الخميس، 30 أغسطس 2012

مما قرأت لك .. الهزيمة


مقالات > محمد حمدي يكتب: أبو حامد ومن معه.. هزموا النخبة.. والإخوان
26 أغسطس 2012 3:00 ص
-
محمد حمدي يكتب:
أبو حامد ومن معه.. هزموا النخبة.. والإخوان
أي شخص يفهم فى السياسة، ولو قليلا، سيتوقف بكل احترام أمام شخص النائب السابق الشاب، محمد أبو حامد، ومن معه، فبعيدا عن ماكينة الإعلام الإخوانية، وكتائبهم الإلكترونية، كتب أبو حامد ومن معه، شهادة ميلاد جديدة، له، ولمن خرج فى مظاهرات أمس الجمعة، وللشعب المصري الذى كتب تاريخا جديدا أمس.
فى تغطيتها اليوم لمظاهرات الأمس، كتبت نيويورك تايمز الأمريكية أن الشعب المصري أصبح يحسب له ألف حساب، فقد سبق لهذا الشعب التظاهر ضد الرئيس السابق، وجنرالات الحكم العسكرى، لكنه أمس تظاهر ضد رئيس مدنى منتخب، يشعر معه بمخاوف حقيقية على مدنية الدولة، والحريات العامة، ومن سيطرة تيار سياسي واحد، وأضيف إلى نيويورك تايمز أنه تيار متشدد لا يؤمن بالحرية من الأساس.
الخيار كان أمس فى غاية الوضوح، نحن أمام رئيس إخوانى يعبر، ويتحرك، ويؤمن بجماعته، أكثر من إيمانه بوطنه، وشعبه.. والرئيس وجماعته استهلوا حكمهم الجماعى بإعلان الحرب على حرية الراى والتعبير، حتى ولو اعترفنا ببعض التجاوزات، أغلقت فضائية، وصودرت صحيفتين، وحبس صحفى، ويحاكم مذيع، ومنعت مقالات من النشر، ووصل الأمر إلى إلغاء صفحة رأى كاملة فى صحيفة الأخبار.
لم يكمل الرئيس مرسي وجماعته الحكم أياما فى السلطة، ووصل إلى المحاكم مواطنون بتهمة إهانة رئيس الجمهورية،  وأفتى حلفاء الرئيس من السلفيين بقتل من يتظاهر ضده،  ووصف بعض أعضاء جماعة الرئيس المعارضين، بأنهم صراصير وجرذان.. إلى آخر قاموس الهجاء.. ومحاولات الرعب والترهيب.. وهنا كان السؤال: ماذا تنتظر النخبة والأحزاب المدنية لتقول لا؟!
دعا محمد أبو حامد إلى مظاهرات 24 غسطس، استخف به أصدقاؤنا المثقفون، وربما قال زعماء الأحزاب الليبرالية لأنفسهم: من هو أبو حامد حتى نخرج للتظاهر معه، ناسين أن "لا"  فى هذه اللحظة، ليست من أجل فرد، وإنما هى دفاع عن وطن.
اختفى المثقفون والسياسيون، وظهر بعضهم على الفضائيات ليقول أنه كان يفضل تأجيل المظاهرات حتى يكمل الرئيس مائة يومه الأولى فى الحكم، مع أن الرئيس ومن معه لم ينتظروا وطاردونا فى المحاكم وأهدروا دماءنا.
جاب محمد أبو حامد بعض المحافظات، ونزل إلى القرى، وقابل الناس، وتحدث معهم، وشرح أسباب دعوته للتظاهر، خرج معه الألاف فى الأسكندرية، والإسماعيلية، والمنوفية والغربية، والدقهلية.. وغيرها من المدن، ولم يخرج كثيرون لكنهم فهموا الفكرة، وسيكون الكثير منهم فى أى تحرك قادم.
فى القاهرة، فرض الجيش والشرطة حصارا على المنطقة المحددة للتظاهر، منعوا المواطنين من الوصول، واضطروا إلى المرور عبر طرق التفافية، والسير بالساعات فى الشمس المحرقة من شارع إلى شارع، حتى تجمعوا على مقربة من القصر الرئاسي الذى عزلته الشرطة.
وفى الإعلام، تجاهلت قنوات الحياة ومودرن والمحور وصدى البلد المظاهرات طوال النهار، ووضع التليفزيون المصري كاميراته على ميدان التحرير الذى لم يكن من ضمن أماكن التظاهر، ومنع الإخوان بالسلاح شباب حزب التجمع من الوصول إليه وطاردوهم فى وسط القاهرة.. كما طاردوا المتظاهرين فى حرب شوارع حقيقية فى محيط مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالأسكندرية.
فى نهاية اليوم وصل عشرات الألاف إلى محيط القصر الجمهورى، ليعلنوا ميلادا جديدا لمحمد أو حامد ومن معه، حركة شابة وطنية، بعيدا عن إرهاب افخوان، وعقد المثقفين وانتهازية السياسيين.. نجحت مظاهرات الأمس، وفشل الإخوان والأمن، وهزمت النخبة البالية.
http://estklal.com/news/news.aspx?id=500

الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

مما قرات لكم ... ليست ربيعا


هيكل: ما يجري ليس ربيعا بل ثورات تسليم المفتاح


 الكاتب والمحلل السياسي محمد حسنين هيكل

قال الكاتب والمحلل السياسي محمد حسنين هيكل ان الاعتراف الامريكي الغربي بالإخوان المسلمين لم يأت قبولاً بحق لهم ولا اعجاباً ولا حكمة، لكنه جاء قبولاً بنصيحة عدد من المستشرقين لتوظيف ذلك في تأجيج فتنة في الإسلام لصالح آخرين، مضيفاً بأن نشوة الاخوان بالاعتراف الأمريكي الغربي بشرعيتهم لم تعطهم فرصة كافية لدراسة دواعي الاعتراف بعد نشوة الاعتراف.
وأعتبر هيكل في مقابلة أجرتها معه الأهرام المصرية أن ما يشهده العالم العربي اليوم ليس “ربيعاً عربياً” وإنما “سايكس بيكو” جديد لتقسيم العالم العربي وتقاسم موارده ومواقعه.
وأشار أن التقسيم سيكون ضمن "3" مشاريع، الأول: غربي "أوروبي أمريكي" والثاني: إيراني والثالث تركي، فضلا عن نصف مشروع اسرائيلي لإجهاض القضية الفلسطينية.
وأضاف أن ما نراه الآن ليس مجرد ربيع عربي تهب نسماته على المنطقة، وإنما هو تغيير اقليمي ودولي وسياسي يتحرك بسرعة كاسحة على جبهة عريضة ويحدث آثاراً عميقة ومحفوفة بالمخاطر أيضاً.
وقال: “ما نراه في هذه اللحظة هو مشروع قومي يتهاوى، وبقاياه تجري إزاحتها الآن ومشروعات أخرى تتسابق إلى الفراغ، بعد أن أضاع ذلك المشروع مكانه وزمانه”.. وأضاف: “أكاد أرى الآن خرائط كانت معلقة على الجدران ترفع الآن وتطوى، لأن المشاهد اختلفت فالمواقع العصية تأدبت أو يجري تأديبها والمواقع الضائعة استعيدت أو انها تستعاد الآن، وكل ذلك تمهيد لفصل في شرق أوسط يعاد الآن تخطيطه وترتيبه وتأمينه، حتى لا يفلت مرة أخرى كما حدث عندما بدأ راود العرب حلم مشروعهم القومي، وتبدى لسنوات كأن هذا المشروع القومي العربي هو شكل المستقبل.
ونوه هيكل بأن الثورات لا تصنع ويستحيل أن تنجح بهذا الاسلوب باعتبارها فعل لا يتم بطريقة “تسليم المفتاح” من قوى خارجية تطلب السيطرة ولا تريد إلا مصالحها فقط، ولا يصح أن يتصور أحد أنها بعد المصالح تريد تحرير شعب.
ثلاثة مشاريع أجنبية على الساحة
وأوضح هيكل شكل المشاريع القادمة في المنطقة قائلاً: “على الساحة الآن وبالتحديد 3 مشروعات ونصف.. الأول غربي يبدو مصمماً ولديه فعلاً من أدوات الفعل والتأثير ما يشجع طلابه، والثاني مشروع تركي يبدو طامحاً، والثالث مشروع ايراني يؤذن من بعيد على استحياء ثم أخيراً نصف مشروع أو شبح مشروع اسرائيلي يتسم بالغلاظة.
مشيراً إلى أن المشروع الغربي وهو أمريكي أوربي يزحف على خطين وبحركة كماشة على الجناحين تطوق وتحاصر.
وأعتبر أن الخط الأول مرئي مسموع محسوس ومسعاه اغراق المنطقة في صراع اسلامي – إسلامي وبالتحديد سني شيعي، وقد بدأ زحف هذا الخط من عدة سنوات، عندما سقط النظام الامبراطوري في إيران، وحل محله نظام الثورة الإسلامية.
فيما الخط الثاني لهذا المشروع الامريكي – الأوروبي هو الخط الموازي لخط الفتنة والذي يزحف بسرعة لافتة حتى يسبق غيره والمتمثل بتقسيم المنطقة على طريقة “سايكس بيكو” مع تعديل ما تقتضيه متغيرات الاحوال.
خرائط تقسيم الإرث القومي العربي
وأبان هيكل أن “الخرائط الجديدة لا توزع إرث الخلافة العثمانية وإنما توزع إرث المشروع القومي العربي الذي تمكن من طرد الاستعمار الغربي في مرحلة سابقة وحاول أن يملأ الفراغ وعجز.. وأن دولة الخلافة العثمانية لم تستطع أن تحمي أملاكها، وهكذا جرى ارثها، وان المشروع العربي لم يستطع أن يحمي نفسه وهكذا اليوم يتوزع ارثه.
وقال هيكل مستطردا: “سايكس بيكو الأولى كانت خطاً على خريطة، يصل من (الكاف) إلى (الكاف).. الكاف في عكا والكاف في كركوك ويفصل الشمال.. هذه المرة ليس هناك خطاً فاصلاً، وانما هناك مواقع متناثرة.. التقسيم في المرة الأولى كان تقسيماً جغرافياً وتوزيع أوطان، ولكن التقسيم هذه المرة تقسيم موارد ومواقع، وبوضوح فإن ما يجري تقسيمه الآن هو أولاً النفط وفوائضه.. نفط وفوائض ليبيا بعد نفط وفوائض العراق.
نفط ليبيا وسايكس بيكو جديد
وقدم هيكل نموذج لتطبيق سايكس بيكو الجديدة عملياً بقوله: نفط ليبيا جرى توزيع امتيازاته فعلاً، وبنسب أذيعت على الملأ، كانت 30% لفرنسا (شركة توتال) و20% لبريطانيا (شركة بريتش بتروليم)، والحصة الأقل لبريطانيا لأنها أخذت أكثر في نفط العراق.. وليست أمامي الآن نسب التوزيع فيما بقي، لكن ايطاليا تطالب بحق مكتسب (شركة إيني)، ثم ان الشركات الامريكية تلح على دخول قائمة الوارثين.. وبعد إرث الموارد هناك.
وأضاف: تم تخصيص المواقع من خلال قاعدة للأسطول السادس الأمريكي في طرابلس، ومركز مخابرات في بنغازي وطبرق لبريطانيا، وإيطاليا تحتج بانها تاريخياً تعتبر ليبيا منطقة نفوذ لها، وفرنسا عبر البحر لها مطالبها، كل هذا وصوت المعارك لا يزال يدوي، وسيل الدماء لا يزال يتدفق.
ونقل هيكل اعترافاً جاء على لسان شخص قريب الصلة بالمجلس الانتقالي في لييبا بأنهم تصوروا بمجرد هبة في بنغازي ان يفعل القذافي مثل ما فعل بن علي في تونس ومبارك في مصر ويمشي، وأنهم خرجوا إلى الشوارع وانكشفوا لكن هذا الرجل لم يمشي وبقي في ليبيا ومعه جزء كبير من البلد وجزء كبير من الناس، وكذلك معظم الجيش ومعظم القبائل أيضاً، ولذلك اضطروا إلى قبول أي مساعدة “التدخل الاجنبي العسكري” ولو أن القذافي هرب وأراحهم لما وقعوا في هذا المأزق، لكنه لم يفعل.
مشيرا أن ما يجري في ليبيا لم يعد ثورة شعبية فقط، وإنما يبدو الآن غزواً خارجياً، واستيلاء راح ضحيته حتى الآن أكثر من 30 الف رجل وامرأة وطفل من الليبيين، وجرح منهم قرابة 70 ألف، ودمرت مرافق ومنشآت.
وعبر هيكل عن اعتقاده بأن المقاومة في ليبيا مستمرة وان “الذين يقاومون مع القذافي يفعلون ذلك بانتمائهم إلى الوطن الليبي، ليس تمسكاً بالقذافي ولكن لأن هناك غزواً لليبيا، ونفس الداعي سوف يصل بليبيا مدناً وقبائل إلى حافة حرب أهلية
وشدد هيكل على أن نضج عناصر أي ثورة ضرورة لنجاح فعلها، حيث قال: “بكل أمانة فالثورات لا تصنع ويستحيل أن تنجح بهذا الأسلوب، الثورات فعل لا يتم بطريقة (تسليم المفتاح)، أعني أنه ليست هناك ثورات تسليم مفتاح من قوى خارجية تطلب السيطرة، هذه القوى الخارجية تريد مصالحها فقط، ولا يصح ان يتصور أحد انها بعد المصالح تريد تحرير شعب.
الوضع السوري
وعن ما يجري في سوريا قال هيكل: بأن التدخل العسكري الاجنبي في سوريا في هذه اللحظة مخيف وأن البديل بالغزو الاجنبي في هذه الظروف يصعب تقدير عواقبه خصوصاً بعد ما جرى في العراق واليمن والسودان وأخيراً ليبيا.
وأضاف: لا تتحمل المنطقة من بغداد إلى بنغازي بالعرض، ولا من حلب إلى عدن بالطول، كل هذا الذي يقع وبإلحاح وإصرار على انها الازاحة هنا وبواسطة تدخل جيوش وأساطيل أجنبية.
المشروع الايراني
وعن المشروع الايراني في المنطقة، أوضح هيكل بأن هناك مشروع ايراني وهو محدود في إطاره لأسباب عديدة تضعها الجغرافيا بالمسافات ويصنعها التاريخ بالثقافات، إلى جانب أن هذا المشروع تحت حصار، وعليه فان استراتيجيته الآن دفاع.
المشروع التركي
وعن المشروع قال: المشروع التركي لديه حظ أكبر لأن أساسه التاريخي لا يزال في الذاكرة وفي المواريث، مذكراً بأن تركيا العثمانية كانت هي الضحية التي توزع ارثها على الآخرين في “سايكس بيكو” وهي الآن امام اغراء ان تكون شريكاً في الارث الجديد بعد ان كانت ضحيته في سابقه
الفتنة المذهبية والإخوان
وحذر هيكل من دخول العرب في فتنة المذاهب كون ذلك “سيؤدي إلى كوارث بدايتها ما نراه في اليمن والبحرين”، منتقدا وبشدة عدم استيعاب “الاخوان المسلمين” لما يحدث، مرجعاً ذلك لما أسماه “نشوة الاعتراف بشرعيتهم والتي لم تعطهم فرصة كافية لدراسة دواعي الاعتراف بعد نشوة الاعتراف.
وقال في ها السياق أن: “الاعتراف الامريكي والغربي بالإخوان المسلمين لم يجيء قبولاً بحق لهم، ولا تقديراً تجلت دواعيه فجأة امام المعترفين، ولا اعجاباً ولا حكمة، لكنه جاء قبولاً ولو جزئياً بنصيحة عدد من المستشرقين بينهم.
وأضاف هيكل بأن ما حدث في بداية القبول بنصائح المستشرق “برنارد لويس” هو أن السياسة الامريكية حاولت توظيف قادة وزعماء من العرب لتحقيق المطلب، وعلقت أهمية ظاهرة على جهود الامراء والرؤساء في محاولة تغيير طبيعة الصراع الرئيسي في المنطقة من صراع (عربي اسرائيلي) إلى صراع (عربي فارسي) وأن النجاح لم يكن بمستوى ما يطلبه الكبار في واشنطن وغيرها، فتجددت نصيحة الاستشراق بان الافضل فاعلية للمواجهة لتصبح أقوى، إذا انتقلت من كونها حكومات امام حكومات لكي تصبح مجتمعات ضد مجتمعات، ولتكن المواجهة بين المذاهب الاسلامية كونها عداءً مباشراً وأعمق نفاذاً.
الاعتراف بالإخوان
وتحدث هيكل عما حدث من تعديل في السياسة الامريكية نحو تشجيع وتوسيع عملية المواجهة بين جماعات سنة وجماعات شيعة.
وأضاف: بهذا القصد طرأت مسألة الاعتراف بالإخوان وبقبول مشاركتهم شرعياً فيما كان محظوراً عليهم من قبل، والإخوان تنظيم سني نشيط، ومن المفيد كذلك أن يرى أصحاب الطلب هذه اللحظة ان يكون للإخوان السنة دور على مستوى الشارع العربي في مواجهة مع الشيعة في قلبه.
وأردف قائلاً: كان من حق الاخوان ان يعترف بهم لكن واجبهم بعد النشوة ان يطلوا على بواعث الاعتراف، بمعنى ان حقهم صحيح لكن توظيف هذا الحق في تأجيج فتنة في الاسلام لصالح آخرين خطأً، خصوصاً في هذه الظروف.

مما قرأت لك .. اخي جاوز الظالمون المدي


فاطمة ناعوت

أخى.. جاوزَ الظالمون المدى

فاطمة ناعوتالثلاثاء 21-08-2012 09:36
«أخى» فى الإنسانية، أخى فى الوطن، أخى فى الإسلام، السيد رئيس الجمهورية.. أما «الظالمون»، فهم أولئك الذين ينافقونك «بركاكة»، ولو بازدراء الناس، والافتئات على الدين، والاستظراف بالمداهنة الفجّة التى تُضحك عليهم العالمين. انظرْ معى:
• د.راغب السرجانى، يقول: «فوزُ مرسى آيةٌ من آيات الله. وزيارتُه السعودية: إسراءٌ، وعودته إلى مصرَ: معراجٌ»!
• نائب الشورى، محمد عبدالراضى، يصف قراراتك قائلاً: «النبىُّ فتح مكةَ فى رمضان، ومرسى فتح مصرَ فى رمضان». أما قراراتك الخالدة التى تعدِلُ فتح مكةَ، فهى إلغاء إعلان دستورى أقسمتَ أنت عليه، وتكريمُ رجال يستحقون المحاكمة!
• شيخٌ يُدعى هاشم إسلام، يُفتى بقتل المتظاهرين فى ثورة «الغضب» (24 أغسطس)، لأنهم «خوارج» يقع عليهم حدُّ الحرابة. وبعد انتهائه من الفتوى، أغفل حتى أن يقول: «هذا والله أعلم»، كما يقول المُفتون الأُصلاء، كنوع من التأدب مع الله، والإقرار بالجهالة أمام علم الله، الذى لا بدءَ له ولا مُنتهى.
• د.رشاد البيومى، نائب مرشد الجماعة، وصف كُتّابَ الرأى المنتمين لأى تيار سياسىّ مخالف للجماعة بأنهم يحملون فى قلوبهم «حقداً دفيناً وعداءً سافراً للإسلام والمسلمين، يصلُ حدَّ الكفر». ثم أكمل كلامه (الطيب)، مستشهداً بآيات الكفّار!
• عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة، بعدما طالبك بإلغاء المحكمة الدستورية العليا، (طبعاً لأنها مزعجة)، وإعادة مجلس الشعب السابق، طالبكَ بالقبض على «المُحرِّضين»، الداعين للتظاهر لأنهم «قوى الشرّ الجبانة»، التى تستفزّ «القوى الوطنية الإسلامية الشريفة». ووصفها بالثورة على «الشريعة»، ووصف الثوّارَ «بالكلاب»، التى عواؤها لا يضرُّ قافلة تسير.
• أما المحلاوى، «فجاب م الآخر»، فوضع لنا النبراس الذى سنسيرُ عليه معك، طوال مدة حكمك، الأبدية إن شاء الله. فقد أفتانا بأن: «انتقادُ الرئيس ومعارضتُه حرامٌ. وطاعتُه فرضٌ مثل الصلاة، وواجبةٌ كطاعة الله ورسوله. وأن حكمَ الإخوان هو حكمُ الله»! وهنا نعرف أن الإخوان لا يمثلون الإسلامَ وحسب كما أوعزتم للبسطاء، بل يمثلون «الله»، ذاته! حاشاه، وتعالى.
أخى -إن كنتَ تسمحُ بأن نناديك بها، بعدما عرفنا مكانتك التى تحاكى مكانة الرُّسل، حسبما يرى مريدوك- اسمحْ لى أن أخبركَ بالتالى:
حين ثُرنا على مبارك، لنأتى بك، لم نكن «كلاباً»، كما قال عفيفى باشا. ولا نحن خوارج إن تظاهرنا ضد الإخوان، كما أفتى هشام إسلام. وحين نعارضُك لا نخرج عن ملّة الإسلام، كما قال البيومى. ولا أرى فى طاعتك طاعة لله ورسوله ولا صلاة، كما أوعز المحلاوى. ولم أرَ فى فوزك فتحا لمكةَ، ولا فى سفرك للسعودية وعودتك منها إسراءً ولا معراجا، كما يرى السرجانى.
أخى الرئيس.. أُطالبُكَ بمحاكمة كلّ هؤلاء المنافقين بتهمة: سوء تأويل النصوص القرآنية، وتهمة: ازدراء الشعب، وتهمة: هتك المعارضة، ثم بتهمة: صناعة «إله»، نعبده من دون الله.
أخى.. جاوزَ الظالمون المدى!

الأحد، 12 أغسطس 2012

مما قرأت لك ، حوار مع الفقيه ابراهيم درويش


«درويش»: مرسي لا يمتلك أي رؤية.. والحكومة تنفذ مشروع «الإخوان» (حوار)
Sat, 11/08/2012


تصوير محمد حسام الدين

يفتح الدكتور ابراهيم درويش خزائن أسراره ويتحدث عن وقائع حدثت قبل الثورة، بل ويضع أمامنا السيناريوهات القادمة للمستقبل، وتأتى أهمية الحوار مع الفقيه الدستورى إبراهيم درويش كونه الأب المنشئ للمحكمة الدستورية العليا وأحد واضعى دستور 71 وأحد من يستشيرهم المجلس العسكرى كلما احتاج إلى مخرج قانونى أو استشارة دستورية..
فى هذا الحوار يشير الدكتور ابراهيم درويش إلى حقيقة مهمة وهى أنه لو قضت المحكمة الإدارية العليا ببطلان الجمعية التأسيسية للدستور سيشكل المجلس العسكرى الجمعية الجديدة وسيكتب فى الدستور بند «إعادة الانتخابات البرلمانية والرئاسية» و ربما تكون فرص الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، ضعيفة فى الفوز بالرئاسة من جديد، وإذا قضت المحكمة بعدم البطلان واستمرت الجمعية فى عملها سيعترض المجلس العسكرى على بند «أن يكمل الرئيس مدته» ويرفع الأمر للمحكمة الدستورية العليا وهو حقه طبقا للإعلان الدستورى المكمل وهو ما يعبر عنه بالتعبير الشائع «تجيبها كده تيجى كده هيه كده».. ويروى لأول مرة تفاصيل لقائه بمجموعة من المخابرات الأمريكية أثناء إعدادهم عام 98 لسيناريو حكم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر. وإلى نص الحوار:
■ ما رأيك فى التشكيل الحكومى الجديد.. وهل تتجه مصر إلى الاستقرار؟
- الحكومة الجديدة عبارة عن عمال لتنفيذ مشروع مكتب الإرشاد، فمن شاء منهم أن يعمل فليعمل، ومن شاء أن يغادر فليغادر ولن يكون لأحد رؤية على الإطلاق وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء والرئيس نفسه.
■ هل أنت مع من يرون أن هناك توجها لأخونة الدولة؟
- الإخوان يطمعون فى الانفراد بالسلطة وسوف يحققون ذلك، وسيحدث استحواذ واستئثار بكل مؤسسات الدولة وأخونة الإعلام الحكومى والضغط على الإعلام الخاص، وسوف يتمكنون من ذلك ولكن لن ينجحوا فى النهوض بالبلد لأنه ليس لديهم الكفاءات، فالرئيس لم يأت ببرنامج انتخابى فهو رئيس ببرنامج وضعه خيرت الشاطر - نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين - وهو مشروع النهضة، وهو مبهم جدا حتى عندما يتحدثون عنه أشعر أنهم لا يفهمون ما وضعوه على الورق، وليس للرئيس سلطة وإنما القرار لمكتب الإرشاد، البلد الآن يمر بمرحلة خطيرة، وهم يسعون لتحويل مصر إلى دولة دينية، ولكن إن حاولوا ذلك ستكون النتائج كارثية وستؤدى إلى تجزئة مصر، وفى هذه الحالة، الإعلان الدستورى المكمل له الحق أن يصون الوحدة الوطنية واستقرار الدستور والدولة. 
■ يقولون إن الإعلان مكبل للرئيس وسيحول دون تنفيذ خطط الإصلاح؟
- غير صحيح، فالإخوان لديهم قدرة رهيبة على الجدل البيزنطى ويتحدثون بلا علم ولديهم قدرة على قلب الحقائق ويدخلون بك فى الجدل إلى المتاهات، فالإعلان الدستورى المكمل لا يكبل الرئيس فهو يملك كل السلطات، ولكن السؤال: هل هو نفسه قادر على ممارسة سلطاته أم لا؟
■ وماذا عن كون الموازنة فى يد المجلس العسكرى؟
- الموازنة أقرت فى مجلس الشعب قبل الحكم ببطلانه والموضوع انتهى وكل وزير عليه أن ينفق فى حدود موازنته، ليس هناك ما يقيد صلاحيات أو يحول دون ممارسة اختصاصه، والرئيس يتمتع بسلطات مطلقة، ثم إذا كان الأمر كما يصورونه للناس من أين إذن يحصل رئيس مجلس الشورى على راتبه الذى يقدر بـ 130 ألف جنيه شهريا ومن أين يتم الإنفاق على الحراسة الخاصة التى مازالت مع الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب المنحل. 
■ وماذا عن السلطة التشريعية؟
- هل نترك السلطة بأكملها بيد «الحاج مرسى»؟! السلطة التشريعية بالأساس كانت فى يد المجلس العسكرى فلما أبطل مجلس الشعب عادت السلطة كاملة إلى صاحبها.
■ ولكن يختلف معك البعض يا دكتور فيقول إن من حق رئيس الجمهورية أن يتولى السلطة التشريعية فى حالة عدم وجود مجلس الشعب؟
- أولا القانون الذى يستندون عليه فى ذلك ينص على أن يكون لرئيس الجمهورية الحق فى ذلك فى حالة الضرورة فقط، ونحن لسنا فى حالة ضرورة، أو فى حالة عدم اجتماع المجلس، أى أن يكون المجلس فى فترة إجازة مثلا والمجلس فى الوضع الحالى ليس كذلك فهو فى وضع مختلف فهو مبطل بقرار محكمة. 
■ هل من حق الرئيس إصدار إعلان دستورى يلغى الإعلان الدستورى المكمل؟
- لا يملك.. والإعلان الدستورى الحالى صحيح، لأنه صدر من سلطة تأسيسية وأكرر الإعلان الدستورى المكمل لا علاقة له بممارسة الرئيس صلاحياته، وإنما الغرض الحقيقى منه هو الحفاظ على الأمن القومى المصرى لصد أى هجوم تتارى على النظام السياسى المصرى، وهو الذى يحمى الفترة الحالية والبديل له الانقلاب العسكرى.
■ وهل الانقلاب وارد؟
- لدى إحساس بذلك لو وصلت الأمور إلى طريق مسدود، لأن القوات المسلحة أهينت وتحملت الكثير فى الفترة الماضية وفى رأيى الانقلاب سيأتى من ضباط الصف الثانى. 
القوات المسلحة ملك للشعب وهى لا تحمى الحدود وفقط إنما من واجبها أيضا حماية الأمن والاستقرار الداخلى.
■ ولكن فى النهاية أعضاء المجلس العسكرى سيذهبون إلى بيوتهم فور كتابة الدستور؟
- «نعم يروحوا بيوتهم لكن انتظرى بقى حتى يكتب الدستور». 
■ هل تقصد أن الأمر سيطول؟
- إذا تمت كتابة أى بند فى الجمعية التأسيسية للدستور يتعارض مع الإعلان الدستورى المكمل ويتعارض مع الأمن القومى سيصعد المجلس العسكرى الأمر إلى المحكمة الدستورية العليا.
■ هل بعد وضع الدستور لابد من إعادة انتخابات الرئاسة مرة أخرى؟
- الأصل هو أنه بعد وضع دستور جديد تعاد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لأن الرئيس انتخب على أساس دستور قديم، والدستور الجديد جاء بصلاحيات جديدة لذا يجب إعادة الانتخابات، لكن الإخوان «مش هتكون فى إيديهم وتقسم لغيرهم» سوف يضعون بنداً يقضى بأن يستكمل الرئيس القائم المدة القانونية، لكن الأصلح قانونيا هو وضع بند بانتخاب رئيس جديد.
■ بصراحة هل سيكمل الرئيس مدته الرئاسية؟
- لن يحدث إطلاقا.
■ هل ستتكرر أحداث 54 وينقلب الجيش على الإخوان؟
- إنها تتكرر الآن وانتظرى.
■ المجلس العسكرى أشار فى الإعلان الدستورى المكمل إلى أن الجمعية التأسيسية للدستور سوف تشكل من جميع طوائف الشعب، وأشار أيضا إلى أنه إذا وافق جميع أعضائها على شكل الدستور واعترض أحد القيادات مثل رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو رئيس الوزراء وغيرهم ممن لهم حق الاعتراض فلا يمكن الموافقة على خروج الدستور، فكيف ترهن موافقة جميع طوائف الشعب على موافقة أحد القيادات والشعب من المفترض أن يكون هو وحده المتحكم فى صناعة دستوره؟
- الدستور لا يكون إلا بالإجماع وليس بالتوافق أو بالأغلبية ولا تتم كتابته من خلال أجندات وكل من بالجمعية التأسيسية الآن له أجندة خاصة به، والموجودون بالجمعية الحالية لا يمثلون الشعب المصرى بكامله.
■ وماذا لو أبطلت الجمعية الحالية؟
- سيشكل المجلس العسكرى، وفقا للإعلان الدستورى، جمعية جديدة تعبر عن جميع طوائف الشعب وسيتم إعمال القواعد الصحيحة فى كتابة الدستور وسيوضع بند لإعادة انتخابات الرئاسة.
والأسلوب الحديث الآن فى وضع الدساتير يتم عبر أربع مراحل: أولا من يقترح الدستور؟ ولابد أن تكون مجموعات من غير أجندة، ثانيا حجم الدستور قصير أم طويل؟ ودساتير العالم تتجه الآن إلى أن تكون قصيرة لا تتعدى ثلاثين مادة إطلاقا، ثالثا: من يكتب الدستور؟ وهم مجموعة حيادية من المتخصصين، ورابعا: من يوافق على الدستور والموافقة تكون بأى وسيلة، وأنا غير متفق مع طريقة الاستفتاء لأن الشعب المصرى أكثر من أربعين فى المائة منه أميون فكيف يعرفون الدستور.
■ ولكن الشرعية الحقيقية، بحسب صندوق الانتخاب، لتيار الإسلام السياسى وعلى رأسه الإخوان وليس للإعلان الدستورى؟
- سأحكى لك قصة لم أتحدث عنها من قبل لتعلمى أن الإخوان كان مرتبا لهم المجىء إلى الحكم.. دعيت من قبل جامعة نيويورك فى عام 98 إلى مائدة مستديرة، يحضرها عدد من المتخصصين والأكاديميين، ولم يرسل إلى موضوع النقاش وكانت الدعوة من خلال زميل دراسة قديم فى جامعة ميتشجان الأمريكية يدعى لى هملتون وكان قد تولى رئاسة لجنة السياسة الخارجية بالكونجرس، وبعد الوصول والجلوس إلى المائدة اكتشفت أن الخبراء والأكاديميين الذين كانوا يتحدثون عنهم ما هم إلا أعضاء فى المخابرات الأمريكية ومجلس الأمن القومى الأمريكى وكان عددهم 12 شخصاً وأنا الوحيد المصرى بينهم وفوجئت بأنهم طرحوا موضوع «ماذا بعد حكم مبارك» للنقاش، وكذلك قضية التوريث وعدم رضا الشعب والجيش عن التوريث، فقلت لهم إن التوريث لن يتم لأن مصر ليست ضيعة وجمال مبارك غير مقبول وليس له كاريزما، وقلت لهم إن التوريث هو مشروع سوزان مبارك وأنا معكم فى أن القوات المسلحة غير راضية عنه، وصعقت بعد ذلك بسؤال آخر وهو ماذا عن الإسلاميين لو وصلوا إلى الحكم؟ وقال بعضهم نحن نعلم أن الإسلاميين يزداد نفوذهم ويعقدون صفقات معلنة أحيانا مع النظام وغير معلنة أحيانا أخرى، ونحن نتوقع أن يكون لهم دور سواء فى معارضة التوريث أو الوصول إلى الحكم الفترة المقبلة، فأجبتهم أنا لا أعتقد ذلك، فردوا قائلين لكن المعلومات والاتصالات التى بيننا تؤكد ذلك، وبدأت أطرح عليهم أسئلة كثيرة منها وهل ستكررون تجربة الخومينى فى طهران، خاصة أن طهران انقلبت عليكم بعد ذلك؟ فقالوا لا مصر وضع مختلف فسألتهم وماذا بعد صعودهم إلى الحكم فأجابوا سيتحقق الاستقرار على الطريقة الأمريكية، خاصة أنه متوقع أن يكون هناك تيارات إسلامية أخرى فى المنطقة العربية وغيرها ومن ثم قد تتعاون مع بعضها، وطرحوا أيضا للنقاش ملف الأقليات وكيف أن هناك أقليات دينية مضطهدة فى مصر وعدد من الدول العربية ومصير هذه الأقليات بعد صعود التيارات الإسلامية إلى الحكم وكيف أن هذا سيسهل الأمر عليهم، وفهمت أن هناك اتجاهاً إلى سايكس بيكو أخرى لإعادة تقسيم المنطقة خاصة بعدما تمت إثارة مشاكل الأقباط والأكراد والعلويين فى سوريا وغيرهم وعلق أحدهم بوضوح قائلاً إن النموذج الأقرب للتطبيق فى مصر وبعض الدول العربية هو النموذج اللبنانى، عدت بهذه الأفكار إلى مصر وأنا منشغل جدا بهـذه القضية وكتبت أربع مقالات فى صحيفة الوفد تحت عنوان «ماذا بعد مبارك». وكتبت فى آخر مقال أنه على الرئيس مبارك إذا أراد أن يدخل التاريخ أن يعين نائباً له وأن يقيم حياة ديمقراطية وهى التى لم تقم منذ ثورة 52 وأن يتخذ قراراً بتشكيل لجنة لكتابة دستور جديد وإلغاء مجلس الشورى.
■ وماذا عن ردود الأفعال؟
- فى يوم نشر المقال فوجئت مبكرا باتصال من الرئاسة وكان مبارك على الخط الثانى وقال لى نصا «دكتور إبراهيم درويش فقلت له نعم فقال ضاحكا: «لا تاريخ ولا جغرافيا يا دكتور فقلت له شكرا»، ولم أبلغه عن الندوة ولكن علمت أن هناك اتصالات مستمرة بين الإخوان والأمريكان من وقتها، وهذا ما يفسر فيما بعد وجود الأمريكان بشكل دائم فى المقطم المقر العام لجماعة الإخوان حيث تذهب وفود أمريكية أسبوعية وكأنهم يحجون، وهذا يؤكد أننا نسير بظهورنا منذ أشهر طويلة وأن كل شىء كان معدا سلفا، فقد طالب شباب الثورة بالتغيير ولم يكن فى ذهنهم على الإطلاق إسقاط النظام وإنما كان الهدف هو التغيير وتحقيق الديمقراطية ولكن تطور الأمر بسبب غباء النظام السابق واختفى شباب الثورة وسرقت الثورة، وكان الإخوان آخر من نزلوا الميدان وأول من خرجوا، ناهيك عن عدم نزولهم فى أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء، وكانوا يسعون سعيا حثيثا لمقابلة عمر سليمان الذى قالوا فيه ما قالوا بعد وفاته. 
■ عودة إلى الأمريكان.. لماذا ظهروا مندهشين ومرتبكين فى التصريحات وقت الثورة إذا كانوا يعلمون بسقوط النظام ووصول الإخوان إلى الحكم؟
- كانوا يعلمون أن هذه اللحظة آتية، ولم يكونوا مرتبكين، وإنما هذا كان جزءاً من سياستهم، أمريكا لا يهمها إلا مصالحها والمهندس الذى بنى السياسة الأمريكية هنرى كسنجر يقول «السياسة الخارجية الأمريكية هى النضال من أجل تحقيق المصالح الأمريكية»، فأمريكا لا يهمها الإخوان ولا السلفيون ولا غيرهم المهم أن تتحقق مصالحها.
■ علمت أنك التقيت عمر سليمان يوم 26 يناير وفى عز الثورة فماذا دار بينكما؟
- عمر سليمان اتصل بى وطلب أن نلتقى والتقينا فى مكتب الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب الأسبق يوم ٢٦ يناير، وكان عندهم توقعات من المخابرات العامة أن هناك حدثاً جللاً سيحدث، لذا طلب منى يومها تعديل ٨ مواد فى دستور 71 كنوع من التهدئة فرفضت، وقلت له إن هذا نوع من الترقيع لأن الدستور يحتاج إلى تغيير كامل، خاصة أنه تم تزويره من قبل الرئيس السادات، وأدخل عليه تعديلات لم تكن ضمن ما وضعناه أنا واللجنة التى شكلت لهذه المهمة، وبعد تفكير طويل كعادتهم وتفاوض لمدة 13 يوماً أخبرنى اللواء عمر سليمان أنه سيتم إصدار قرار بتغيير الثمانى مواد وإضافة كلمة «وغيرها» وذلك لإرضائى وصدر القرار بتاريخ ٨ فبراير ونشر فى الجريدة الرسمية، ولكن بعد فوات الأوان. وبالمناسبة المواد التى رفضت تعديلها هى نفسها التى التزم بها وقبلها المستشار طارق البشرى ولجنته عند وضع الإعلان الدستورى والتى كانت سبب كل «المصائب» فقد قامت بتلخيص المادة 76 من الدستور الساقط تلخيصا سيئا لا يقوم به تلميذ فى المرحلة الإعدادية وهى المادة 28 التى بموجبها جعلوا قرارات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة محصنة وإلهية واكتوى بها جماعة الإخوان المسلمين، وهم من قالوا إن من صوت بنعم سوف يدخل الجنة ومن صوت بلا سوف يدخل النار، وهنا أحب أن أوضح نقطة أيضا يتصور البعض أن الفريق أحمد شفيق رجع إلى سباق الانتخابات الرئاسى بعد عرض قانون العزل السياسى على المحكمة الدستورية وهذا خطأ لأنه عاد إلى الانتخابات بقرار من اللجنة العليا للانتخابات لأن قراراتها محصنة.
■ لنتحدث عن إعداد الدستور الجديد ما رأيك فى المواد المطروحة للنقاش الآن؟
- كلها تفضى إلى إعداد ميثاق شرف بين الجماعات الإسلامية وبعضها البعض وليس دستوراً، وهدفهم الوصول إلى دولة دينية، ولم يقرأوا لا الجبرتى ولا ابن خلدون ولا الإمام محمد عبده ولا جمال حمدان، وهم جميعاً يؤكدون أن الدولة الدينية لن تقوم، بل وأسوأ تجربة فى تاريخ مصر كانت الخلافة الإسلامية فجمال حمدان قال المصريون كانوا يساقون كالكلاب فى عهد الخلافة العثمانية. 
الدساتير ليست بكثرة المواد فأنا سمعت أن الدستور الحالى سيتضمن ٢٠٠ مادة و٩٩ ٪ مما يقولون به ليس بمواد دستور وإنما هو أشبه بمعاهدة أو وثيقة فالدساتير لا يجب أن تتجاوز الـ 30 مادة. 
وما يثار من جدل حول مبادئ وأحكام الشريعة، وأن الأزهر مرجعية أم لا، هذه ليست مواد دستور، الدساتير لابد ألا تتجاوز ورقتين وتحدد الحريات والحقوق وتُصان بحكم الدستور، ثم ما هى علاقة الأزهر بالدستور، طيب بنفس المنطق ندخل الكنيسة أيضا مرجعية فى بعض الأمور.
■ هل تتوقع إبطال الجمعية التأسيسية الحالية؟
- كنت أفضل ألا أتكلم عنها لأن فرداً من جماعة الإخوان ادعى أنى أنتقد الجمعية التأسيسية لأنهم لم يأخذونى بها أحب أن أوضح له أننى لا يشرفنى أن أكون معكم، الجمعية التأسيسية الأولى حلت بحكم محكمة لأن المادة 60 تنص على أن ينتخب أعضاء مجلس الشعب 100 فرد فكيف ينتخب أعضاء مجلس الشعب أفراداً منهم، وإلا كان المشرع قال «اختياراً» بدلا من انتخاب وقامت الجمعية أيضا على مشروع قانون وليس قانوناً والذى قام بصنعه مجموعة من أعضاء مجلس الشعب، ولكن القانون لا يكون قانوناً إلا بموافقة المجلس العسكرى، ونشره فى الجريدة الرسمية لذلك فهو باطل والجمعية باطلة.
أعتقد أنه سيرفض طلب رد الهيئة القضائية وأنا فى رأيى هى جمعية باطلة وبها نفس عوار الجمعية الأولى.
■ رغم استقالة نواب مجلس الشورى منها وانتفاء صفة نواب الشعب بعد حل البرلمان؟
- العبرة بوقت التكوين أنها تكونت على أساس قانون منعدم، حيث تم إصدار مشروع قانون لمعايير اختيارها وتحصينها، وفى عجلة كونوا الجمعية على أساس هذا القانون، وبعد أن جاء مرسى وافق عليه بأثر رجعى بعد أشهر من تشكيل الجمعية، ولا يجوز تطبيق قانون بأثر رجعى ثم إن مشروع القانون صدر عن مجلس تم الحكم ببطلانه فمن كل الجوانب التشكيل باطل.
■ واجهت المحكمة الدستورية العليا انتقادات حادة الفترة الماضية واتهامات بالتسييس فما رأيك؟
- كان قانون المحكمة الدستورية ينص على أن يكون أقدم نائب لرئيس المحكمة هو الرئيس خلفا للرئيس الذى قبله، وكان آخر رئيس للمحكمة هو محمد ولى الدين جلال والذى استمر عاماً وبعد ذلك تم تعيين أربعة من خارج المحكمة الدستورية لتطويع المحكمة الدستورية سياسياً.
■ مثل من ؟
- مبارك كان قد خالف قانون المحكمة وجاء بأسماء من خارج المحكمة الدستورية، بدلاً من أن يتولى رئاسة المحكمة أقدم نائب لرئيس المحكمة، ومن هذه الأسماء جاء بالمستشار «ممدوح مرعى» وزير العدل الأسبق ليقوم بانتخابات عام 2005 و«طبخها» كما يريد، وجاء بعد ذلك بالمستشار ماهر عبد الواحد، وهو كان من رجال أمن الدولة، وعين بعد ذلك نائباً عاماً، ولا علاقة له إطلاقا بالدستور ثم «طينوها» بالمستشار فاروق سلطان، وهو كان مقدم نائب أحكام فى الجيش، ولا علاقة له بالدستور، ولم يدرس أى شىء عنه إنما جاء به مبارك ليقوم بانتخابات 2011 للوريث، ويشاء القدر أن يصنع انتخابات دكتور مرسى بدلا من انتخابات الوريث، وما يحمد للمجلس العسكرى أنه أصدر مرسوما بتعديل المادة الخامسة من قانون المحكمة الدستورية بتعيين أقدم نائب فى المحكمة رئيسا للمحكمة خلفا للذى سبقه. وعادت المحكمة الدستورية إلى أهلها مرة أخرى بتولى المستشار ماهر البحيرى لها. 

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

مما قرأت لك ... عملاق في عصر الاقزام




في جريدة الفجر كتبت لميس جابر في 1/ 8/ 2012 

( عمر سليمان .. عملاق فى عصر الأقزام ) 





قال الطبيب الأمريكى متسائلاً: أريد أن أعرف من هو مريضي؟ فقال المريض: أنا عمر سليمان.. مواطن مصرى.. كنت جنرالاً ومحارباً فى الجيش المصرى.. حاربت فى اليمن والاستنزاف وأكتوبر ثم ترأست جهاز المخابرات العامة المصرية لمدة عشرين عاماً، خدمت بلادى بكل ما استطعت من قوة وتفان وإخلاص وإيمان ولكنى الآن حزين.. خائف على مصر.. فكل ما انجزته وأنجزه معى كل المصريين الشرفاء هو الآن قيض الرياح. 
قال الطبيب: الخوف والحزن هما المرض المستعصى على الشفاء، هذا ما حدث غالباً.. الحزن قضى على حياة «الجنرال» الذى ننادى عليه أن يأتى منذ عام ونصف العام.. جهازه المناعى تعطل.. وتوقف عن العمل وفتح البوابة لكل المهاجمين وجميع مراسيل الأمراض والضعف والوهن والتفوا حوله.. وهزموه. 
هذا هو التفسير المنطقى لوفاة اللواء عمر سليمان.. المنطقى من حيث العلم والطب ولكنه ليس منطقياً من حيث أنه رئيس المخابرات العامة المصرية.. الرئيس الأشهر والأكفأ على مستوى العالم، ليس منطقياً من حيث أن الحدث تلازم مع تصفية عناصر أمن قومى ومخابرات فى سوريا وآخر فى تركيا وآخر فى ليبيا واليمن وحتى إسرائيل.. ليس منطقياً من حيث إن هؤلاء جميعاً كانوا بشكل أو بآخر من المشاركين فى حرب أكتوبر.. ليس منطقياً وقد قتل السادات يوم السادس من أكتوبر ومنذ 25 يناير وكل رموز أكتوبر تقصى وتهان ومبارك ينكرون عليه وجود ضربة جوية ويتم شطبها من المقررات الدراسية ويطلقون عليه المخلوع بأوامر قطر والإخوان ويتم تشريده من المستشفى إلى السجن وبالعكس حسب الهوى والمزاج والأوامر.. وما حدث أمام وزارة الدفاع من حرب كاملة الأركان لإسقاط مصر ووزارة دفاعها ومجلسها العسكرى وجيشها بجيش من تنظيم القاعدة وطالبان وإيران والقسام والرعاع والعملاء والخونة وكل هذا على أنغام أنشودة الست كلينتون الصداحة التى تقول وتعيد عن حقوق الانسان والعنف المفرط والسلطة المدنية المنتخبة انتخابات نزيهة، ماذا حدث؟ هل قدم له الامريكان شيئاً؟ دواءً؟ محاليل مثلاً؟ بعد أن ظلت ابنتاه بجواره حتى قبيل منتصف الليل ثم تركتاه يشاهد الفضائية المصرية لتعودا فى الصباح.. جاء التليفون ليبلغهما أن الجنرال قد أصيب بأزمة قلبية قبيل الفجر!! 
ماذا حدث؟ هل هزمه الأمريكان أم طعنته مفارقات القدر التى جعلت من أصحاب السجلات الجنائية والسوابق الاجرامية أوصياء وقوامين على أصحاب السجلات الوطنية المشرفة الناصعة المصرية الأصيلة؟ 
أم نحن الذين أصابتنا لعنة سوء الأيام والطالع أخذت منا فى أشد أوقات الاجتياح هذا الصقر.. حورس المخلص!! 
كنت أسأل نفسى كثيراً لماذا التف حوله المصريون بهذه السرعة وهذا الحماس وهذه الكثرة فى وقت قليل جداً.. لماذا قرروا أن هذا الرجل هو الذى نثق فيه ونسلمه طواعية نفوسنا وأرواحنا وبلادنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا ونحن نشعر بالأمان الكامل.. ولماذا لم يلتفتوا للعناوين الثورية من نوعية نائب المخلوع ورمز النظام السابق وعصر الفلول هو لم يتحدث أى حديث تليفزيونى فى الأسبوعين اللذين تولى فيهما منصب نائب الرئيس.. ولم نره قبلها نهائياً إلا بالصدفة.. لم نر له سوى حوار واحد مع قناة غير مصرية ولم يدل سوى بحوار صحفى واحد ولم تستقر فى عقولنا من كلماته سوى أنه لن يسمح بأن ترتدى مصر العمامة.. وهل تكفى هذه المقولة على قوتها لجذب هذه الجماهير؟ أظن أنها عيناه.. عينا عمر سليمان.. فهما الواجهة الوحيدة التى طل منها على المصريين وهو عازف عن الإعلام طوال عمره عيناه هى التى سحبت عقول المصريين خلفه وعلقت قلوبهم به عينان قويتان ذكيتان تشعان بالحزم والصلابة والأبوة والرقة لم تنتقص من نورهما سقطة ولاخطيئة.. ولم تقلل من جرأتهما فعلة مخجلة أو خيانة أو انتماء لغير الوطن.. لم تضعف جفناه ولم ترتعش وجلاً أمام جاه أو مال أو منصب.. 
هذا هو سر عمر سليمان عينان تنطقان بصدق ولا تريان سوى مصلحة الوطن. 
بعد غزوة الانتخابات النزيهة آخر حاجة والتى ذهبت بالفريق شفيق وجاءتنا بالعصر الديمقراطى الأمريكانى السابق التجهيز الذى لابد الآن أن نتجرعه قهراً وغصباً شفطة شفطة من إعلان دستورى لانتخابات مجلس لتأسيسية لحل مجلس ولربط مجلس ولازم حازم ولازم مرسى ولابد المرشد وهاالبت خيرت ومافيش غير مالك وحجازى وسلطان وكتاتنى وهيلارى والسفيرة عزيزة باترسون وليفى وكوهين، وبعدما أخذنا نتابع غزل العمة من المصنع الأمريكانى ونقشها بالذوق القطرى وتزيينها بالريش الفاخر ماركة الخلافة العثمانية الهائمة فى المنطقة مثل أشباح القبور حتى تصل العمة إلى تجار الجملة والقطاعى أصحاب مشروع النهضة بالزبالة والتوك توك والسوبيا وموقعة الصحفية شيماء والموافقة على سد «اثيوبيا» على أساس أنه نوع من الحلويات زى «سد الحنك» وأنه لن يعطش مصر.. وبعد أن بدأت الكهرباء ترفع دعمها وتذهب إلى الاخوة فى غزة وحماس وبعد التلويح بمشروع مشترك على حدود غزة سيناء عشان النهضة ومشروعها الفاخر لتوطين شعب فلسطين فى سيناء معلش أصحابنا وحصيرة الصيف واسعة.. وبعد أن اكتشفنا أن ربع مليون فرصة عمل للشباب ستكون فى قطر للتجنيد فى جيش قطرى جديد عشان حرام ماعندهمش ناس تكفى وشبابهم مش بيحب اللون الكاكى واااايد.. وغيره وغيره من كوارث الزمن الأغبر وبعد أن توجت هذه الكوارث بوفاة الجنرال.. انتظرنا أن نودعه بما يليق به وبتاريخه وقيمته ومكانته وفى أول يوم من أيام رمضان الذى بدأ حزيناً صامتاً على وجوه جميع المصريين إلا «القليل» بدأنا نسمع فرق إنشاد التكفيريين وأصحاب فرق كراتيه الأمر بالمعروف وبواقى عناصر الارهابيين القتلة وفتاواهم التى تتبرأ منها كل الاديان والأعراف والأخلاق والانسانية، وبعد أن نصب هؤلاء المرتزقة أنفسهم متولين للحسبة وأصحاب حق إدخال الجنة والنار وبعد كل هذه المهازل التى تلقى فوق رءوسنا كل يوم وساعة.. تركنا كل هذا جانباً وقلنا الجنازة والوداع اللائق.. وجاءت الأخبار تباعاً بعد الأوامر التى صدرت إلى مقر الرئاسة «لا جنازة عسكرية»!! وجاء الرد «هذا قانون».. اللى بعده «لن يحضر متعهد مقر الرئاسة هذه الجنازة» قلنا نحن الشعب شكراً وفر علينا كثيراً هذا شرف لا يستحقه ولا يحلم به.. اللى بعده «مافيش طائرة عسكرية لإحضار جنرال مصر إلى أرضه» وهنا أرسل رجل الأعمال طائرته فوراً.. ذهبت طائرة ساويرس وذهبت أخرى من الإمارات ولو كان طلب من شعب مصر أن يتبرع لتأجير طائرة خاصة لكان ثمنها قد تجمع فى ساعة واحدة. 


وغير ذلك من التفاصيل السخيفة التى لا تصدر سوى من صغار كان الرد عليها بليغاً من شعب مصر الأبى الذى صرخ رافضاً حضور «مندوب مرسي» وهتف «مندوب مرسى بره».. فعلاً كان رداً غاية فى الحكمة والصدق.. لأن المصاب هو مصاب الشعب المصرى وليس مصاب الإخوان المسلمين والفرق شاسع، وجاءت الجنازة مختصرة مبتسرة هزيلة لا تليق رغم اشتراك جهاز المخابرات والشرطة العسكرية حتى أننا لاحظنا أن بعض الجماهير قد صبت غضبها على المشير طنطاوى والفريق عنان وأخذت أنا كعادتى ألوم بشدة على المجلس العسكرى وأنفخ وأصرخ وأدين ثم عرفت السبب ولذلك أعلن أسفى على غضبى واتهامى الجامح والذى عليهم دائما أن يتحملوه منا فنحن نعانى سوياً ولكنهم أكيد الأقوى.. عرفت أن الأوامر صدرت ومعها بعض الشخط والنطر وغلق سكة.. سحب الحرس الجمهورى فوراً وكان قبل الجنازة بدقائق.. لهذا حدث ما حدث من هرج وفوضى.. كل الامتنان والعرفان والحب للرجل المصرى الخالص والوطنى الأصيل المسلم الحق والعالم والفقيه المستنير.. فضيلة مفتى الديار المصرية الدكتور «على جمعة» الذى طلب بنفسه أن يذهب لإقامة صلاة الجنازة على فقيد مصر وابنها الغالى عمر سليمان.. فدموعه التى سالت بالصدق غسلت عنا كل الأحاسيس المؤلمة والمقززة.. وأخيراً نصيحة قلبية: التاريخ يا سكان القصر عرف مصر منذ سبعة آلاف عام.. ويعرفها الآن.. وسيعرفها فى المستقبل إلى يوم الدين.. ويعرف أبطالها وأبرارها المخلصين.. وسيعرفهم فى المستقبل ولكنه أبداً لن يذكر من حاولوا بيعها فى غفلة من الزمن وإن طالت. 

http://new.elfagr.org/Detail.aspx?nwsId=158060&secid=18&vid