عشنا دائما وفي احلك الايام والظروف الصعبه نذكر انفسنا ونؤكد للاخرين بان المعدن الاصيل لشعبنا العظيم لصيق به وبروحه لم يضع ابدا انما يتواري ويخفت بريقه في سياق الحياة العاديه الرتيبه الملله لكنه يظهر دائما ويتجلي وقت الازمات التي تحيق بنا تهددنا في وجودنا او استقلالنا او سيادتنا او هويتنا ، وقتها نري من شعبنا مالا نراه في الاوقات العاديه وكأن عصا سحرية مسته فازالت عنه القبح والانانية والغضب وبدلتهم بالجمال والتفاني والسماحه تلك الصفات الجميلة التي تتمكن من كل فرد من افراده فيتكاتف بشره ويضحوا من اجل الفرد والمجموع والوطن التضحيات التي تخرج بنا وبالوطن من ازمته وتعبر به من محنته وفي ذات الوقت تبقي تلك التضحيات وقصصها المؤثرة المعبرة ثراثا جميلا للاجيال اللاحقة يؤنسهم في الايام الموحشة التي يتعرضوا لها او تمر عليهم...
عشنا دائما مطمئنين مدركين ان التغيرات السطحية السلبية التي نرصدها علي شعبنا افراد وجماعات ونراها وكأنها تحتل وجدانه وتسيطر علي سلوكه واخلاقه في ايام حياتنا العاديه الصعبة انما هي ظواهر مؤقته زائلة لم تفلح ابدا في المساس بجوهر هذا الشعب وطباعه الاصيلة التي تتبدي وتظهر وقت الشدة فاذا بالشعب الذي نعرفه يخرج من مكامنه عظيما معطاءا مضحيا منضبطا متكاتفا متساندا وينصهر الكل في واحد ويتقدم كل شجعانه وابطاله مقدمه الصفوف يقدمون وقتهم ومالهم وابناءهم وحياتهم ذاتها فداء للوطن والشعب ، ولنا في التاريخ حكايات وحكايات قرأناها ورواها لنا الاجداد تؤكد ان كنزنا الحقيقي هو هذا الشعب الذي هزم الهكسوس والحييثين والغزاه من قبائل النوبة والقبائل الليبية في التاريخ السحيق ، هو الشعب الذي عاد في التاريخ القريب وكتب مأثره وقصص ابطاله بمداد القلب ودمع العين وقدم حياة ابناءه الغاليه وقودا حارقا في ثورة القاهرة الاولي والثانية ضد الغزوة الفرنسية متصديا لنابليون بونابرت وجيوشه الهادره ومدافعه وبارودها ، هو الشعب الذي وقف خلف عرابي مؤيدا لثورته متصديا للجيوش الانجليزية التي سعت لاحتلال مصر ولم يهزمه الا ال" ولس " والخيانه ، هو الشعب الذي خرجت ملايينه للشوارع رافعة للاعلام المصرية الخضراء بأهلتها البيضاء رمزا للاستقلال واملا فيه تهتف من اعماق قلوبها بحياة الوطن واستقلاله وتقاوم جنود الاحتلال البريطاني المدججة باسلحتها وتتعرض لنيران مدافعه لاتثنيها عن توكيل سعد زغلول ورفاقه لبذل كل الجهد المخلص لتحقيق الحلم الوطني وانهاء الاحتلال الانجليزي ، هو الشعب الذي قاومت جماهيره الغزو الثلاثي الانجليزي الفرنسي الاسرائيلي للوطن ومازالت جدران مدينه بورسعيد الباسلة المقاومة تقص عن شهداءها وابطالها والمضحين بحياتهم من اجل نصرة الوطن واستقلاله ودحر الاعداء وهزيمة المعتدين الغزاة ، هو الشعب الذي لم تقتله الهزيمة العسكرية عام 1967 ولم تضعف عزيمته ولم تمكن الاعداء من ارادته فاذا به وبعد سنوات قليلة يعبر القناه ويقاتل بجديه وضرواة ويرشق علم الوطن في عين الاعداء ويستعيد ارضه المحتله السلبية لتعود اليه مخضبه بدماء ابناءها الذين قدموا حياتهم مهرا غاليا للتحرير والانتصار ، هذا هو شعبنا الذي اعرفه يحب وطنه الحب الحقيقي ويقدم من اجله الارواح الغاليه النفيسة فداء لكل ذرة من ذرات تراب الوطن !!!!
واليوم ، واليوم بالذات ، نحن نحتاج اكثر مانحتاج الي معدن شعبنا الاصيل وطبائعه الحقيقية الثمينه كذخيرة في معركتنا الشرسة التي فرضت علينا مع عدو لم نحسب ابدا حساب خوض الحروب ضده وكيف لنا نفعل وهو عدو اليف شن علينا حربه من حيث لم نتصور يهددنا بسلاحه الضعيف غير المألوف فصعبت علينا مقاومته والتصدي له ، عدو اليف يحتل سمائنا بوداعة لاتقوي عليها طائرات السلاح الجوي ، يحتل منازلنا بارادتنا ولاتجدي معه سياسه الكر والفر ، يحتل حدائقنا وشوارعنا وقمم اشجارنا ، عدو يغرد بحنجرته فيسعدنا ويشجينا ويدعو لربه " الملك لك لك" فنردد الدعاء خلفه خاشعين لقدرة الخالق العظيم الذي سمح له ان يسبح بحمده ، عدو اليف ربيناه في "حجرنا" فاذا به يحمل لنا الخطر والوباء تهدد جهازنا المناعي وحياتنا ذاتها ، عدو اليف استثمرنا في صناعته الرسمية 17 مليار جنيه بخلاف الاستثمارات المنزلية فاذا به وفجأة وبدون سابق انذار " يفرفر " بين ايدينا حاملا لنا خطر الموت بشكل غير تقليدي وغير مألوف في المعارك والحروب ، عدو مسالم لم يحمل في يمينه مدفعا ولا في يساره سيفا يبارزنا به فيستنفرنا ويوقظ روح المقاومة بداخلنا ، لكنه يتسلل الينا ويهاجمنا من السماء والارض بسلاحه الفتاك القاتل مجرد فيروس ضعيف صغير مدفون بين ريشه الملون وفي تجويف منقاره الاحمر فاذا به يوقع بنا الخسائر ويهددنا بالهزائم الرهيبة والدمار ، عدو استخفينا به واسرناه في اقفاص وذبحناه وجمدناه و" سلقناه " واكلناه فاذا به ينقلب علينا ويحمل لنا بدلا من الصحة والحيوية ، يحمل المرض والهزال بل والدمار ان تمكن وانتصر ، عدو استخفينا به فاذا به يتحول بين ليله وضحاها الي عدونا الشرس الذي تستوجب مقاومته والتصدي له كل اخلاصنا وعطائنا وحبنا للوطن انقاذا لانفسنا ولحياتنا ومستقبلنا الاتي !!!!
اليوم احبائي ابناء وطني يخوض شعبنا العظيم حربه ضد الطيور بكافه اشكالها في السماء والارض ، دجاج وديوك ، حمام وغربان ، ابو قردان وهدهد ، عصافير ملونه وبط ابيض ، اوز مزركش وطاووس زاهي متباهي ، بغبغاوات ناطقة مغردة وبوم صامت ، كتاكيت صفراء صغيرة وصقور محلقة ، يخوض شعبنا العظيم حربه ضد الطيور بجميع انواعها طيور منزلية اليفة وطيور مهاجرة رحاله ، طيور عاشت فوق الاشجار وطيور عاشت خلف الاسوار ، طيور حلقت عاليا في السماء وطيور " قصقصت " ريشها فقفزت علي الارض بخطوات بطيئة مرتبكة ،
يخوض شعبنا العظيم للاسف معركة الدفاع عن صحته ووجوده وبقاءه مع تلك الطيور التي حكم عليها الخالق العظيم – لحكمة لم ندركها بعد – ان تتعرض لوباء قاتل فتاك يأخذ حياتها وبسرعه رهيبة ومعها حياة من يتعامل معها ومن يتواجد في اماكنها ومن يقترب من اعشاشها ، لقد تحولت الطيور الاليفة التي غنينا لها طوال ايام حياتنا تحولت - في وقتنا الحالي ولاجل لانعلم مداه او نهايته - لعدونا الاني الذي يحاربنا بغير جيوش ويقتلنا بغير مدافع ويهددنا بالفناء بغير اسلحه دمار شامل او صواريخ نووية !!!
لذا ابناء وطني اهيب بكم ان تتعاملوا مع الازمة الحاليه بمنتهي الجدية ومنتهي المسئولية كعهدنا بانفسنا فلا تعبثوا بمستقلبنا لانكم تحبون "فراخكم " ولا تهددوا انفسكم وتهددونا لانكم ترفضون ذبح " حمامكم " ولا تعرضوا حياتنا وحياة احبائنا للخطر لانه يعز علي قلوبكم الرقيقة اطلاق سراح " عصافيركم " وابعادها عن بيوتكم وعن صحتكم ، ابناء وطني اهيب بكم الانصياع الحديدي للتعليمات التي تصدر عن الجهات الصحية المتخصصه المسئولة ، نفذوا تلك التعليمات بحرفيتها وساعدوا جيرانكم علي تنفيذها ولو بمشقه او بصعوبه طوعا او جبرا ليس خوفا من العقوبات المفروضة بل ايمانا بجدواها واثرها الايجابي علي حياتنا جميعا ، اهيب بكم الا تنشروا الفيروس الضعيف بيننا يحصد حياتنا وحياة احبائنا لانكم لاتصدقوا الحكومه ولاتحبوا سماع كلامها ولا اطاعه اوامرها ولاالخضوع لقواعدها ف" تعندوا " علي انفسكم وتتسببوا في ايذائنا ونشر الخراب في وطننا ، اهيب بكم ضحوا بطيوركم التي احببتموها في سبيل مستقبل الوطن الذي سبق وضحينا من اجله بالعزيز والغالي والولد والسند ، فهل طيوركم اثمن لديكم من حياة ابناءكم ؟؟؟؟!!!!! ابناء وطني اكرر عليكم ان حرب الطيور حربا غريبة تفرض علي كل منا القتال في موقعه ضد المرض والفيروس وعلي رأي المثل " احنا قدها وقدود " !!!!
الفقرة الاخيرة - ان كثير من فقراء الوطن يعيشون حياتهم اليومية بدخل ضئيل يتحصلون عليه من الاتجار في الطيور المنزلية ، هل اطمح ان تعوضهم الحكومه عن خسائرهم الناجمة عن حرب الطيور وتدفع لهم التعويضات المناسبة !!! فهذا اقل ما يستحقوه منا ....
الجملة الاخيرة – الي الغاضبين من الحكومه والمنتقدين لها في اداره حرب الطيور ، ادعوا الله ان تنتهي تلك الحرب قريبا وبغير خسائر موجعه ، ثم حاسبوا الحكومه وانتقدوها ، عفوا فهذا ليس وقته !!!!
السطر الاخير - قال وزير الزراعة " لاتهويل ولاتهوين " وقال وزير الاعلام " مصلحه الامة اولا " لقد اعجبتني العبارتين ، هاانا اقتبسها واكررها عليكم " مصلحه الامة اولا " ..
الكلمة الاخيرة - ان الاضرار بالاقتصاد القومي في وقت الحروب عقوبته الاعدام ، هل يعرف تجار اللحوم والاسماك هذا النص القانوني ؟؟ هل يردعهم عن العبث بقوت الشعب وزياده الاسعار مستغلين الكارثه التي نعيشها؟؟ اللهم اني بلغت اللهم فاشهد ....
الاربعاء 22 فبراير 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق