الخميس، 27 أغسطس 2009

تآملات في المسآله الانتخابيه - رحله ال٥٥ يوم


منذ خمسه وخمسين يوم رشحت نفسي في انتخابات نادي الصيد لعضويه مجلس اداره النادي وخضت معركه قويه مع واحد وعشرين مرشح غيري رجالا ونساء نتنافس جميعا علي مقاعد مجلس الاداره السته فعشت الخمسه والخمسين يوما السابقه تجربه حياتيه بديعه صاخبه ثريه انتهت بنتيجه رسميه مفادها حصولي علي ثلاثه الاف وتسعمائه وتسعه عشر صوتا انتخابيا لاناس اعضاء في النادي لااعرف معظمهم معرفه شخصيه لكنهم منحوني اصواتهم الغاليه ايمانا منهم بشعاري " التغيير ضرورة " وتصديقا منهم لقولي " جميعنا شركاء في القرار شركاء في الاداره " واقتناعا بخطابي وحديثي وبرنامجي الانتخابي ، ومع اصواتهم منحوني ثقتهم وحبهم وصدق مشاعرهم و" سقطت في الانتخابات " !!! لكن من قال ان التجارب الثريه في حياه البشر يمكن قياس اثرها ونتائجها وقيمتها بالارقام و الاصوات والنتائج الرسميه ؟؟؟؟ نعم " سقطت " في الانتخابات لكني "نجحت" جدا في تلك التجربه وخرجت من تلك المعركه الانتخابيه " كسبانه " ماهو اهم كثيرا من مقعد مجلس الاداره وماهو ابقي !!!!! وتعلمت الكثير والكثير والكثير !!!!!!!!!!ا

في البدايه يهمني اوضح ان الانتخابات وتداول المقاعد بين الناس هو صميم العمليه الانتخابيه وقلبها النابض ، فالديمقراطيه ليست حق الاعتراض او حق الانتقاد او حق التذمر و" ترك الحال علي ماهو عليه " الديمقراطيه ليست مجرد " رغي وكلام وتنفيس غضب " لا ديمقراطيه بغير تداول للمقاعد ، لاديمقراطيه بغير دماء جديده تضخ في المؤسسات والهيئات والمنظمات المختلفه بما تحمله تلك الدماء الجديده من افكار وحماس وحيويه واختلاف رؤي واهداف وبالطبع الانتخابات غير "التزكيه وتجديد الثقه والبقاء علي العهد" وكل تلك الشعارات "الجامده" التي يبرر بها الكثيرين احتكار المواقع والانفراد بالمقاعد والاستئثار بالاداره ، الديمقراطيه عمل ايجابي بالضروره يفترض اختراق الساحات وخوض الصراعات وتناقض الافكار واختلافها !!!ا ولان " الكمال لله وحده " فدائما هناك " نواقص " و" سلبيات " لاي مجلس او هيئه او مجموعه بشر تحكم او تدير مهما كانت براعتهم او كفاءتهم او اخلاصهم ، فضلا عن الاختلاف في الراي الذي لايفسد للود قضيه هو اساس العمليه الديمقراطيه ، فاختلاف وجهات النظر بين الفرقاء واختلاف قناعاتهم واولوياتهم و" اجنداتهم " واختلاف مصالح وطبائع واهداف واحلام جمهور كل منهم ، كل هذا ، يبرر بل يحتم تداول المقاعد فاذا كان من يدير امس واليوم - اي مكان سواء نادي او جمعيه او مؤسسه - يؤمن بافكاروخطط ومستهدفات ينفذها عمليا اثناء جلوسه " علي مقعده المنتخب " ولافكاره جمهورها ومريديها والمؤيدين لها ، فان من لا يدير - ويتقدم للخدمه العامه ويطرح نفسه علي جمهورها عن طريق الترشيح عبر اليات الديمقراطيه - له ايضا افكار واهداف تعبر عن مصالح قطاع اخر من الجمهور يسعي لتحقيقها وتنفيذها علي ارض الواقع !!! هذه قواعد عامه يعرفها الجميع لكني اكررها ثانيه توضيحا لامر هام ان خوض اي مرشح للانتخابات - او هكذا اؤمن - لا يكون الا باستهداف المصلحه العامه وليس تعبيرا عن خصومه شخصيه او خلاف ذاتي !!! وحين ينقشع غبار المعركه وتنتهي الانتخابات وتغلق الصناديق وينتهي الفرز وتعلن النتائج ويفوز من يفوز و" يسقط من يسقط " وقتها ينصاع الجميع لنتائج الديمقراطيه ومااسفرت عنه ويتبادلوا التهانيء ..... وبس خلاص !!!!ا

لقد خضت تلك الانتخابات انا وخمسه عشر مرشح غيري من المستقلين - خارج قائمه المهندس حسين صبور رئيس مجلس اداره النادي لمده اربعه دورات وسبعه عشر عاما سابقه - معركه شرسه قويه ومنافسه عنيفه مع اعضاء المجلس القدامي الذين تكاتفوا في قائمه واحده مؤيده من رئيس النادي الذي يحظي بحب واحترام معظم اعضاء النادي فكان انحياز المهندس حسين صبور لتلك القائمه واعضاءها وتاييده لهم رصيدا كبيرا لهؤلاء السته اضيف لحسابهم الانتخابي - دون عن بقيه المرشحين - وقت بدايه السباق ، فهم اعضاء المجالس السابقه لاداره النادي ولسنوات طويله وهم المعروفين باشخاصهم لمعظم اعضاءه ولهم رصيد سابق ويحظوا بحب وتاييد الاعضاء - بدرجات متفاوته - وهم المؤيدين بالدعم المعنوي لرئيسه - الذي يحترمه ويحبه معظم الاعضاء - والمؤيدين بالدعم الواقعي لاجهزه الاداره في النادي والتي كانت تروج لهم بين اعضاءه وتدعوهم - بالخطابات والاتصالات التليفونيه المباشره - لانتخاب القائمه المغلقه التي وثق بها المهندس حسين صبور وهم - اي المجلس القديم والمرشحين المجلس الجديد واعضاءه حاليا بعد نتيجه الانتخابات - الذين قرروا في الشهر الاخير السابق للمعركه الانتخابيه اقامه " الاحتفالات والافراح والليالي الملاح " داخل النادي بتكريم معظم الفرق الرياضيه وحضور احتفال عيد ميلاد الرواد وافتتاح الفرع الجديد للنادي ببورسعيد وتوزيع الجوائز والميداليات علي اطفال المدارس الرياضيه وارسال الفرق للمعسكرات المغلقه وفشهد النادي خلال تلك الفتره تصفيقا وهتافا بانجازات المجلس السابق وتاييد ودعم لاعضاءه المرشحين ممن سيكونوا باذن الله اعضاء المجلس القادم وهاهم صاروا !!!!ا

واوضح - لمن سيسعوا جاهدين تفسير او تبرير حديثي هذا وكلمات مقالتي بانهما " مرارات " الفشل الانتخابي والسقوط - اوضح لهم اني خضت تلك الانتخابات رغم ادراكي لكل الصعوبات الموضوعيه التي ساقابلها ورغم ادراكي ان الفجوة بين اي مرشح مستقل وبين اي مرشح داخل القائمه فجوه هائله وكبيره وان رصيدهم اكبر بكثير من رصيد بدايه السباق لاي مرشح منا واننا " ننحت " في الصخر ونحاول " اختراق " القائمه الحديديه نبشا باظافرنا وهي محاولات - علي الارجح - مصيرها الفشل ، هكذا كنت ادرك وقت قررت خوض تلك الانتخابات ، لكني رغم هذا صممت خوض التجربه واختبار خطابي وقناعاتي ومبادئي وسط اناس لااعرفهم ولا املك الا صدقي وحماسي وافكاري اقدمها لهم دون وعود براقه او خدمات مغريه وكنت اظن انني سانجح في " اختباري الخاص " وغالبا " ساسقط " في الانتخابات وهاهي الايام اثبتت صحه تصوراتي ، ف"سقطت" في الانتخابات كما كنت اظن و نجحت فعلا في " اختباري الخاص " كما كنت اظن !!!!! وهذه هي الحدوته !!!!ا

واوضح ايضا ان سقوطي وسقوط غيري من المرشحين المستقلين في الانتخابات ليس كله - قوه ونفوذ طاغي من الخصم - بل بعضه وكثير منه اخفاق شخصي مني انا التي قررت الترشيح فجآ واثر شحنه عاطفيه تملكتني دفعتني لمغامره محسوبه بالهبوط فوق انتخابات النادي - الذي انتمي له منذ عشرات السنين - بالبراشوت دون تجهيز سابق او تنسيق مسبق مع غيري من المرشحين ، وغيابي عن النادي سنوات طويله وعدم تنسيقي مع المرشحين الاخرين قبل الترشح كان عنصرين سلبيين بالضروره اثرا علي قدر قوتي في معركه شرسه ينافسني فيها مجلس قوي له رصيد وانجازات ووجوه معروفه فكانت المنافسه معهم صعبه وشاقه لاني بدآت المعركه من اول السطر اعرف الناخبين باسمي ونفسي وبرنامجي وابرر غيابي وافسر حماسي المفاجيء للخدمه العامه في النادي الذي ترددت عليه مرات قليله في السنين السابقه وانسي اسماءهم التي حفظتها في اليوم السابق بينما منافسييني الحقيقين يحفظون اسماءهم وارقام تليفوناتهم عن ظهر قلب ويملكون دفتر الانجازات والاعمال السابقه والرصيد المتراكم بما يجعل فكره "الديمقراطيه والتغيير " مجرد افكار نظريه يحترمها الناخبون كثيرا لكنهم لايلتزموا بها وقت وضع اصواتهم في الصناديق !!!!ا

واضيف ايضا ان سقوطي وسقوط غيري من المرشحين المستقلين في الانتخابات - علي تفاوت درجات قوه كل مرشح وثقه الاعضاء فيه - تسبب في كثيرا منه الاخفاق الجماعي - الي جانب عناصر الاخفاق الشخصيه لكل مرشح - من جميع المرشحين الذين خاضوا المعركه الانتخابيه متشرذمين في مواجهه قائمه تكاتف اعضاءها وتوحدوا بما زادهم قوه فوق قوتهم ، خضنا المعركه متشرذمين فرادي تنعدم بيننا وبين بعض الثقه - بسبب انعدام او ضعف المعرفه السابقه والخبرات المشتركه - فلم نتكاتف بحق وباخلاص للدرجه التي نستطيع بها توحيد قوانا كمجموعه "قائمه انتخابيه" في مواجهه مجموعه اخري قويه متوحده ولم تآتي " الفاتحه " التي قرآنها اثباتا لصدق نوايانا تجاه بعضنا البعض اثر ونتيجه " الفاتحه " التي قرآها المرشحين السته داخل القائمه اخلاصا لبعضهم البعض والتي دعمها ايمانهم العميق انهم جميعا في زروق واحد اما سيصل بهم جميعا لشط النجاه واما سيغرق بهم جميعا اما بقيه المرشحين السته عشر فكنا نؤمن اننا ننافس انفسنا وانه يتعين علي كل منا ان يكسب الاخرين - ونسينا مرشحي القائمه وقوتهم وتكاتفهم - بل وصدق البعض الشائعات المغرضه التي انتشرت في النادي - من المدعين بانهم عالمين ببواطن الامور وحقيقه خباياها - تؤكد ان بالقائمه الحديديه مكانا واحد ضعيف او مكانين علي اكثر تقدير ، فاذا بالمرشحين خارج القائمه يحاول كل منهم النفاذ من خلال ذلك الثقب الضعيف واحتلال المقعد - شبه الخالي - ولانه مجرد مكان واحد ضعيف - كما روجت الاشاعه الكاذبه - فلم يكن هناك مجالا حقيقيا للتعاون بين المرشحين المستقلين الذين لايطمح اي منهم الا في النجاح وحيدا واختراق القائمه بنفسه و..... "ان جالك الطوفان تحت ولدك تحت رجليك !!!!!" وهذه الشائعه بقدر انتشارها كالنار في الهشيم بقدر اثرها الضار علي المرشحين المستقلين بقدر نتائجها الايجابيه علي القائمه الحديديه التي توحدت بقوه في مواجهه مجموعه من المتشرذمين الاقوياء الذين اضعفوا انفسهم بانفسهم وهم يتحالفون مع الاخرين بعقل يرغب في " التكويش " علي اصوات الغير وعدم منحهم ولو صوت واحد و"ياروح مابعدك روح " !!!!!ا بل وتصور بعض المرشحين - ولا اقل بالطبع كلهم - ان مسلكه اثناء الدعايه الانتخابيه واقواله ودعايته اللطيفه المسالمه ستمنحه المكان الوثير الوحيد في مجلس الاداره بعد ان يبتعد عن الهجوم علي المجلس القديم وسلبياته او حتي الاشاره لنواقص عمله اوتنبيهه لطلبات ورغبات وشكاوي الاعضاء ، تلك النواقص التي افسدت عليهم الاستمتاع بالانجازات العظيمه السابقه ، فاذ بهؤلاء المرشحين يتفرغوا للاشاده بالانجازات السابقه - التي لاينكر معظم اعضاء النادي وجودها - ويبذلوا اقصي جهدهم لنفي تهم مناوئه المجلس الموجود - بعد الشر - وتهم المنافسه الانتخابيه الحقيقه فداروا - وهم يدعوا لانفسهم - يشيدوا بالمجلس القديم الجديد وانجازاته العظيمه ويؤكدوا احترامهم للمجلس رئيسا واعضاءا - وهو امر لامجال لنفيه او مبرر للاشاده بما فالمسكوت عنه معلوم - فتحولوا لابواق دعايه للمجلس القديم الجديد يتمنوا منه "نظره الرضا " وتآشيره " الدخول من الباب العالي " وهي الدعايه التي صدقها وامن بهم جمهورهم فانتخبوا المجلس القديم ولم ينتخبوهم !!! بل وصدق بعض المرشحين الشائعات القويه التي تهامس بها حلفاء القائمه الحديديه ان بعض المرشحين " مغضوب عليهم شخصيا " و"يستحيل ينجحوا ابدااااااااااا " و " ابعد عن الشر وغني له " وان التعاون المشترك او التحالف الانتخابي اوتبادل الاصوات او حتي التحيه والسلام " بتاع ربنا " معهم سيبدد نهائيا اي فرصه او امكانيه للرضاء عنهم وامكانيه دخولهم المجلس من الثقب الضعيف فاذ بهم يتبروءا من المرشحين " المغضوب عليهم " وينفوا عن انفسهم تهمه التعاون "المشين" معهم ويتجاهلوهم ويهرلون من امام مناضدهم كآنهم لايروهم كآنهم اشباح مخيفه تهيم في سماء النادي تفسد الامكانيه الضعيفه لنجاحهم المحتمل ورغم ان الفطنه كان تقتضي الانتباه ان تلك الاشاعات تحوم اساسا حول الاقوياء ممن لهم فرصه او امكانيه النجاح وان التعاون والتحالف مع هؤلاء كان من شآنه تغيير خريطه النتائج لكن الخوف من " الحرمان " والاشتباه بتآييد " المغضوب عليهم " افسد فرصه الجميع ومنح القائمه الحديديه قوه فوق قوتها ، لان الناخبين - ممن كانوا يريدوا التغيير وهم كثر - احتاروا امام التشرذم والانقسام وعجزوا عن منح ثقتهم الكامله لمرشحين خائفين من بعضهم البعض - يهمس كل منهم لجمهوره لاتنتخب سواي وفرق بقيه صوتك علي من سيسقط سيسقط - ففقد المرشحين احترام ناخبيهم الذين لم يجدوا امامهم الا القائمه الحديديه متكاتفه متوحده قويه فمنحوها ثقتهم و" بلا تغيير بلا وجع قلب " !!!!!! وتجربه التشرذم الانتخابي والتنافس الاناني بين المرشحين درس قديم متكرر تجرعنا مرارة كآسه طويلا في النقابات والنوادي ومنظمات المجتمع المدني حين يتنافس المرشحين - دعاه التغيير - مع بعضهم البعض ويفتتوا الاصوات الكثيره الراغبه في التغيير بينهم وبين بعض فيسقطوا جميعا وينجح الاخرين ممن يؤمنون بان " الاتحاد قوه " و" اللي نعرفه احسن من اللي مانعرفوش " وهاهي تجربه جديده لم ينقشع غبار معركتها بعد تؤكد وتثبت صحه كل الدروس المريره السابقه وعلي راي المثل الشعبي " اذا كنتم نسيتم اللي جرا هاتوا الدفاتر تتقرا " !!!!ا

ولكن التجربه الانتخابيه لم تكن مجرد " فشل " او " اخفاق " او " دروس سلبيه موجعه " ، بل امتلآت بالايجابيات العظيمه التي هونت التعب وبددت الاحباط ومنحتني اجمل الذكريات والدروس التي اكدت لي انه " لايصح الا الصحيح " وان الاخلاص والصدق والاقتراب من الناس والاصغاء اليهم وتفهم مشاكلهم وتبني مطالبهم هذا جميعه منحني تجربه عظيمه في حياتي اكدت لي الجمله الجميله التي قالها لي صديقي الدكتور عمرو عبد السميع " عمرك ماحتاخدي حاجه غير من الناس " صدقت ياصديقي ، فقد منحني الناس الغرباء ممن كنت لااعرفهم ومازلت لااعرف معظهم ، منحوني اجمل مامنحته منذ سنوات بعيده ، منحوني يقين صحه اختياراتي واهميتها ليس فقط عندي بل وعند الاخرين !!!!!!ا

لقد خضت هذه المعركه الانتخابيه بمجموعه من المتطوعين اللذين بدءوا ثلاثه وانتهوا بما يزيد عن المائه عضو وعضوه بنادي الصيد جميعهم اقتنعوا بحديثي ومنهجي وافكاري ووافقوني علي ضروره التغيير وضروره ممارسه الديمقراطيه والخروج من السلبيه والتمرد علي اليآس والاحباط فحملوا اوراقي ومطبوعاتي وداروا فوق كعابهم مره واثنين وعشره ومائه داخل النادي يجوبوه من شماله لجنوبه ويتحدثون باسمي وبلساني ويعرضوا افكاري علي الرواد وسيدات حمام السباحه والامهات الصغيرات في حديقه الاطفال واسر المدارس الرياضيه والسباحه والباليه المائي وساعه صلاه الجمعه ، مجموعه من المتطوعين والمتطوعات ممن استطاعوا يقولوا لاصدقاءهم المرشحين لا ولصديقاتهن المرشحات لا - لن نجاملكم ونقف معكم - بل سنقف مع المرشحه التي قالت ماكنا نرغب في قوله واسمعتنا ماتمنينا سماعه ، سنقف معها لاننا صدقناها واقتنعنا بحوارها وخطابها وافكارها ، متطوعين من جميع الاعمار ابتداءا من نهايات العقد السادس وحتي " ادهم " اصغر متطوعينا بسنوات عمره الثلاث حملوا الاوراق والمطبوعات وشرحوا البرنامج الانتخابي وكانوا خير دعاه وسفراء لافكاري وارائي ...

خضت المعركه الانتخابيه احترم الناخب الذي لايعرفني فلم ارمي بين يديه ورقه عليها صورتي مبتسمه ادعوه لانتخابي بل سعيت اولا لاعرفه بنفسي من انا ماهو تاريخي عبر سنوات العمل المهني والعمل ماذا فعلت ماذا كتبت ماذا صنعت اعرفه بنفسي اقدم له دليلا اوليا علي مصداقيتي وقدر جهدي الذي اعده بتقديمه له اذا ماانتخبني ، وفي نفس الوقت سعيت لعشرات بل مئات اللقاءات مع الاعضاء في اماكن تواجدهم المختلفه بالنادي اسآلهم عن رايهم فيما يعيشوه عن النواقص التي يتمنوا استكمالها عن السلبيات التي تغضبهم واسجل مايقولوه واناقشهم فيه واطرح عليهم تصوراتي لبعض الاشياءالتي اري ضروره لوجودها ونتناقش واقص عليهم ماافكر فيه واسمع منهم مايفكروا فيه ويطور حديثنا افكارنا المشتركه ويخلق ارضيه للحوار والتواصل ونقترب وتمتد بيننا جسور المحبه والموده ، وحينما احسست ان الاعضاء الذين اسعي لخدمتهم واطمح في اصواتهم قد عرفوني وحينما احسست اني سمعت منهم مايكفي لصياغه برنامج عمل مستقبلي يعبر عن امنياتهم ، كتبت برنامج انتخابي قدمته لهم افكارهم تصوراتهم امنياتهم مع وعد بتبني تلك المطالب وسعي لتحقيقها من خلال العمل الجماعي بالمجلس ، لم اكذب عليهم وابني لهم مدن الاوهام ولم اعدهم بما يستحيل تحقيقه وصولا للاستيلاء الخادع علي اصواتهم ، وعدتهم بالتعبير عنهم واللقاء الدوري المنتظم معهم اسمع منهم واناقشهم واحاورهم واوصل صوتهم لمجلس الاداره الذي سينتخبوني من ضمن اعضاءه وصدقوني ، مست نبره صدقي قلوبهم ، صدقوني حين لمسوا الحماس يقفز من حنجرتي وحين شاهدوا العرق يتصبب فوق جبهتي ويجري علي بدني وانا اهرول للقاءهم يوما بعد الاخر في قيظ يوليو واغسطس ، صدقوني وابتسموا في وجهي وتكررت لقاءاتنا وانضم واحد والثاني والعاشر من بينهم لصفوف حملتي الانتخابيه "دعاه التغيير" وخرجوا من قوقعه صمتهم واحباطهم ولم يكتفوا بمنحي صوتهم وهذا في ذاته شيء عظيم بل تجاوزوه بحماس منقطع النظير لمشاركتي في محاوله احداث التغيير !!!

وفي يوم الانتخاب لم استآجر شابات مائعات يصرخن باسمي علي دقات الدفوف ولم اطلق البالونات تحمل صورتي ولم اشتري اصوات الناخبين بهدايا رخيصه اتصورها ستبدل ارادتهم بل وقف المتطوعين يوزعون اوراقي ويساعدون الناخبين للوصول للجانهم الانتخابيه معاونه غير مشروطه بضروره انتخابي ، في يوم الانتخاب امتلآ السرادق وكل الطرقات المؤديه له بشباب جميل وفتيات يانعات وسيدات ناضجات ورجال يشعل الشيب شعرهم يحثون الناخبين علي منحي اصواتهم املا في غدا اجملا تشعل مراجله رياح التغيير و............. وفي نهايه اليوم تحلقنا جميعا اعضاء الحمله الانتخابيه سعداء راضين عن اداءنا طيله الخمسه وخمسين يوم سعداء بخطابنا سعداء بمجهودنا نصفق ونصفر ونغني " وعملنا اللي علينا علينا والباقي علي الله " .... وصدقنا ثلاثه الاف وتسعمائه وتسعه عشر عضو ومنحوني ثقتهم واصواتهم وحبهم و........... ياله من نجاح عظيم !!!!!!ا

لفقره الاخيره - الف مبروك لمجلس اداره نادي الصيد المنتخب نجاحه الاخير وثقه اعضاء الجمعيه العامه بهم ، لكني اهمس في اذنهم - وجميعهم اصدقائي احبهم واحترمهم - وآذان كل القوائم الحديديه انتبهوا فرياح التغيير اتيه عاتيه مهما تراخت او تآخرت !!!!ا

الجمله الاخيره - اشكر كل المتطوعين الذين قدموا وقتهم وجهدهم وقلوبهم لحملتي الانتخابيه وقدموا معي نموذجا محترما للعمل الجماعي البناء ، مؤمنين بشعاري "جميعنا شركاء في القرار شركاء في الادارة " يسعون مثلي "للتغيير " باعتباره ضروره ديمقراطيه هامه لصحه مجتمعنا لصغير ، اشكرمشيره و عبد الستار واسامه وايمن قنديل وسناء وزوزو وعباس واحمد حامد وعز وعاصم وحنان ودينا وعبير وحويحي وغيرهم كثيرين ، اشكر كل العاملين بمكتبي ممن بذلوا جهدا مضاعفا في عملهم بالمكتب وقت غيابي وجهدا مضاعفا في الدعايه لي وتحميس الناس لانتخابي عادل وشريف ومحمود ابو سيف ومصطفي ابراهيم واخرين ، اشكر اصدقائي بالفيس بوك ممن حولوا بروفيلاتهم للدعايه لترشيحي ونشروا صوري ومطبوعاتي وصنعوا افلام الفيديو تدعو لانتخابي مها ونبيال ومهدي واخرين ، اشكر ابي واسرتي التي وقفت بجواري وساعدتني واشكر في النهايه ابنتاي سمر وملك اللاتي تحملن غيابي شبه الكامل عنهم خمسه وخمسين يوم ووقفن بجواري يوم الانتخاب كاجمل دعايه حيه امام اعين الناخبين زهرتان جميلتان يخطفا اللب والوجدان !!!ا

السطر الاخير - اشكر الثلاثه الاف وتسعمائه وتسعه عشر عضو بنادي الصيد المصري ممن منحوني اصواتهم واشكر الكثير منهم ممن اتصلوا بي بعد اعلان النتيجه يؤكدون لي حبهم وايمانهم بافكاري ويحرضوني علي تكرار التجربه و" المره الجايه ان شاءالله حننجح !!!!" فكل صوت من اصواتهم بالف صوت لانها ساروا ضد التيار ولم ينتخبوا " اللي يعرفوه " وراهنوا علي بقلوبهم فاحلتوا قلبي واحتلوني للابد !!!!!ا

" المقاله علي موقع جريده روز اليوسف الالكتروني.....
http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=15288 "

الخميس، 6 أغسطس 2009

هل اؤذن في مالطه ؟؟؟؟؟؟








اعيش تجربه جديده مثيره قادني اليها واوقعني في شركها الحنين والاصرار والصدفه المحضه !!! فانا عادة لااغادر منزلي وقت مباريات فريقنا القومي مفضله مشاهده المباريات " علي راحتي " !!! لكن ذلك اليوم وحين دعتني اختي "مشيرة" لمشاهده المباراه معها في نادي الصيد ، وافقتها بسرعه وتحمست بشدة فتعجبت هي من موقفي " غير المآلوف " وتعجبت انا اكثر منها لتغيير سلوكي "النمطي المعتاد" وكدت اتراجع في اللحظه الاخيره خوفا من " نحس " تغيير الاماكن لكني ذهبت !!و..... قادتني اقداري لما اعيشه منذ ذلك الوقت وحتي الان !!!!!!ا


دخلت النادي الذي قضيت حياتي كلها فيه فلم اعرفه !!! وجدت خيمه منصوبه خصيصا بسبب المباريات مكدسه بالمناضد والكراسي مليئه بالزحام والضجيج وشاشات العرض العملاقه ، خيمه مؤجره لاحدي " الكافيتريات " تحتكر هي " بيع المشروبات والمآكولات " لاعضاء النادي داخل الخيمه وقت المباراة ، ينتشر رجالها الغرباء عن النادي واعضاءه وسط الجمهور المتحمس للفريق القومي يبيعون "المياه والشاي والقهوه والبيتزا" باسعار سياحيه غاليه كآننا نجلس في " كافيه " في احد شوارع المهندسين واشتبك اثناء المباراه اكثر من عضو بالنادي مع " جارسونات الخيمه الغلسين " لاصراراهم علي الحركه المستمره بين المناضد وقت المباراه يطالبون الاعضاء بسداد " فاتوره الطلبات " تجاهلا لالحاح المتفرجين بعدم المرور امامهم حتي انتهاء المباراه و.. تلفت حولي اتامل وجوه المتفرجين و"الجرسونات " وديكور الخيمه فاحسست اغترابا رهيبا عن المكان الذي كنت اعرفه !!!ا

وانتهت المباراه واليوم وكدت انسي كل مامررت فيه والعوده لايقاع حياتي العاديه لولا حوارا عابر دار بيني وبين شقيقتي وهي تودعني علي باب النادي اخبرتني فيه باقتراب " فتح باب الترشيح " لانتخابات مجلس اداره النادي واخبرتني بتوقعاتها عن بعض المرشحين الجدد ممن سيخوضون الانتخابات وسالتني " مابتفكريش ترشحي نفسك ؟؟؟؟" وكانت تعلم اجابتي مسبقا بالرفض لكنها كانت تشاكسني ففوجئت باجابتي غير المتوقعه " بافكر !!!!" ففي تلك اللحظه بالذات اشتقت لنادي الصيد الذي اعرفه وتسللت ذكرياته لعقلي في غلالات ضبابيه حنونه باهته تشدني لماضي جميل ذهب وانتهي !!!

" حنروح النادي " اتذكر امي انيقه وجميله تقبض علي يدي ويد اختي الصغيرة في طريقنا للنادي لانفكر جميعنا الا في اشكال السعاده والمتعه التي سيمنحها لنا ذلك المكان ، نادي الصيد في ذاكره الطفوله " تراس " كبيييييير غير مسموح للاطفال ممن في سني وقت ذاك بالجلوس فيه ، يرتاده فقط الكبار مجموعات كبيرة من الازواج والزوجات والعائلات العريقه تعرف بعضها جيدا وتلتقي علي مناضد النادي وفي مطعمه للعشاء الفاخر ، حديقه جانبيه كبيره يلعب الكبار فيها رياضه ال"جولف " ونلهت نحن الاطفال خلف الكور البيضاء وتحلم الفتيات ب" الفستان المنفوش والروج ولعب الجولف " مثل الكبار ، منطقه "الكروكيه " ملاعبه الخضراء الزاهيه وممراته النظيفه حيث نتسلل لمشاهده المباريات بين فريق نادينا والغرباء وناكل " ساندويتشات " الجبنه الرومي "السايحه" !!! نادي الصيد حيث تدوي اصوات رياضه الرمايه في منطقه "التيرو" لانخاف منها ولا ننتفض من ضجيجها بل نحبها ونسعد بصخبها الجميل ، حيث السينما " الصيفي " في اخر النادي شاشه عرض كبيره ومقاعد " مرصوصه " واسر سعيده ونساء مبتسمات وافلام ممتعه وتنتهي الحفله فيخرج الجمهور سعيد راضي تتسامر السيدات وبعضهن البعض ويلهو الاطفال ويرتفع صوت ضحكهم يشق عنان الليل في الطريق الطويل من مكان السينما وحتي بوابه الخروج ، نادي الصيد حيث المدرج الاخضر الجميل ينزلق من تحت مبني " حمام السباحه " وحتي ملاعب الكروكيه ، ذلك المنزلق الذي يتسابق عليه الاطفال سقوطا من اعلي يضحكوا ويصرخوا من السعاده والنشوه ، احواض زهور البانسيه تسطع وسطها " البقع الصفراء " ممزوجه بالوريقات البنفسجيه المبهجه الجميله و..... قررت اخوض انتخابات النادي سدادا لدين السعاده الذي منحه لي النادي سنوات كثيره متعاقبه فامنحه مكانا وروادا واعضاءا وتاريخ بعض جهدي ووقتي اسعي من خلال جهدي جماعي لجعله دائما الافضل ، فالنادي الذي انتمي اليه واحبه لم يكن ابدا مكان بل كان تاريخ وذكريات وانتماء ويستحق مني ومن غيري الكثير والكثير !!!ا

تسطع الذكريات اكثر في عقلي وندخل في مرحله المراهقه وتتباهي الفتيات بانوثتهن والشباب الصغار بقوه عضلاتهم ونجلس انا والبنات في مثل سني مع اسرنا في "التراس " الذي كنا نتمني الجلوس فيه ، نجلس مع الكبار " زهقانين " نتمني الفرار و" التمشيه " حتي الكروكيه لاستعراض جمال اثوابنا وسماع كلمات الغزل اللطيفه الهامسه التي يتفوه بها الشباب علي خجل واستحياء لكننا لانغادر مقاعدنا " انتم خلاص كبرتم " ، ونحضر حفلات الرقص في حمام السباحه ، نجلس علي المناضد مع اسرنا نتمايل مع نغمات الموسيقي اللطيفه نتمني لو يدعونا احد الشباب للرقص ونخاف من " رفض بابا " واصرار "ماما" علي ابقاءنا في اماكننا لا تكترث باحتجاجنا " امال جايين الحفله ليه ؟؟" !! وياتي رمضان علي نادي الصيد في الصيف فيمنحه مذاقا خاصا وينقسم شباب النادي فرقا كرويه يتنافسوا في "الدوره الرمضانيه " التي تجمع الكثير من اعضاء النادي يشجعوا ووقت تنتهي المباراه نهرول لمنازلنا لان " مدفع الافطار ضرب " !!! و...... مازلت اتذكر صخب المناقشات الحاده الصاخبه بين الشباب من جيلي فتيان وفتيات " مين اشطر البنت ولا الولد " ومازلت احتفظ بشهاده استثمار قيمتها خمسه جنيهات منحها النادي لي مكافآه علي تفوقي في الثانويه العامه وعلي مجموعي الكبير الذي حصلت عليه وقتها !!!! و.. " حانزل الانتخابات " وكان لقراري المباغت وقع الصدمه فوق رؤوس الكثيرين !!!ا
وتجتاحني الذكريات من داخل اسوار ذلك المكان ... تمر سنوات الطفوله وتنتهي فتره المراهقه و..... ننشغل بالجامعه والتخرج والزواج وقصص الحب التي نقشنا تفاصيلها فوق جذوع الاشجار الشامخه في حدائق نادينا قلوبا واسامي واغاني حب وهجر ودموع .. وسرعان مانعود لحديقه الاطفال التي طالما لهونا فيها ولمسنا السماء من فوق " مراجيحها " العاليه وغادرناها فرارا من اسر الطفوله ، نعود لها ولاشجارها والعابها الجميله امهات صغيرات نحمل اطفالنا ودميهم وكورهم ومقاعدهم وحقائب ملابسهم ونترك خلف ظهرنا التراس والكروكيه وامكان الكبار ونعود للحديقه التي ارضعتنا حب النادي والانتماء اليه ، سيدات صغيرات كثيرات نجلس معا في حلقات واسعه نتبادل اطراف الحديث و نستعيد ذكريات طفولتنا و"من كان متخانق مع مين؟؟ " وتضحك كآننا عدنا اطفالا وكان السنوات لم تمر علينا ونقضي وقتنا السعيد " نمرجح " الاطفال ونلعب معهم في احواض الرمال ونطير الطيارات ونمسح وجوههم من اثار الايس كريم وسندوتشات الهمبرجر ، ونعود ثانيه لحمام السباحه نجلس علي ضفتيه نراقب اطفالنا وهم يتعلموا السباحه في مدرسه النادي يمسكوا في السور بقوه "ويطربشوا " في المياه ومن حمام السباحه لفريق الباسكت ثم دروس التنس ثم " الطلائع " تلك الفصول الصيفيه التي فتحوها لاطفالنا وقت اجازاتهم الصيفيه يلعبوا رياضه ويرسموا ويرقصوا رقصات جماعيه جميله ويتعلموا الصلاة ومن الطلائع لفرق الباليه وحفلاته الجميله حيث تنتشر بناتنا في الحفل كالزهرات في الحديقه يزين رؤوسهن فروع الورود الملونه ويزين ابدانهن الفساتين " التل " القصيره الزاهيه فنري رقصات " بحيره البجع وكساره البندق والباليه المودرن " تؤديها بناتنا الجميلات و........ نقضي اجازاتنا الصيفيه في معسكر النادي بمرسي مطروح نقيم في خيام امنه ونسبح في بحر صاف لا نكف عن الضحك ونودع اجازتنا السعيده بحفله سمر يرقص فيها الاطفال والشباب ويصفق الكبار ويسعد الجميع ...... وفي العيد اصحب بناتي ونصلي في جامع النادي ونتقابل مع افراد عائلتنا الكبيره نتبادل التهنئه بالعيد ويمنحوا صغارنا بالونات ملونه و"كحكه بسكر " وفي يوم شم النسيم يمتليء النادي باماكن الاحتفالات الكثيره علي الفطار وعلي الغدا وتختلط زهور الربيع بزهور نادينا اولادنا وبناتنا والاسر السعيده التي يملآ قلوبها السعاده والحب والود المتصل الجميل ...في الشتاء نذهب كل يوم جمعه للنادي نستمتع بدفء الشمس ودفء الونس العائلي وفي الصيف نلتقي مساءا بعدما "تطري الدنيا " ويلعب ابي " الطاوله " في نادي الصيد وتعرض امي مشغولاتها اليدويه في معرض " سيدات النادي " وتتعلم ابنتي الموسيقي والغناء والباليه والسباحه والباسكت والتنس في مدارس النادي وفرقه المختلفه ... وفي ليله راس السنه لا نجد نحن اعضاء النادي حفلا امنا اكثر من الحفل الذي يقيمه نادينا فكل الجمهور محترم ويعرف بعضه ويخاف علي بعضه ويحب بعضه البعض وحين تطفي انوار الثانيه عشر وتضيء انوار العام الجديد يتبادل كل جمهور الحفل شيوخه وناضجيه وشبابه التحيات والتهاني والقبلات ويشق ضحك الاعضاء وصوت لهوهم الجميل عنان السماء معلنا بدايه السنه الجديده !!!ا

وفكرت كثيرا في الترشيح لانتخابات النادي وعضويه مجلس ادارته واكتشف اثناء تفكيري وحين اجتاحني الحنين لكل ايامي الجميله الماضيه ان النادي .. نادي الصيد .. كان شريكي في كل ذكرياتي ، شريكا فاعلا متفاعلا وفرت لي اماكنه المختلفه وانشطته المتنوعه كل احتياجاتي في سنوات عمري المختلفه ، قضيت فيه طفولتي وشبابي ونضجي وطفوله بناتي وشبابهن ، تقابلت فيه مع امي وابي بعد زواجي واستقلالي عنهما وقضيت معهما اجمل الاوقات فمنحني النادي ومازال يمنحني اعذب ذكريات حياتي واجملها !!!!!ا
واجتاحني الحنين لذلك المكان الذي احبه ومازلت احبه وقررت امنحه بعضا من وقتي الذي يحيرني لااعرف كيف استفيد به وامنح اعضاءه الاعزاء بعضها من مجهودي سعيا لاحياء روح الحميميه التي طالما جمعت بين عائلاتنا واملا في تقويه اواصر والمحبه التي طالما جمعت اعضاءه اسره واحده كبيره متماسكه مترابطه !!!!ا

وهكذا قادتني الصدفه المحضه لطوفان من الحنين الجميل ودفعتني دفعا لتلك التجربه الجديده المثيره التي اعيش هذه الايام اشق واصعب اوقاتها !!!! ! وانقلبت حياتي راسا علي عقب ، فمنذ اللحظه الاولي لتقدمي باوراق ترشيحي وبدايه حواراتي ومحاوراتي مع الاعضاء اكتشفت حقائق كثيره لم اكن اعيها جيدا حين جرفني الحنين ودفعني امامه لذلك الطريق ، فالنادي صار مقرا رئيسيا واربعه فروع مابين القطاميه وسته اكتوبر وبورسعيد ومرسي علم وازداد عدد اعضاءه من مئات العائلات التي تعرف بعضها جيدا لمائتي وخمسون الف عضو تقريبا وتضاعفت انشطه النادي التي كنت اعرفها فصار للنادي فريق مسرح ولجنه قصه قصيره ولجنه رواد وعشرات المدارس الرياضيه وامتلآت حدائقه الواسعه بعده اماكن لجلوس الاعضاء وتعددت اماكن " ركن السيارات " ومشاكلها ، وانقسم جمهور النادي لمجموعات جغرافيه " فهذا جمهور التيرو وهؤلاء رواد التراس وهؤلاء مرتادي حديقه الاطفال " ولمجموعات نوعيه " فهؤلاء هم الرواد وهؤلاء لاعبي الكروكيه وهؤلاء جمهور الجامع " واضيفت عشرات الانشطه الاجتماعيه " لجنه الزكاه ولجنه الرحلات واللجنه الثقافيه ونادي السينما وحفلات الموسيقي العربيه " وعشرات الانشطه الرياضيه " تايكوندوا وجمباز وسباحه وباليه مائي و مدارس كوره القدم وتنس وراكت وكراتيه وباسكت " واكتشفت اثناء الحوارات الدائمه مع الاعضاء هنا وهناك اختلاف احتياجاتهم وتباين رغباتهم ولم يعد نادي الصيد مجرد نادي وعائلات تعرف بعضها جيدا وذكريات حميمه بل هو مجتمع صغير بكل ماتعنيه الكلمه من معاني تتباين فيه الرغبات والاهداف والطلبات والامنيات !!!ا

وبدآت المعركه الانتخابيه ، امر علي رواد النادي واقتحم جلساتهم الهادئه اقدم لهم نفسي واعرفهم بخوضي الانتخابات ويسآلوني برنامجك ايه وهم لايصدقون اي برامج يسمعوها من المرشحين ويطلقوا عليها " وعود انتخابيه " ويسآلوني لماذا رشحت نفسك لايصدقوا اجابتي باني " اسعي لتقديم خدمه عامه لمجتمع احبه وانتمي اليه " ويتشككوا في نواياي ويسآلوني بادب وريبه " هو مجلس الاداره ده بيديكوا ايه ؟؟ " واشرح لهم رغبتي في رد الدين للمجتمع الجميل الذي احبه فلا يصدقوني فهذا كلام قديم انتهي زمنه ولابد من مصلحه او ميزه خفيه او "سبوبه " تدفعني لهذا الجهد و" وجع الدماغ " واشرح اكثر واحاول انتقاء اكثر الالفاظ صدقا واكثر المعاني وضوحا و....... اجلس مع الاعضاء ويسآلوني فاجيب واسالهم عن احوالهم فاسمع منهم وينتهي اللقاء في معظم الاحوال بمصافحات ودوده وتصديق واستغراب " وهو انت فاضيه؟؟ " و" وليه توجعي راسك كده ؟؟"واردد واردد " لاني انتمي لهذا المجتمع واحبه" !!! اليس هذا سببا كافيا !!! وادرك الصعوبات الواقعيه لتلك الانتخابات حيث اقطع النادي بمساحاته الشاسعه مرات ومرات اذهب للاعضاء احدثهم واشرح لهم وفي المره الثانيه اذكرهم بنفسي وفي المره الثالثه يرحبوا بي فانتعش وازداد حماس وفي المره الرابعه يسالوني " تشربي ايه " فاتجرآ واسالهم رقم تليفوناتهم وحين يمنحنوني الرقم ودعواتهم بالتوفيق يزداد يقيني بصحه قراري الذي اتخذته في لحظه حنين جارف !!!!!ا


واستغرقتني التجربه المثيره تجربه الالتقاء بالناس والتعرف عليهم والتواصل معهم والاصغاء اليهم والحديث معهم ، ورفعت شعار " التغيير " عنوانا لحملتي الانتخابيه ،فلابد من تداول مقاعد مجلس الاداره ودخول الاعضاء الجدد دفعا للحماس والحيويه داخل المجلس الذي تؤثر قرارته في حياتنا جميعا داخل ذلك المجتمع الصغير ولابد من زياده مشاركه النساء فيه ، ويوما بعد يوم تعرفت علي عشرات بل مئات من الناس الطيبين اللذي يقضوا معظم اوقاتهم في ذلك النادي وداخل اسواره يعيشوا حياتهم هم واطفالهم واسرهم واصدقاءهم ، ويوما بعد يوم نشطت ذاكرتي واستدعت من اضابيرها القديمه كل الاسماء والاشخاص والاحباء والاصدقاء ممن باعدت بيننا سبل الحياه وظروفها استدعتهم لمعاونتي ودعمي في تلك المعركه الانتخابيه التي احيت في نفسي كل الذكريات القديمه وحمستني لخدمه ذلك المجتمع الذي انتمي اليه !!! وفجآ احاطني الاصدقاء والاحباء والمؤمنين بافكاري والمصدقين لكلامي ودعموني وسط الجمهور الصاخب الكبير و..... ازددت حماسا !!!ا


وبالطبع لم تكن الصوره ورديه دائما ، فردد الكثيرين علي مسامعي حتميه فشلي وسقوطي في الانتخابات التي اعيش تجربتها بطريقه " الهواة " وهي تحتاج لاسلوب "المحترفين" الذي يحشدون الاصوات ويستدعون الكتل الانتخابيه الصامته التي لا تدخل من باب النادي الا يوم الانتخابات لانتخاب الاسماء التي تملي عليهم بالتليفون ، تلك الكتل الانتخابيه التي لايعنيها بحق حال النادي ولا تنتمي اليه لكنها صاحبه القول الاول والاخير في الانتخابات ودعاني البعض للتعاون مع " سماسره الاصوات" هولاء الذين يملكون مئات بل الاف الاصوات في حقائبهم ومستعدين لمنحها لي و" فتح عينك تاكل ملبن " وانتقد البعض اسلوبي " الرومانسي " في المعركه الانتخابيه التي تحتاج لكل الاسلحه " القذره " ووصموني بالسذاجه بين المرشحين " المحنكين" الذي يخضون تلك المعركه بكل اقتدار مستخدمين كل الوسائل والاسلحه التي " ارفض استخدامها " وبشروني ساخرين بضروره سقوطي في الانتخابات وحذرني الكثيرين من " المنافقين " الذي يبتسموا في وجهي ويطعنوني في ظهري ويكذبوا ببراعه ويبيعوني ثلاث مرات قبل صياح الديك و" حلفاءك خانوك ياريتشارد " ونصحني البعض بالتراجع لان المنافسين اقوياء وقائمتهم تحظي بتاييد الجميع و" طريقك ياولدي مسدود مسدود مسدود " وان مجلس الاداره " كامل العدد " ولامكان فيه للمرشحين الجدد مهما كانوا ومهما قالوا و"من فات قديمه تاه " و" بطلي تآدني في مالطه " !!! ...

الغريب ان كلامهم لم يؤثر في حماسي ولم يقنعني في اي لحظه بصحته ولم يفتت عزيمتي او يقلل حماسي ورفضت بالطبع التعامل مع سماسره الاصوات ومحترفي الانتخابات واصريت علي مواصله التجربه بكل حماس وقوه و" اديني بحاول وباتعلم " وامنت بالناس سبيلا وحيدا للنجاح الذي اطمح فيه واتمناه فاما ياتي لي بقناعاتهم الحقيقيه وحبهم واصواتهم واما "بلاش" !!!ا
ومازالت المعركه محتدمه ومازلت اهرول بين جنبات النادي اتحدث مع الاعضاء واصغي لهم واتواصل معهم وامنحهم صدقي فيمنحوني قلوبهم واوزع عليهم اوراقي التي كتبتها بمنتهي الصدق والاهتمام فيقرؤها بمنتهي الحماس ويناقشوني فيها بمنتهي الحيويه !!! ربما " اسقط " في الانتخابات وربما " انجح " فيها ، لااعرف مالذي سيحدث لكني سعيده بالتواصل مع الناس والاقتراب منهم سعيده بالحديث معهم سعيده بالتجربه وبكل نتائجها !!! واحب نادي الصيد وساظل احبه وانتمي لمجتمعه مهما حدث !!!!ا

الفقره الاخيره - اللي يعيش ياما يشوف ، واللي " يخش " انتخابات نادي الصيد يشوف اكتر !!!!!!ا

نشرت في جريده روز اليوسف بتاريخ ٦- ٨ - ١٠٠٩
رجاء خاص ( لكل من يعرف عضو في نادي الصيد علي الفيس بوك ارجو نشر هذه المقاله حتي يتمكن اكبر عدد من الاعضاء من رؤيتها )