الخميس، 25 سبتمبر 2008

عجبا ياوطن مااره !!!!

هاهو رمضان وقت كتابه تلك المقاله - قد اوشك علي الرحيل و" لملمة " فوانيسه وارتفعت رايات العيد الفرحه ترفرف في الميادين والشوارع واوشك المصريين علي " ختم المصحف الشريف " للمره الثالثه والرابعه و" ربنا يتقبل " وبدآوا برضاء وسعاده في تمويل خزائن شركات التليفونات المحموله ودعم ميزانياتهم بتبادل الرسائل للمباركه بالعيد السعيد " قبل الهنا بسنا " وزهدت نفوس الصائمين من كل انواع الاكل وعافت اطباقه ومالت نفوسهم ل" حاجه حرشه " وعرضت محلات البقاله صناديق " الرنجه الدنماركي " وال" الفسيخ النبراوي " وباقات البصل الاحمر والاخضر وشبك الليمون "البنزهير" تصبر الصائمين وتبشرهم باقتراب العيد السعيد و اوشكت مسلسلات رمضان علي الانتهاء من عرض حلقاتها وكادت عقدها الدراميه ان تكشف اخر اسرارها وتصدرت صور ابطالها المبتسمين السعداء صفحات الفن في المجلات والجرائد وعقدت معهم وعنهم الندوات والحفلات و" كل رمضان وانتم طيبين " وشدت الاذاعه " ولا لسه بدري بدري ياشهر الصيام " وبدآت الصحف في نشر اخبار صلاه العيد في الساحات المكشوفه والميادين المزينه بشوادر " الخياميه " وعبئت مصانع ال" بومب" بضاعتها في اكياس مزركشه تغري الاطفال بالضجيج الاحتفالي واعلنت ال" سينمات " عن افلام العيد وصراع النجوم وحفلات منتصف الليل وازدحمت المحلات والشوارع التجاريه بالمشترين ينتقون الاحذيه الجديده والملابس الزاهيه و" لبس العيد " وتكدست النساء امام الافران البلديه يحملن صاجات الكحك والغريبه وال"بسكوت " يقضين الليل كله يتبادلن الاحاديث المرحه وهن ينتظرن " خبيز الكحك " و" ربنا ما يقطع لنا عاده " ووقفت سيارات الاثرياء امام المحلات تعبيء علب الكحك " بالعين جمل " والغريبه ب" اللوز "و" البتي فووور " ومنحت مطابع البنك المركزي علية القوم الاوراق الماليه الجديدة فئه ال" ٢٠٠ جنيه " عيديه الاحفاد والاحباء وانتظر الشحاذون بفارغ الصبر ليله العيد ونفحات اهل الخير " كل سنه وانت طيب " واستعدت العرائس المتشوقه للفرحه لليله العرس السعيد اول وثاني وثالث ايام العيد وجهزت الحقائب للسفر لقضاء الاجازه القصيره في " الساحل والسخنه والعزبه " واستعد " الكوافيرات والحلاقين والمكوجيه " لليله العيد وموسمها الجميل وتآلقت مظاهر الفرحه والسعاده والاحتفالات الجميله في الشوارع والبيوت والنفوس !!! عجبا ياوطن مااراه !!! كآن هذا الشعب لايعيش في هذا الوطن و كآنه لايعاني من كل مايعاني منه ونعرفه ومن كل ما يعاني منه ولم نعرفه بعد !!! كآن هذا الشعب الذي يشكو ليل نهار شكاوي مريره متعدده قد حطت علي رآسه جنيات " ليله صيف شكسبير " فتبدل حاله وتغيرت اوضاعه وتبددت همومه وانطلقت من نفوسه طاقات الحب والحنان والرحمه والرضاء والسعاده الحقيقيه !!! كآن هذا الشعب المرتسم علي وجوه ابناءه - دائما ومنذ زمن طويل - الهم والغم والضيق وقله الحيله وقصر اليد وضعف الامكانيات ، الشعب الذي عقد حاجبيه غضبا وزفر الانفاس الساخنه تآففا قد تبدل حاله ببركه " الايام المفترجه " فانشغل عن مشاكله وهمومه وضيقه الابدي بمتابعه المسلسلات والتهام القطايف و"بل الخشاف " والجلوس علي المقاهي ولعب الزهر والسهر امام الشاشات حتي آذان الفجر والنوم طيله نهار رمضان عباده وراحه وقله شغل!!! كآن هذا الشعب سعيد فرحان لم يعاني - ولا يعاني - من الاثار الموجعه للسياسات الاقتصاديه الاجتماعيه للحكومه ولم يشكو من اوجاعها كل يوم وكل ساعه ، كآنه لايعاني من الانحياز الطبقي ضد غالبيه ابناءه الغاضبين ،كآنه لايعاني من غياب العداله الاجتماعيه وفرصها العادله في حياته ، كآنه لا يشعر ضياع فرصه في الحياه ، كآنه لم يشكو من انعدام احساسه بالامان والطمآنيه ،كآن لا يشغله بيع بنك القاهره وخصخصه التآمين الصحي وتوريث الحكم واحتدام الازمات الطائفيه والفساد المستشري في شركاته وبنوكه ومؤسساته الماليه والتجاريه والقبض علي رؤساءها ومديريها !!! كآن هذا الشعب سعيد فرحان غير مكترث بالضجيج السياسي واحتدام الصراع والغضب بين الفرقاء السياسين كآنه لا يتابع لعبه "القط والفار" وتوسيع هامش "الديمقراطيه الكلاميه " وتضييقه بين الحكومه والمعارضه و" المحظوره " والمستقلين و" انا وانت " !!! كآن هذا الشعب سعيد فرحان غير مكترث وغير مهتم باحكام حبس الصحفيين والقوانين المقيده للحريات واحتجاب الصحف الاحتجاجي وادعادات اقباط المهجر وتهديدات الاداره الامريكيه بقطع المعونات و صخب الفضائيات تعوي وتطلم الخدود حزنا علي اوضاع الوطن واحواله المترديه !!! كآن هذا الشعب لم ينتفض عماله في المحله غضبا يطالبون بحقوقهم الماليه المعطله ولم يصرخ ابناءه عطشا والنيل يجري تحت اقدامهم لا يرويهم ولم يشكو مرضاه من الاهمال الطبي العنيف الذي قتل احباءهم واعجزهم وزاد امراضهم واوجاعهم ولم تشكو نساءه من مكاتب التسويه الاسريه وصعوبه تنفيذ احكام النفقه ولم تشكو منظمات مجتمعه المدني من التعسف الشرطي والتعذيب وضياع حقوق المواطنين في العمل والسكن والحريه السياسيه !! كآن هذا الشعب سعيد فرحان لايرتسم الهم علي وجووه ابناءه ليل نهار يشكو البطاله وندره الوظائف وقله المرتبات يحلم بالسفر والهجره والاغتراب التمويلي لتآسيس حياه المستقبل التي لا يقوي علي تحقيقها في بلده ، كآنه لم يكتوي من لهيب الغلاء وارتفاع اسعار السلع الغذائيه في رمضان ولم " يمص دمه " التجار والمنتجين ومحلات البقاله والسوبر ماركت ، كآنه لم يختنق وهو يعاني تكدس العاصمه وازدحام المرور واختناق العوادم وضجيج الات التنبيه الغاضبه وطوابير السيارات الراكده مكانها لاتتحرك حتي يفوت راكبيها ميعاد الافطار وصلاه المغرب ،كآنه لم يدفع " دم قلبه " في مصاريف المدارس وكسوتها و" تجليد " الكراريس و" تزيين الفصل " ومازال في ميزانية اسره المتعبه مايشتري الكنافه والقطايف وبلح الخشاف ويسدد زكاه الفطر وصدقه المحتاج ... كآن هذا الشعب لم يئن من ارتفاع فواتير الكهرباء ولم يشكو من فواتير التليفونات ولم يعاني من فواتير المحمول ولم يغضب من رسوم جمع القمامه ولم يشكو من الدمغات والضرائب والمخالفات الفوريه ورسوم المرور علي الطرق السريعه ولم يغضب من اجباره علي دفع الاكراميات والنثريات والرشاوي المستتره للحصول علي حقوقه المعطله ولقضاء مصالحه المتآخره !! كآن هذا الشعب الذي احتفل بسعاده حقيقيه برمضان الكريم وينتظر بفرح حقيقي العيد السعيد ليس هو الشعب الذي يعيش بقيه السنه غاضبا من الحكومه التي تحكمه يتمني رحيلها ويدعو عليها ويشكوها للعادل القهار متضرعا اليه فك الضيق وشرح الصدر ورفع الغمه !!! عجبا ياوطن مااره !!! ومااسعد الحكومه التي تحكمنا بشعبها الجميل ذلك الشعب الذي استجلب روحه المتآلقه الحيه الجميله ومنح نفسه رغم انف الحكومه وسياساتها ورغم انف المشاكل وتشعبها ورغم انف الهموم واعباءها منح نفسه السعاده والرضاء والصبر الجميل !!! مااسعد الحكومه التي تحكمنا بشعبها المحكوم شعب متسامح طيب يصالح نفسه ويهون عليها المشاكل والازمات ، شعب قوي يتحمل المصاعب ولاتكسره يتحمل الهموم ولا تغلبه يتحمل المشاكل ويبحث لها عن مليون حل وحل ويرضي نفسه علي اي واحد منهم ولو كان مؤقتا ولو كان ناقصا و" بكره يحلها الحلال " شعب له روح مقاتله تمنحه ذاتيا الامل في الحياه وتساعده علي تحمل صعوباتها وتدفعه للتغلب علي اعباءها وتساعده علي تحمل الحكومه التي لا تحبه ولاتشعر به ولا تفهم مشاكله ولا تتعاطف مع شكاواه !!! مااسعد الحكومه بمثل هذا الشعب الذي يبدو وكآنه سعيد فرحان غير مكترث بالحكومه وما تفعله فيه ،مااسعدها بالشعب الذي يحب الحياه ويبحث عن " خرم ابره " يعبره بصعوبه ومشقه للفرحه والسعاده والرضاء الجميل والقناعه الدفينه والامل البراق و" قوينا يارب " ، مااسعد الحكومه التي تحكمنا بالشعب الذي يحب الحياه و" بيتلكك علشان ينبسط ويفرح " ومااسعدها بشهر رمضان الكريم وبركاته التي حلت علي رؤوس الشعب المحكوم فصبرته علي الحكومه وقوته علي تحملها !!!!
الفقره الاخيره - ازدحام الشوارع والمقاهي ومحلات الكعك و"وكاله البلح " والافران البلديه والرايات الورقيه المزكشه الملونه المعلقه بين الشرفات في الحارات الضيقه وانوار الجوامع المتآلقه و"فرقعات " البومب والسعاده المرتسمه علي وجوه المصريين هذه الايام تؤكد روحهم المقاتله وصبرهم الجميل وطاقات تحملهم الفياضه ، تؤكد انه شعب قوي "حمال اسيه " ولا تعني اكثر من هذا !! رساله اوجهها للحكومه علها تفهم ما اقصد فلا تنام قريره العين واهمه ان " كل حاجه تمام " فالاجواء الاحتفاليه توشك علي الانتهاء ووقتها " كل واحد عقله في راسه يعرف خلاصه " ....
الجمله الاخيره - الشعب في وادي والحكومه والمعارضه والسياسين في وادي اخر ، ومن لا يصدقني عليه تآمل مايدور حولنا بدقه وصبر ونفاذ بصيره !!!
السطر الاخير - احب هذا الشعب " بحق وحقيقي " ومش عارفه احب الحكومه ابدا !!!!
الكلمه الاخيره - كل سنه والمصريين بخير ....


هناك تعليق واحد:

اميرة بهي الدين يقول...

نشرت هذه المقاله علي الفيس بوك فجائتني هذه التعليقات

Amina Jaheen wrote
at 9:29am on January 26th, 2008
مقالة جميلة وذكيةوحقيقية.......خسارة في جريدة روز اليوسف اليومية.


Shahnaz Z. Hefni wrote
at 11:45am on January 26th, 2008
شوشو-ليه الغربه بتحفر جوانا وتظهر جوانا برضه حاضرنا وماضينا ؟