الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

"طبعا ذنب الحكومة !!!! "


نحن شعب طيب جدا حنون جدا متسامح جدا الا مع الحكومة فشعبنا غاضب دائما وغاضب جدا من حكومته يتهمها طوال الوقت بالتقصير ليس التقصير فقط بل يتهمها بأنها لاتشعر بمشاكله ولاتساعده في تحقيق امانيه وتصعب عليه حياته كل يوم اكثر فاكثر بقراراتها التي لايفهمها جيدا لكن يكتوي باثارها بقوة ومنتهي الالم بل ويتهمها بأنها بعيدة عنه " من كوكب تاني " ويصدق شعبنا اكثر ان الحكومة لاتعرفه ولايعنيها امره لذا لاتفهم لغته ولاتسمع ندائه ولاتحن لالمه ولاتتعاطف مع اوجاعه ، باختصار شديد يؤمن شعبنا الغاضب ان الحكومه لاتحبه ولم تحبه ابدا!!! ولان شعبنا غاضب جدا جدا من هذه الحكومه ومن الحكومه السابقة والسابقة وكل الحكومات فقد تمني دائما من الله الا يخلق الحكومه ولا أي من وزرائها السابقين والحاليين بل واحيانا يدعو شعبنا – من شدة يأسه - كما كتب الاستاذ الكاتب صلاح عيسي في احد مقالاته "يارب الحكومة تموت !!! " فالحكومه بالنسبه للشعب هي مجموعه من الرجال الذين اسعدهم الحظ بصداقه رئيس الوزراء او اسعدهم الحظ بنسبه او مصاهرته او جيرته او مشاركته في الدراسة او " البيزنس " او " لعب الطاوله" فرجال الحكومه كما يراهم الشعب الغاضب مجموعة من الرجال لا ميزة فيهم ولاكفاءة لديهم تزيد عن غيرهم من الرجال ولايتمتعوا الا بحسن الطالع والحظ الذي رفعهم الي مرتبه عليا واجلسهم علي مقعد الوزارة الغالي ليبقوا فيه قدر ما يبقوا ثم يغادروه لرجال اخرين يشاركوهم حسن الطالع والحظ والمعرفة الوثيقة برئيس الوزراء الجديد !!!!
ولان شعبنا الغاضب يعيش ظروفا صعبة ويعاني من مشاكل كثيرة في كل اوجه حياته ومناحيها فقد اعتبر ان الحكومه هذه الحكومه وكل حكومه هي سبب مشاكله وكل " غلبه " ، وكما قال احد البسطاء ساخرا من واقعه المرير" الحكومه هو فيه زي الحكومة ، رجالتها متلمعه ولابسين ابهة وحاطين ريحة ، يعني علي سنجة عشرة ، طول النهار يجروا ياحول الله رايحين الوزارة جايين من الوزراة واخر النهار يطلعوا في النشرة يقولوا كلمتين ما نفهمش نصهم ويروحوا يناموا من كتر التعب واحنا مافيش حاجه عايدة علينا احنا زي مااحنا اللي بنام فيه بنصحي فيه هم في هم !!"" لذا لايصدق الشعب رجال الحكومة ولايحبوهم ويري الشعب ان المعاناة القاسية التي يعيشها بسبب الحكومة السابقة والحالية والقادمة وكما قال احد العجائز " قالوا اشتغلوا اشتغلنا ، قالوا حاربوا حاربنا ، قالوا لاصوت يعلوا فوق صوت المعركة سكتنا ، قالوا شدوا الحزام شدينا ، قال انفتاح انفتحنا ، قالوا سينا رجعت كامله لينا رقصنا ،قالوا عمروا الصحرا عمرنا ، قالوا سافروا وهاتو دولارت سافرنا ، قالوا اصبروا صبرنا ، قالوا اصبروا تاني صبرنا وصبرنا ، بس لغاية امتي ؟؟؟ العمر عدي واحنا بنسمع الكلام كل حاجه قالوا عليها عملناها واخرتها احنا زي مااحنا عيشتنا هم في هم ، ذنب مين بقي ده ، احنا والا الحكومة ؟؟؟!!!! "
ولان الشعب الغاضب يري ان "الذنب " هو ذنب الحكومة ، فقد كره كل وزراءها وتصيد اخطائهم واحصي هفواتهم وتربص بسياساتهم وانتقدها سرا وجهرا ولكن " لاحياة لمن ينادي " فالشعب يؤذن في مالطه والحكومه "ودن من طين وودن من عجين" فوزير التعليم كما يراه الشعب الغاضب " كل همه يعقد العيال " ويغير نظام التعليم كل شوية ويصعب المناهج ويلغي سنه " ساته " ويرجع سنه " ساته " ويخرب بيت الاهالي ويحمل ميزانياتهم اعباء الدروس والمجاميع و"اخرتها" يسير الاولاد قدما وبخطي ثابته نحو الامية فتلميذ الابتدائية لايعرف القراءة والكتابه وتلميذ الاعداديه لايعرف اين تقع اهرامات الجيزة وتلميذ الثانوية العامة منشغل بالدورس والمجاميع وحفظ الملخصات فلا يعرف من دول اوربا غير امريكا ولايعرف الفارق بين اينشتاين وفرانكشتين ، باختصار "العيال " لايعرفون القراءة ولا الكتابه ولايعرفون الفارق بين الالف و" كوز الدرة " ولايعرفون اجابات اسئلة برنامج " من سيربح المليون " ولايجدون وظائف ولايجيدون حرفة و" مش فالحين غير في القعده علي القهاوي و" المرازية " في اللي رايح واللي جاي!!! ذنب مين بقي ده ، طبعا ذنب الحكومة !!! "
وزير الصحة كما يراه الشعب الغاضب كل همة ينصف الدكاترة علي المرضي " ماهم كلهم زملا !!! " وينحاز لاصحاب المستشفيات الخاصه ويجامل شركات الادوية " الخوجاتي " ولا يفكر في الناس "الغلابة"رواد المستشفيات الحكومية مرضي فيروس سي والغسيل الكلوي وانفلونزا الطيور " هما ونصيبهم اللي يعيش عمره واللي يموت عمره وكله بتاع ربنا " ذنب مين بقي ده ، طبعا ذنب الحكومة !!! "
وزير الداخلية الذي لايتذكره الشعب الغاضب الا وترتجف قلوبهم " الله مااحفظنا ، وزير الاقسام والمخبرين والضرب علي القفا والتعليق علي الصليبة واللي داخل القسم مفقود واللي خارج منه مولود !!!" الوزير الذي يراه الشعب وزير الامن المركزي وعصاه الموجعه ، وزير امن الدولة و" وماادراك ماامن الدولة " وزيرعساكر المرور و دفاتر مخالفاتهم المرورية اللعينة ، وزير يراه الشعب قابعا خلف ساتر زجاجي لايحميهم من الارهاب وقنابله الحارقة ولايدافع عن امنهم ومستقبل اطفالهم " ذنب مين بقي ده ، طبعا ذنب الحكومة !!! "
ولان الشوارع مكدسه بالمارة والسيارات ولان سماء الوطن تلوثها الاتربة وذرات الاسمنت وعوادم السيارات ولان النيل تلوث مياهه الكيماويات ومخلفات الورش والطيور النافقة ولان مياة الشرب تصيب البشر بالفشل الكلوي والنزلات المعوية المعدية ولان المدارس مكتظه بتلاميذها الجهلة ولان الجامعات تخرج العاطلين جنود جيش البطالة عبئا علي ذويهم وعلي المجتمع ولان الاسعار ترتفع كل يوم اكثر واكثر والقيمه الشرائية للجنيه تنخفض اكثر واكثر ولان المرضي لايجدون علاج والشباب لايجدون مساكن والاطفال لايجدون مستقبل ازداد غضب الشعب من الحكومه فاخذ يعدد اخطائها ويدون في دفاتر تاريخه مثالبها ويكتب بدمع اعينه ذكرياته معها ويرسخ في نفسه اكثر واكثر غضبه منها ويظهر لها علي ملامح وجهه غير ما يبطن ويدعي حبا يخفي كرها وينافقها وهو يستغفر عن ذنوبه ولاينفك يردد لنفسه " ذنب مين ده ، طبعا ذنب الحكومة !!!! "
الفقرة الاخيرة – سألني سائل " ماتكلمتيش يعني عن بقية الوزراء ؟؟" فوعدته " انتظرني المقالات الجاية!!"
السطر الاخير – " وهي يعني الحكومه حاتضرب الارض تطلع بطيخ " سؤال سألته لنفسي وانا افكر في كتابه هذه المقالة فوجدتني اجيب ببساطة " ياتطلع بطيخ ياتمشي وتسيبها للي يعرف يطلع بطيخ !!!"
الاربعاء 10 مايو 2006

هناك تعليق واحد:

اميرة بهي الدين يقول...

نشرت هذه المقاله في الفيس بوك وجائتني هذه المقالات :
Nesrin Youssef wrote
at 11:22am on March 19th, 2008
و الله عندك حق


Manal Fahmy wrote
at 1:08pm on March 19th, 2008
أنا بس إلى تعبنى إنك نشرتى المقالة دى من سنتين ولسه الوضع على ماهو عليه وخايفة بعد سنتين من دلوقت يكون الكلام إلى فيها لسه سارى


Hatem Hafez wrote
at 1:38am on April 11th, 2008
وبعد عشر عشرين تلاتين سنة هيبقى الوضع هو هو
عشان المشكلة مش في الحكومة
المشكلة في النظام اللي جاب الحكومة واللي جاب حكومات مصر كلها
مش بتكلم على مبارك
انا بتكلم عن النظام اللي جاب مبارك نفسه