدولة الكبري رأس النظام العالمي الجديد ولاتعادون من تعاديه ..
عار عليكم ... ايتها الدول التي تدعي التحضر والتمدين والثقافة والاهتمام بحقوق الانسان ... كيف ابتلعتم ألسنتكم وكسرتكم اقلامكم وحرقتم ضمائركم الحرة واهتممتم بالحيوانات الاليفة وتعاطفتم مع الحيتان المنقرضة ودافعتم عن الخنافس الحمراء وتركتم الشعب اللبناني يعاني اهوال الحرب الاسرائيلية السادسة تستباح ارضه وحياة ابناءه ولايطرف لكم جفن او ينتفض فيكم احساس ؟؟!!!!
عار عليكم
وقد صمتم دهرا واغمضتم اعينيكم واذانكم وانوفكم وعطلتم جميع حواسكم وقتلتم الانسانية فيكم فاعطيتم لبنان وشعبها البطل الصامد ظهركم ثلاثين يوما كأن كل ما يحدث لا و لم يحدث !!! عار عليكم ثلاثين يوما من الصمت المريب والتجاهل المتواطيء عشتم فيها تأكلون من لحمنا وجثث شهداءنا وتشربون من دمائنا ودموع اطفالنا وتنامون في اسرتكم الوثيرة وتفقعون اعينكم كي لاتروا في كوابيسكم الليلية صور الاطفال اللبنانين التي حرقت النيران الاسرائيلية وجوههم ومستقبلهم وكل احساسهم بالامان ...
عار عليكم ...... ثلاثين يوما من الصمت الجبان ... الم تشاهدوا في أي من تلك الايام طائرات اسرائيل وهي تقصف القري والمدن والطرق والجسور والمعابر ومحطات الكهرباء والغاز وشبكات البث الاذاعي والتليفزيوني و"الحسينيات " والمؤسسات الخيرية ومخيمات اللاجئين وقوافل الاغاثة وسيارات الصليب الاحمر وبعثات مراسلي الفضائيات وسيارات المعونة والاغذية ...
عار عليكم .... ثلاثون يوما من الصمت المتخاذل ... ألم تشاهدوا في أي من تلك الايام المنازل المنهدمة والطرق المحطمة والمعابر المدمرة ، ألم تروا الشعب اللبناني م
ئات الالوف من الاسر والعائلات رجالا ونساء واطفال ، شيوخا وعجائز ورضع نازحون من منازلهم وقراهم مطاردون بالموت برا وبحرا وجوا في الطرق وفي المخابيء وفي الملاجيء ..
عار عليكم .... ثلاثون يوما من الصمت المتواطيء ... الم تسمعوا في أي من تلك الايام صراخ جرحانا وصوت آلمهم ، ألم تسمعوا بكاء اطفالنا وانينهم ؟؟ ألم تسمعوا نحيب نساءنا ؟؟ ألم تسمعوا عويل شيوخنا وعجائزنا ؟؟ ألم تس
معوا صوت انفجارات الصواريخ تتصيد المدنيين ليل نهار بدون انقطاع وبدون توقف ؟؟ الم تسمعوا ازير طائرات السلاح الجوي الاسرائيلي تحتل سماء لبنان وتحجب شمسها بسواد قذائفها الحارقة ...
عار عليكم .... ثلاثين يوم من الصمت المتجاهل .. الم تشموا في أي من تلك الايام رائحة الموت التي احتلت خريطة لبنان .. ألم تشموا رائحة جلد الاطفال الابرياء المحترق المشوي بلهب القنابل العنقودية .. ألم تشموا رائحة الجثث التي بقيت تحت الانقاض حتي تيبست وتعفنت وعجز المنقذون عن انتشالها بسبب القصف المستمر المتلاحق والرغبه الاسرائيلية المريضة في تكديس الجثث فوق الجثث واحتجاز الموت تحت الانقاض ؟؟ ألم تشموا رائحة الغبار الذي تصاعد للسماء اثر لهدم الابنية والجسور فلم يترك للبشر المحاصرين هواء يتنفسوه ولا نفس اخير يلفظوه ؟؟!! الم تشموا رائحة الدماء الذكية الطاهرة التي سالت ساخنة فوق ارض لبنان للشهداء والضحايا يلعنوكم ويلعنوا قوانينكم الدولية ؟؟!! ألم تشموا رائحة الجروح المتقيحة للجرحي الذين ضربوا بالصواريخ الاسرائيلية ولم يجدوا ادوية بسبب الحصار الاسرائيلي المستمر والمانع للمعونات وبعثات الاغاثة ؟؟!!
عار عليكم .... وقد صمتم وصمتم حتي يأس الناس منكم وفقدوا بقايا الامل الوهمي فيكم .. وفجأ ... صرخ المنادي الامريكي عليكم فاستيقظتم من سباتكم العميق الطويل وتحممتم بالمطهرات يزيل كل منكم عن ضميره الرائحة النتنة التي التصقت به واستعديتم لدوركم المرسوم المحدد سلفا في البيت الابيض وابتسمتم امام الكاميرات تستعرضون ملابسكم الانيقة وساعاتكم الثمينه المضبوطة علي توقيت تل ابيب واجتمعتم تحت الاضواء وجلستم حول طاولتكم تناقشتم ساعات طويلة وتداولتم ساعات اطول وتركتم العالم كله ينتظر انتظارا مؤرقا و"يضرب اخماس باسداس " ثم اصدرتم قراركم الظالم الجائر المنحاز انحيازا بغيضا لصالح اسرائيل الابنة البكر لماما امريكا وساويتم بين القاتل والقتيل وبين الضحية والجلاد وطلبتوا منا وقف الاعمال الحربية واستبعدتم من قاموسكم الدولي الانيق الادانة للعدوان الغاشم ووقف المجازر الوحشية ومحاكمه مجرمي الحرب !!!
عار عليكم ..... وقد تجاهلتم عمدا ان اسرائيل هي التي بدأت بالعدوان وانها هي التي ارتكبت جرائم الحرب وقتلت المدنين وانها هي التي ضربت ودمرت وقصفت لبنان وشعبها برا وبحرا وجوا دفاعا عن امان وهمي لبشر لملمتهم من الشتات بزعم ووهم كاذب وادعاءات دينية وتاريخية مزيفة ، عار عليكم .... وقد تجاهلتم عمدا ان اسرائيل هي التي عبرت حدودنا لتضربنا واحتلت سماءنا لتضربنا وحاصرت بحرنا لتضربنا ، عار عليكم ... وقد تجاهلتم عمدا ان اسرائيل هي التي استدعت الاحتياطي بعد ان عجز جيشها العامل بكل امكانياته وطائراته ودباباته وبوارجه ومدافعه وصواريخه وقنابله الذكية والانشطارية والتدميرية والاختراقية عن قتل الكرامة فينا وعبور الخط الازرق والاخضر فعقدت اجتماعاتها مجلس وزراءها المصغر والمكبر واستدعت مجلس الحرب ومجالس الحكماء وعقدت العزم واظهرت لنا العين الحمراء ونفذت الاستراتيجية الامريكية الاستعمارية المحدده سلفا ، عار عليكم .... وقد تجاهلتم عمدا ان اسرائيل ارتكبت كل هذا واكثر وانها حلمت – منذ عقود طويلة وقبل اسر الجنديين وقبل حتي تأسيس الامم المتحدة ذاتها - باحتلال ارضنا ومحو وجودنا وتغيير خرائطنا !! عار عليكم ... وقد تجاهلتم عمدا كل حقائق التاريخ والجغرافيا ومنحتوا اسرائيل قلوبكم الرقيقة وضمائركم الحية ونفوسكم الورعة ودموعكم وتعاطفكم ومسحتم دموع جنرالاتها المهزومين الذين افاقوا علي صواريخ حزب الله وبأس مقاوميه وابطاله تبدد وهم اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لايقهر ...
عار عليكم .... ان بقيتم ثلاثين يوما نائمين – رغم دوي القنابل وانفجارات الصواريخ وصوت القصف وصراخ المدنيين - حتي ايقظتكم امريكا من غيبوبتكم العمدية واجلستم فوق الكراسي وسلمتكم ادواركم في السيناريو الذي ابدعه ابناءها الاخيار من مبدعين هوليود حملة وسام الصليب المعقوف وطالبتكم بحفظ الجمل والعبارات فأطعتم وحفظتم وحين حان الوقت رفعت عنكم الستار وقدمتكم للعالم المنتفض غضبا – في كل المدن والعواصم والقارات يصرخ بجميع اللغات يدين العدوان الاسرائيلي علي لبنان - فصرختم امام الكاميرات بادواركم المحددة سلفا ثم اصدرتم قراركم الجائر الذي يخلط الاوراق عمدا بين الجاني والمجني عليه و يساوي بين المعتدي والضحية ويقايض اجسادنا المحترقة بقنابلهم الذكية وامانهم الوهمي ، هذا القرار الذي كتبه وصاغ عباراته الجائرة الظالمة جهابذة الصياغة واساتذة القانون الدولي وشعراء البلاط والمنافقين ثم صوتم عليه باجماع مهين مشين لتنتهي مهمتهكم ودوركم فتتبادلون التهاني والانخاب والاحضان والابتسامات وتعودوا ثانية لنومكم تنتظروا معجزة امريكية تنفذ الجزء الاهم من قراركم وتسلم اسرائيل الجنديين الاسيرين وتنزع عن حزب الله سلاحه وعن العرب شرفهم وكرامتهم ...
عار عليكم ......
الفقرة الاخيرة – المجد كل المجد والفخر كل الفخر لحزب الله ورجاله الابطال المقاومين ، والفردوس الاعلي لشهداءه الابرار ، والشرف والكرامة والنصر للشعب اللبناني الصامد ..
الجملة الاخيرة – رسالة الي سماحة السيد " لقد ابكيتنا فخرا " ومسحت عن الامة العربية دموع الهوان والذل التي ادمنا - ولعقود طويلة - طعمها المالح ....
السطر الاخير - المجد لحزب الله وابطاله المقاومين ابناء لبنان العربي الذين كتبوا بصمودهم وبطولاتهم في كتاب التاريخ العربي صفحاته المشرقة المضيئة ..
الجملة الاخيرة - تحية لشافيز .. الرجل الذي ذاق مرارة الامبريالية الامريكية وادرك ببصيرة سياسية راقية ان اسرائيل هي الابنة البكر لامريكا والوريث الشرعي لكل عدوانيتها فسحب سفيره احتجاجا علي العدوان الاسرائيلي علي لبنان وفي طريقه لقطع العلاقات الدبلوماسية واتخذ موقفا عمليا سياسيا يستحق الاحترام ..
الكلمة الاخيرة – اللهم انصر شباب المقاومة وسماحة السيد ...



ليست هناك تعليقات: