الأربعاء، 27 مايو 2009

المصريين شعب طيب واصيل !!!!!!!!




اؤمن جدا طيله الوقت ومهما نعقت الغربان ومهما تشاؤم الناس ومهما صعبت الحياه ان المصريين شعب جميل طيب جدا - وليس ساذج وليس عبيط - يحمل بين ضلوعه وفي قلبه طيبة ورحمة وتعاطف ومحبة لبعضه البعض اراه شعب جدع معطاء مترابط متحاب عطوف تفيض نفسه بالانسانيه الحقه بكل معانيها الجميله ...
نعم اري في بعض الاوقات - نتيجه لمشاكل الحياه واحباطاتها ونتيجه لفقدان الامل واستبداد اليآس بالنفوس - عوارض سلوكيه وظواهر سلبيه يآتيها بعض المصريين تنفيسا عن غضبهم او احتجاجا علي واقعهم الكريه الذي لايتناسب واحلامهم المشروعه في الحياه ...
وهي العوارض والظواهر التي تخدع بعض المثقفين والسياسين وتقودهم لهاويه الرؤيه الخاطئه والتفسير الخاطيء لحال المصريين فيدعون عليهم - خلافا لحقيقتهم - انهم تبدلوا وتغي
روا ، يدعون عليهم - خلافا لحقيقتهم القسوه الغلظه الجفاء البرود البلاده اللامبالاة وهي جميعها صفات ابعد ماتكون عن المعدن الاصيل للمصرين وابعد ماتكون عن تركيبتهم النفسيه الحقيقيه وابعد ماتكون عن سماتهم الشخصيه الدفينه ، هي مجرد عوارض وظواهر مؤقته تظهر او تبدو علي بعضهم في لحظات الضيق في لحظات الغضب في لحظات الاحباط حين تغلق في وجوههم الابواب المفتوحه حين يتم استبعادهم عمدا وتهميشهم بقسوه خارج امكانيات الحياه واحلامها حين تقصر ايديهم عن الوصول لاحلامهم البسيطه حين يسرق فرحتهم - في العمل او جيره المنزل او في الشارع - طاغ او منحرف او باغ او قاس او مستبد ، في تلك الاوقات الكئيبه يلبس المصريين وجوها غير وجوههم يرتدون اقنعه بملامح شريره تخفي ملامحهم الطيبه الحقيقيه يرفعون صوتهم غضبا يصرخون يآسا يتشاجرون احباطا يتظاهرون يدافعون عن انفسهم وعن حقهم في الحياه عن احلامهم ربما بكثير من القسوه ربما بكثير من الغضب ربما بكثير من الانفعال والاندفاع ....
هنا يصرخ بعض المثقفين والسياسين ينعوا المصريين الشعب الطيب الذي كان وتبدل حاله وتغير يبحثون عن اسباب تفسر لهم لماذا تبدل المصريين وفقدوا اجمل مافيهم يبحثوا عن الاسباب العامه والخاصه ، الاسباب السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه التي افقدت المصريين - حسب تصوراتهم - طبيعتهم الجميله فيقول بعضهم " الحكومه " السبب ، واخرين يقولوا "انعدام الديمقراطيه " السبب ، وغيرهم يقول " غياب العداله الاجتماعيه " او " الازمه الاقتصاديه " السبب وبعضهم يتمادي ويقول " ضياع الايمان " وبعضهم يقول " انهيار الاخلاق " وبعضهم يقول " غياب القدوه " ، بعضهم يقول " انتشار الفساد " ويجزم العالمين ببواطن الامور بان كل هذه الاسباب مجتمعه وغيرها هم السبب في تبدل حال المصريين وبالطبع ينهال "هؤلاء " فوق رؤوس الاسباب التي انتهوا اليها بالمعاول شجارا وغضبا وسبا وانتقادا ورفضا وكرها باعتبارها المسببات الشريره التي بدلت حال المصريين وافقدتهم طبيعتهم الجميله الاصيله وحولتهم لشعب كئيب قاسي " مكشر " فاقد ل
طبيعته الانسانيه ورحمته وطيبه قلبه وشجاعته وكرامته !!!!!
وفجآ ....... تشرق شمس يوم جديد - يبدوا مآلوفا مثل ماقبله من الايام - يحمل في رحمه للمصريين حدثا غير معتاد غير متوقع غير مآلوف ربما حدث جميل مبهج ربما حدث موجع حزين ، في تلك اللحظه تتجلي حقيقه المصريين تذهل المدعين بالعلم فتتواري القسوه المؤقته ويتلاشي الغضب العارض وتغيب البلاده المزيفه وتقفز الطيبه والرحمه والسماحه والجدعنه من قلوب المصريين وفي عيونهم وتلون وجوههم بملامحها الاصليه التي نعرفها ونحبها فتلمع عيونهم ببريق الفرحه او دموع الشجن وتمتد الايدي مواساه او تهنئه وتفتح الاحضان فرحه او تعاطف ويظهر التراحم الذي كان متواريا خلف قبح قسوه الحياه وتظهر المحبه التي كانت مدفونه تحت ركام الغضب ويعود المصريين لانفسهم كما اعرفهم شعبا جميلا طيبا محبا عطوفا يحب الحياه والبشر والخير للجميع ........ هنا يسطع المعدن الاصيل للمصرين وتتجلي حقيقتهم الجميله التي فشلت كل الظروف والاحداث و
النكبات والكوارث والمحن في تغييرها او تبديلها منذ ايام مينا موحد القطرين وحتي الان !!!!

لماذا اقول هذا ؟؟؟ ربما لان البعض ممن تحتل الغربان نفوسهم او تلون الفلاتر السوداء نظرتهم للحياه او ممن في نفوسهم هوي او مرض فسروا التعاطف الشعبي الجارف مع اسره السيد الرئيس في وفاه حفيده الصغير فسروا ذلك التعاطف باعتباره نوع من النفاق الكريه وصدقوا تفسيراتهم الجانحه وغضبوا من المصريين اللذي نافقوا الرئيس - حسب تصوراتهم - وتعاطفوا مع حزنه متجاهلين ان كل منهم شخصيا هرول لتقديم واجب العزاء واظهار الحزن بادعاء ان " الخلاف السياسي حاجه وواجب العزاء حاجه " فكآنهم اختصوا انفسهم بالانسانيه المجرده وحرموا - بغير مقتضي او مبرر - الشعب الجدع من اهم خصالها وهو التعاطف والرحمه !!! ...
والحقيقه انهم - هؤلاء - حين فسروا سلوك المصريين ومشاعرهم الجارفه وتعاطفهم الفياض مع السيد الرئيس واسرته وقت فقدهم الموجع بذلك التفسير الخاطيء انما كشفوا عن مشكله في نفوسهم وكشفوا عن مشكله في فهمهم الحقيقي لطبيعه المصريين وعدم ادراكهم لطبيعه ذلك الشعب !!! وياساده اسمحوا لي اصوب نظرتكم ورؤيتكم لنا .... لم يكن سلوك المصريين نفاقا ولا كانت دموعهم تماسيحيه ولا كان حزنهم رياءا ولا كان تعاطفهم مع الاسره في مصابها الجلل الموجع للقلوب الا كشفا للمعدن الاصيل لذلك الشعب وتبيانا لحقيقه سماته النفسيه الاصيله !!!!! المصريين حين بكوا الطفل الصغير وحزنوا لحزن اسرته وتعاطفوا معها لم يكونوا ينافقوا احد ، لان آحدا لم يري دموعهم و آحدا لم يسمع صوت نحيبهم وقت الجنازه و آحدا لم يصورهم في الصفحات الاولي للجرائد وهم حزاني متعاطفين مع اسره السيد الرئيس !!! المصريين حين بكوا الزهره اليانعه التي اختطفها الموت من حضن امه لم ينتظروا ان يمنحوا علاوه او جائزه او منصب او شهاده تقدير او شقه او وسام !!! المصريين حين بكوا ذلك الصغير انما عبروا عن خصالهم الاصيله وصفاتهم الحقيقيه وانسانيتهم الجمه ورهافه مشاعرهم وتعاطفهم الجارف ليس الا !!!!!! ومن لم يفهم هذا ولم يراه ولم يدرك معناه عليه ان يبذل جهدا كبيرا في اعاده فهمه للمصريين وطبيعتهم !!! وكفاكم حذلقه !!!!!!!!! الفقره الاخيره .... حين سمعت خبر وفاه الحفيد الصغير انخلع قلبي ودعوت ربي ان يلطف بعباده ولايهون عليهم قضاءه وقدره ، فلا يحرق قلب الام والاب الا وفاه صغيرهم الحبيب ... ودعوت له بالرحمه ولاسرته بالصبر وكنت في هذا مثل ملايين المصريين الذين تفيض ارواحهم بالانسانيه الحقه ويحترمون الم الموت ويقدرون قسوته ..... الجمله الاخيره ..... في الايام الاخيره اخرجت من حياتي بعض البشر اللذين كنت اتصورهم بشرا خلافا لحقيقتهم القاسيه المتجرده من الانسانيه فقد اثبتوا لي بسلوكياتهم الوضيعه اني لااخاف الا من البشر عديمي الانسانيه ، اخاف منهم ، لان من تجردت نفسه من الانسانيه لا يبقي فيه الا صفات موحشه الابتعاد عنها منتهي الغنيمه واللهم اعني علي اصدقائي اما اعدائي فانا كفيل بهم !!!!! الكلمه الاخيره ...... اكرر .... المصريين شعب جميل جدع !!!!!!!!

نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه في الاربعاء ٢٧ مايو ٢٠٠٩

لا تلوموا الناس ......!!!!!!



الناس في مصر لا يحبوا القانون ويفكروا بجميع الطرق في كيفيه الالتفاف والتحايل علي احكامه وعدم تنفيذها.. وظاهره عدم احترام القوانين والاصرار علي الافلات منها ، ظاهره قديمه في وطننا ، يتوافق جميع الناس عليها بلا مناقشه بلا اتفاق عمدي ، كآن مخالفه القانون وعدم احترامه تسري في دماء الناس وتجري في شراينهم ، كآنها فطره او غريزه ، الاساس مخالفه القانون وعدم احترامه و" العبيط " و" الحنبلي " فقط من يقعا تحت طائله القانون او يحترم احكامه !!!
مثلا .. قرر
السائقين في مصر تحدي قوانين المرور وعقوباته الرادعه وتحدي رجال الشرطه وردارادتهم المزروعه علي الطرق السريعه باختراع لغه جديده مفادها تحذير وتنبيه بعضهم البعض من الحكومه ومن قانون المرور ، فانت تستطيع ان تمشي مسرعا اكثر من السرعه المسموح بها علي الطريق وتستطيع ان تقفز بين الحارات المختلفه لاترتدي الحزام واذا كنت سياره نقل او نصف نقل يمكن لسائقك ان يكون بلا رخصه قياده وربما يحمل فوق سيارته اكثر من الوزن المسموح به ، وربما تعلو الحموله فوق ظهر سيارته كالهرم الاكبر الذي تحمله نمله صغيره فيسير متآرجحا بين المطبات ، وحين تلحظ وانت سائر في الطريق ان السيارات القادمه في الاتجاه المقابل تنير اضوائها وتطفئها مرات متتابعه و" تقلب النور " عليك ان تفهم ان " الحكومه " علي الطريق وان " الردار" سيصور سرعتك القصوي ، هنا ستبطيء سيارتك اقل من السرعه القانونيه المسموح بها وتتوقف عن الكلام في الموبيل وترتدي الحزام وتسير " مواطن صالح " علي الطريق وحين تقف في الكمين ستبتسم ابتسامه البراءه في وجه امين الشرطه وتسلمه رخصك " بضمير مستريح " وتحييه واثقا انه - ورغم ارتكابك لجميع المخالفات - سيودعك السلامه !!! واذا كنت سياره نقل يقودها سائق بلا رخصه واذا كنت تحمل حموله اكثر من المسموح بها او تضع حمولتك علي السياره بطريقه مخالفه لقواعد التحميل ، تحمل اطوالا اكثر ، تحمل زلط ورمل بلا غطاء ، تحمل صناديق او كونتيرات عاليه تخترق بطن السماء واذا كنت بلا اضواء او بلا طفايه حريق ستقف مكانك - بعيدا عن الحكومه - وربما ترجع نصف الطريق بظهرك فرارا من الشرطه والكمين وستلزم اقصي اليمين تدخن سيجاره مستمتعا بقدرتك الفائقه علي " خم " الحكومه وحين ترحل الحكومه وتنطفيء انوار السيارات القادمه في الاتجاه المقابل ، ستكمل سيرك " امان الله "!!!! وحين تقع الحموله المخالفه للقانون " زلط - طوب - اسياخ حديد - مواسير عملاقه - كونتيرات ضخمه " فوق بقيه رؤوس بقيه السائقين والسيارات الاخري بجوارك علي الطريق ، او حين تفلت فراملك وانت تسير مسرعا وتتسبب في حادثه مروعه جرحي وقتلي وارامل ودماء ، وقتها لن يتذكر احد الا القضاء والقدر ، لن يتذكر احد ان ذلك السائق افلت من الرقابه بالتحايل علي القانون وتعمد المخالفه غير مكترث بحاله سيارته او طبيعه الطريق التي لاتسمح بتلك السرعه ، لن يتذكر احد ان جميع السائقين ممن " قلبوا النور " شركاء لذلك السائق في الحادثه المروعه التي ارتكبها ، لن يتذكر احد شيئا و..... كل حادثه وانتم طيبين !!!!! السرعه الزائده والقفز بين الحارات والفرار من كمائن المرور وعدم ارتداء الحزام واستخدام الموبيل اثناء القياده والقياده بدون ترخيص وبغير مراعاه اشتراطات الامن والامان وتحميل السيارات النقل والنصف نقل ازيد من الحمولات المقرره وعدم مراعاه قواعد الامان وقت تحميلها هذه جميعها مخالفات قانونيه لايفكر السائقين في مصر في مدي خطورتها واثرها علي حياتهم وحياه الاخرين لكن السائقين لا يهمهم القانون ولا هدفه ولا المصالح التي يعبر عنها بل كل مايفكروا فيه كيفيه الافلات من رجال المرور المنوط بهم تنفيذ القانون الذي في حقيقته يحمي مصالح الناس ويقيهم من الكوارث والحوادث والمصائب كل مايروه من القانون عقوبات رادعه يحاولوا الافلات منها وباي طريقه كل مايفكروا فيه كيف نخالف القانون وكيف نخدع القائمين عليه وكيف نهرب من عقوباته و" ياعم صلي علي النبي " !!!!!!!!
مثلا ... قوانين منع البناء علي الاراضي الزراعيه التي حولها الواقع لمجرد حبر علي ورق ، فاذا بملاك الاراضي الزراعيه يبوروها ثم يشيدوا عليها مساكنهم بالاسمنت المسلح والخرسانه و" ديتها معروفه " محضر وقضيه في المحكمه و" خبيري وفتح مخك " محامي شاطر وغرامه " تتدفع للحكومه وفوقيها بوسه " مع بقاء الحال علي ماهو عليه !!!! وهاهي الارض الزراعيه تآكلت وتناقصت مساحتها وانتشرت المباني العشوائيه في الريف وحول المدن الصغيره وعلي اطراف العاصمه و" قانون ايه اللي انت جاي تقول عليه !!!!! "
مثلا ... قانون تحديد سن الزواج ، فكثيرا من الاسر والعائلات في الريف والصعيد ومرسي مطروح وسينا تزوج فتياتها اقل من السن القانوني و" فرح وزفه وهيصه ودربكه " وعندما تبلغ الفتاه السن القانونيه يتم توثيق الزواج في " دفاتر الحكومه " وكثيرا ما يتم توثيق الزواج والفتاه الزوجه تحمل علي ساعدها طفل وربما اثنين او ثلاث والكل شهود علي مخالفه القانون وعدم احترام احكامه " معازيم الفرح " والمستشفي الحكومي الذي تلد فيه ، والماذون الذي يعقد عليها ثانيه وهو يعلم انها زوجه منذ سنوات بعيده ، الكل شهود علي مخالفه القانون متواطئين معا علي عدم احترام احكامه و" بدنا نتجوز علي العيد !!!! "
امثله كثيره ... قوانين الجمارك لاتحترم ولا يتواني المسافرين ذهابا وايابا علي التفكير في مخالفتها وتكسير قواعدها " بقي اجيب حتته فيديو ادفع تمنه مرتين جمارك ده ظلم ، يرضي مين ده ياربي ، طبعا مايرضيش حد !!!" قوانين الضرائب رغم كل الحملات الدعائيه والاعلانات وابتسامات مآموري الضرائب ولجان الفحص "ولا هي في مصلحتنا ولا حاجه والا يقولوا لينا بيعملوا ايه بالفلوس اللي عايزين ياخدوها منا دي كلها " قوانين التآمينات الاجتماعيه يحرص اصحاب الاعمال علي مخالفتها ويقبل العمال والموظفين حرمان انفسهم من حمايتها لهم و " عايز يتآمن عليك براحتك خد الباب وراك وانت ماشي الف غيرك مستعد يشتغل من غير تآمينات ولا وجع نافوخ " قوانين التسعير الجبري " الحاجه غليت والحكومه مش دريانه وخليها هي تبيع بالاسعار اللي بتقول عليها " قانون منع ختان الفتيات يعتبره الناس تدخل من الحكومه فيما لا يعنيها ف" طهاره البنت ستره وادب وهي مالها الحكومه ومال بناتنا " قوانين البناء ولوائحها التنفيذيه يعتبرها ملاك الاراضي والمقاولين ليست الا نصوصا معوقه تعرقل عملهم وتغلق امامهم باب الرزق " لو بنينا زي الترخيص مابيقول مانبنيش احسن السبوبه تقف علينا بالخساره دور او دورين زياده مايخسرش وبعد مايتسكنوا محدش يقدر يهوب منهم ولا يهدهم " قانون ضريبه المبيعات اعتبره المنتجين والبائعين مشكله المستهلك مع الحكومه و" عايز نكتب عقد اتفاق علي التصنيع وماتدفعش ضريبه المبيعات انا تحت امرك ولا عايز فاتوره يبقي ساعتها تدفع انت الضريبه للحكومه وانا برضه تحت امرك " ......... وغيره وغيره وغيره !!!!
ربما يري الناس ان القوانين لا تحقق مصالحهم ولاتعبر عنهم ولا تدافع عن حقوقهم ولا تمنع عنهم الضرر والاذي !!!!! ربما يري الناس ان القانون يطبق علي "الغلابه" قليلي الحيله وعليهم فقط اما علية القوم و"اللي ليهم ضهر " فهم اعلي من القانون تحميهم علاقاتهم ومناصبهم واسرهم من سطوه القانون واحكامه الرادعه !!! ربما يري الناس ان القانون سلاح الحكومه في مواجهتهم ، الحكومه التي تطالبهم بكل شيء و لاتمنحهم في المقابل اي خدمه او ميزه او حق !!!! ربما يري الناس ان بعض القائمين علي تنفيذ القانون فاسدين يستغلوا نصوص القانون لمصالحهم الشخصيه بفرض الاتاوات والرشاوي علي الجمهور ، ربما ... ربما .... ربما ... ربما كل هذه الاسباب مجتمعه واكثر منها هو السبب في تلك الظاهره المؤسفه التي اتحدث عنها ... المهم ان الناس في مصر لا يكفون عن التفكير في مخالفه القانون وعدم احترامه ولايحبون رجال القانون او القائمين علي تنفيذه بمنطق " سآلوا جحا بتحب مرات ابوك قال ليه وانا اهبل !!!!!!" ..........
الفقره الاخيره - تعلمنا في كليه الحقوق ان الاصل في القانون الخضوع الطوعي الارادي اما الاقليه الشاذه التي تخرج عن سياج القانون يلزم ردعها وعقابها !!! هل مازالت كليات الحقوق تعلم طلابها ذلك المفهوم ؟؟؟؟ وكيف يفسر الاساتذه الاجلاء لطلابهم التناقض الواضح بين الواقع الذي نعيشه وبين المفاهيم النظريه التي يتعلموها !!! وماهو الحل الذي يدرسه الاساتذه الاجلاء لطلابهم لعلاج تلك الظاهره والغاء تلك الفجوه المشينه التي نعيش ويعيش مجتمعنا اثارها السلبيه كل يوم !!!
الجمله الاخيره - - لن تعلوا هيبه القانون ولن تنفذ سطوته ولن تسود احكامه علي رقاب الكافه ولن يخضع الناس له طواعيه الا حين يتآكدوا ان احكامه تطبق اولا علي الوزير قبل الغفير وتنفذ علي الغني قبل الفقير وتردع صاحب السطوه والنفوذ او المواطن الغلبان قليل الحيله .... اذا لم يشعر الناس بالعدل في تطبيق القانون وانه ينفذ فوق رقاب الجميع بلا استثناء فلن يحترمه احدا ...... هذا رايي المتواضع !!! فماذا انتم فاعلون ؟؟؟؟؟؟؟
السطر الاخير- اتهمني احدهم انني انظر للحياه من زاويه قانونيه واتصور ان القانون سيحل مشاكل الناس !!! وافقته وشرحت له نعم انظر للحياه بزاويه قانونيه في بعض الاحيان واتصور ان القانون وتنفيذه الصارم العادل الصحيح سيحل بعض مشاكل الناس ثم اكدت عليه لكني ادرك جيدا انه ليس بالقانون وحده يحيا الانسان لكن وجود القانون في حياه الانسان شيء مهم للغايه فعندما لايحترم الناس في مكان ما القانون واحكامه ويتحايلوا علي احكامه ونصوصه ، تسود الفوضي والبلطجه وتنهار الاخلاق ويسود الفساد ، فكل شخص يفعل مايحلو له وكل شخص يتصرف بالطريقه التي تناسبه ... فهل وصلنا لهذه المرحله ؟؟؟؟ او سنصل اليها قريبا ؟؟؟؟؟؟ يارب سلم !!!!
الكلمه الاخيره - يامن تهتموا بحال هذا الوطن ومستقبله ... لا تلوموا الناس لانها لاتحترم القانون او تتحايل علي احكامه ، ابحثوا عن الاسباب التي تدفع الناس لذلك ...

نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه بتاريخ الاربعاء ٢٠ مايو ٢٠٠٩

الخميس، 14 مايو 2009

جرس الخطر !!!!!!




اشعر انزعاجا شديدا لتكرار نمط " جرائم القتل المقترنه بجرائم السرقه " عن طريق دخول المساكن الخاصه ، فمنذ عده شهور استيقظ المجتمع فزعا علي جريمه قتل " هبه ونادين " الفتاتين اللاتي لقين مصرعهن علي يد شاب سارق دخل المنزل للسرقه وحين صادفهن - وهو يسرق مائتي جنيه وموبيل - انهي حياتهن ببساطه واتم سرقته وخرج من المنزل ملوثا بدماءهن ، وهاهي السيده الفاضله زوجه السيد المستشار مساعد وزير العدل مديره الائتمان باحد البنوك الكبري تفقد ايضا حياتها قتلا علي يد سارق دخل منزلها في وضح النهار مخططا لسرقتها حلا لمشاكله وسدادا لديونه وحين فتحت له الباب عاجلها بطعنات قاتله وسرق ما بغي سرقته ثم غادر المسكن وتركها خلفه جثه غارقه في دماءها ... انزعاجي من الجريمتين مبعثه الاحساس العام بعدم الطمآنينه التي استشري في المجتمع والشك الذي يتعامل به الجميع مع بعضهم البعض فالمجتمع لا يواجه مجرمين عتيدي الاجرام اصحاب سوابق ارتكبوا هذه الجريمه او تلك ، بل يواجه المجتمع ظاهره مستحدثه وهو قيام اشخاص من مواطنيه العاديين بارتكاب جرائم عنيفه مخيفه خروجا وانحرافا عن سلوكهم التقليدي المعتاد فكآن ظروف المجتمع الضاغطه واحواله تدفع المواطنين العاديين دفعا لارتكاب الجرائم بعد ان سدت في وجوههم كل الابواب الاخري ؟؟؟!!!!. فكل من القاتلين مجرد شخص عادي بلا سجل اجرامي دفعته الحاجه الاقتصاديه الملحه - حسبما قالوا في التحقيقات - لارتكاب مثل تلك الجريمه البشعه فالقاتل الاول عامل حرفي اقعدته البطاله عن العمل فقرر بعد ان اعيته الحيل وسدت امامه جميع الطرق المشروعه ان يذهب لحيث يقطن الاغنياء - كما صرح - في احد الاحياء التي عمل بها وتربص باحدي الفيلات متيقنا انه سيجد لديهم ما سيفك ضيقته الماليه ولم يتورع حين احس فشل مخططه في السرق واكتشاف امره لم يتورع عن انهاء حياه الفتاتين وقتلهما ، اما القاتل الثاني طباخ سرح من عمله وتراكمت عليه الديون فما كان منه الا التخطيط لسرقه المنزل الذي تعمل فيه زوجته خادمه منذ سنوات طويله وحين ذهب للمسكن وفتحت له السيده الفاضله رحمها الله الباب لم يتراجع او يخاف او يصرف الفكره من ذهنه علي العكس بادر بطعنها اصرار منه علي ارتكاب جريمته وكان ماكان !!!! واذا كانت الجريمه الاولي وقعت بعد منتصف الليل في احد الاحياء الجديده النائيه التي خاف سكانها - وسكان الاحياء المماثله - مما حدث فاوصدوا ابوابهم بالمزاليج الكبيره وركبوا قضبان حديديه علي نوافذهم وتشككوا في كل الغرباء وارتابوا فيهم بل ومنعوهم من دخول اسوار احياءهم بعد الخامسه مساءا فان الجريمه الثانيه وقعت في حي الجيزه العريق المزدحم بسكانه في شارع رئيسي كبري في عقارضخم مليء بالمترددين عليه في الساعه الثامنه صباحا في منزل السيد مساعد وزير العدل ، سارقين دخلا المنزلين يسيطر عليهما احساسا وحيد " لازم اسرق وياقاتل يامقتول " فالسرقه التي خططها لها ستنتشلهما من واقع كئيب عجزا بكل الطرق المشروعه الممكنه عن الفكاك منه او تغييره وحين تصور كل منهما ان سرقته ستفشل وانه سيعود لواقعه المفزع خالي الوفاض صفر اليدين " استبيعا " ولم يخافا القانون ولم يرتدعا باحكامه القاسيه ولم تمنعهما انشوطه الاعدام من اتمام ما خططا له وبدلا من السرقه فقط قتلا الفتاتتين والسيده الفاضله خوفا من اعاقتهما عن السرقه ومنعهما من اتمامها !!! وعلي الرغم من ان رجال الشرطه في الجريمتين بذلا جهدا مكثفا اثمر القبض علي الجناه القاتلين في وقت قياسي الا ان القبض علي هؤلاء القتله واحاله اوراق اولهما للمفتي قبل اعدامه عقابا له علي جريمته البشعه لم يشيع الطمآنينه في المجتمع الذي يضع كل شخص نفسه مكان الضحايا فترتعد اوصاله خوفا من مصير رهيب مثل الذي صادفته الفتيات الصغيرات او السيده الفاضله وقد تمني الكثيرين ان تكون دوافع القتل في الجريمتين شخصيه بين القاتل والضحيه كالانتقام او الثآر او رد الاعتداء ولو بشكل اجرامي منحط لكن دافع السرقه الذي اثبتت التحقيقات انه المبرر الوحيد لارتكاب مثل تلك الجرائم الدافع عليها قد افزع المجتمع فاحس كل من افراده انه بطل الجريمه الاتيه وانه هو شخصيا وزوجته وبناته واولاده وامانه الشخصي هم الضحيه القادمه فاذ بالرعب ينتاب الجميع وتزداد الشكوك والمخاوف ويتبدد الاحساس بالامان والطمآنينه وياله من احساس مروع مخيف !!!!! انزعجت من تلك الجرائم انزعاجا عنيفا وخافت ابنتي الصغيره ونامت في حضني واتصل بي ابي عده مرات " بس بطمن عليكي " وشككت في الخدامه التي تخدمني وصورت بطاقتها الشخصيه مره ثانيه وخفت من صبي البقال وصبي المكوجي وبائع الجرائد وفني تركيب الدش ومهندس الانترنت والشحاذ الصغير الذي اعطف عليه ومنادي السياره الذي ياخذ مفتاحها معه طيله النهار ومنعت ابنتي من طلب اي مآكولات يحضرها لها في غيابي شباب " الديلفري " وتلفتت حولي في الشارع حين سمعت خطوات سريعه خلفي وقبضت علي حقيبتي بقوه اخاف خطفها من يدي !!! فالناس في مجتمعنا لم تعد امنه !!! ومانراه حولنا ومانعيشه ينشر الخوف والفزع في حياتنا اكثر واكثر فانتشار الشحاذين في الشوارع يلاحقوا الماره بالسؤال ويكادوا يتشاجروا معهم اذا تجاهلوهم بل وتارهم يطرقون نوافذ السيارات بقوه وعنف يستجدون باستفزاز وكراهيه قائد السياره لمنحهم صدقه لايعطيهم لهم ، وانتشار جرائم السرقه وكسر المنازل في غياب اصحابها في وضح النهار حتي في الاحياء الشعبيه واحياء الفقراء ، وتكرار جرائم القتل المقترنه بالسرقه من اناس عاديين لم يجدوا امام مشاكلهم حلا الا الذهاب بارجلهم لحبل المشنقه ، والملامح المتجهمه علي وجوه البشر في الشوارع ، وازياداد اعداد العاطلين عن العمل من الشباب وتكدس المقاهي بالخريجين من الجامعات لايجدون من "يعبرهم" ويعبر بهم للمستقبل الغائم ، وسعي الشباب للغرق علي شواطىء البحار البعيده بحثا عن حلا للمشاكل المستعصيه التي لايجدون لها اي حل ممكن بمنطق " ياطابت يااتنين عور " وارتفاع اسعار الخدمات والسلع بشكل جنوني يهدد الطبقه المتوسطه بجميع شرائحها الدنيا والعليا بالفضيحه الاجتماعيه وانهيار سترهم واحترامهم ويخنق الطبقات الشعبيه الفقيره ويقتل احلامهم في الحياه الممكنه ، وغليان الغضب الدائم المتصاعد في صدور معظم المواطنين لايفهمون بدقه اسبابه الحقيقيه فتاره غاضبين من الحكومه وتاره غاضبين من الاثرياء وتاره غاضبين من الحياه وتاره غاضبين من قله حظهم وتاره غاضبين من ظروف عملهم وحياتهم وفي معظم الاحيان يكون الغضب من كل هذه الاسباب معا .. كل هذا يشير لخلل اجتماعي رهيب ويفصح عن مشاكل جسيمه متراكمه يعاني منها مجتمعنا كل يوم اكثر من السابق حتي يآتي يوما سينفجرذلك الغضب الدفين في وجوه الجميع عنفا مخيفا مروعا ترتعد له الاوصال وقتها و" القيامه تقوم !!!" لماذا ؟؟؟؟؟ لان المشكله التي يواجهها المجتمع اليوم ليست ليست مشكله امنيه يحلها رجال الشرطه مهما كانوا بارعين وليست قانونيه يحلها احكام رادعه وعقوبات جسيمه وفقط بل هي مشكله اخطر من هذا فالظروف الاقتصاديه الاجتماعيه الخانقه تفوق في تآثيرها الدافع لارتكاب الجرائم وتفجر العنف الشخصي والجماعي كل عوامل الردع التي يفترض ان يحققها القانون وسجونه وعقوباته الرادعه ، الظروف الاقتصاديه الاجتماعيه الخانقه الضاغطه واحساسيس الغضب المتراكمه داخل الصدور لدي الكثير من المواطنين اللذين يشعرون ان هذا الوطن ليس وطنهم وان خيره لايعود عليهم وان ثراءه واثرياءه يسرق اللقمه الرخيصه من افواههم الجائعه هي الدافع الرئيسي والاساسي بل والوحيد الذي يخلق وينشر مثل تلك الجرائم فمالذي يدفع مثل هؤلاء الرجال "العاديين " لارتكاب مثل تلك الجرائم هل الفقر هل تراكم الديون هل البطاله هل الفجوه الطبقيه الواسعه بين طبقه الاغنياء شديدي الثراء اللذين يستمتعون بثرائهم ويتباهون به طبقه تشكو من انخفاض سعر الاسترليني وعدم ثبات سعر اليورو وتآكل السيمون فيمه ولحم النعام وكبد الاوز وتشتري فيلات وقصور فارهه بفوائض اموالها في الساحل الشمالي والجنوبي والتجمع الخامس والسادس وتلعب جولف وتتدلل في نوادي " السبا " وحمامات البخار وتصيف في مارينا وهاسيندا واسبانيا ولايكترثون بمشاعر بقيه افراد المجتمع حولهم مما شكل ضدهم مشاعر عامه من الكراهيه والحقد والغضب وبين الفقراء ومحدودي الدخل اللذين يحتلهم مشاعر موحشه من قله الحظ والنقمه علي الحياه التي حاصرتهم في تلك الخانات الضيقه لايعيشون حياه ادميه مقبوله في مجتمع يتباهي في اعلامه - الذي تسيطر عليه الاعلانات التجاريه - بملاعب الجولف والقصور المعلقه علي الجبال وحمامات الجاكوزي والسيارات الفارهه والحج السياحي الذي يمحي الذنوب بسبعين الف جنيه فقط ذلك المجتمع الذي يفخر بفيلاته الفارهه الرخيصه بتسعمائه الف جنيه فقط ويقترض رجال اعماله من البنوك ملايين الملايين ويفرون بلا عقاب وبلا محاسبه ويباع فيه لاعب الكره بمبالغ طائله وصلت لسبعه مليون جنيه بخلاف مرتبه الشهري الذي يقترب من خمسين وسبعين الف جنيه ودفع مهر لاحد نساءه المرموقات خمسه وعشرين مليون جنيه ويتعاقد فيه احد النجوم الكوميديين علي فيلم سينمائي باجر يصل لسته مليون جنيه وتتجاوز اجره الراقصه الشهيره عن نصف ساعه رقص في الافراح الراقيه لمبلغ مائه الف جنيه ، هل هذه الاسباب مجتمعه هي التي خلقت عنفا دفينا في النفوس يتفجر في وجه الجميع جرائم وشراسه وغضب !!! وياايها المهتمين بشآن هذا الوطن ومواطنيه ، ياايها المهتمين بهذا البلد وامانه ، ياايها المهتمين بالمستقبل القادم نتمناه امنا لاولادنا واحفادنا انتبهوا من فضلكم لما يحدث حولنا .. فالجريمتين البشعتين دقتا جرس الخطر ليوقظنا من سبات الغفله الذي نعيش فيه فلو ان المشكله آمنيه لطالبنا الداخليه بتشديد قبضتها علي الشوارع ونشر رجالها في الاحياء ولو ان المشكله قانونيه لطالبنا بتغيير القوانين وتشديد العقوبات وتنفيذ الردع القانوني لكن المشكله اخطر من هذا واعظم من ذاك انها مشكله اقتصاديه اجتماعيه مجتمع ينقسم وبسرعه لطبقه ثريه مرفهه يزداد ثراءها كل ثانيه في مواجهه بقيه طبقات الشعب التي تعاني ضيق اليد والخنقه وقله الامكانيات وفقدان الامل في الغد واغلاق ابواب الرحمه في وجوهها ... الجريمتين البشعتين دقتا جرس الخطر ليوقظنا من اوهام الطمآنينه التي نخدع انفسنا بتصور وجودها فالظروف الاقتصاديه والاجتماعيه التي يعيشها مجتمعنا والتفاوت الطبقي الرهيب الذي ينخر في عظامه كالسوس وازدياد الفقراء فقرا وازدياد الاثرياء ثراءا هذا كله لم يفرز ولن يفرز الا عنفا اجتماعيا رهيبا وجرائم متزايده ستقوض السلام الاجتماعي لهذا المجتمع وتهده فوق رؤوس الجميع اغنياء وفقراء ووقتها قولوا علي الدنيا السلام !!!! جرس الخطر دق ويدق فهل سينتبه احد ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!! الفقره الاخيره - ان غياب العداله الاجتماعيه وحرمان الفقراء ومحدودي الدخل من الحدود الدنيا الانسانيه المقبوله الممكنه للحياه لن يسفر الاكوارث اجتماعيه وعنف رهيب فليس عدلا - هكذا يقول الفقراء - ان يعيش البعض في رفاهيه رهيبه وتعيش الاغلبيه في ضنك شديد تعاني في كل اوجه حياتها ، فاذا كان من حق الاثرياء ان يستمتعوا بثراءهم ويسعدوا به فمن حق الفقراء ان يآكلوا ويشربوا ويسكنوا في مساكن ادميه ويشربوا مياه نظيفه ويعالجوا بحق وترفع القمامه من حاراتهم ويجد اولادهم وظائف بمرتبات معقوله وبعد هذا من يلعب جولف يلعب ومن يصيف فوق الجبل يصيف ومن يشتري حمام ويطيره براحته !!!!! هل يفهم احد مااقول ؟؟؟ الجمله الاخيره - ان جرس الخطر تدوي دقاته في اذني تصمني ؟؟؟؟ فهل اسمعه وحدي ؟؟؟؟ هل يسمعه غيري ؟؟؟ اذن ماذا ستنفعل حبا في هذا الوطن ودفاعا عنه امنه وامان مواطنيه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟...
نشرت بجريده روز اليوسف بتاريخ ١٣ مايو ٢٠٠٩

الجمعة، 1 مايو 2009

الدنيا بتتغير وحتتغير !!!!!!!!!




كانوا ثلاثه شباب يملآهم الحماس الايمان بما يفعلوه ، تركوا العاصمه الصاخبه وذهبوا بارجلهم للجنوب لجهنم الحمراء لمجتمع متعصب يقتات بالكراهيه ويتنفس البغض ، ذهبوا للجنوب لاقناع الفقراء الزنوج بحقهم في القيد في الجداول الانتخابيه ، شباب مقتنعين بان الحياه لايمكن ان تستمر بعسفها الظاهر وظلمها البين ، مقتنعين انه لابد لها ان تتغير من اجل عيش افضل للجميع ، يؤمنون ان التغيير السياسي السلمي عن طريق تداول السلطه بين الفرقاء المختلفين سياسيا وعقائديا هو السبيل الوحيد للمستقبل ، لذا تركوا خلفهم حياتهم المرتبه الجميله في العاصمه المتحضره - او هكذا كان يبدو عليها - ورحلوا للجنوب حيث الفقر والتخلف والتمييز العنصري الصارخ يعتمل الامل في صدورهم باقناع الخائفين المهمشين المعزولين بضروره نفض الخوف وكسر عزله التهمييش والمشاركه من اجل مستقبل افضل لانفسهم واطفالهم !!! لكن العنصريين القساه الذين لايؤمنون بحق الاخر في الوجود والمشاركه والحياه لم يتركوهم حتي يحاولوا في مهمتهم الصعبه التي ذهبوا لجحر الافاعي من اجلها بل خافوا من دعوتهم التي قد يستجيب لها الزنوج ويتقيدوا في الجداول الانتخابيه ويسعوا للمشاركه الفاعله في حياه المجتمع الظالم الذي يعيشوا فيه فتتغير الحياه ويفقد ذوات البشره الساطعه والدماء الحمراء تميزهم العرقي المزيف و" يختلط الحابل بالنابل " فكانت رصاصات ثلاث ووآد للجثث تحت سد ترابي "ميعرفش طريقه ولا الدبان الازرق " و...... تلاشي الشباب الثلاث اختفوا ضاعوا تبخروا و........ استفز غيابهم - ولا اقل قتلهم - المدافعين عن الحقوق المدنيه المثقفين في العاصمه فارسلوا رجالهم بالبذلات الانيقه للدخول عنوه وسط المجتمع العنصري المتعصب المتواطيء جميع شخوصه علي الصمت والانكار ..
و......... بدآت احداث فيلم " المسيسبي يحترق " الذي يحكي عن وقائع حقيقيه عاشها الامريكيون فعلا عام الف وتسعمائه واربعه وستون اي قبل خمسه واربعين عاما مستعرضا حياه مجتمع محلي مغلق علي نفسه رجعي متعصب بعنف وقسوه ضد الزنوج مجتمع يؤمن ابناءه البيض بالفصل العنصري الكامل وسيله وحيده لتقبل وجود الزنوج علي هامش حياتهم ، هؤلاء الزنوج الاشد فقرا في مجتمع يؤمن بالعنف سبيلا وحيدا للتفاهم بين البيض والسود ولو اقتضي الامر قتلا وشنقا وحرقا دفاعا عن منضده حقيره في مطعم حقير لايجب ان يدنسها الزنوج بمجرد الجلوس عليها !!! وشاهدنا عنفا بدنيا منظما واعتداءات موجعه وتعالي وعجرفه مقيته من البيض وتحقير واهانه مستمرة للسود تعمد مخرج الفيلم ان يلطمنا بها علي وجوهنا وشاهدنا من يشنق رب اسره اسود فقير بحبل سميك غليظ لايكترث بتآوهاته ولا المه ولا دماءه التي تسيل علي الارض من اسنانه المكسره وعظام وجه المحطمه ، ورآينا من يحرق الكنائس التي يحتمي بها السود من عسف وظلم الرجل الابيض يتضرعون لسيدهم انقاذهم وحمايتهم ورآينا من يطارد شابا اسود اعزل بالسياره وكآنه فريسه محكوم عليها بالموت تحاول الفرار من شرك صيادها وشاهدنا صمتا رهيبا وقسمات وجوه تنطق بما لا تقوله الالسنه حين دخل الرجل الانيق احياء الزنوج يسآلهم عن الشباب الثلاث ويسآلهم عن شكل حياتهم ومن الذي يعتدي عليهم ، شاهدنا صمتا رهيبا ينطق بظلم طاغي حيث لا يري الصامت كرها وجبرا اي سبيل لحمايه نفسه من ذلك الظلم الا الخرس وادمان الاهانه وانكار الاعتداء فماذا يجدي "لو وشينا بمن ضربنا وانتم سترحلون غدا وتتركونا معه يضرب فينا ويهينونا بلا حمايه بلا وقايه بلا حقوق ؟؟؟؟". " المسيسيبي يحترق " فيلم يصف حياه مجتمع متعصب مغلق علي نفسه يرفض ان يدس الاخرين انوفهم في حياته التي نظمها بطريقته البيضاء الظالمه المتجبره المنافيه للانسانيه ، مجتمع يري البيض فيه انهم غير السود ، انهم جنس ارقي ، انهم اقرب للرب ويفهموا تعاليمه وينفذوا ارادته عن طريق عزل السود بعيدا عنهم حاكما عليهم بالقهر المرسوم علي وجوهم بالظلم الذي يكوي قلوبهم ويحطم رجولتهم ، مجتمع تواطيء فيه الجميع العمده والشرطه والشعب الرجال والنساء علي استمرار سياسه الفصل العنصري الكامل تلك السياسه البغيضه المهينه المتنافيه بالطبع مع الحقوق المدنيه التي كان وقت احداث ذلك الفيلم يؤمن بها ويدافع عنها ويسعي لدعمها ونشرها قطاع هام من المجتمع الامريكي !!! وعلي لسان ابطال الفيلم اسمعنا السيناريست المؤلف العبارات الفاجعه الفجه بكل بساطه علي السنه بشر ابرياء ولدوا وشبوا ونضجوا وهرموا في ذلك المجتمع الذي يبث سمومه في رؤوسهم يوما بعد يوم فجرت في عروقهم كراهيه وبغض واحتقار للاخر حتي تصوروا تلك السموم والاكاذيب هي الحقيقه المطلقه التي لاسبيل لتغييرها ابدا !!!!! فالزنوج " قذرين لايتحممون مثلنا" !!!! و"لهذا المجتمع ثقافه بيضا وثقافه سوداء لايمكن انصهارهما او حتي التقريب بينهما !!! " و"قالت لنا المدرسه في المدرسه ان سياسه الفصل العنصري الكامل سياسه عظيمه اوصانا بها الرب " وشاهدنا النار تضرم في الصلبان الخشبيه وشاهدنا رجال الكوكولكس يرتدون الاقنعه البيضاء ويقتلون ويحرقون ويضربون بقسوه وعنف وتوحش فهم "يفعلون الصواب ويتقربون للرب " و" يحافظون علي نقاء جنسهم الابيض " !!!!!!! ..
هكذا كان المجتمع الامريكي عام الف وتسعمائه واربعه وستين احترق المسيسيبي وقتل شباب ال
حقوق المدنيه وفي نفس الوقت تقريبا في عام الف تسعمائه وسبعه وستين تصرخ السينما الامريكيه في فيلمها البديع " خمن من سيآتي للعشاء" تكشف الافكار الدفينه التي تحتل جميع النفوس في مجتمعها حتي مثقفي ذلك الوقت وليبرالييه اللذين يتشدقون بالشعارات حين تقرر ابنه احدهم " جوي " الجميله الزواج من " جون " دكتور اكاديمي متميز لكنه زنجي اسود - مثل دوره ببراعه الممثل سيديني بواتييه - وتصحبه معها لمنزلها ليتعرف به ابويها وترحل معه في نهايه اليوم ليتزوجا ، وقتها ينتفض اباها مرتبكا غاضبا من اختيارها لذلك الرجل "الاسود" الذي يحرج الاب لما يتمتع به الشاب من صفات انسانيه ومراتب علميه وثقافه تحول بين الاب وتوجيه ايه انتقادات موضوعيه له لتتضح المشكله الرئيسيه للاب الذي يواجه التناقض بين قناعاته المعلنه ضد العنصريه واراءه الحقيقيه الدفينه كابن لمجتمعه العنصري يحمل افكاره وثقافته مهما ادعي غير ذلك ولاتقف المشكله عند الاب الابيض بل يشاركه فيها الاب الاسود الذي يخاف من ذلك الزواج علي ابنه ومستقبله يحس ارتباطه ببيضاء في مجتمع عنصري قاسي سيظلم ابنه المتميز ويحاصره في خانه قهر لا يرغبها له الاب المحب ، تصرخ السينما الامريكيه تنبه مجتمعها لتناقضه المستعصي الذي يحتل نفوس ابناءه المستنيرين حسبما يتصوروا انفسهم ورآفه من صناع الفيلم بالمتفرجين تنهيه نهايه سعيده باحتفاء الاسرتين بحب ولديهما وبموافقتهما علي الزواج بين الابنه البيضاء والابن الاسود لكن ولايات الجنوب المتعصبه منعت عرض الفيلم لأنه «يؤذي مشاعر الناس». وعارض في ذلك الوقت 50% من بيض نيويورك هذا الحب المختلط يتفق معهم 96 % من البيض في كل أميركا ...
ولم يكتف
المجتمع الامريكي ومتعصبيه بمنع عرض الفيلم او معارضه حب ابطاله بل اعلنوا بوضوح رفضهم وغضبهم من تلك النهايه الوهميه السعيده ومضمونها الخطير ففي عام الف تسعمائه وتسعه وستين اغتيل " مارتن لوثر كينج " الزعيم الاسود المطالب بالغاء التمييز العنصري ضد الزنوج بعد سنوات من خطبته الشهيره التي صرخ فيها من أمام النصب التذكاري للرئيس الأمريكي ابراهام لنكولن" لديّ حلم أنه في يوم من الأيام ستنهض هذه الأمّة لتعيش معنًى عقيدتها الحقيقيّ .... أنّ كلّ الرّجال خُلِقُوا متساوين.. لديّ حلم أنه في يوم من الأيام وعلى تلال جورجيا الحمراء سيكون أبناء العبيد و أبناء ملاك العبيد السابقين قادرين على الجلوس معا على مائدة إخاء.. لدي حلم أنه في يوم من الأيام أنه حتّى ميسيسبي التي تتصبّب عرقًا من حرارة الظلم والاضطهاد ستتُحَوَّل إلى واحة حرّيّة وعدالة.. لديّ حلم أنّ أطفالي الأربعة سوف يعيشون في يوم من الأيام في دولة لن تعاملهم بلون جلدهم لكنّ بمحتويات شخصيّتهم.. لديّ اليوم حلم " اغتيل علي يد متطرف ابيض يميني اعتبر حلم مارتن لوثر كينج ودعوته السلميه لالغاء التمييز والفصل العنصري ضد الزنوج حلما خطيرا علي " امريكا البيضاء" يلزم اجهاضه ولو كان ثمن ذلك حياه صاحب الحلم ذاتها !!!!! اغتيل مارتن لوثر كينج مكذبا اغتياله الموجع النهايه الوهميه السعيده لفيلم " خمن من سيآتي للعشاء " مؤكدا تآصل الافكار العنصريه المخيفه في نفوس بعض الامريكين اللذين لايرغبون الا في اجهاض حلمه والحفاظ علي سياسه الفصل العنصري البغيضه وبقاء الافكار الحقيره تحتل الكثير من العقول ف"الاسود غير الابيض"و"هذه هي اراده الرب " مهما قال دعاه الحقوق المدنيه ونشطاء مقاومه التمييز العنصري !!!!.. لكن الصراع الفكري العقائدي استمر يتفاعل في المجتمع الامريكي مابين شد وكر وانتصارات وهزائم وتعديلات قانونيه وصعوبات واقعيه ومسيرات وشطط وكتابات وافلام وفي عام ٢٠٠٩ دخل باراك اوباما السانتور الاسود محامي الفقراء البيت الابيض مع زوجته وطفلتيه رئيسا منتخبا للولايات المتحده الامريكيه بعد ان صرخ في ناخبيه وابناء جلدته " نعم نستطيع " واوضح في كلماته اثناء دعايته الانتخابيه ان " إن الوثيقة الدستورية التى وقعت قبل ٢٢١ عاما قدمت إجابة عن السؤال حول مسألة العبودية من خلال فكرة جوهرية المساواة فى المواطنة دستور وعد شعبه بالحرية والعدالة غير أن ما تم خطه على الورق لم يكن كافيا لتحرير أسر العبيد.. وهو ما دفع بالمواطنين إلى النضال من أجل تضييق الفجوة بين المثل التى وعدوا بها وبين الواقع " واوضح بشكل عملي ان النضال الذي امن به كثير من المواطنين قد ضيق الفجوه فعلا الي الحد الذي اجلسه هو شخصيا في المكتب البيضاوي !!! خمسين سنه تقريبا مابين حريق المسيسيبي ومابين دخول باراك اوباما البيت الابيض رئيسا منتخبا للولايات المتحده الامريكيه !!! خمسين سنه عاشها المجتمع الامريكي في صراع فكري وواقعي بين دعاه الحقوق المدنيه والمواطنه وبين المؤمنين بالفصل العنصري الكامل ، خمسين سنه صرخ في بدايتها مارتن لوثر كينج " لدي حلم " ورد عليه باراك اوباما في نهايتها " نعم نستطيع " وخلالها جرت في النهر الامريكي مياها كثيره غيرت افكار معظم ابناء المجتمع فلم يعد الزنوج " لايتحممون مثلنا " ولم يعد عزلهم وتهميشهم من الحياه " تنفيذ لاراده الرب " بل صار انجب ابناءهم رئيسا للبلاد سلمت له الاغلبيه من جميع الاعراق الامريكيه قيادها وارتضته زعيما يقود مستقبلها في السنوات الاربع القادمه ، نعم هدده البعض بالاغتيال لكن الكثيرين منحوه حبهم واصواتهم الانتخابيه وثقتهم ودعموه ودافعوا عن وجوده وحقه في المنصب الذي يستحقه انتصارا لكل افكارهم ونضالهم وصراعهم الفكري .....
خمسي
ن سنه تافهه في عمر البشريه في عمر الحياه في عمر التاريخ تغيرت فيها الافكار فغيرت الواقع والدنيا !!!! خمسين سنه تافهه في عمر البشريه غيرت افكار المجتمع الامريكي ، لو كان مارتن لوثر كينج قد يآس من ان دعوته لن تؤتي ثماره في حياته وصمت ماكانت الدنيا قد تغيرت !!! لو كان سيديني بواتيه قد يآس من ان افكاره لن تلقي صداها التي تستحقه وسط مجتمع قاسي غبي متخلف رجعي يؤمن ان مكانه ليس منصه استلام جائزه الاوسكار بل غابه تقطيع الاشجار لمدفآه السيد لو كان يآس وصمت واعطي ظهره لكل مايحدث حوله ماكانت الدنيا قد تغيرت !!! لو ان صناع فيلم " المسيسبي يحترق " وفيلم " خمن من سيآتي للعشاء " وغيرها من الافلام العظيمه قد صرفوا نظرهم عن تلك الافلام التي ستحارب من كل متطرف متعصب ولن تجلب لهم الا المتاعب والمشاكل لو كانوا صمتوا ماكانت الدنيا قد تغيرت !!!! لو ان الشباب الثلاث اللذين قتلهم ال" كوكولكس " ودفنوهم تحت السد الترابي اثروا السلامه وبقوا في العاصمه يناضلون في الاجواء المريحه ولم يذهبوا للجنوب المتعصب ايمانا بمبادءهم العظيمه التي تطالب المواطنين بالمشاركه في العمليه الديمقراطيه وبطريقه سلميه فدفعوا ثمنها حياتهم وشبابهم لو كانوا بقوا في مكاتبهم المكيفه ماكانت الدنيا قد تغيرت !!! لو اي مواطن من دعاه الحقوق المدنيه والمواطنه في امريكا في بدايه الستينيات كان ينتظر انتصار افكاره انتصارا فوريا مباشرا في حياته ويآس لصعوبه الصراع واكتئب من حدته وصمت مهزوما لبقي التخلف والتعصب والرجعيه وعصابات "الكوكولكس " بقوا " ينفذوا اراده الرب " بايديهم واسلحتهم وعنفهم ولبقيت الدنيا علي حالها ظالمه راكده كئيبه عفنه آسنه مثل البحيره الميته !!!
لكن كل هؤلاء قرروا صناعه المستقبل ولم ينتظروا ايامه ليعيشوا فيها ويجنوا ثمارها قرروا صناعه المستقبل وكتابه سطوره سطر سطر بدماءهم بدموعهم بمجهودهم بحياتهم صناعه المستقبل لوطنهم واجيالهم القادمه وكآنهم كا
نوا واثقين ان المستقبل الجميل العادل الذي يحلموا به اتي اتي ولقد انتصروا فعلا كما اثبتت هذه الايام وتغيرت الدنيا وتغيرت افكار الناس ورحلت عن نفوسهم القسوه والغلاظه والتجبر وعجرفه الصواب والافكار المنحطه والتطرف الديني والتفسيرات المتعسفه المبرره للجرائم التمييزيه ضد البشر والمهينه للانسانيه وضميرها !!!! ان اجمل مافي انتخاب " بارك اوباما " رئيسا للولايات المتحده الامريكيه انه حقق حلم " مارتن لوثر كينج " وفتح الباب للملايين من ابناء المجتمع الامريكي لاصطحابهم للمستقبل بشعاره البسيط العميق " نعم نستطيع " واكد انه مجتمعه قد تغير وان بشره قد تغيروا وان حياتهم قد تغيرت وستتغير للافضل دائما !!! اجمل مافي انتخاب " باراك اوباما " رئيسا اسود للولايات المتحده الامريكيه انه اثبت للبشر ان " الدنيا بتتغير للامام وحتتغير " وان اي شخص منهم " نعم يستطيع " المشاركه في بناء المستقبل وصناعته وتحقيق احلامه فيه !!!!! الاجمل في كل ماحدث انه اثبت ويثبت للبشريه جمعاء ان التطرف والتعصب والتمييز بين البشر بسبب الجنس او الدين او اللون كل هذا وكل افكاره وقيمه وسلوكياته ودعاته لزوال ولمزبله التاريخ نعم طريق المستقبل شاق طويل صعب له ثمن باهظ وضحايا وتضحيات لكنه طريق حتمي ونتيجه مضمونه مهما طالت او بعدت او تآخرت !!! الدنيا بتتغير للاحسن وحتتغير !!!!!! احلم لكني اؤمن اننا نعم نستطيع !!!!!!!! الفقره الاخيره - حياه البشريه اطول كثيرا من حياه كل واحد من بشرها ومن يتصور ان كل الانجازات العظيمه التي يحلم بها ستتحقق في حياته ساذج فحياه كل منا معبر من ضمن ملايين المعابر للمستقبل ، وجميعنا بكل الجهد والاخلاص والاصرار سنغير الحياه التي لن نعيشها وسنجعلها افضل .. فكروا بهذه الطريقه ترتاحون ويزداد اصراركم علي بذل الجهد فالمستقبل الجميل ات لاريب ولو لم نعشه نحن شخصيا لكن من سيعيشوه سيتذكروا كل المخلصين اللذين بذلوا الجهد وقدموا التضحيات ومهدوا الطريق الصعب الشاق ... فهل نسيت امريكا مارتن لوثر كينج ؟؟؟ انه صنع المستقبل بافكاره ومات من اربعين سنه ولم يشهد انتصاره لكن كل العالم شهده !!!!! وليس معني هذا ان ننام حتي تتغير الدنيا بل معناه ان نبذل الجهد المخلص واثقين من الانتصار القادم حتي لو لم نعش ايامه !!!
الجمله الاخيره - قال الصينين في حكمتهم القديمه - لو زفر الشعب كله في اتجاه واحد لهبت عاصفه ، واقول انا انه - هنا في وطننا - لو تكاتفت كل الجهود في قضيه المواطنه ومنع التمييز الديني او العرقي او الجنسي او الطبقي ، لو تكاتفت كل الجهود لاقترب المستقبل الذي نحلم به جميعا وكلي ثقه ان ارواحنا
سترفرف وقتها في سماء الوطن سعيده راضيه بدورها الصغير في صناعه التغيير الكبير وصياغه المستقبل الجميل الذي سيآتي سيآتي !!!!!!!
السطر الاخير - لم افرح بانتخاب اوباما من منطق عربي او بامل انحيازه
لنا ولقضايانا او ... او.. او .... فرحت بانتخابه لانه دليل حي ومبهج علي تغيير افكار وقناعات وثقافه ومعتقدات قطاع كبير من المجتمع الامريكي ، فرحت بانتخابه لانه دليل حي وحقيقي علي ان " الدنيا بتتغير للاحسن وحتتغير " !!!!!!!
نشرت في جريده روز اليوسف الاربعاء ٢٩ ابريل ٢٠٠٩