الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

" الحصاد المزعج......"


تلاحقت الاحداث خلال 2005 بشكل مربك لتنوعها واختلافها وتناقضها فجاء حصاد العام بعيدا عن الفرح والبهجه والتفائل حصادا مزعجا اختلط فيه الحزن بالشجن بالقلق بالتوتر بالضجيج ، فخرجنا من العام او كدنا نخرج منه ونحن نمسك برؤوسنا الما نشعر توجسا من الايام والاعوام القادمة متمنيين من الله العزيز القدير ان تكون 2006 افضل من 2005 وهو علي كل شيء قدير .. وانا اليوم استعرض معكم بعض احداث 2005 التي وقفت امامها منتبه وهي تجري افكر فيها واتأملها واسأل نفسي " ماذا سيحدث غدا ؟؟ " واتمتم في سري " الله مااجعله خير "
وعلي قمة احداث عام 2005 جاء تغيير الماده 76 من الدستور،وهو التغيير الذي ترتب عليه منح الشعب المصري ولاول مرة في تاريخه الحق في الانتخاب المباشر لرئيس الجمهورية من بين اكثر من مرشح .. ولم يقلل لدي من اهمية التغييرات التي لحقت بتلك الماده ، كافه الاعتراضات التي ابدتها القوي السياسية المعارضة علي القيود التي وردت بالمادة المعدلة الجديدة والتي من شأنها اغلاق الباب الحقيقي امام الناس في الترشح لهذا المنصب وتداول السلطة فعلا تداولا ديمقراطيا حقيقيا ، فانا اري ان تغير المادة في ذاته امرا ايجابيا وخطوة اولي في الطريق الشاق للمستقبل و"اول الغيث قطرة !!"..
وقد جاءت الانتخابات التشريعية لبرلمان المستقبل في المرتبة التالية من حيث الاهمية بين احداث عام 2005 باعتبارها اكثر الانتخابات فسادا وشراءا للذمم والضمائر والاصوات الانتخابية واكثر الانتخابات عنفا فيما بين المرشحين بعضهم وبعض وفيما بين الناخبين بعضهم وبعض وفيما بين الناخبين والمرشحين والشرطة وفيما بين الشرطة والقضاة واكثر الانتخابات تغييرا للوجوة البرلمانية المألوفة واكثر الانتخابات استبعادا للنساء من الترشيح ومن العضوية البرلمانية ويمكن اعتبارها ايضا انتخابات سقوط الاسماء الكبري والنجوم وسبحان من له الدوام ..
وخلال عام 2005 ذاته افاق الوطن مرات ثلاث - منذ سنوات طويلة - علي انفجارات غامضة تاره في منطقه الحسين الاثرية وتاره ثانية في ميدان التحرير بالقاهرة والمرة الثالثة - وعلها الاخيرة - في شرم الشيخ درة تاج السياحه والحجر الاثمن في عقدها ، ولم يقبل الوطن كل التفسيرات التي قيلت بشأن تلك الانفجارات ولم يصغي لكل التعليقات التي قيلت بشأن تلك الانفجارات ومبرراتها وظروفها وطبيعه مرتكبيها ، وخزن الوطن قلقه من تلك الانفجارات رصيدا مؤرقا يتعايش معه بوجل كئيب وخوفا موجعا علي لقمة عيش ابناءه ومستقبله من القتلة ذوي القلوب الصخرية الذي يملكوا من غلظة القلب ما يمكنهم من العبث بمستقبل الوطن وايام ابناءه بلا ضمير او احساس ..
وقبل ان يحمل عام 2005 عصاه ويرحل حكم علي ايمن نور رئيس حزب الغد والمرشح لانتخابات رئاسه الجمهورية بالسجن المشدد خمسه سنوات بحكم قضائي واجب النفاذ وعلي الرغم من ان الحكم القضائي عنوان الحقيقة وله احترامه وقدسيته ولو الغي بعد ذلك من المحكمة الاعلي ، الا انني – وعلي الرغم من عدم اتفاقي مع ايمن نور وبالرغم من كل تحفظاتي عليه كاحد اقطاب المعارضة المصرية - لم اكن اتمني ان يقدم ايمن نور للمحاكمه بل وكنت اتمني الا تجد المحكمة في اوراق الدعوي ما تدينه علي اساسه ، وفي نفس الوقت كنت اتمني الا تتدخل الاداره الامريكية في موضوع ايمن نور او قضيته وتتركه وشأنه فمصداقية الاداره الامريكية ذاتها محل شك ومجرد انحيازها او تعاطفها مع ايمن نور مثير للريبة التي ليست من مصلحه ايمن انور وحزبه السياسي ، لكني في ذات الوقت لا اصدق ما يردده العامه همسا فيما بينهم من أن تدخل الاداره الامريكية وانحيازها لايمن نور هي التي جلبت عليه المتاعب والسجن ، فالقضاء المصري – حسبما اعرفه - لايتأُثر في احكامه لا برأي الاداره الامريكية ولا الحكومه المصرية ..
وتعد محرقة بني سويف هي الحدث الاسود الجلل في احداث هذا العام ، فهي كارثة معبرة عن حاله مكثفة مستمرة من اهمال افرز اهمال ولامبالاة وجهل و" استهبال " خلق حالة من البلادة والتسيب تسببت في كارثة مشتعله احرقت قلوبنا " فعلا وليس مجازا" وهي المحرقة التي دفعت كوكبة من عقول الوطن وفنانيه المبدعين حياتهم الغالية ثمنا لها وقد قال اعضاء نقابه المهن التمثيلية في انتخاباتهم الاخيرة – وقبل رحيل 2005 - رأيهم الحازم في ذلك الحادث بشكل ايجابي مؤثر باختيارهم - بشكل اجماعي جماعي - لقائمة النقابيين المدافعين بشكل عملي حقيقي عن ضحايا المحرقة وشهداءها نقيبا واعضاءا لمجلسهم ، لتكون انتخابات نقابه التمثيلين رسالة احتجاج واضحه المعاني وادانة لذلك الاهمال ولجميع المسئولين عنه ايا ماكان مواقعهم ..
ولايمكن ان نتحدث عن احداث عام 2005 دون ان نمر وبسرعه علي نوعية الدراما المصرية التي عرضت في رمضان 2005 والتي جاءت - في اغلب مسلساتها - مأساة بكل المقاييس الدرامية حيث سيطر عليها امرين مرتبطين الاول سيطرة النجم الواحد علي العمل وتفصيل دوره وتكبيره وجعل بقيه الممثلين والشخصيات مخصصه لخدمته الدرامية ولتواجده المنفرد علي الشاشة طوال كل حلقه طوال الثلاثه وثلاثين يوم ، والثاني تفصيل " الورق " لخدمة النجم البطل الواحد باعتباره مبررا للتسويق والترويج الاقتصادي للمسلسل وبسبب هذين الامرين المرتبطين بيعت المسلسات التلفزيونية المصرية للمحطات الفضائية والارضية بيعا اقتصاديا مربحا جدا وانفض عنها الجمهور ولعنها النقاد في ذات الوقت جدا جدا ..
هل مررت علي كل احداث عام 2005 ، لا اظن ، لكن يكفيني ويكفيكم ما اشرت اليه من احداث ، ويكفيني ويكفيكم ماعشناه من 2005 ، فهاانا اودعها بكل الراحه وانتظر 2006 بكل التفائل غير الموضوعي " لعل وعسي " ,,.
السطر الاخير – في نهايه كل عام يمر علينا في اعوامنا القصيرة نتمني ان يأتي العام الجديد جديدا مشرقا يحمل لنا البهجة والبشر ، لكن امنياتنا هذه لاتتحقق دائما ، وعلي الرغم من هذا لانتوقف عن التمني والرجاء ، اتمني عام 2006 للوطن ولنا جميعا عاما جميلا مشرقا ..
الكلمة الاخيرة – لاتنسوا ان تكسروا " قلة " في اليوم الاخير لعام 2005 عل ايامها تذهب بلا عودة ومعها كل ما نعيشه من معاناة وقلق .. كل سنه وانتم طيبين ..
الاربعاء 28 ديسمبر 2005

ليست هناك تعليقات: