عندما تفتح - ايها القاريء الذي لااعرفه - صفحه الوفيات في الجريده اليوميه الشهيره ويصدمك في صدرها صوره لشاب وسيم مبتسم في ريعان الشباب او صوره لفتاه جميله صغيره في عمر الزهور وتقرآ تحتها كلمات سوداء موجعه اليمه تعلن عن وفاه الابن الغالي وفلذه الكبد " اثر حادث اليم " فتدرك باسي وحزن ان حياه ذلك الشاب او تلك الفتاه قد انتهت نهايه مفاجئه كئيبه بسبب حادثه من ضمن الحوادث المروعه التي تقع يوميا علي طرقنا السريعه وعندما تجري بعينيك علي كلمات النعي وتعرف ميعاد جنازه " العزيز الغالي " ويوم استقبال المعزين في " دار المناسبات بالجامع " فينخلع قلبك حزنا وتكاد الدموع تقفز من مقلتيك وتقرآ الفاتحه للشاب الراحل او تدعو للفتاه الجميله بالرحمه وتهمس لنفسك مرعوبا " ربنا يكفينا شر المستخبي " وتغلق الجريده وتعود لشئونك الخاصه وتغرق في همومها، في هذه اللحظه التي تنسي فيها او تتناسي تلك الحادثه البشعه وغيرها من الحوادث التي اودت بحياه الاحباء وفلذات الاكباد و" نور العين " انتبه فصوره ذلك الشاب الفقيد و صوره تلك الفتاه الراحله يرتسم علي وجوههم البراءه المغتاله ليست الا رساله موجعه ارسلتها لي ولك وللجميع اسره ذلك الفقيد الغاضبه الملتاعه تحملنا فيها المسئوليه عن وفاه عزيزهم لانك مثلي ومثل الملايين صامت غير مكترث امام الانفلات الرهيب علي الطرق التي نسير ويسير فيها وعليها فلذات اكبادنا واحباءنا واصدقاءنا والبشر الطيبين الذين لا نعرفهم ، في هذه اللحظه عليك ان تدرك - ايها القاريء الذي لااعرفه - انك شريك بالصمت الجبان والتواطيئ المخزي والسلبيه البغيضه في كل حادث طريق وقع وسيقع في الحاضر والمستقبل ، شريك بعدم الاكتراث واللامبالاه والانانيه المفرطه عن قتل كل فقيد واصابه كل مصاب والم كل متآلم بسبب تلك الحوادث ، في هذه اللحظه عليك ان تدرك ايها القاريء الذي يقبع في مكان ما منكفيئ داخل ذاته وهمومه الشخصيه رافعا شعار " وانا مالي " معتنق فلسفه جحا " مادام عيالي جوه الباب عيال غيري تاكلها الكلاب " عليك ان تدرك انك صرت شريك عن تلك الجريمه البشعه الجريمه اليوميه المتكرره ،صرت مسئولا بعدم اكتراثك وعدم اهتمامك في قتل الاحباء بالموت اهمالا علي الطرق السريعه !!!! واذا كانت الحوادث اليوميه البشعه صارت قدرنا اللعين علينا ان نسآل انفسنا " لماذا تحتل مصر مركزا متقدما في قائمه حوادث الطرق ؟؟ " لماذا نسمع ونشاهد ونقرآ يوميا عن عشرات الحوادث التي تقع علي طرقنا السريعه تغتال اباء خرجوا من منازلهم بحثا عن " لقمه عيش " فلا يعودوا اليها الا جثه هامده " دغدغت " الحادثه عظامه وشوهت ملامحه و" فرمت لحمه " !!! تغتال امهات تركوا اطفالهن في المنازل وركبوا القدر يحملهن للمصير الحتمي فاذا بالقدر يطيح باجسادهن في الهواء ويلقي بها علي حافه الطريق مهشمه هامده لا روح فيها او يعجنها بين صاج السياره وحديد " الشاسيه " فيحكم القدر علي اطفالهن باليتم الموجع والبكاء المستمر في كل لحظه يغني فيها الراديو " ست الحبايب ياحبيبه " !!! تغتال فلذات الاكباد وبنات العمر وفرحته فلا يعود اليك ابنك الذي خرج في طريقه للجامعه او لاستلام وظيفته الجديده ولا تعود اليك ابنتك التي خرجت تحتفل مع صديقاتها بالنجاح او مع خطيبها بتحديد ميعاد الفرح لا يعودا اليك بل ينعق في حياتك غراب اسود يفرد اجنحته السوداء علي ايامك القادمه يهمس في اذنك بخبر اسود لم تكن تتمني ابدا ان تسمعه ولم تكن تتصور ابدا ان تعيش ايامه القبيحه غراب اسود يخلع قلبك بمنقاره الموجع ويتركك متآلما تائها لاتعرف الكابوس الذي يسيطر عليك ان كان حقيقه كريهه موجعه لا تعرف كيفيه الفرار من حصاره الموجع ام هو مجرد حلم اسود في ليله كئيبه تصارعه بكل وعيك محاولا الافلات من المه الطاغي !!!هل لاننا بلد تستخرج " رخصه السواقه " بالواسطه والمحسوبيه والرشاوي وعلشان خاطر الهانم والبيه والباشا و" احلام سعادتك اوامر " وبكروت التوصيه و" محبه في رسول الله " وبلا تعليم حقيقي لقواعد القياده وآدابها وبلا اختبارات حقيقيه للبشر الذين نمنحهم بطيبه خاطر واستهتار و" هبل " نمنحهم الحق في الانطلاق الغشيم علي الطرق يتحكمون في مركبات خطيره لا يعرفون قيادتها ولا يعرفون مقاساتها ولا يفهمون في اليات تشغيلها غير مدربين علي التعامل معها ولا التعامل مع المركبات المجاوره فاذا بنا البلد الوحيد الذي يطلق القتله - بعمد - علي طرقه الداخليه والسريعه تغتال الابرياء وتقصف اعمارهم مسلحين بترخيص للقتل اسميناه ادبا " رخصه سواقه " !!!! هل لاننا في نفس الوقت البلد الوحيد الذي يتجرآ فيه المواطنين ويقودون سياراتهم بدون رخصه ولا يستوقفهم او يقبض عليهم او يحتجز سياراتهم احد !!! هل لاننا البلد الوحيد الذي سمحنا فيه بالتوكتوك يسير في شوارعنا يقوده صبيه صغار لم يخط " شنبهم " بعد وبلا بطاقات شخصيه ينشرون الرعب في الشوارع و" عيال غلابه مش احسن ماتسرق !!" !! هل لاننا البلد الوحيد الذي تسير فيه سيارات الشرطه وعربيات الامن المركزي عكس الاتجاه و" حد يقدر يقول للغوله عينك حمرا ليه " !!! هل لاننا البلد الوحيد في العالم الذي يعبر المشاه فيه ببلاده الاحتياج وغباء الضروره بين السيارات في الطرق السريعه فاذا عاتبتهم افترسوك " ماتمشوا علي مهلهكم شويه امال يعني نعدي منين ؟؟ " واذا لمست اي منهم او صدمت طرف حذائه التهموك " مابلاش افترا والا اكمنكم راكبين عربيات تدوسوا في الغلابه !!" !!! هل لاننا البلد الوحيد في العالم الذي يسمح لقائد الدراجه البخاريه بالركوب عليها هو وزوجته واطفاله ويقبل منه السير بتلك الحموله المخيفه بين السيارات المسرعه مهددا نفسه واسرته بالموت الفظيع ومهددا غيره من السائقين بالكوارث المروعه و" ايه اللي رامك علي المر .. اللي امر منه !!! "..... هل لان طرقنا السريعه والداخليه تحولت لسيرك كبير يحكمها قانون مرور بلا فعاليه حقيقيه فلا احد يقود داخل الحاره المروريه ملتزما بسياجها ولا احد يسير منضبطا في الطريق يسير في اتجاهه الصحيح فالسير عكس الاتجاه صار مقبولا و" ماتبقاش حنبلي " والوقوف المفاجيئ في الطرق السريعه صار مسموحا به و" ماتحبكهاش " والانزلاق بين الحارات المروريه " شطاره " و" الغرز والمقصات " علي الطريق وبين السيارات مهاره ملفته للنظر !! واطلاق الانوار البيضاء التي تعمي البصر علي الطريق وفي ليله البهيم اعلان عن رفعه الشآن " ياعم ماهو لو مالوش واسطه ماكانش يستجري يركبها !!! " واطفاء انوار السياره وجميع مصابيحها في الليالي السوداء امر عادي " مش شايفني اقعد في بيتكم والعيب علي نظرك انت !!!" واطلاق سيارات النقل الخفيف والنصف نقل والنقل الثقيل ومقطورته الثعبانيه علي الطرق محمله باضعاف اضعاف حمولتها مائله علي جنب واحد امرا شائعا تراه يوميا عشرات المرات ولاتملك ازاءه الا الدعاء لله " ربنا يكفينا شرهم " واذا اوقعهم حظهم العثر في ضابط مرور جاد استوقفهم علي الطريق ولامهم علي الحموله الثقيله وهددهم بسحب رخصهم حاصره الناس " وعلشان خاطر ربنا ياباشا دول غلابه وبيسترزقوا " مصحوبا رجائهم بعويل مزيف للسائقين يستجلبون الشفقه والتعاطف الكاذب !!! اما سيارات " الزلط " التي تسير علي الطرق تطلق رصاصها حبات حصي طائره فوق الطريق تهدده سائقيه بكسر مفاجيء للزجاج ومايترتب علي ذلك من اثار كارثيه فهو امر عادي تصادفه يوميا ومثلها سيارات الحديد التي تحمل اسياخه اطول مرات ومرات من صندوقها مربوطه في نهايه الاسياخ قطع قماش قذره داكنه كآنها لتنبيه الاخرين من خطوره تلك الاسياخ والتي يقودها سائقيها برعونه واهمال يطلقون " كلاكسات " متلاحقه لترويع بقيه السائقين و" قول ياباسط " هل لان الطرق التي نسير عليها صممت وشقت وتدار بغير اسس علميه وبالمخالفه لكل قواعد الامان والسلامه المتعارف عليها دوليا فاذ بالطريق الذي نسير عليه يضيق فجآ ويتسع فجآ ويصعد فجآ ويهبط فجآ وتنحرف زواياه فجآ وتطمس من فوقه العلامات والحارات المروريه فجآ !!! هل لان الطرق التي نسير فوقها تصدمك بحفره واسعه في منتصفها فان حاولت تفاديها اصطدمت بالسور الذي ظهر امامك يحيط الطريق فجآ وان نجحت في الافلات من الارتطام به قطع عليك طريقك مطبات صناعيه رديئه صنعت بالجهود الذاتيه بلا علامات ارشاديه وبلا الوان فسفوريه مطبات صناعيه وعره تقذف بسيارتك في الهواء ثم تلقيها وتلقيك علي الارض !!!هل لان شركات "سفلتته " الطرق ومقاولي الباطن وعمالهم الغلابه يستخدمون لرصف الطرق مواد رخيصه رديئه مخالفه للمواصفات العالميه لاتكسي الطريق بحق ولا " تنعمه " بحق ولا تغطي فواصله المعدنيه بحق فسرعان ما " تسيح " طبقات الاسفلت الرديئه وتتحول لعجين اسود يكشف طبقات الحصي السفليه ويكشف الفواصل المعدنيه ويلتصق بكاوتش السيارات واحذيه المشاه ويصبح السير فوقه خطرا والقياده علي سطحه امرا غير مضمون العواقب ويصبح انزلاق السيارات عليه معادله خطر فلا تعرف ان " فرملت " ستقف السياره ام ستنزلق للامام بسبب نعومه الاسفلت ولزوجته ولا تعرف ان انحرفت فجآ عن طريقك هل ستبقي السياره مكانها ام ستطير في الهواء ولا تعرف ان سرت علي الطريق بالسرعه القانونيه ستبقي السياره راسخه مكانها ام ان رداءه الاسفلت ولزوجته المعيبه ونعومته الغريبه وانكشاف طبقات الارض تحت عجلاتها سيطيح بك في الهواء ويلقي بك في الحاره العكسيه و" البقيه في حياتك حياتك الباقيه !!! "هل لان قوانينا تخلوا من العقوبات الرادعه علي الاهمال والرعونه في القياده فلا يحكم علي القاتل الا بغرامه ٢٠٠ جنيه لايسددها المتهم القاتل الا بعد صيروره الحكم الجنائي نهائى وبات وبعد استنفاذ جميع درجات التقاضي ابتدائى واستئناف ونقض و" ربنا يديني ويديك طول العمر " !!! هل لاننا البلد الوحيد الذي يبقي رخصه القياده في جيب القاتل فيخرج من قسم الشرطه وجثه ضحيته لم تدفن بعد يقود سيارته بذات الرعونه وذات الاهمال وذات الاستخفاف بحياه البشر فلا نسحبها منه ولا نحرمه من القياده ولانحميه من نفسه ولانحمي بقيه المواطنين من شره ، هل لان التعويضات الماليه المفروضه علي القتله جبرا لضحاياهم عن الموت او الاصابه او حتي تحطيم السياره تعويضات هزيله وبسيطه ولايدفعها المتهم القاتل الا بعد عده سنوات من الحادث وبعد اجراءات قضائيه معقده وطويله و" اللي عايز يفسحني يدخلني المحكمه !!! " هل لان طرقنا السريعه تخلو من مراكز اسعاف حقيقيه مجهزه لاستقبال مصابي الطرق وضحايا حوادثها فلا يكون امامنا الا نقل الضحايا لاقرب مستشفي كبير في اقرب مدينه و" موت ياحمار " .... هل ..... وهل ...... وهل ..... وهل ...... ايها القاري - الذي لااعرفه - حتي نعرف جميع الاسباب التي تتسبب في الكوارث اليوميه ونزيف الدم المستمر ونرفضها ونقاومها ونعالجها ونتصدي لها ساظل انا وانت الجميع شركاء في ذلك الجرم وفي نفس الوقت نحن جميعا ضحاياه المحتملين و" ربي اني لا اسآلك رد القضاء ولكني اسآلك اللطف فيه " ....
الفقره الاخيره - هي الحكومه مابتمشيش معانا علي الطرق اللي بنمشي فيها ؟؟؟ هي الحكومه مابتشوفش اللي احنا بنشوفه ؟؟؟؟ هي الحكومه مابتقراش الجرايد اللي احنا بنقراها ؟؟؟ هي الحكومه مابتعزيش زينا في الناس الضحايا اللي بيموتوا في حوادث الطرق ؟؟؟ هي الحكومه مابتخافش علي عيالها وعلي احباءها زينا ؟؟؟ هي الحكومه مش عايشه معانا في البلد دي ؟؟؟؟ امال الحكومه مطنشه ليه ؟؟؟؟
الفقره الاخيره - هي الحكومه مابتمشيش معانا علي الطرق اللي بنمشي فيها ؟؟؟ هي الحكومه مابتشوفش اللي احنا بنشوفه ؟؟؟؟ هي الحكومه مابتقراش الجرايد اللي احنا بنقراها ؟؟؟ هي الحكومه مابتعزيش زينا في الناس الضحايا اللي بيموتوا في حوادث الطرق ؟؟؟ هي الحكومه مابتخافش علي عيالها وعلي احباءها زينا ؟؟؟ هي الحكومه مش عايشه معانا في البلد دي ؟؟؟؟ امال الحكومه مطنشه ليه ؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق