الاثنين، 29 نوفمبر 2010

مجرد كلمتين !!!!!



الكلمة الاولي ..... عندما قال احدهم، إن الكنائس والاديرة القبطية تخبئ اسلحة، وعندما قال احدهم، إن المسلمين ضيوف علي اقباط مصر بعد الفتح الاسلامي، انتفضنا غضبا من تلك التصريحات وقلنا انها تصريحات مستفزة ستتسبب في كارثة طائفية تحرق الوطن أخضره ويابسه وطالبنا بوقف الاستفزاز الطائفي المتصاعد !!!! وعندما تظاهر بعض الأقباط امام الكاتدرائية قادمين في اتوبيسات من المنيا مطالبين بعودة احدي السيدات التي فرت من بيت زوجها الكاهن زاعمين اختطافها علي ايدي المسلمين، انتبهت لطبيعة تلك المظاهرات وانها ليست عفوية وليدة الانفعال اللحظي بالعكس كانت مظاهرات منظمة حشد لها بعمد وتنظيم المتظاهرون في اتوبيسات من المنيا للقاهرة واعتبرت ما يحدث دلالة طائفية خطيرة سيما بعدما انتشرت علي الانترنت افلام تلك المظاهرات وصراخ المتظاهرين وشعاراتهم الطائفية المخيفة!!!
وعندما تظاهر بعض المسلمين بعد صلاة العشاء في رمضان في بعض مساجد القاهرة استجابة لدعوة القنوات الفضائية وشيوخها دفاعا عن الاخوات الاسيرات المسلمات المختطفات - حسب زعمهم - ورددوا في سبيل ذلك شعارات طائفية بغيضة مليئة بالشتم والسب، انتفضت اكثر غضبا استشعر خطرا علي الوطن من بعض ابنائه الذين اعمي عيونهم الاحتدام الطائفي علي حساب الوطن !!!
وكتبت وكتبت اكثر من مرة احذر العقلاء من الانجراف في دومات الغضب الطائفي والفعل ورد الفعل باعتباره نذير شؤم علي حياتنا وأمان وطننا.
لماذا اقول هذا، اقوله، لاني أستشعر خطرا علي الدولة المدنية التي نعيش في ظلها وتحت رايتها، استشعر خطرا يهدد وجودها وكينونتها واماننا، فالايدي العابثة الدينية اسلامية ومسيحية التي تسعي لهدم تلك الدولة وتقويض اركانها فوق رءوس الجميع تعمل بجد واصرار وحماس وتستغل كل حدث صغير لتكبيره ونفخ النيران في شرارته ليحرق الوطن.
استشعر خطرا علي الدولة المدنية التي نعيش فيها، ولو قوضت تلك الدولة ورفعت الرايات الدينية علي الخريطة لاشتعلت الحروب الاهلية ليس فقط بين المسلمين والأقباط بل بين المسلمين والمسلمين وبين الأقباط والأقباط وتدخلت الدولة الخارجية التي تتمني انهيار مثل تلك الدولة المصرية القوية صاحبة الدور الاقليمي المهم والتاريخ العظيم والكثافة السكانية ولا قامت اسرائيل الافراح والليالي الملاح احتفالا واحتفاء بانهيار العدو الاقوي !!! استشعر خطرا علي الدولة المدنية وعلي حياتنا وأري أن الحفاظ علي الدولة المدنية ووحدة الدولة المصرية قلبا ووجدانا هي المهمة الاكثر اهمية علي كل المهام الوطنية الآخري، فبغير الدولة المدنية لا انتخابات بعيوبها ولا ديمقراطية بقيودها لا معارضة بضعفها ولا صحف حزبية وخاصة ولا اي شيء. بغير الدولة المدنية لا فن ولا ثقافة ولا سينما ولا حريات وحقوق انسان ولا حقوق مرأة ولا غيره.
بغير الدولة المدنية التي نعيش فيها وبالاحتكام والخضوع القسري من الناحية السياسية للدين والشعارات الدينية والخضوع لسلطة الفقيه والشيخ ومجالس الملالي واولي الامر انما سيكون وطننا قد سيق قهرا وكل مواطنيه للظلام الموحش والمستقبل الكئيب وللانهيار التام، فلو اعتبر البعض حقه رفع شعار (الاسلام هو الحل) كشعار سياسي للمعركة الانتخابية، فلماذا لا نقبل شعار (بالروح بالدم نفديك ياصليب ) الذي قد يتصور ولو من الناحية النظرية أن يرفعه البعض الآخر، وقتها كيف سيكون الصراع السياسي، كيف سيكون شكلة وآلياته ؟؟؟ لو اعتبر البعض حقه رفع شعارات اسلامية ترويجا لمرشحيه وممارساته السياسية لماذا لا يرفع البعض الآخر شعارات مسيحية ترويجا لمرشحيه وممارساته السياسية، ويتحول الوطن لفرق طائفية متصارعة بالشعارات في البداية ثم بالذخيرة الحية بعد ذلك وكل من الطرفين يري أن الاستشهاد دفاعا عن دينه فضيلة وواجب يرفعه للفردوس الاعلي !!!!
وانا استشعر خوفا علي الوطن وعلي الدولة المدنية التي نعيش فيها، اقف باندهاش امام سلوك بعض الاحزاب والقوي السياسية وجماعات المعارضة المصرية، التي تؤمن بمدنية الدولة وتروج في برامجها وادبياتها لافكار الديمقراطية والحرية والتمدين والتنوير وفي نفس الوقت، وعلي ارضية الواقع والممارسة الواقعية، تتحالف مع جماعات المعارضة الدينية ضد الحكومة ويتشاركون في الانشطة السياسية والتصريحات وتكوين الجماعات والحركات الاحتجاجية والمظاهرات، وكأن ما يهمهم هو زحزحة الحكومة وحزبها الحاكم من مقاعدة حتي علي حساب الوطن وامانة ووحدته وعلي حساب الدولة المدنية !!!
اقف باندهاش امام ذلك السلوك السياسي الذي يكشف عن احساس تلك الجماعات السياسية المعارضة بضعفها وضعف تأثيرها علي جماهير الشعب فلا يكون امامها الا الاحتماء والاستقواء بجماعات المعارضة الدينية ولو كانت ترفع شعارات تناقض شعاراتهم وتؤمن بمستقبل للوطن يختلف تماما مع المستقبل الذي يزعمون انشغالهم بشكله، لا يدركون ولا ينتبهون ولا يكترثون أن تلك التحالفات غير المبدئية لا تروح الا لجماعات المعارضة الدينية وشعاراتها الطائفية وانهم يشاركون تلك الجماعات في تقويض أركان الدولة المدنية ويدفعون المجتمع للانفجار الطائفي والحروب الاهلية!!! انهم يستخفون بمستقبل الوطن، استخفافا مخيفا، فالهزار والعبث والبحث عن الزعامات الشخصية لايمكن الانشغال به لدرجة حرق الوطن وامانه وأمان مواطنيه!!!!
يا أيها السادة، لولا الدولة المدنية ما كانت هناك انتخابات ولا ديمقراطية ولا احزاب سياسية ولا منظمات مجتمع مدني ولا صحف معارضة ولا حقوق نساء ولا برامج توك شوك في الفضائيات!!!! لولا الدولة المدنية ما كان كل هذا الصخب وكل هذا الضجيج وكل تلك المعارضة وكل هذا الاختلاف !!!!

الكلمة الاخيرة... عندما تخرج اي جماعات علي القانون وتندفع غاضبة وتحرق السيارات وتروع المواطنين وتنشر الرعب في الشارع المصري، بصرف النظر عن الاسباب والمبررات والدوافع، علي الدولة ومؤسساتها الامنية والقانونية أن تتصدي لها وتقاومها وتنفذ عليهم احكام القانون وتدافع عن ام إن المواطنين وامنهم وممتلكاتهم وحياتهم، بصرف النظر لو كانوا شباب الالتراس الاهلاوية والزملكاوية الغاضبين بسبب نتيجة مباراة كورة أو كانوا شباب كنيسة العمرانية الغاضبين بسبب قرار اداري بوقف اعمال البناء أو كانوا طلبة جامعة الزقازيق المحتجين علي الحرس الجامعي، أو كانوا سائقي التوك توك الغاضبين من حرمانهم من القيادة بدون ترخيص أو كانوا الشباب المتحرشين بالنساء امام السينمات ايام العيد في وسط البلد .... اسباب الغضب لاتعنيني هنا ولا مبرراتها، ما يعنيني أن جموع المصريين الذين يفاجأون بموجات شباب غاضب يدمرون في طريق غضبهم اي شيء وكل شيء !!
علي الدولة أن تتصدي لهؤلاء الغاضبين وتعيدهم لرشدهم وتمنع اذاهم عن جموع المصريين!!! وعلي كل العقلاء التصدي لتلك الموجات الغاضبة بصرف النظر عن شعاراتها، علي كل العقلاء رفض تلك المظاهرات الغاضبة وعدم التماس الاعذار لاعضائها والبحث عن مبررات الغضب والتشبث بها مبررا لاعمال العنف والغضب الجماعي، فاي قضية مهما كانت مهمة وحقيقية لا معني لها لو دافعنا عنها بترويع المواطنين وحرق ممتلكاتهم وقطع الطرق ونشر الفزع والرعب في المجتمع !!!! وبعدما يهدأ العنف وينقشع الغضب علي كل المهتمين بحال الوطن محاولة فهم اسباب تلك التفجرات العنيفة ومبرراتها وصولا لعلاجها والحد منها دفاعا عن الوطن وامانه!!!!
نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه 29 نوفمبر 2010

الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

مازلت انتظر !!!!










انهم ملايين، نساء ورجال، شباب وكهول، فقراء وأثرياء، تحركوا جميعهم من بلادهم صوب بيت الله الحرام يبتغون أداء فريضة الحج، أنا واحدة من هؤلاء الملايين، تركت بيتي وبناتي وأسرتي وعملي وهموم الدنيا وخرجت مع الملايين غيري وجلة مرتبكة أطمح من أعماق قلبي أفلح أن في أداء ما يتعين علي أداؤه من مناسك وشعائر بعدما ما تمنيت الحج منذ سنوات لكني سعيت له بحق هذا العام فتكلل سعيي بالنجاح و.. لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لاشريك لك لبيك.

ودعت بناتي وحياتي وغادرت منزلي راضية سعيدة، وصلت هنا في مكة المكرمة منذ ثلاثة أيام مرت علي و كأنهم دهر، كل ما أراه حولي لا أعرفه ولم أتصوره رغم كل التصورات التي بذلت في تخيلها جهدا، فمكة التي زرتها في وقت سابق معتمرة تختلف عن مكة التي أراها الآن، شوارعها وساحات الحرم مكدسة ببشر، ألوف، ملايين، يتدافعون بمودة وتقوي مبتغين رضاء الله ورضوانه.. هنا رأيت ملايين البشر يجمعهم حب الله سبحانه وتعالي والامل في مغفرته وعفوه يتمنوا يقبل الله حجهم فيعودوا لحياتهم السابقة كما ولدتهم امهاتهم صفحات بيضاء ولكن.. هل فعلا سيعودون لحياتهم السابقة كما غادروها؟

وصلت لمكة محملة بأمانة الدعاء من كثيرين من أصدقائي واحبائي ومعارفي، كلهم يتمنون دعوة لهم بالرضا والستر والرحمة والمغفرة والتوبة، يتمنون لسانًا وقلبًا ينطقان بها في بيت الله الحرام، طامعين في رحمة ربهم وكرمه فيستجيب للدعاء ويمنحهم ما يطمحون فيه ويتمنونه، وصلت بعد ساعات طويلة من الإجراءات المتلاحقة التي لم يقصد منها إلا تيسير وتسهيل إقامة وتنقلات الملايين من ضيوف الرحمن الوافدين من كل بقاع الأرض وحين خرجت من غرفتي تقودني قدماي المتعبتان صوب الحرم المكي، خطوة خطوة يقل التعب الجسدي ويرتعش قلبي واسير واحدة من جموع تزحف بفطرة القلب وشوق الروح لرؤية الكعبة التي تنفجر الدموع من القلب حبا ووجلا لرؤيتها، انا في بيت الله جل جلاله وعظم شأنه، أبكي فرحا وشوقا وخوفا، تتلاشي الاسماء والادعية من عقلي الذي لايستوعب وقوفي امام الكعبة المشرفة، اخيرا أنا هنا، ويرتاح الفؤاد وتنسي النفس المتعبة بالهم كل همومها وتجتاحني السعادة ودموعها الفياضة وسرعان ما أفيق علي الحقيقة الجميلة التي أعيش كل ثوانيها بفرحة غامرة، أنا في ضيافة الرحمن وفي بيته بعدما أذن لي بالزيارة، الكعبة الشريفة امام عيني، تخطف اللب والوجدان والروح المشتاقة، أرفع بصري للسماء وتنهمر الأدعية من لساني وقلبي كالمطر فيضانات هادرة لنفسي وبناتي وأحبائي وأصدقائي وكل من أوصاني ولبلدي وشعبه الطيب . واللهم آتنا في الدنيا حسنة والآخرة حسنة وقنا عذاب النار والصحة والستر والرضا والمغفرة، دنيا وآخرة يارب العالمين يا أكرم الأكرمين.

بعد ساعة من وصولي الفندق وبكل التعب الجسدي والإرهاق، خرجت بإصرار وشوق للكعبة واعتمرت لأمي رحمة الله عليها، السيدة الطيبة التي ماتت راضية بعد مرض طويل عضال وهي تدعو لي وقلبها راضٍ عني فعشت بعد موتها سنوات اترحم عليها واطلب لها من الكريم قصرا في الجنة واجني في حياتي كل يوم ثمار رضائها عني و "أرحم أمي يا أكرم الأكرمين" وخرجت من الحرم بعدما صليت وطفت وسعيت وبكيت وشربت من زمزم ودعيت وطمعت في رحمة ربي ومغفرته وكرمه وفككت إحرامي وعدت للفندق بعدما انتصف الليل أحلق في السماء اتبختر بخطوات سعيدة راضية لا أصدق ما أشعر به وأحسه ويملأ روحي ونفسي ووجداني وغبطة قلبي وسكينة نفسي وروحي.

ومازلت في مكة أنتظر ليلة الوقفة لنبدأ شعائر الحج أدعو ربي كل لحظة يقويني ويساندني ويمكنني من حسن ادائها ويتقبلها مني وطمعانة في كرمك يا أكرم الأكرمين!

وحين تقرأون تلك السطور صباح الاثنين، أتمني أن أكون وسط الملايين المحتشدين الواقفين علي جبل عرفات، أدعو ربي لي ولكل أحبائي ولكل من أوصاني بكل ما سيخرج من قلبي للسماء، وحين تسمعون أصوات الملايين تلبي ربها باصوات رجفة فرحة وحين تلمحون ابتسامات الرضا والسعادة علي وجوه الحجاج وهم في ضيافة ربهم فوق جبل عرفات وحين تلمحون دموع التمني والرجاء والتقوي والخشوع تنهمر علي الوجوه، أتمني أن أكون وسطهم ومعهم بصوتي وقلبي وابتسامتي ودموعي ورجائي. وربنا يوعدكم!

ومازلت في مكة انتظر انا والملايين المؤمنون المحبين لله سبحانه وتعالي وللرسول المصطفي عليه أفضل الصلاة والسلام، ننتظر يوم عرفة ورمي الجمرات وطواف الإفاضة والانتهاء من كل مناسك الحج ندعو ربنا من أعماق قلوبنا أن يقدرنا ويقوينا ويمكننا ويتقبل منا ويغفر لنا ويرحمنا.

واللهم اوعد كل مشتاق بزيارة بيتك وفض علينا من رحمتك وكرمك... ولبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لاشريك لك لبيك. وكل سنة وأنتم طيبين وكل المصريين بخير.

نشرت بجريده روز اليوسف في 16 نوفمبر 2010
صورة الكعبه الشريفه من تصويري بكاميرا الموبيل اليوم 17 نوفمبر 2010

الأحد، 7 نوفمبر 2010

المواطنه والروح المصرية الاصيلة !!!!!





كتبت مرات عديدة عن التأجج والصراع والاحتدام الطائفي الحاصل والمتفجر والمتكرر في الوطن، كتبت أنه عمل سياسي عمدي مقصود، لايقصد منه انحيار للمسلمين أو الأقباط ولا يقصد منه غلبة هؤلاء علي تلك، بل يقصد منه إشعال النيران في ثوب الوطن باستغلال مشاعر البسطاء من الفريقين ممن يتصورون أن حسن إيمانهم يقتضي بالضرورة معاداة ومحاربة الأديان الأخري،

قلت إن ذلك الصراع ليس شأنا داخليا عفويا، فالصراعات التي تتفجر هنا وهناك ولأسباب مختلفة يجمع بينها جميعها الأصابع الخارجية التي تنفخ في الكير وتشعل عامدة الحرائق المدمرة، فتارة أقباط المهجر وتارة التيارات الإسلامية يستعدون المصريين بعضهم علي بعض ويستفزونهم في عقائدهم فإذا بمظاهرات غاضبة تارة من المسلمين وتارة من المسيحين تسب وتلعن في الآخرين، وقودها البسطاء والمتعصبون من أبناء الدينين الإسلامي والمسيحي الذين في غمرة صراعهم واحتدادهم الديني ينسون الوطن والجيران والتاريخ وينشغلون بفتاة اختفت أو شاب فر أو لافتة استفزتهم أو شائعة لا أساس لها من الصحة انتشرت كالنار في الهشيم...

وقد لفت نظري أنه في السنوات الأخيرة أصبحت النساء وقود تلك الحرب الطائفية المستهدفة، فتارة واحدة مسيحية تختفي ويشاع أنها أسلمت وتارة واحدة مسلمة تختفي ويشاع أنها تنصرت وفي الحالتين يهيج الطرفان ويتراشقون بالغضب الطائفي ويتسع الغضب ليشمل ما يسمي بالمنظمات الإسلامية أو جماعات التنصير ويختلط الشرف بالدين بالتعصب بالقبلية و....تضيع لغة العقل وينفعل الجميع ويتراشق المفكرون ورجال الدين بأفكار ومقولات لا تؤدي إلا لمزيد من الحرائق عبر الفضائيات والأحاديث الصحفية.

كتبت مرات عديدة عن هذا وقلت إن المقصود هو مصر الوطن واستقراره وإن نظرية «فرق تسد» نظرية استعمارية قديمة قصد منها النيل من وحدة المصريين عن طريق إثارة النعرات الطائفية والدينية بين ابنائها سبيلا وحيدا للتفرقة بينهم وإضعافهم وإضعاف الدولة المصرية... وكتبت أيضا وقلت إن المستفيد من المحاولات الاستعمارية الدءوبة لقسمة المنطقة لشيع وطوائف دينية ومذهبية وعقائدية هي الدولة الدينية اليهودية إسرائيل التي لن تزول هويتها العنصرية التمييزية إلا وسط كيانات وكانتونات ودويلات دينية طائفية تقوم علي أساس ديني تمييزي سواء كانت كيانات إسلامية سنية شيعية مسيحية مارونة كردية نوبية...

لماذا أقول كل هذا، أقوله، لأن الأيام الأخيرة أثبتت صحة قناعاتي بأن الاحتدام والصراع الطائفي في مصر صنيعة خارجية وهدف لقوي خارج حدود الوطن تضع مصر تحت بصرها ومجهرها قاصدة النيل منها ومن استقرارها ومن دورها الإقليمي... فها هو من سمي نفسه تنظيم دولة العراق الإسلامية أو تنظيم القاعدة في قول آخر، يوجه إنذارا للكنيسة القبطية المصرية يطالبها فيه بالإفراج عن السيدات المتأسلمات والا.......... والحقيقة أن ذلك الإنذار أو التهديد بصرف النظر عن جديته من عدمه وبصرف النظر عن التصدي الأمني له واتخاذ جميع الإجراءات الاحتياطية لحماية الكنيسة المصرية واخواننا المصريين الأقباط من أي تهديدات أو شر، فإن ذلك الإنذار فتح جميع العيون والعقول لحقيقة وطبيعة ومبرر الأزمة الطائفية التي تقفز بوجهها القبيح في وجوهنا من كل حين وآخر وإنها عمل إجرامي عمدي مقصود من قوي سياسية خارج الوطن تستهدف بالأساس أمن الوطن ومواطنيه وتستخدم الصراع الطائفي والخلافات الدينية وسيلة لإضعاف الوطن وتفجيره من الداخل.الحقيقة أن ذلك الإنذار أيضا أيقظ داخل المصريين جميعا الروح الوطنية المصرية فلم تعد الكنيسة القبطية هي المهددة بذلك الإنذار، فالكنيسة القبطية المصرية مثل الأزهر مثل الهرم مثل النيل رموزا تخصنا جميعا كمصريين ومستعدين للدفاع عنها جميعها بالروح والدم في مواجهة اي تهديدات خارجية أياً ماكان من يوجهها أو مبرره لذلك،

لهذا رفضو المصريين مسلمين ومسيحيين بعفوية وتلقائية وبمنتهي الروح الوطنية ذلك التهديد وذلك الإنذار الموجه للكنيسة المصرية بل صارت مصر كلها وكل رموزها الوطنية والدينية والتاريخية هي المهددة بذلك الإنذار فما كان من المصريين إلا الالتفات حول بعضهم برفضهم ذلك الإنذار والتهديد جملة وتفصيلا والتوحد كأبناء وطن واحد دفاعا عن وطنهم ورموزه ومواطنيه بصرف النظر عن دياناتهم وأعلن الكثير من المسلمين أنهم هم الذين سيحمون الكنائس من اي شر أو تهديد وليس المسيحيين لأنهم - المصريون مسلمون ومسيحون - لا يقبلون أي تهديد يوجه من خارج الوطن لأي من مواطنيه أو رموزه بصرف النظر عن الشعارات التي تغلف تلك التهديدات أو تبررها... إن الاحتدام والصراع الطائفي الذي نعيشه بين حين وآخر بعض من أحداثه الموجعة ليس إلا خنجرا يغرزه أعداء الوطن في قلبة بقصد إضعافه والحقيقة أيضا أن جميع الشعارات الدينية التي ترفع لاحماء نيران تلك الطائفية وإشعال لهيبها تخدع البسطاء وتعمي عيونهم عن حقيقة الكارثة التي يشاركون في إيقاع الوطن في شركها والحقيقة أنه لن يحمي ذلك الوطن من كل تلك المؤامرات والصراعات الطائفية بين ابنائه إلا إعلاء قيمة المواطنة وعدم التمييز بين المواطنين علي أساس ديني. المواطنة تعني أن دين كل منا - مسلم أو مسيحي - علاقة بينه وبين ربه، اما المواطنة فهي الرابطة الحقيقية بيننا وبين مصر الوطن، المواطنة تعني أن جميعنا في أمور وشأن الوطن اصحاب حقوق وواجبات متساوية، المواطنة ليست شعارا أجوف نردده،

بل هي الواقي الحقيقي لوطننا من الاقتتال والتشرذم والانقسام الديني، علينا جميعا أن ندافع عن المواطنة ونقاوم أي تمييز ضد أي مواطن بسبب دينه ونتصدي لاي محاولات لإحماء الغضب بين الأقباط والمسلمين وإثارة النعرات الدينية بينهم... المواطنة والانتباه اننا جميعنا مصريون لنا نفس الحقوق والواجبات أمام الدستور والقانون والدفاع عن قيمنا الدستورية وطبيعة شعبنا وسماحة أدياننا والتمسك بوحدتنا الوطنية ووحدة وطننا هي الواقي الوحيد لنا والرادع القوي لاعدائنا من المساس بهذا الوطن وأمانة وأمان شعبه!!!! إن الصراع والاحتدام والخلاف الطائفي جريمة تصدر إلينا من خارج الوطن ولا يقصد بها الدفاع عن الإسلام ولا المسيحية بل يقصد بها - بصرف النظر عن النوايا الطيبة - تفجير الوطن وتدميره، ولأننا نحب هذا الوطن علينا جميعا التصدي لتلك الجريمة ومقاومة الجناة والشركاء والمحرضين والصامتين تواطؤًا مهما كانت الشعارات التي يرفعونها أو الأهداف التي يزعمون اهتمامهم بتحقيقها.... أمن الوطن وسلام المواطنين هو الأهم... الا تنتبهوا أيها الغافلون !!!!

مقالتي في جريده روز اليوسف اليوميه الاثنين 8 نوفمبر 2010

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

هل هذا اكتئاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل هذا اكتئاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كثيرا ما اقف امام اشياء كثيرة تستفزني في هذا المجتمع يعتبرها الاخرون شيء عادي لايقفون امامه ولا ينتبهوا له ، وقتها اسال نفسي لماذا اعتاد الناس علي ما استحال علي التعود عليه وتقبله ؟؟؟ اسال نفسي هذا السؤال كلما سمعت في الراديو او شاهدت في التلفزيون ، اعلان عن بضائع كنت نعتبرها اشياء شديده الخصوصيه لمن يستخدمها ، اشياء تستخدمها الفتيات احيانا والرجال احيانا ، لكن فجأ قرر المعلنين انه لايوجد شيء خاص واصبح كل شيء قابل للاعلان عنه ، وشاهدنا النسيج الحريري ينزلق فوق السيقان العارية اعلانا عن الماكينات التي تجعل الجسد حريري يلمع ، وشاهدنا الاعلانات التي تستعرض الانواع المختلفه للفوط الصحيه التي تبقي الملابس بيضاء وتعطي النساء حريه وراحه والفوط الصحيه ذات الاجنحه ذات القدرة الضخمه علي الامتصاص و الحبه الزرقاء التي جعلت حامد بقت جامد وغيرت شكل المسمار المعووج و كريمات نزع الشعر التي تجعل الجسد انعم والالم اقل و موانع الحمل التي تستخدمها النساء التي يعود ازواجهن فجأ من السفر او يستخدمه الرجال لان اسره صغيره تساوي حياه افضل .......... تلك الاعلانات تزعجني ، ربما لاني دقه قديمه ، ربما لاني تربيت بطريقه تقول ان هناك مساحات خاصه في حياه البشر لايجوز لاي شيء ولا اي شخص الاقتراب منها ولا الحديث عنها ، لكن شركات الاعلانات ، ترويجها لبضائعها ، وبحثا عن مكاسبها ، اخترقت كل مساحاتنا الخاصه وكشفت المستور واناطت اللثام عن معاني وسلوكيات ، نعم يمارسها البشر ، لكنها لم تكن ابدا للعرض العام ولا للبث المباشر ، وخلعنا برقع الحياء وصار الاطفال يتحدثون علانيه في موانع الحمل وتتضاحك النساء علي الحبه الزرقاء و يسال الاطفال الذكور عن فائده الاجنحه ومعني الامتصاص الاكثر و.............. اصبحت اكثر تعاسه !!!!! هل حققت الشركات المنتجه ارباح اكثر ؟؟؟؟ هل ازدادت مبيعاتها من تلك السلع ؟؟؟؟ هل حققت وكالات الاعلان ايرادات اكثر ؟؟؟؟ ربما نعم هي الاجابه الوحيده علي كل تلك الاسئله ولكن ... هل صار مجتمعنا افضل بعد اختراق وكشف كل تلك المساحات الخاصه في حياتنا بطريقه علنيه في كافه وسائل الاعلام المرئية والمسموعه ؟؟؟؟ لااعرف لكني اصبحت اكثر تعاسه لان الارباح التي تسعي الشركات المنتجه ووكالات الاعلان لتحقيقها خلعت عن المجتمع ثوب الحياء والخصوصيه !!!! ومازالت اسال نفسي لماذا انا مختلفه عن الاخرين وعاجزة عن تقبل ما يتقبله الاخرون ؟؟؟؟؟؟

اسال نفسي هذا السؤال كلما شعرت بالغضب والملل دونا عن الاخرين وقت اسمع واشاهد في القنوات الفضائية والخاصه وبالذات قنوات المنوعات والموسيقي ، تلك العروض المسماة " فيديو كليب " التي تتراقص فيها الفتيات عاريات وتتمايل فيها " المؤديه " للاغنيه نصف عاريه او عاريه تقريبا !!! هل هذا نوع جديد من الفن ، استحدث في السنوات الاخيرة ، بحيث لم يعد مهما صوت المغني او المغنيه بقدر مايهم جمالها وجمال قدها وميوعتها ، لم يعد مهما جمال الاغاني الموسيقي والكلمات ، بقدر اهمية جمال الاستعراضات التي تؤدي وقت الغناء ، فتيات جميلات عاريات ، يتمايعين يتراقصن علي نغمات صاخبه ، نظرات موحية وتأوهات واجساد تتثني وتتمايع وشعور تتطاير وتتناثر في الهواء و........ هل هذا نوع جديد من الفن ، مفترض انه يعجبنا ونحبه ونعرف اسماء البشر الذي يؤدون الاغاني ونردد الكلمات التي نسمعها .... هل هذا نوع جديد من الفن لانكترث وقتما تقلد حركاته وكلماته اطفالنا في البيوت يتراقصون ويتمايعون مثل الفتيات السامقات التي يروها امامهم علي كل الشاشات ... احب الغناء والرقص ... لكني احب الاصوات الجميله والكلمات ذات المعني شعرا وزجلا التي يغنيها علي نغمات الموسيقي اصوات جميله قويه حنونه صادقه من الرجال والنساء ، ايضا احب الرقص ، البالية ، الرقص الشعبي الفلكولوري ، الرقص الجماعي الشعبي الجميل ، التحطيب الحجاله الدبكة وغيرها ، لكن اكره الميوعه والابتذال والفجاجة ، اكره استخدام اجساد النساء العاريات كديكور يصاحب مغني او مغنيه بصوت قبيح اجش لا لشيء الا الترويج لاغانيه الفاشله التي ماكان احد سينتبه لها او يسمعها لولا تلك الاجساد العاريه والصخب والشعور المتناثر ..... انهم كثيرين ، لااعرف اسمائهم وافر من صخبهم لكنهم للاسف يملئون ساعات طويله من اوقات الكثير من الفضائيات التي لاتجد ما تذيعه الا تلك الاشياء التي تكررها وتكررها علينا عملا بالمثل الشعبي التكرار يعمل الحمار !!!! لكني وحدي اغضب من تلك الاشياء ووحدي اغير القناه وقتما تقفز تلك الاشياء بصخبها البصري والسمعي ، وحدي اغضب والجميع يضحكون لايكترثون بما يروه ولا معناه ولا دلالاته ولا اثره التربوي علي اطفالنا وقيمنا وحياه مجتمعنا ومازالت اسال نفسي لماذا انا مختلفه عن الاخرين وعاجزة عن تقبل ما يتقبله الاخرون ؟؟؟؟؟؟

هل هذا اكتئاب وعدم قدره علي التوائم ؟؟؟ هل المشكله في انا ؟؟؟ ام المشكله فين؟؟؟

مقاله الاثنين الاول من نوفمبر 2010

http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=89627