( 1 ) عاشت اوربا قرون خمس من ماضيها القريب من القرن الثالث عشر وحتي القرن الثامن عشر تعاني من وطئة وهيمنه وبطش وقوة وقسوة الكنيسة الكاثوليكية التي انشأت محاكم التفتيش بهدف محاربة الهرطقة وهي حسب مفهوم الكنيسة وقتها لانحراف او الاختلاف عن العقائد المسيحية الرسمية ولو كان ذلك مجرد اكتشاف علمي لاعلاقة له بقواعد الدين واسرار اللاهوت يؤكد دوران الارض حول الشمس !!! وقد دونت كتب التاريخ في صفحاتها الدامية السوداء ان محاكم التفتيش ارسلت مفتيشها للمحافظات والامصار لملاحقة ومطاردة المختلفين معها ممن وصمتهم ظلما بالمهرطقين فكانت توقع بهم لمجرد الشبهات او الوشاية المرسلة او التفسير المتعنت لاقوالهم او افعالهم وتقبض عليهم وتسوقهم للاستجواب والتعذيب المريع فتقطع السنتهم وتغرز الابر في اجسادهم وتمزق اوصالهم و "تخوزقهم" ثم تحاكمهم وفقا لقواعدها الخاصه وتعتبر دفاعهم عن انفسهم غيا في الكفر و اصرار علي الهرطقة وامعانا في الزندقة واصرارا علي ارتكاب الجرم الفاحش فلا يبقي امامها الا حرقهم تكفيرا لذنوبهم ووقاية للبشرية المؤمنه من شرورهم ولنصرة الدين !! وكانت العقيدة الاساسية لمحاكم التفتيش ان الاختلاف معها هو اختلاف مع الرب واختلاف مع الدين الصحيح !! وانعكس ذلك في سلوك مفتشيها مع المختلفين مع الكنيسة فاعتبروهم "سحرة اشرار زنادقة" يلزم انكار افكارهم وتصفية اجسادهم وعقابهم ردعا لكل من تسول له نفسه الاختلاف مع الرب الذي يمثلونه !!! ولم تكتفي محاكم التفتيش بمطارده البشر بل عمدت لمصادره الافكار والاراء والكتب التي اعتبرتها تخالف مفهومها للدين ورؤيتها لاحكامه وقواعده !! وقد دفعت اوربا الثمن باهظا لاطفاء محرقة محاكم التفتيش التي اكلت نيرانها مئات الالوف من خيرة ابناءها كل ذنبهم وانحرافهم الديني المؤثم وقتها اما التوصل لاكتشاف علمي او تأليف كتاب فلسفي اومناقشة الافكار والتفسيرات الدينية السائدة ومحاولة الاختلاف معها او مجرد الاختلاف مع رجل من رجال الكنيسة ولو كان لاسباب شخصية محضة!!! وقد سطرت كتب التاريخ بدموع الضحايا ودمائهم ان بعض علماء الكيمياء وعلماء الفلك والفلاسفة قد احرقوا احياءا هم وكتبهم وابحاثهم - وسط احتفالات شعبية تؤججها صرخات الجماهير البسيطة الجاهلة الغاضبة و المواطنين البسطاء السذج الذين وثقوا في رجال الدين وايدوا الكنسية وسلطتها الدينيه تأييدا اعمي مطلق دفاعا عن الرب وايدوا القتل والبطش والتعذيب للابرياء بهدف نصرة الدين – وسط نيران مستعرة عقابا لهم علي مؤلفاتهم واختراعاتهم واكتشافاتهم العلمية واختلافهم مع الكنيسة لاي سبب من الاسباب !! وهكذا خيمت علي سماء اوربا لمئات السنوات سحب الدخان السوداء مشوبة برائحه الجثث ورائحة الافكار المحترقة وعاش ابناءها وعلمائها ومفكريها وكتابها وقادتها الدينين في رعب اسود لم ينتهي الا بعد سدادهم للثمن الباهظ من جثث الضحايا ودموع المظلومين وأنات المكلومين !!! وقد بقيت محاكم التفتيش ودماء ضحاياها وصرخات معذبيها درسا موجعا للبشرية يذكرها وينبهها بأهمية سيادة العقل واعماله وضرورة التفكير ورفض التكفير وتدعيم الحوار بين المختلفين دينيا وفقهيا وعقائديا وسياسيا وتقبل الاخر باختلافه والمعايشه معه والصراع الفكري مع افكاره وليس نفيه او رفضه او انكاره او ترويعه او عقابه باسم الدين او اسم الرب !!! بقيت محاكم التفتيش درسا مخيفا للبشرية ينبهها لما قد تساق اليه ولما قد يصيب ابناءها باسم الدين واسم الرب .... افيقوا وانتبهوا ...... فمااشبه اليوم بالبارحة !!!!
( 2 ) قالت الفنانه نبيلة عبيد للفنانه عايدة عبد العزيز في فيلم " كشف المستور " سيناريو وحوار وحيد حامد واخراج عاطف الطيب " انتي بتشتغلي لحساب الدولة الجديدة ؟!!" وكان سؤالا استنكاريا القته في وجه زميلتها " الحاجة وفاء " التي غيرت ولائها ونشاطها لصالح الدولة المستقبلية الجديدة التي تلوح راياتها في الافق القريب !!! فاذا بواحدة من السيدات اللاتي مارسن " النضال علي السراير " وفقا لاحداث الفيلم تغطي جسدها وترتدي ملابسها الكاملة وتنتظر العون والمدد من شيوخ "فرانكفورت " وتقدم "السبت والحد " وكرسي التوبة عربونا لحساب الدولة الجديدة !! لااعرف لماذا اتذكر هذا المشهد كثيرا هذه الايام !!! واشعر ان الكثيرين مما نعرفهم هذه الايام في هذا الوطن ساسة وصحفين وكتاب واعلاميين واذاعيين وفنانيين ورجال اعمال من الحكومه ومن المعارضه قد خلعوا جلودهم وغيروا مواقعهم وبدلوا انتماءاتهم وجلسوا علي مقاعد التوبة وبكوا تطهرا وندما و" رموا بياضهم " واستعدوا وسعوا لتقديم خدماتهم للعمل لحساب الدولة الجديدة !! لااعرف لماذا اشعر هذه الايام بان سماسرة الوطن الذين باعوا خيراته وبددوا ممتلكاته وخصخصوا اصوله وقتلوا في نفوس ابناءه الكرامة والعزة وشردوهم في الفيافي والصحاري وبلاد القحط لم يكتفوا بكل ما فعلوه فينا بل زادوا عليه اعلانهم الطوعي بالولاء للدوله الجديدة ولو كان الثمن الذي يقدموه قربانا علي بواباتها هو حضارة الوطن وتاريخه وانجازاته العظيمة وكرامة ابناءه وحرية بناته ومستقبل اطفاله ومكانته في خريطة العالم !! ودعوني اؤكد لكم ان هؤلاء المهرولون المبدلون لجلودهم والوانهم واقوالهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية والفكرية الذين يستعدون – املا في النجاة الشخصية - للقفز من المركب الغارقة هم الذين اغرقوها وثقبوا بدنها واتلفوا اشرعتها واوهنوا ريحها و اثاروا غضب ملاحيها وركابها وسرقوا قوتهم في " عز الظهر " وادعوا الفضيلة والشرف والطهارة ، هم الذين اغلقوا ابواب الرحمة في وجوهنا وانفردوا بخيرات الوطن والانتفاع بها واكلوا حقوقنا و اصموا أذانهم امام شكوانا وضربونا بيد من حديد حين احتجينا وفتحوا ساحة الديمقراطية كحديقة "الهاديبارك" الانجليزية نقول فيها ما نقول ويقرروا هم مايترايء لهم في حياتنا و" ايامنا السودا " ، هم الذي افسدوا علينا حياتنا وسرقوا منا احلامنا وفرضوا علينا الذل والهوان قوتا يوميا واشعلوا النيران في ثوبنا مابين طائفية مستعرة وتزمت ديني رجعي وعنف اجتماعي موحش وتحرش جنسي منفلت وافقار عمدي فاذ بحياتنا بفعل اياديهم وسياساتهم تبدلت لحاضر بائس ومستقبل غامض !!! وحين ضجت الناس بالشكوي بسببهم وحين اختنق البشر من عذاباتهم اليومية نتيجة سياساتهم الاقتصادية والاجتماعية وحين كره المواطنين واقعهم المرير لايعرفون كيفية تغييره وحين فقدوا املهم في المستقبل لايتصورن لانفسهم مكانا فيه وحين تعطلت عقولهم نتيجة تعليمهم وتربيتهم وثقافتهم وفنونهم وصاروا "معاقين" لايعرفون كيف يفكرون ولا ماذا يريدون وحين استبد بهم اليأس وامتلئت صدورهم بالغضب وصاروا "خميرة" صالحة وجاهزة لقوي التغيير العشوائي التي تقول ما يعجب الناس ولاينفعهم ، وتستثمر احباط الناس ولاتحل مشاكلهم ، وتستثير غضبهم الاهوج ولا تخاطب وعيهم السليب ، التي تلوح للمواطنين بالحلول الوهمية المريحة تغويهم وتغريهم وتطالبهم بالموافقات المطلقة والتأييد الاعمي وتدفعهم والوطن بالعمد للهاوية السحيقة وحين كشرت تلك القوي عن انيابها في وجه الجميع ترويعا وتكفيرا لم يكتفي المبدلون لثيابهم وجلودهم واسمائهم بكل ما فعلوا فينا وفي الوطن بل كان اول من رقصوا علي نغمات طبول " الدولة الجديدة " واول من احتفلوا بمقدمها و اول من ذبحوا الذبائح ترحيبا بها واكلوا علي مائدتها مع سفرائها وقائدي جيوشها لحم الوطن وشربوا دماء ابناءه في صحتهم جميعا !!! المصيبة الكبري ... انه لايتورعون عن فعل أي شيء تحقيقها لمصالحهم ولوكان ذبح الوطن ومستقبله !!! ياايها الوطن كم انت شقي بابناءك .... وقانا الله ووقاك شر افعالهم وجرائمهم ....
( 3 ) تابعت بمنتهي القلق والغضب التصريحات التي صاحبت " ازمة الوزير فاروق حسني " والتي حاول قائليها لصق صفات الفضيلة والشرف والاحترام بالنساء المحجبات فقط وخصهن بتلك الصفات دون غيرهن من بقية النساء المصريات غير المحجبات مسلمات اومسيحيات وهي تصريحات غير مقبولة وغير صحيحة وتشكل سبابا في حقنا جميعا نحن النساء غير المحجبات وتعد اهانة عمدية لنا وتمس احترام المجتمع لنا واحترامنا لذواتنا وتشكل اهدارا لوضعنا الاجتماعي ويعتبر تجاهلها وعدم الرد عليها تفريطا في حقوقنا وقبولا منا للتشكيك في اخلاقنا ووجودنا ذاته وهو امر خطير لايجوز الصمت عنه او تمريره وكأن احد لم يقل شيئا !!! بل ان مثل تلك الاقوال من شأنها تحريض العامة علي النساء غير المحجبات وتشجيعهم عليهن باعتبارهن نموذجا لنقص " الفضيلة والشرف " ومثال " للتسيب والانفلات " و" لقمة رخيصه سائغة " !!! وتمثل تلك التصريحات تهديدا سافرا لاماننا الشخصي وامان اسرنا واطفالنا وتمس علاقتنا بالمجتمع وافراده ومن شأنها اثارة فتنه مجتمعية ذات اثار خطيرة ليس فقط علي النساء بل علي المجتمع كله ... ويلزم في هذا الوقت بالذات وفي اطار هذا الصراع السياسي الاجتماعي الدائر ان اؤكد علي وجهة نظري من ان الشرف والفضيلة وحسن الاخلاق والاحترام هي صفات لاعلاقة لها بدين المرأة مسلمة كانت او مسيحية او يهودية بل هي صفات اخلاقية تتعلق وتتأثر بممارسات النساء وسلوكهن وموقفهن من الحياة ووجه نظرهن فيها فمعظم النساء يتمتعن بالصفات الحميدة التي يحترمها الجميع بصرف النظر عن ملابسهن فضلا عن الملابس التي ترتديها المرأة مهما كانت شكلها او سبب ارتداءها له لايمنحها أي صفات مفترضة او مصداقية اضافية او وضع خاص او مميزات اجتماعية علي غيرها من النساء وأكم من محتشمات يحظين باحترام الجميع لم يلبسن الحجاب و أكم من خليعات غطوا روؤسهن وابرزن بعمد فتنه اجسادهن تغوي الجائعين !!! وبهذه المناسبة فأن الدستور المصري الذي نقف جميعا تحت مظلته مازال يحمي الحرية الشخصية بكل اشكالها بما فيها حرية الرأي والفكر والعقيدة وحرية الملبس بما يتناقض ومحاوله بعض الجماعات السياسية او الدينية فرض "الحجاب" باعتباره الزي الرسمي او المناسب او المقبول للنساء دون غيره لما في ذلك من مساس بالحقوق الدستورية للنساء فاذا كان من حق أي سيدة ان ترتدي الحجاب دون ان يحق للدوله وسلطاتها اجبارها علي خلعه فمن حق أي سيدة الا ترتدي الحجاب دون ان يحق للدوله او سلطاتها او غيرهما من الجماعات الدينية او السياسية اجبارها علي ارتداءه او تهديدها او حصارها بسبب عدم ارتداءه فارتداء بعض النساء للحجاب وعدم ارتداء بعض النساء الاخريات للحجاب امر شخصي يخص كل منهن وفقط و لايحق لاي سلطه سياسية او دينيه التدخل فيه اومحاوله اكراة النساء علي زي معين او فرض ارادتها عليهن في هذا الخصوص !!! واذ كان البعض يتربص بالنساء غير المحجبات ويظهرن – كذبا - في صورة الداعيات للعري والفجور فأنني في هذا المقام اؤكد اني ومعي ملايين النساء ضد الاستخدام الرخيص للمرأة وجسدها في الترويج للسلع والبضائع بشكل منحط يفصح عن عدم احترام المرأة ودورها في المجتمع ويحاصرها في خانه الشهوات والغرائز وايضا ضد الاستخدام الاعلامي والفني المبتذل لجسد المرأة وتعريته بقصد اثاره الغرائز الجسدية وضد انتشار نفسية الجواري والعاهرات التي تمكنت من بعض نسائنا محجبات او غير محجبات فاذا بهن منشغلات وفقط بابراز مفاتنهن وصفاتهن الانثوية ومهتمات وفقط بايقاع الرجال تحت تأثيرهن وفي حبائلن وكأنهن لم يخلقن في الدنيا الا لمثل هذا الامر لكنني في ذات الوقت ارفض وبشدة أي اراء او حجج لاتري في النساء ولا تتصورها الا اجساد مغرية وتحاصرها في ذلك الاطار الحسي الدوني مستهدفة من ذلك حجب النساء بعيدا عن المجتمع وحرمانهن من المشاركة في بناءه وعزلهن خلف اسواره باعتبارهن شرا مطلق وشيطانا ينشر الغواية والفسق والفجور !!! مازلت غاضبه ومازلت قلقة ومازلت ارفض كل المحاولات التي لاهم لها الا الهجوم علي النساء ومحاولة حرمانهن من ادوارهن الاجتماعية العظيمة ، مازلت غاضبه ومازلت قلقة فالمجتمع الذي يحصر صراعه السياسي والاجتماعي حول النساء هجوما ودفاعا هو مجتمع يعاني مشكلات جمة لايعرف لها حلا فلا يجد امامه الا النساء لصب جام غضبه عليها !!!!
( 2 ) قالت الفنانه نبيلة عبيد للفنانه عايدة عبد العزيز في فيلم " كشف المستور " سيناريو وحوار وحيد حامد واخراج عاطف الطيب " انتي بتشتغلي لحساب الدولة الجديدة ؟!!" وكان سؤالا استنكاريا القته في وجه زميلتها " الحاجة وفاء " التي غيرت ولائها ونشاطها لصالح الدولة المستقبلية الجديدة التي تلوح راياتها في الافق القريب !!! فاذا بواحدة من السيدات اللاتي مارسن " النضال علي السراير " وفقا لاحداث الفيلم تغطي جسدها وترتدي ملابسها الكاملة وتنتظر العون والمدد من شيوخ "فرانكفورت " وتقدم "السبت والحد " وكرسي التوبة عربونا لحساب الدولة الجديدة !! لااعرف لماذا اتذكر هذا المشهد كثيرا هذه الايام !!! واشعر ان الكثيرين مما نعرفهم هذه الايام في هذا الوطن ساسة وصحفين وكتاب واعلاميين واذاعيين وفنانيين ورجال اعمال من الحكومه ومن المعارضه قد خلعوا جلودهم وغيروا مواقعهم وبدلوا انتماءاتهم وجلسوا علي مقاعد التوبة وبكوا تطهرا وندما و" رموا بياضهم " واستعدوا وسعوا لتقديم خدماتهم للعمل لحساب الدولة الجديدة !! لااعرف لماذا اشعر هذه الايام بان سماسرة الوطن الذين باعوا خيراته وبددوا ممتلكاته وخصخصوا اصوله وقتلوا في نفوس ابناءه الكرامة والعزة وشردوهم في الفيافي والصحاري وبلاد القحط لم يكتفوا بكل ما فعلوه فينا بل زادوا عليه اعلانهم الطوعي بالولاء للدوله الجديدة ولو كان الثمن الذي يقدموه قربانا علي بواباتها هو حضارة الوطن وتاريخه وانجازاته العظيمة وكرامة ابناءه وحرية بناته ومستقبل اطفاله ومكانته في خريطة العالم !! ودعوني اؤكد لكم ان هؤلاء المهرولون المبدلون لجلودهم والوانهم واقوالهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية والفكرية الذين يستعدون – املا في النجاة الشخصية - للقفز من المركب الغارقة هم الذين اغرقوها وثقبوا بدنها واتلفوا اشرعتها واوهنوا ريحها و اثاروا غضب ملاحيها وركابها وسرقوا قوتهم في " عز الظهر " وادعوا الفضيلة والشرف والطهارة ، هم الذين اغلقوا ابواب الرحمة في وجوهنا وانفردوا بخيرات الوطن والانتفاع بها واكلوا حقوقنا و اصموا أذانهم امام شكوانا وضربونا بيد من حديد حين احتجينا وفتحوا ساحة الديمقراطية كحديقة "الهاديبارك" الانجليزية نقول فيها ما نقول ويقرروا هم مايترايء لهم في حياتنا و" ايامنا السودا " ، هم الذي افسدوا علينا حياتنا وسرقوا منا احلامنا وفرضوا علينا الذل والهوان قوتا يوميا واشعلوا النيران في ثوبنا مابين طائفية مستعرة وتزمت ديني رجعي وعنف اجتماعي موحش وتحرش جنسي منفلت وافقار عمدي فاذ بحياتنا بفعل اياديهم وسياساتهم تبدلت لحاضر بائس ومستقبل غامض !!! وحين ضجت الناس بالشكوي بسببهم وحين اختنق البشر من عذاباتهم اليومية نتيجة سياساتهم الاقتصادية والاجتماعية وحين كره المواطنين واقعهم المرير لايعرفون كيفية تغييره وحين فقدوا املهم في المستقبل لايتصورن لانفسهم مكانا فيه وحين تعطلت عقولهم نتيجة تعليمهم وتربيتهم وثقافتهم وفنونهم وصاروا "معاقين" لايعرفون كيف يفكرون ولا ماذا يريدون وحين استبد بهم اليأس وامتلئت صدورهم بالغضب وصاروا "خميرة" صالحة وجاهزة لقوي التغيير العشوائي التي تقول ما يعجب الناس ولاينفعهم ، وتستثمر احباط الناس ولاتحل مشاكلهم ، وتستثير غضبهم الاهوج ولا تخاطب وعيهم السليب ، التي تلوح للمواطنين بالحلول الوهمية المريحة تغويهم وتغريهم وتطالبهم بالموافقات المطلقة والتأييد الاعمي وتدفعهم والوطن بالعمد للهاوية السحيقة وحين كشرت تلك القوي عن انيابها في وجه الجميع ترويعا وتكفيرا لم يكتفي المبدلون لثيابهم وجلودهم واسمائهم بكل ما فعلوا فينا وفي الوطن بل كان اول من رقصوا علي نغمات طبول " الدولة الجديدة " واول من احتفلوا بمقدمها و اول من ذبحوا الذبائح ترحيبا بها واكلوا علي مائدتها مع سفرائها وقائدي جيوشها لحم الوطن وشربوا دماء ابناءه في صحتهم جميعا !!! المصيبة الكبري ... انه لايتورعون عن فعل أي شيء تحقيقها لمصالحهم ولوكان ذبح الوطن ومستقبله !!! ياايها الوطن كم انت شقي بابناءك .... وقانا الله ووقاك شر افعالهم وجرائمهم ....
( 3 ) تابعت بمنتهي القلق والغضب التصريحات التي صاحبت " ازمة الوزير فاروق حسني " والتي حاول قائليها لصق صفات الفضيلة والشرف والاحترام بالنساء المحجبات فقط وخصهن بتلك الصفات دون غيرهن من بقية النساء المصريات غير المحجبات مسلمات اومسيحيات وهي تصريحات غير مقبولة وغير صحيحة وتشكل سبابا في حقنا جميعا نحن النساء غير المحجبات وتعد اهانة عمدية لنا وتمس احترام المجتمع لنا واحترامنا لذواتنا وتشكل اهدارا لوضعنا الاجتماعي ويعتبر تجاهلها وعدم الرد عليها تفريطا في حقوقنا وقبولا منا للتشكيك في اخلاقنا ووجودنا ذاته وهو امر خطير لايجوز الصمت عنه او تمريره وكأن احد لم يقل شيئا !!! بل ان مثل تلك الاقوال من شأنها تحريض العامة علي النساء غير المحجبات وتشجيعهم عليهن باعتبارهن نموذجا لنقص " الفضيلة والشرف " ومثال " للتسيب والانفلات " و" لقمة رخيصه سائغة " !!! وتمثل تلك التصريحات تهديدا سافرا لاماننا الشخصي وامان اسرنا واطفالنا وتمس علاقتنا بالمجتمع وافراده ومن شأنها اثارة فتنه مجتمعية ذات اثار خطيرة ليس فقط علي النساء بل علي المجتمع كله ... ويلزم في هذا الوقت بالذات وفي اطار هذا الصراع السياسي الاجتماعي الدائر ان اؤكد علي وجهة نظري من ان الشرف والفضيلة وحسن الاخلاق والاحترام هي صفات لاعلاقة لها بدين المرأة مسلمة كانت او مسيحية او يهودية بل هي صفات اخلاقية تتعلق وتتأثر بممارسات النساء وسلوكهن وموقفهن من الحياة ووجه نظرهن فيها فمعظم النساء يتمتعن بالصفات الحميدة التي يحترمها الجميع بصرف النظر عن ملابسهن فضلا عن الملابس التي ترتديها المرأة مهما كانت شكلها او سبب ارتداءها له لايمنحها أي صفات مفترضة او مصداقية اضافية او وضع خاص او مميزات اجتماعية علي غيرها من النساء وأكم من محتشمات يحظين باحترام الجميع لم يلبسن الحجاب و أكم من خليعات غطوا روؤسهن وابرزن بعمد فتنه اجسادهن تغوي الجائعين !!! وبهذه المناسبة فأن الدستور المصري الذي نقف جميعا تحت مظلته مازال يحمي الحرية الشخصية بكل اشكالها بما فيها حرية الرأي والفكر والعقيدة وحرية الملبس بما يتناقض ومحاوله بعض الجماعات السياسية او الدينية فرض "الحجاب" باعتباره الزي الرسمي او المناسب او المقبول للنساء دون غيره لما في ذلك من مساس بالحقوق الدستورية للنساء فاذا كان من حق أي سيدة ان ترتدي الحجاب دون ان يحق للدوله وسلطاتها اجبارها علي خلعه فمن حق أي سيدة الا ترتدي الحجاب دون ان يحق للدوله او سلطاتها او غيرهما من الجماعات الدينية او السياسية اجبارها علي ارتداءه او تهديدها او حصارها بسبب عدم ارتداءه فارتداء بعض النساء للحجاب وعدم ارتداء بعض النساء الاخريات للحجاب امر شخصي يخص كل منهن وفقط و لايحق لاي سلطه سياسية او دينيه التدخل فيه اومحاوله اكراة النساء علي زي معين او فرض ارادتها عليهن في هذا الخصوص !!! واذ كان البعض يتربص بالنساء غير المحجبات ويظهرن – كذبا - في صورة الداعيات للعري والفجور فأنني في هذا المقام اؤكد اني ومعي ملايين النساء ضد الاستخدام الرخيص للمرأة وجسدها في الترويج للسلع والبضائع بشكل منحط يفصح عن عدم احترام المرأة ودورها في المجتمع ويحاصرها في خانه الشهوات والغرائز وايضا ضد الاستخدام الاعلامي والفني المبتذل لجسد المرأة وتعريته بقصد اثاره الغرائز الجسدية وضد انتشار نفسية الجواري والعاهرات التي تمكنت من بعض نسائنا محجبات او غير محجبات فاذا بهن منشغلات وفقط بابراز مفاتنهن وصفاتهن الانثوية ومهتمات وفقط بايقاع الرجال تحت تأثيرهن وفي حبائلن وكأنهن لم يخلقن في الدنيا الا لمثل هذا الامر لكنني في ذات الوقت ارفض وبشدة أي اراء او حجج لاتري في النساء ولا تتصورها الا اجساد مغرية وتحاصرها في ذلك الاطار الحسي الدوني مستهدفة من ذلك حجب النساء بعيدا عن المجتمع وحرمانهن من المشاركة في بناءه وعزلهن خلف اسواره باعتبارهن شرا مطلق وشيطانا ينشر الغواية والفسق والفجور !!! مازلت غاضبه ومازلت قلقة ومازلت ارفض كل المحاولات التي لاهم لها الا الهجوم علي النساء ومحاولة حرمانهن من ادوارهن الاجتماعية العظيمة ، مازلت غاضبه ومازلت قلقة فالمجتمع الذي يحصر صراعه السياسي والاجتماعي حول النساء هجوما ودفاعا هو مجتمع يعاني مشكلات جمة لايعرف لها حلا فلا يجد امامه الا النساء لصب جام غضبه عليها !!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق