الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

قال الحكيم ........!!!


( 1 )
( سألوا حكيما من اكثر سعادة من تزوج ام من لم يتزوج ؟؟ فكر الحكيم طويلا ، سألوه " من اكثر رضاءا من طلق زوجته التي لايحبها ام من عاش معها يحافظ علي اسرته وابناءه ؟؟ فكر الحكيم طويلا ، سألوه " من اكثر سعادة من تعايش مع الامر الواقع ام من تمرد عليه ورفضه ؟؟ صمت الحكيم طويلا وارتسم الاسي علي وجهه فاذا ماالحوا عليه ينتظروا اجابته ، همس بحزن "لااعرف لكني واثق ان الجميع نادمون!!!!) قصة لها الف معني اخبرني بها احد الازواج الذي طلق زوجته بعد سنوات كثيرة من الزواج الطويل ، اخبرني بها ساخرا وهو جالس في مكتبي يحتسي القهوة السادة " فعلا الجميع نادمين !! كل الاختيارات توصلنا للندم في النهاية " فهمت من حديثه خاطئة ان الرجل حزين علي تطليق زوجته وانهاء حياتهما الزوجية لكنه لم يتركني اعيش تصوراتي "كان نفسي اطلقها من زمان ، من اول لحظة قربت منها عرفت انها مش ممكن تسعدني لكن كان خلاص بقي الفاس وقعت في الراس ، فلوسي وفلوس ابوها اتحطت في العفش والشقة واللذي منه ، اطقلها ازاي هو انا اتجننت ، الناس يقولوا علينا ايه ، اهلي واهلها يعملوا ايه ، ده احنا لسه في اول الجوازة والناس لسه ماجاتش تبارك ، قلت استني شوية يعني جايز تتغيراو جايز انا اتغير، الشوية بقوا سنه وعشرة وخمسه وتلاتين ، الولد الاولاني جه وبعده الولد تاني وبعديهم البت ، نسيتها وركزت في العيال ولما العيال اتربت وكبرت وصبري خلص بصيت في المراية لقيت العمر ضاع والطلاق بقي زي الجواز والعيشة كلها مالهاش طعم !! مسلوقة زي الاكل اللي الدكتور قالي عليه ، قلت خلاص بقي اسلم امري لله واكمل واهي عيشة والسلام " وصمت متأسيا لاافهم سبب حزنه ابتسم بسخرية "المفاجأة انها هي اللي طلبت الطلاق ، دخلت عليا وانا قاعد باقرا الجرنان بعد الظهر وبدون مقدمات وبمنتهي الادب طلبت الطلاق " لم اقوي علي كبت ابتسامتي رغم حالة التوتر المرتسمة علي وجهه "تصوري، قالت لي انت ضيعت حياتي ، عمري مااتبسطت معاك ، الولاد كبروا ومأموريتي خلصت ، اعتقني بقي" اشعل سيجاره منعه الطبيب من تدخينها وهمس " تصوري ، انا ضيعت حياتها ، هو ده اخرت تحملي ، كمان هي اللي زعلانه ، كان مفروض اعمل ايه ، اطلقها من اول يوم ، طب ماطلبتش هي الطلاق ليه ؟؟؟ " لم ارد عليه ولم ينتظر اجابتي وتركني ساخطا "قصره ، اهي حياتنا احنا اللي اتنين ضاعت " واطفأ سيجارته وترك نصف فنجان القهوه وغادر مكتبي لكن حديثه لم يغادرني وبقي في اذني صداه المرير " حياتنا ضاعت " سألت نفسي لماذا بقي هذا الرجل اسير علاقة لا ترضيه ولا تشبع رغباته ، لماذا عاش هذا الرجل سنوات طويلة بائس يتمني الفرار من تلك العلاقة ولايقوي علي الخروج منها ، لماذا قضي هذا الرجل سنوات حياته في علاقة ضاغطه قاهرة عاشها اسير روح الاستكانه والاستسلام ينتظر وبفارغ الصبر لحظة " فرج " او "افراج " ليكسر تلك العلاقة ويفر من قيودها الموجعة ، تذكرت كلمات زوجته " اعتقني بقي " كأنها محكوم عليها بالسجن المؤبد او العبودية القاهرة ، زوجة بائسة عاشت مع زوجها حياة كريهة ولم تقوي مثله بالضبط علي طلب الطلاق او حتي التفكير فيه بجدية ، اشفقت علي الطرفين لان كل منهما قضي ايامه ولياليه تعيسا " يربي العيال " فاذا مامر العمر اكتشف كل منهما انه لم يرضي الاخر وظلم نفسه ، اكتشف كل منهما ان احلامه لم تتحقق ولم يعد هناك وقت لتحقيقها ، اشفقت علي الطرفين من اختياراتهما السهلة المقبولة التي باركها المجتمع ودفع كل منهما فاتورتها الباهظة من عمره اياما ثمينا لايملك أي منهما تعويضها ، صدق الحكيم " الجميع نادمون " !!!!
( 2 )
" انا معرفهاش كويس ، بس هي حته بيتي تنفع " هكذا وصف لي عريس ليلة فرحه عروسه التي سيتزوجها فلم افهم قصده " يعني مابتحبهاش؟!! " ضحك مقهقها " حب ايه ، الجواز ده استقرار ، بيت وعيال ومكوه القمصان ولقمة سخنه اخر النهار ومشي حالك !!! " سألته بسذاجة " وهي قبلت تتجوزك وهي ماتعرفكش ؟؟" ضحك ساخرا " هوانا اترفض ؟؟ ثم ماهي حتعرفني واعرفها بعد الجواز " غضبت من حديثه الغبي واحسسته سيظلم نفسه بل وسيظلم عروسه فالزواج كما اعرفه علاقه حب بين طرفين متوافقين من نواحي كثيرة ، ينصهرا في بعضهما البعض ويتمنيا ان يتشاركا بقيه حياتهما ويعيشها معا كل ايامهما ويؤسسا اسرة محبة وينجبا ثمرة حبهما وتوافقهما اطفالا اصحاء ، لكن العريس لم يوافقني " ده كلام اغاني ، الشاب في سن معين لازم يتجوز ، والبنت كمان في سن معين لازم تتجوز ، لما الواحد يلاقي حد مناسب يتكل علي الله " ولاني احب كلام الاغاني واصدقه غضبت من حديثه الذي يقوده وزوجته ال" بيتي" في النهايه الي طريق المحاكم فهو يبني اسرة بغير حب وبغير تفاهم وبغير معرفة حقيقية بالطرف الاخر الذي سيشاركه حياته ،يؤسس بيت يهتم فيه بكل التفاصيل "الاجهزةالكهربائية ، العفش ، القايمة ، المطبخ علي مين " ولايهتم بشريكة حياته التي ستعيش معه في البيت وتستخدم مثله العفش وتنام بجواره علي السرير وتقف في المطبخ ساعات طويله تطبخ له وتنتظره !!! غضبت من وجهه نظرالشباب الذي يختارون وبمنتهي الاصرار ان يتشاركوا حياتهم المستقبلية مع بنات لايعرفوهم المعرفة الحقيقية ولايحبوهن الحب الجارف ولايشاركوهن أي اهتمام حقيقي في حياتهن انما يختار الشاب الفتاه التي سيتزوجها وفقا لمعايير اجتماعية وعقلية صرفة " بنت مناسبة " واهلها ناس طيبين وتعيش " اما البنات فتقبل الزواج من أي شاب تتوافر به المعايير الاجتماعية " عنده شقة ودخل معقول وظيفة ثابته وشكله مناسب " وهكذا يتم الزواج بغير معرفة حقيقية وبغير عواطف وبغير تفاهم ويعيش الطرفين يؤدي كل منهما قبل الاخر " واجباته الزوجية " ويتعايش الطرفين مع البرودة التي تحيط بهما والجفاف الذي يسيطر علي نفسياتهم والاحلام المجهضة التي لم تحقق وتمر السنوات والسنوات ليكتشف الاثنين في لحظة ما ان " حياتهم قد ضاعت !!!"
( 3 )
اشاحت لي بيدها وهي تخرج من حقيبتها ورقة زواجها الثاني " عايزة اتطلق !! ماهواحمد زي الحاج احمد" جلست امامي ساخطة "في الجوازة الاولانية كنت عيلة ومش فاهمة حاجة اللي اهلوا جابوه اتجوزته ،في الجوازة التانية فكرت كتير وحكمت عقلي واخترت راجل ، قلت ده بقي اللي حاعيش معاه الايام الحلوة " وغمزت بعينها تشرح لي ما لاتجروء علي قوله بلسانها!! وقبل سؤالها عن سبب سخطها " طلع كله زي بعضه لافيه تفاهم ولافيه مودة ولاحتي رحمة !! كنت قعدت بقي وكنيت لاقالوا عليا اتطلقت ولااتطلقتش !!" ابتسمت لها وانا اردد هامسة "الجميع نادمون " لااجد نصيحة اقولها ولا كلام اهديء به روعها ..
( 4 )
سالت دموعها وهي تشرح لي " عيشة زي الزفت ، قلت ابص في وش العيال اشبع " ارتفع صوت نحيبها " بعد العمر ده كله وبعد ماخدمته وخدمت عياله وعجزت وكلت الدنيا عليا وشربت ، يسيبني ويتجوز عيلة اصغرمن بنته" ناولتها منديل تمسح وجهها " العيال خرجوا من سن الحضانه والشقة بتاعته وعمري مااشتغلت آل ايه اتفرغ له هو وعياله ، اهلي طبعا ماتوا وبيوت اخواتي زحمه بعيالهم والبني ادم تقيل " نظرت لها بعجز انتظر سؤالها الذي لااجابه له عندي " دي جزاتي اني استحملت وحياتي ضاعت ، اخرتها اترمي كده ؟! اعمل ايه يااستاذة؟؟" لم ارد عليها وسمعت صوت الحكيم في اذني " الجميع نادمون !!!!"
( 5 )
قالت زهقت من الوحدة واعباءها !!! قال زهقت من العزوبية و" البهدلة "
( 6 )
قال زهقت من الزواج ومشاكله !!! قالت زهقت من " الخنقة "

الفقرة الاخيرة – تعلمت من الحياة المعقدة الا اقدم النصيحة العاقلة للاخرين لاني في اخر اليوم اعود الي منزلي انام واتركهم يتلظون بنار نصيحتي !!
الجملة الاخيرة - لايوجد موقف واحد صحيح ولا موقف واحد خاطيء ، فالظروف تحكم علي كل شخص باختيار الموقف الذي يناسبه !! يناسبه هو فقط !!!
السطر الاخير – ان الحياة قصيرة جدا وايامها معدودة مهما طالت !! كلمه اذكر نفسي واذكركم بها !!!
الكلمة الاخيرة – قال الحكيم " الجميع نادمون "
الاربعاء 22 مارس 2006

ليست هناك تعليقات: