الخميس، 4 سبتمبر 2008

" لم يعد لدينا ما نقوله !! "


لم يعد لدينا ما نقوله ... فقد فاقت اسرائيل توقعاتنا .... وفاقت كونلديزا رايس توقعاتنا ....... وفاق المجتمع الدولي الغربي صاحب المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين وثلاث وعشرة كل توقعاتنا .... وفاق بعض العقلاء العرب وتخاذلهم اللعين كل توقعاتنا ....!!!!!!
لم يعد لدينا ما نقوله .... فالبث الحي المباشر المستمر لمشاهد المواجهة المفتوحة و الحرب السادسة والرسائل المتتابعة للمراسلين الاخباريين وصورالطائرات المعادية تحتل سماءنا والمدافع تدك منازلنا وقرانا وتشعل النيران في اشجار ضيعاتنا ، صور الصواريخ تقذف وتقصف وتسرق اعمار اهلنا الطيبين وتطاردهم في طرق النجاة غير الامنة وتتصيدهم وتحاصرهم بالموت في كل لحظة وكل ثانية وطوال الوقت ، كل هذا اخرسنا وردم افواهنا بالتراب المشبع بدماء الضحايا الرطب بدموعهم ، كل هذا اخرسنا وسفه كلماتنا المنمقة وتفه افكارنا المنظمة واثبت لنا ان ما نراه باعيننا من صور دمار متعمد ومشاهد خراب مقصود ومانسمعه من استغاثات وادانة ودعاء العجائز " لي الله" لينصر المقاومين و" ينتقم من اللي ما بيساعدونا " وبكاء الاطفال المذعورة المتألمة المحترقة وانين الرجال الملتاعين بكبرياء والم وصمود كل هذا اثبت لنا بالدليل القطعي ان كلماتنا في وقت المواجهات المصيرية للامة مهما كانت قوية ومهما كانت مؤثرة ومهما كانت ملهمة ليست الا كلمات عاجزة مثلنا قاصرة مثلنا مهانة مثلنا عديمة المعني والقيمة مثل كل اقوالنا وتصرفاتنا وتبريراتنا وتفسيراتنا مثل حياتنا ذاتها ....
لم يعد لدينا ما نقوله ..... هل سنغضب من امريكا لتأييدها المطلق لاسرائيل !!!! واكم من مرة غضبناوغضبنا واحرقنا العلم الامريكي والاسرائيلي ودسنا عليهما بالاقدام وصرخنا غضبا من جرائم اسرائيل ربيبة امريكا وزأرنا حزنا علي ضحايا المجازر والمحارق والقنابل والقذائف والجرافات والقناصه لكن امريكا نظرت الينا نظرة تعجب من غضبنا كأنه ليس من حقنا ان نغضب ولماذا نغضب ، لانها دعمت اسرائيل وستدعمها ؟؟!! لانها مدتها بالاسلحة والقنابل والقذائف التي تقلتنا وستقلنا ؟؟!! لانها ايدتها في مجلس الامن ودافعت عن تصرفاتها الاجرامية وحالت بين ذلك المجلس وايه قرارات تمس اسرائيل ؟؟؟
لم يعد لدينا ما نقوله ...هل سندين اسرائيل علي جرائمهم في لبنان ؟؟!!!! واكم من مرة ومرة والف مليون مرة ادناها وادناها ، ضربتنا وادناها ، قصفت مدننا واداناها ، اشعلت بكل الغل التاريخي النيران في اجساد احباءنا وادناها ، زورت تاريخها وسرقت تاريخنا وادناها ... ضربتنا وضربتنا فادناها وادناها ثم انشغلنا في رفع الانقاض من فوق الجثث وانهمكنا في ترتيب جنازات الابرياء المدنيين واحتفالات التأبين وتزيينها بصور الابطال والشهداء وبرعنا بلسان عربي فصيح في سجع شعارات الحزن والغضب فوق القبور الجماعية لاحب ابناء امتنا وضاع وقتنا في انتقاء كلمات الادانة وضاع جهدنا في اختيار كلامات الرثاء وبقيت اسرائيل علي حالها تضربنا بكل الاسلحة المحرمة دوليا وتقتل اطفالنا ونساءنا وعجائزنا وتسحق عظام شبابنا ورجالنا وتحرق في بلادنا الاخضر واليابس لتتركنا في نهاية المطاف الموجع وبعد انتهاء حفلات الادانة والتأبين وبعد نفاذ شحنات الشجب والتعبير عن الغضب علي حالنا ندين ونغضب ونتوعد وندفن الضحايا ونترحم علي الشهداء ونبكي بالدمع الساخن ونختنق بعبرات الشجن والمرارة والظلم وتستمرهي في تنفيذ مخطاطاتها الاستراتيجية تقتل وتحرق وتدمر وتبطش وتتوعدنا وتنفذ وعيدها وتضيف بزهو وصفاقة لكتب الحزن العربي صفحات وصفحات تسيل منها دماء الضحايا وتفوح منها رائحة جلدهم المحترق ويسيل من بين دفتيها دماءنا ودموعنا وبقايا كرامتنا!!!
لم يعد لدينا ما نقوله .... لقد اخرستنا جثث الاطفال الابرياء الصغار الذين احتموا بمخبأ قانا من الطيران الاسرائيلي وقذائف صواريخه ،تلك الجثث التي خرجت من تحت ركام الملجأ وانقاض مبانيه محطمة العظام محترقة الجلد متشنجة الاجسام تحمل رسالتها للعجزة المترهلين سميكي الجلد عديمي الاحساس بليدي المشاعر من ابناء الامة الذين انشغلوا بايجاد مكان لانفسهم تحت شمس الشرق الاوسط الجديد ، تصرخ في وجهنا ووجه العالم غضبا ، تحتج علي تضامننا العاجز ، تحتج علي مساعداتنا الهزيلة ، تحتج علي بيانات الادانة التي كتبت بالاقلام الذهبية من الغرفة المكيفة ، تحتج علي العقل العربي الرصين الذي ادان مغامراتهم في الدفاع عن الارض والعرض ثم حكم عليهم بالقتل دفنا وحرقا تحت نيران طائرات اسرائيل الصديقة ..... لقد اخرستنا ولولة النساء العجائز اللبنانيات اللاتي فررن هربا من الاجتياح الاسرائيلي المنتظر ومن الطائرات التي توزع الموت والخراب فررن من الدار ومن البلدة ومن الجنوب للشمال وهم يحتمون من القنابل الامريكية الذكية بكفي ايديهم وطرحة الرأس ولوعه في الوجة وغصه في الحق وهن يسألن انفسهن عن سبب صمتنا وعجزنا وتمسكنا باغصان الزيتون المحترقة واتفاقيات السلام البالية المزين صفحاتها بكل الوان واشكال الهوان والذل والاستسلام العربي !!! .... لقد اخرسنا انحناءة ظهر الرجال يحفرون باظافرهم الارض تنقيبا علي جثث فلذات اكبادهم التي عصفت بحياتهم واجسادهم الاسلحة الامريكية التي منحها مستر بوش ووزيرته السيدة كوندليزا رايس بسخاء للحليف الاستراتيجي ليدعم امانه وامان شتات سكانه الذين جلبوا من كل بقاع العالم ليحتلوا ارضنا وقلبنا وكل ايام عمرنا!!!
لم يعد لدينا ما نقوله .... نحن قاطني الضفة العفنة من النهر مدمني مياءه الساكنة الهادئة العطنه المرعوبين من مجرد كوابيس ليلية – لم تحدث بعد - قد تسرق منا امان الاتفاقيات الدولية ، قد تعرضنا لغضب النظام العالمي الجديد ، قد تعرضنا لنيران اسلحته المتطورة المكدسة في ترسانات الموت ، قد تهددنا بعبثية وانتقائية قرارات منظمته الدولية وبطش قوات طوارئها ، قد تعرضنا لغضب جنرالات حلف الناتو ، قد تعرضنا لقطع المعونة وحرماننا من دولارتها ، قد يعرضنا لتجويع مقصود وحصار دولي وتجميد ارصدة ، لم يعد لدينا نحن المختبئين رعبا تحت الكراسي احياء جبناء في بطن القبوروخلف شواهدها ما نقوله للبشر الاحياء الحقيقين المقاومين الراسخين علي الارض والقابضين علي ترابها حاملين السلاح واهبين الحياة الغالية للوطن الاغلي يتمنون الشهادة ومجرد سطر ثمين في صفحات التأبين ... لم يعد لدينا ما نقوله .....
الفقرة الاخيرة – قانا 1996 ، قانا 2006 ، قانا 2016 ، قانا 2026 جرائم ستدفع اسرائيل ثمنها الموجع مهما طال الزمن ..
الجملة الاخيرة – الي هؤلاء الذين يبدلوا مواقفهم كما يبدلوا احذيتهم .. ارحمونا !!!!
السطر الاخير – احترام عظيم للشعب اللبناني الذي ضربته اسرائيل بعنف وقوة كي توجع المقاومة وتحطم ارادتها فاذا بالشعب رغم جراحة واوجاعه يلتفت حول المقاومة ويدعمها بالغالي والنفيس ويساندها ... تحية للشعب اللبناني وابطاله المقاومين ....
الكلمة الاخيرة – قالت ماجدة الرومي"كلنا جنوب وكلنا ثوار" .....،

ليست هناك تعليقات: