هل هناك حل ممكن لمشكلة المرور وازمته ؟؟ هل سيأتي اليوم الذي لانعاني فيه من تلك المشكلة !! هل سنعيش اليوم الذي نصل فيه مواعيدنا في الوقت المناسب بغير توتر وبغير اضطراب وبغير حاجه لان ننزل من منازلنا "قبل الميعاد باسبوع " ؟؟!! كنت جالسه في سيارتي " انقر " علي عجلة القيادة " ادندن " هامسة اسلي نفسي واقتل الوقت وانتظر " فرج ربنا " اتمني ان تتحرك السيارات التي طال وقوفها في الشارع لاتتحرك خطوة واحدة لاسباب لايعرفها احد !! كان معظم السائقين قد اطفأ موتور سيارته وبعضهم فتح الباب المجاور له وقلة منهم نزلت من سيارتها تحرك ارجلها المتصلبة وتحاول اكتشاف سبب بقاءنا في امكاننا طويلا ، اخذت "اقلب" في محطات الراديو وافكر في الازمة المرورية التي تستهلك وقتنا وتوتر اعصابنا و" تنكد " علينا !! وقتها تذكرت فيلما تلفزيونيا للفنان الكبير يحيي الفخراني والفنانه نيللي ، مواطنين عاديين مثلنا يلتقيا مصادفة في قطار القاهرة الاسكندرية فيتعارفا ويتشابكا في حديث طويل يستغرق وقت الرحله ووقت الفيلم !!! شرح يحيي الفخراني مشكلته حين ركب القطار حلا لازمته النفسية بعد ان وقف بسيارته في احد شوارع العاصمة المزدحمة طويلا فكاد يختنق من الازدحام المروري وعودام السيارات والثبات القاتل وفجأ استبدت به رغبه مسيطرة في الحركه باي شكل وباي طريقه وسيطر عليه احساس بالتمرد علي الثبات والجمود والاختناق والموت انتظارا ، فقرر رفضا للمعاناة التي يعيش لحظاتها البطيئة وهروبا من جمودها ركوب القطار الذي يسير في طريقه ويتحرك علي قضبانه لا توقفه اشارات المرور ولاالازدحام البغيض !! تذكرت – وانا جالسه في سيارتي لااتحرك اشعر اختناقا وزهقا رهيبا- فكرة الفيلم البسيطة القوية التي ابدعها كاتب سيناريو متميز للاسف لا اذكر اسمه ، حين جسد وبرقه ورشاقة في فيلم جميل واضح الرسالة مشكلة المرور التي تعاني منها العاصمه واثرها علي حياتنا فنحن مثل هذا المواطن العادي الصالح الذي اختنق وعاني وكره حياته لان " مافيش حاجه بتتحرك " !!! نحن مثل هذا المواطن العادي بطل الفيلم نستيقظ في الساعات الاولي من النهار علي صوت الات التنبية والشتائم المتبادله بين البشر فالشوارع الضيقة تحتلها اتوبيسات المدارس الكبيرة تتمني الوصول قبل "الجرس مايرن " تسابقها سيارات خاصه يقودها اباء وامهات مثقلين بهموهم ومرتبطين بمواعيد اعمالهم و" مش مستحملين زن " تحمل تلاميذ صغار من منازلهم البعيده لمدارسهم الابعد يبكون هلعا خائفين لان " الطابور حيفوت " !!! فاذا ماانتهت ازمة دخول المدارس وطوابير الصباح وعدت ساعتها ، امتلئت الشوارع بسيارات وتاكسيات وميكروباصات واتوبيسات نقل عام واتوبيسات شركات يقودها سائقيها بسرعة وجنون وضيق يركبها موظفين متوجهين لاعمالهم ووزاراتهم وبنوكهم متوترين مستعجلين يخافون " شيل الدفتر " ويهابون خصم نصف يوم ، بجوارهم وخلفهم تسير سيارات خاصه وتاكسيات بعضها يحمل اساتذة جامعه مرتبطين بمواعيد محاضرات ومحامين خائفين من "شطب القضية" وقضاة يريدون " فتح الجلسه في ميعادها " واطباء ينتظرهم المرضي مخدرين في غرف العمليات " بطنهم مفتوحة " و طيارين متأخرين عن مواعيدهم تطاردهم لعنات الركاب الجالسين اسري في مقاعد الطائرات ينتظرون بيأس ساعة الاقلاع ، تسابقهم سيارة اجرة تحمل سيدة حامل علي وشك الولادة لا تكف عن الصراخ ولايكف وليدها عن الصراع متعجلا الخروج للدنيا " تكاسر عليها " سيارة ثالثة يقودها برعونة ابن هلع يبحث لوالده العجوز عن مستشفي توقف النزيف الذي "يصفي دمه " وتحميه من غيبوبه سكر بدأت اعراضها ، تقطع عليهم الطريق سيارة رابعة تحمل جثة شاب متوفي يصرخ اهله حزنا ويستعجلون السائق "عايزين نلحق نصلي الظهر وندفن !! " ، سيارات كل ركابها مستعجلين متوترين يتمنوا امنية بسيطة ، يتمنوا الوصول في ميعادهم ، لكن المرور اللعين وازدحام السيارات وتكدس الشوارع وعدم الالتزام بقواعد القيادة وكله علي بعضه يؤخرهم ويعطل التزاماتهم ويثير غضبهم و يؤجل مواعيدهم و" الله غالب " !!! وقبل ان نفيق من ساعة دخول الموظفين يخرج للشارع مئات بل الوف العاطلين عن العمل الذي لايجدون ما يسلي وقت الضائع الا التسكع في الشوارع و"الفرجة علي المحلات " فتزدحم الطرق وتتكدس السيارات وتنبعث العوادم ويزداد الازدحام اللعين ، ولايلبث اصحاب المعاشات وربات البيوت و"المزوغين من المدارس والجامعة والشغل " من احتلال الشوارع في طريقهم للقهوة والنادي والبوسطة لصرف المعاش والوقوف في طابور" التومين " وشراء الخضار وتبادل الزيارات ودخول حفلة العاشرة النهارية لترتفع صوت الالات التنبيه الغاضبه ونسمع صوت فرملة مفاجئة او ارتطام سيارتين ببعض او نشهد انبعاث بخار من "كبوت العربية " بسبب " بقالنا ساعة ماشين علي الاول " لتزداد السيارات تكدسا في الشوارع يقودها اناس غاضبين متوترين "زهقانين" لايفهمون سببا للزحمة ولامبرر للتكدس و" كأن كل الناس في الشارع " !! نحن مثل هذا المواطن العادي بطل الفيلم تمر ساعات ايامنا وسنينا واعمارنا كلها زحمة مرور في زحمة مرور "دي زحمة دخول المدارس " ، " الدنيا فوق بعضها اصل الموظفين مروحين " ، " دي زحمة يوم الخميس الناس كلها خارجه من بيوتها بتتهوي " ، " معلش الزحمة دي اصل السينما خارجة " ، " استحملوا الزحمة شوية اصل ميعاد دخول المسرح " ، " الشوارع زحمة اصل فيه ماتش كورة " ، " الكوبري واقف اصل فيه حادثه والونش مش عارف يطلع " ، " البلد واقفه خالص اصلها جنازة واحد مهم " ، " الشوارع واقفه اصل فيه محل جديد بيفتح " ، " بقالنا تلت ساعات واقفين مكانا اصل فيه مظاهرات " !! نحن مثل هذا المواطن العادي بطل الفيلم تقتلنا ازمة المرور وتبدد ساعات عمرنا وايامه وتستنزف وقتنا واعصابنا فالمسافة التي تحتاج عشرة دقائق نقوم بها في ساعتين والعربية تأكل بنزين و" تحرق ني في ني " والعاصمة تظللها سحب العوادم والغازات السامة والشمس غابت عن ايامنا ولن نراها ثانية و " مافيش حاجه بتتحرك !!! " كنت مازلت " انقر " فوق عجله القيادة اخرج توتري العصبي وفجأ اطلق احد السائقين " كلاكس " سيارته العالي بعصبية كأنه يصرخ غاضبا فاذا باخر ثم الثالث ثم العاشر ثم معظم السائقين يطلقون مثله " كلاكسات " سياراتهم بزهق وغضب واحتجاج لتعلو رؤوسنا جميعا سحابه صوت سوداء خليط منفر من النغمات والاصوات المتداخله كأنه صراخ عصبي غاضب ، كأنه عويل حزين ، كأنه سباب قبيح ، وفجأ ساد الصمت ثانية فرغم كل شيء مازلنا في اماكننا لانتحرك !!!! نظرت للسائقين الغاضبين جواري وخلفي ، احسستهم اسري السيارات التي لاتتحرك وكأنهم ولدوا فيها وسيموتوا فيها قبل ان يتحركوا من اماكنهم ، ذكرني حالهم بتحقيق صحفي ساخر نشر في مجلة صباح الخير منذ بضعه سنوات عن مستقبل المرور بعد 20 عاما ، حيث جسد التحقيق الازمة المرورية الخانقة التي سنعيشها في حديث تليفوني تصوره الصحفي يدور بين صديقين اولهما جالس في سيارته خلف عجلة القيادة في طريق مزدحم والثاني جالس في مكتبه ينتظره ، فاذا بهما يوضحا لبعضهما البعض " انا مستنيك في المكتب عندي في مصر الجديدة الاسبوع الجاي زي ما اتفقنا " فيرد عليه المواطن الاخر " انا فاكر طبعا وعملت حسابي ونزلت الشارع من اسبوع وغالبا حاوصل في ميعادي او بعدها بيوم او يومين علي الاكتر " ها .. ها .. ها !!!! ومازلت في مكاني ثابته " انقر " و" ادندن " واعبث في محطات الراديو وافكر وافكر " هل هناك حل ممكن لمشكلة المرور وازمته ؟؟ " ... الفقرة الاخيرة – كيف حلت البلدان الاخري مشكلة المرور !! سؤال اهديه للمختصين علهم يبحثوا عن اجابته ويرحمونا !!!...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق