منذ سنوات طويلة بعيدة – كنت طالبة في كلية الحقوق ولم اتخرج بعد –شاهدت نبيل الهلالي يقف خلف القضبان مبتسما كمثل شجرة صفصاف ضخمة تحمي الجميع من قيظ الحر بظلها الحاني ، شاهدته في قفص المحكمة حرا طليقا متوهجا متألقا كابطال الدراما الاغريقية شامخ لايشعر برودة القضبان التي تحاصره ولايحس حصارها بل يتحداها ويتحدي سجانيه بنشر دفئه الخاص وهجا وبريقا ينبعت من عينيه اللامعتين يسري في عروق الاخرين ثقة وكرامة وقوة مبعثهم الايمان الراسخ بكل مبادئه واحلامه ... يومها ولم اكن اعرفه جيدا تمنيت لو عملت معه وانضممت لفريق المتدربين في مكتبه ، كنت – ويالا سذاجتي - اظنه مجرد محامي بارع متميز وسرعان مااكتشف فداحه خطئي وقت اتاحت لي الاقدار الاقتراب منه !!! لتسمحوا لي ان اكتب لكم اليوم بقلم مداده دمع العين والقلب مرتعش حزين عن استاذي ومعلمي نبيل الهلالي ولتكن كلماتي هي القرنفلة الحمراء التي اضعها فوق قبره الذي لم اقوي علي زيارته ، كلماتي اليوم هي رساله حب وامتنان من تلميذة اسعدها الحظ وقادتها سبل حياتها للاقتراب من استاذ ومعلم كبير جليل عشت بجواره سنوات سبع في بدايه حياتي المهنية ونهلت من خبراته الانسانية والعملية فتعلمت منه كل القيم الجميلة والمباديء الجادة التي بقيت لي نصيبي في ميراثه لتؤنسني في الايام الموحشة ومااكثرها وتهون علي الايام الصعبة ومااقساها !!!
" والهلالي لما قام قلعوه روب المحامي لبسوه توب الاتهام " احدثكم عن نبيل الهلالي الرجل الذي حين تراه للمرة الاولي يأسر قلبك بتواضعه الجم ولاتصدق انك تقف في حضرة المناضل الصلب الصلد لكن سرعان ما تتكشف لك حقيقته شخصيه قوية تٌمسك بثقة ويقين بزمام الحقيقة التي أمن بها واعتنقها فدفع برضا وقناعة وحماس ايام حياته كلها ثمنا لها ، احدثكم عن الرجل المختلف الجاد الذي سمعنا - ايام شبابنا البعيدة - عن اختيارات حياته الصعبة وتضحياته ونضاله فاحببناه وحين عرفناه وخبرناه وعشنا معه التجارب الصعبة عرفناه اكثر واحببناه اكثر واكثر واحترمناه وآمنا به ، هو الرجل الذي احب الوطن وفقراءه وكادحيه وانتمي اليهم بالافعال الحقيقية المؤثرة وليست بالكلمات البليدة الجوفاء فصنع من حياته انشودة في حب الوطن وتركها ليتغني بها شعراء الربابة والمداحين الشعبيين في ليالي القمر وقت يتجمع ابناء الوطن تحت سماءه يحتفلون بانتصاراتهم القادمة لاريب فيها!!! احدثكم عن المناضل والانسان احمد نبيل الهلالي الذي امن بالاشتراكية طريقا وحيدا للمستقبل الرغد للوطن وكل ابناءه فمنح حلمه ويقينه كل ايامه ولياليه وكل قلبه ورحيق فكره مهرا غاليا يشتري بهم المستقبل الذي تمناه وانتظره وقدم من اجله الغالي والنفيس ودفع في سبيله الثمن الباهظ لكن المستقبل الذي حلم به الهلالي وروج له ومنحنا الامل في الاحتفال بانتصاراته تلكأ ولم يأتي في حياته فعاش الهلالي قدر ماعاش لايتواني عن بذل الجهد المخلص الصادق من اجل الشعب فاحبه الوطن وابناءه واحتفوا به وتجمعوا حوله وصدقوه وحين حانت ساعة الرحيل بعد حياة صاخبة صادقة انسل من بيننا في هدوء وتواضع جم كعادته وترك لابناءه ولتلاميذه ولاصدقاءه ولمريديه رفاق دربه الصعب وشركاء حلمه ثمرة عمره وخبرتها وعيا منتبها وبصيرة نافذة واحساس رهيف دقيق مميز فسار الناس خلف جثمانه في مشهد مهيب يبكوه بدمع الاعين والقلوب التي تملكتها برودة اليتم واكتوت بنار الفقد وسيطر عليها الخوف من الضياع ورهبة الحرمان من القائد والمعلم والاستاذ !!!
" والهلالي لما قام قلعوه روب المحامي لبسوه توب الاتهام " بيت شعري بليغ كتبه احمد فؤاد نجم عن البطل المناضل منذ زمن بعيد في خضم احداث جسام ألمت بالوطن وزجت بابطاله وزعمائه وراء القضبان وكان من ضمنهم وعلي رأسهم نبيل الهلالي المناضل الاشتراكي الذي احب الوطن من اعماق قلبه وآمن بقدرات ابناءه وحلم بانتصاراته واستقلاله وسيادته الوطنيه وعمل بكل جهده لتحقيق حلمه وحلم رفاقه فجمع الشتات والفرقاء والمتشاحنين في بوتقة حب ووعي وامل سبيلا وحيدا لانقاذ الوطن فاذا باجهزة الامن – وقتها – تقبض عليه وتودعه معتقل القلعة الذي رحبت جدرانه بالزعيم المناضل تعبيرا عن شوق دفين وافتقاد للرجل الذي وزعت ايامه ولياليه مابين المعتقلات والسجون والنيابة والمحكمة محام ومتهم يتبادل الدورين بكفاءة ملفته للنظر ومنقطعة النظير !!!
احدثكم عن نبيل الهلالي ابن الطبقة العليا الحاكمة الذي تمرد عليها وخرج عن ناموسها ورفض ثراءها وثروتها وسلطتها وسطوتها وانسلخ عن جلدتها واختار – بوعي وبصيرة - الشعب حضنا له وابناءه المخلصين عائلة ينتمي اليها فمنحه الشعب حبه واغدق عليه محبي الوطن مشاعرهم الدافئة الصادقة وتباهوا به فكان ابنهم البكري الفذ الذي وهبهم ايام عمره بقناعة ثمنا لاحلامهم فرفع رأسهم وراياتهم عاليا ...
احدثكم عن محامي الشعب الذي آمن بقضايا وطنه وابناءه ودافع عن حرياتهم وحقوقهم وترافع عنهم – في كل الساحات واثناء كل المعارك - بقلبه وعقله وكل احساسه ووجدانه وذكاءه الحاد وملكاته المتميزة فمنح قضية شعبه وقضية ابناءه كل سنوات عمره ولم يبخل علي أي مظلوم بجهده الفعال ولم يتواني عن دعم كل مناضل تحاصره الظروف الصعبة ولم يتأخر عن تقديم السند لكل محتاج اعوزته الايام القاسية وضغطت عليه ولم يتردد ابدا في قبول قضية صاحب الحق مهما كانت صعبة ونبذ باصرار وقوة قضايا المعتدين وسارقي الحقوق فلم يسخر علمه وموهبته لتكريس ظلمهم مهما كانت المغريات التي يعرضوها عليه ويلوحون له ببريقها !! انه المحامي الفريد الذي لم يمارس المحاماة مهنة بل احبها كرسالة هدفها الاسمي نصرة الضعفاء والمظلومين والمكلومين لضياع حقوقهم فلم يتقاضي اتعابا من موكليه الا حبهم الدفين واحترامهم الصادق ففاز بالجائزة الكبري التي لم يفز بها كانزي الاموال فاز بالحب والاحترام الذي اخرج احباءه بغير اتفاق وبغير ترتيب يسيرون خلف جثمانه يذرفون الدمع الحار يلوحون له بكفوفهم التي طالما قبض عليها يقويهم ويشد من ازرهم ويدعمهم ويهنئهم وقت تحقيق مكاسبهم العظيمة ، انه المحامي السياسي صاحب البصيرة الذي ترافع عن جنود الامن المركزي – الذين قطعوا طريقه مرات ومرات وهددوه وهددوا احباءه بعصاهم الموجعة– ترافع عنهم وقت ثاروا وتمردوا غضبا علي الظروف غير الادمية التي اجبروا علي العيش في اسرها ، ترافع عنهم فهم شباب الفلاحين الذي اقتلعوا من ارضهم الخضراء الخصبة والقوا في معسكرات الصحراء يعانون العطش والقحط ، ترافع عنهم فهم الزراع الذين اقتلعت الفؤوس من ايديهم عنوة واجبروا علي حمل العصا الغليظة لضرب اهلهم وذويهم ، يومها وقف الهلالي يصرخ باعلي صوته مدافعا عنهم وعن حقهم في التمرد المشروع والحياة الادمية ، انه القائد السياسي الذي قبض علي فكره ومباديءه ولم يفقد يقينه لحظة في الانتصار الحتمي لاختياراته السياسية لكنه في نفس الوقت ارتدي ثوب المحامي معتزا به فترفع عن الاختلاف السياسي وتجاوز الخلاف الايدولوجي وفتح احضانه لاحباء الوطن أي ماكانت الراية التي تعلو فوق هامتهم فلم يفرق بين شيوعي و"اخوانجي " وترافع عن كل السجناء السياسين الذين قبض عليهم لانهم اصحاب فكر سياسي – مهما كان اختلافه مع أي منهم – اعضاء كانوا في تنظيم الجهاد او الاشتراكيين الثوريين او الحزب الشيوعي المصري او تنظيم التكفير والهجرة فعاش مدافعا عن كل المعتقلين والسجناء السياسين بما فيهم خصومه الفكريين واعداءه الايدلوجين ممارسا قناعاته الراسخة بأن الحرية والديمقراطية حق للجميع..
لقد عاش الهلالي حياة سيتوقف امامها التاريخ المنصف للشعب طويلا ورحل رجلا عظيما رمزا لكل المباديء والقيم النبيلة التي حباه بها الواهب العظيم ، رحل بعد حياة عظيمة حافله بالتضحيات والعطاء وترك سيرته وذكريات نضاله لابناءه واحفاده والقادمين من بعده القدوة والنموذج والمثال الجاد المحترم لتقودهم في الدروب الصعبة تبدد وحشتها وتهون مصاعبها وترشد خطاهم في طريق المستقبل الطويل الصعيب ، لذا سار خلف جثمانه الالوف من ابناء الشعب لا يجمعهم في مسيرتهم الا حب الوطن وحب اعز ابناءه نبيل الهلالي ، سار خلف جثمانه لحظة الوداع كل الاضداد المختلفين ، سياسين معبرين عن كل الوان الطيف السياسي ، عمال ، فلاحين ، شيوخ شاركوه جدران الزنازين ولسعه سوط الجلاد ، شباب لم يعرفه شخصيا لكنه يحترمه ويحبه ، نساء اتشحت بالسواد تمسح دمعها بيد وتلوح بالاخري تودع الاخ " الحنين " والاب العظيم ، وارتفعت فوق جنازته كل الرايات وتشابكت الهتافات من كل الحناجر وتساند المعزين علي كتف بعضهم البعض يترنحون من هول فقدانه يهتفون من اعماق قلوبهم الثكلي "الهلالي ابن الشعب ، الهلالي زعيم الشعب ، الهلالي محامي الشعب " ...
رحل الهلالي وترك للوطن تراثا انسانيا ثمينا لرجل آمن بفكرة عظيمة فدفع الثمن الغالي من اجل تحقيقها ، رحل الهلالي وترك لنا حلمه الذي لم يتحقق بعد وغده الذي انتظره ولم يأتي حتي الان وطالبنا ببذل الجهد المخلص لتحقيق حلم الوطن وحلم كل ابناءه وتركنا جميعا نمسح دموعنا ونسعي الا يتلكأ المستقبل الجميل وألا يتأخر علينا صباحه البكر وراياته الخفاقة !!! رحل الهلالي ولم يرحل فقد احتل كل قلوبنا وبقي معنا ولنا شجرة صفصافة ضخمة كبيرة نهرع تحت اغصانها الخضراء نلتقط انفاسنا ونريح اجسادنا التعبة كلما ضللنا الطريق !!!!
الفقرة الاخيرة – لم تطاوعني اللغة دائما في التعبير عن افكاري لكنها اليوم تمردت علي فعجزت عن التعبير عن دفين مشاعري فقد كتبت وكتبت حاولت ان اصف لكم رجلا عظيما واظنني لم افلح فقد كان اعظم مما وصفت واشد نبلا مما عبرت واكثر قوة عما شرحت وها انا اعتذر له ولكم ولكل احباءه عن قصوري وتقصيري !!!
الاربعاء 21 يونيو 2006
" والهلالي لما قام قلعوه روب المحامي لبسوه توب الاتهام " بيت شعري بليغ كتبه احمد فؤاد نجم عن البطل المناضل منذ زمن بعيد في خضم احداث جسام ألمت بالوطن وزجت بابطاله وزعمائه وراء القضبان وكان من ضمنهم وعلي رأسهم نبيل الهلالي المناضل الاشتراكي الذي احب الوطن من اعماق قلبه وآمن بقدرات ابناءه وحلم بانتصاراته واستقلاله وسيادته الوطنيه وعمل بكل جهده لتحقيق حلمه وحلم رفاقه فجمع الشتات والفرقاء والمتشاحنين في بوتقة حب ووعي وامل سبيلا وحيدا لانقاذ الوطن فاذا باجهزة الامن – وقتها – تقبض عليه وتودعه معتقل القلعة الذي رحبت جدرانه بالزعيم المناضل تعبيرا عن شوق دفين وافتقاد للرجل الذي وزعت ايامه ولياليه مابين المعتقلات والسجون والنيابة والمحكمة محام ومتهم يتبادل الدورين بكفاءة ملفته للنظر ومنقطعة النظير !!!
احدثكم عن نبيل الهلالي ابن الطبقة العليا الحاكمة الذي تمرد عليها وخرج عن ناموسها ورفض ثراءها وثروتها وسلطتها وسطوتها وانسلخ عن جلدتها واختار – بوعي وبصيرة - الشعب حضنا له وابناءه المخلصين عائلة ينتمي اليها فمنحه الشعب حبه واغدق عليه محبي الوطن مشاعرهم الدافئة الصادقة وتباهوا به فكان ابنهم البكري الفذ الذي وهبهم ايام عمره بقناعة ثمنا لاحلامهم فرفع رأسهم وراياتهم عاليا ...
احدثكم عن محامي الشعب الذي آمن بقضايا وطنه وابناءه ودافع عن حرياتهم وحقوقهم وترافع عنهم – في كل الساحات واثناء كل المعارك - بقلبه وعقله وكل احساسه ووجدانه وذكاءه الحاد وملكاته المتميزة فمنح قضية شعبه وقضية ابناءه كل سنوات عمره ولم يبخل علي أي مظلوم بجهده الفعال ولم يتواني عن دعم كل مناضل تحاصره الظروف الصعبة ولم يتأخر عن تقديم السند لكل محتاج اعوزته الايام القاسية وضغطت عليه ولم يتردد ابدا في قبول قضية صاحب الحق مهما كانت صعبة ونبذ باصرار وقوة قضايا المعتدين وسارقي الحقوق فلم يسخر علمه وموهبته لتكريس ظلمهم مهما كانت المغريات التي يعرضوها عليه ويلوحون له ببريقها !! انه المحامي الفريد الذي لم يمارس المحاماة مهنة بل احبها كرسالة هدفها الاسمي نصرة الضعفاء والمظلومين والمكلومين لضياع حقوقهم فلم يتقاضي اتعابا من موكليه الا حبهم الدفين واحترامهم الصادق ففاز بالجائزة الكبري التي لم يفز بها كانزي الاموال فاز بالحب والاحترام الذي اخرج احباءه بغير اتفاق وبغير ترتيب يسيرون خلف جثمانه يذرفون الدمع الحار يلوحون له بكفوفهم التي طالما قبض عليها يقويهم ويشد من ازرهم ويدعمهم ويهنئهم وقت تحقيق مكاسبهم العظيمة ، انه المحامي السياسي صاحب البصيرة الذي ترافع عن جنود الامن المركزي – الذين قطعوا طريقه مرات ومرات وهددوه وهددوا احباءه بعصاهم الموجعة– ترافع عنهم وقت ثاروا وتمردوا غضبا علي الظروف غير الادمية التي اجبروا علي العيش في اسرها ، ترافع عنهم فهم شباب الفلاحين الذي اقتلعوا من ارضهم الخضراء الخصبة والقوا في معسكرات الصحراء يعانون العطش والقحط ، ترافع عنهم فهم الزراع الذين اقتلعت الفؤوس من ايديهم عنوة واجبروا علي حمل العصا الغليظة لضرب اهلهم وذويهم ، يومها وقف الهلالي يصرخ باعلي صوته مدافعا عنهم وعن حقهم في التمرد المشروع والحياة الادمية ، انه القائد السياسي الذي قبض علي فكره ومباديءه ولم يفقد يقينه لحظة في الانتصار الحتمي لاختياراته السياسية لكنه في نفس الوقت ارتدي ثوب المحامي معتزا به فترفع عن الاختلاف السياسي وتجاوز الخلاف الايدولوجي وفتح احضانه لاحباء الوطن أي ماكانت الراية التي تعلو فوق هامتهم فلم يفرق بين شيوعي و"اخوانجي " وترافع عن كل السجناء السياسين الذين قبض عليهم لانهم اصحاب فكر سياسي – مهما كان اختلافه مع أي منهم – اعضاء كانوا في تنظيم الجهاد او الاشتراكيين الثوريين او الحزب الشيوعي المصري او تنظيم التكفير والهجرة فعاش مدافعا عن كل المعتقلين والسجناء السياسين بما فيهم خصومه الفكريين واعداءه الايدلوجين ممارسا قناعاته الراسخة بأن الحرية والديمقراطية حق للجميع..
لقد عاش الهلالي حياة سيتوقف امامها التاريخ المنصف للشعب طويلا ورحل رجلا عظيما رمزا لكل المباديء والقيم النبيلة التي حباه بها الواهب العظيم ، رحل بعد حياة عظيمة حافله بالتضحيات والعطاء وترك سيرته وذكريات نضاله لابناءه واحفاده والقادمين من بعده القدوة والنموذج والمثال الجاد المحترم لتقودهم في الدروب الصعبة تبدد وحشتها وتهون مصاعبها وترشد خطاهم في طريق المستقبل الطويل الصعيب ، لذا سار خلف جثمانه الالوف من ابناء الشعب لا يجمعهم في مسيرتهم الا حب الوطن وحب اعز ابناءه نبيل الهلالي ، سار خلف جثمانه لحظة الوداع كل الاضداد المختلفين ، سياسين معبرين عن كل الوان الطيف السياسي ، عمال ، فلاحين ، شيوخ شاركوه جدران الزنازين ولسعه سوط الجلاد ، شباب لم يعرفه شخصيا لكنه يحترمه ويحبه ، نساء اتشحت بالسواد تمسح دمعها بيد وتلوح بالاخري تودع الاخ " الحنين " والاب العظيم ، وارتفعت فوق جنازته كل الرايات وتشابكت الهتافات من كل الحناجر وتساند المعزين علي كتف بعضهم البعض يترنحون من هول فقدانه يهتفون من اعماق قلوبهم الثكلي "الهلالي ابن الشعب ، الهلالي زعيم الشعب ، الهلالي محامي الشعب " ...
رحل الهلالي وترك للوطن تراثا انسانيا ثمينا لرجل آمن بفكرة عظيمة فدفع الثمن الغالي من اجل تحقيقها ، رحل الهلالي وترك لنا حلمه الذي لم يتحقق بعد وغده الذي انتظره ولم يأتي حتي الان وطالبنا ببذل الجهد المخلص لتحقيق حلم الوطن وحلم كل ابناءه وتركنا جميعا نمسح دموعنا ونسعي الا يتلكأ المستقبل الجميل وألا يتأخر علينا صباحه البكر وراياته الخفاقة !!! رحل الهلالي ولم يرحل فقد احتل كل قلوبنا وبقي معنا ولنا شجرة صفصافة ضخمة كبيرة نهرع تحت اغصانها الخضراء نلتقط انفاسنا ونريح اجسادنا التعبة كلما ضللنا الطريق !!!!
الفقرة الاخيرة – لم تطاوعني اللغة دائما في التعبير عن افكاري لكنها اليوم تمردت علي فعجزت عن التعبير عن دفين مشاعري فقد كتبت وكتبت حاولت ان اصف لكم رجلا عظيما واظنني لم افلح فقد كان اعظم مما وصفت واشد نبلا مما عبرت واكثر قوة عما شرحت وها انا اعتذر له ولكم ولكل احباءه عن قصوري وتقصيري !!!
الاربعاء 21 يونيو 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق