الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

" زهرة القرنفل الحمراء "




تعالوا نحتفل اليوم بعيد المرأة العالمي يوم 8 مارس ، هذا اليوم الذي اختارته البشرية – دون بقيه ايام العام الحلوة والمرة - للاحتفال بالنساء .. يوم كأنه فر من الزمن الرجولي المستمر خصصته البشرية لنصفها "الحلو" لتحييه وتشكره وتقدم له زهور الحب والامتنان !! تعالوا نحتفل بهذا اليوم بصرف النظر عن السبب والظروف التاريخية التي خلقت هذا اليوم الاحتفالي الجميل ، بصرف النظر عن مذاهبنا السياسية وعقائدنا الدينية وقناعاتنا العقلية وطبيعه مشاعرنا تجاه المرأة وبصرف النظر عن رؤيتنا للنساء وطبيعه دورهن – الذي يرضينا والذي نحبه- - سواء الدور الاسري اوالمجتمعي ..
تعالوا جميعا رجالا ونساءا ، شبابا وشيوخ ، اطفالا وكبار نخصص يومنا هذا للاحتفال بالنساء اللاتي يحطن بنا ، هؤلاء النساء الذين لانعرف العيش بغير مجهودهن وعطائهن في الحياة ، هذا المجهود والعطاء الذي اعتدنا عليه حتي اصبحنا لانراه ولانشعر به ولانقدره ولانتذكره اساسا !!!! تعالوا نحتفل اليوم بكل النساء اللاتي نعرفهن واللاتي لانعرفهن احتفالا يرسل لهن رسالة تقدير واحترام واعتزاز بدورهن في الحياة ، يرسل لهن رساله شكر واضحه المعاني فصيحة الكلمات ، رسالة دعم ومدد تشد من أزرهن وتدعم طاقتهن علي الاستمرار في الحياة بالطريقة التي نحبها ولا نستطيع الاستغناء عنها !!!!
تعالوا نحتفل بكل النساء الزوجات والامهات والجدات والعمات والخالات والشقيقات والصديقات والجارات وغيرهن ممن يحتللن في قلوبنا مكانة غالية ، تعالوا نحتفل بالامهات يذاكرن للاطفال ويخيطين ملابسهم ويطهون اكلهم ويذرفن الدمع وهن يضربوهم عقابا لهم علي "شقاوتهم" وعدم "حل" الواجب ، بالجدات تأخذنا في احضانهن بحنان فياض وتدعو لنا بالنجاح والفلاح ، بالصديقات يفتحن قلوبهن وعقولهن واذانهن لسماع مشاكلنا وامتصاص غضبنا ومنحنا النصيحة الثمينة المفيدة..
تعالوا نحتفل بالنساء العاملات في جميع المجالات المكافحات اللاتي خرجن لسوق العمل يساعدن اسرهن واطفالهن ويأملن في حياة "مستورة " يشاركن بجهدهن وعرقهن الغالي في تحقيقها ، المربيات في الحضانات والمدرسات في المدارس والاستاذات في الكليات والمعاهد ، عاملات التليفون بكل السنترلات ، موزعات الجرايد ، السكرتيرات ، البائعات في المحلات التجارية ، السجانات والحارسات في سجن القناطر ، " الدادات " في المدارس والملاجيء ، العاملات في المصانع الحربية والعاملات في مصانع العتبة وورش الازهر ، الستات "اللي قاعدين مكفيين " فوق ماكينات الخياطة و"اللي اتكسر " وسطهن امام ماكينات التريكو و"اللي " ضاع شبابهن امام الانوال اليدوية وماكينات السجاد ، السيدات في ارشيف المحاكم واقسام المطالبة وامينات السر وكاتبات النيابة والخبيرات الحسابيات ، السيدات اللاتي ينظفن غرف الفنادق ويخدمن في الكافتيريات و" الكوفي شوب" ويقفن امام "كونتر" الحجز يبتسمن في وجه جميع النزلاء ، السيدات اللاتي تقفن في الحمامات يحملن "ورق الواليت" والصابونة وينظفن الاحواض ، الشغالات في البيوت والطباخات في المطاعم والكناسات في الشوارع ، تعالوا نحتفل " بام عبد الله " تلك السيدة التي لم يمنحها الله اطفالا من رحمها لكنه منحها حبا تغدقه بسعاده علي كل الاطفال فصارت والدة الجميع وام حقيقية لكل عباد الله ..
تعالوا نحتفل بنساء الاحياء الشعبية اللاتي يكنسن ويطبخن ويغسلن ويربين الصغار ويشترين جهاز البنات ويخبزن العيش والكحك ويخللن " الزتون واللفت " ويرضين بقليلهن ويعيشن في الظل لا احلام لهن الا نجاح الاولاد وسترة البنات والصحة وحسن الختام ، تعالوا نحتفل بنساء القري الجالسات في السوق يبعن لنا نتاج مجهودهن المنزلي "عيش بيتي وزبده فلاحي وبيض بلدي " بائعات الخضار في سوق الاحد وسوق "التلات" ، الريفيات اللاتي ذبحن طيورهن المنزلية الغالية ليحمونا من انفلونزا الطيور ، الفلاحات اللاتي يقفن في ال"غيطان" بجانب الرجل " يعزقن ويفلحن " في الارض ثم يخزن الحطب فوق الاسقف ويجلسن في ساحه الدار " يزغطن " البط ويطعمن الارانب والخرفان ويحلبن اللبن وينظفن حظيرة البهائم وعشة الفراخ ...
تعالوا نحتفل بالنساء في المستشفيات الطبيبات يساعدونا علي الشفاء ويهونوا علينا المرض ، الممرضات اللاتي يعطونا الدواء ويركبوا للمرضي " الكانيولا " وخراطيم المحاليل ويبتسمن في وجوههم ، الحكيمات اللاتي ينظفن بقايانا ويمسحن اخراجات المرضي وافرازاتهم دون تأفف وبكل الرضا ..
تعالوا نحتفل بالموظفات في البنوك المحاسبات والمديرات والعاملات في اقسام الائتمان وتسوية الديون ، تعالوا نحتفل بالسيدات في المعامل الطبية والطب الشرعي ومختبرات وزارة الصحة ومراكز ابحاث وزارة الزراعة ، تعالوا نحتفل بالصحفيات والاعلاميات والمذيعات والكاتبات والمخرجات خلف الكاميرات والممثلات امامها وفوق خشبة المسرح ، تعالوا نحيي مستشارات النيابة الادارية وسفيراتنا حول العالم والمحاميات وطالبات الدراسات العليا وتلميذات "محو الامية " و" شهادات المنازل " ، المهندسات في مواقع البناء وامام الكومبيوترات وافران الصلب المنصهر وفي مصانع الاسمنت ، تعالوا نحتفل بالسيدات المتطوعات للعمل بالجمعيات الخيرية ومنظمات الانرويل والليونز وصديقاتي في منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق المرأة وحقوق الانسان ..
تعالوا نحتفل بكل النساء أي ماكان وضعهن واي ماكانت وظيفتهن واي ماكان موقعهن في البيت اوفي العمل ، في الوطن او في بلاد الغربة ، نحتفل بهن مقدرين كل الجهد اللاتي يبذلنه في الحياة فلولاهن مااستمرت الحياة ولا كبر الاطفال ولا تعلم الصغار ولا سارت الدنيا كما هي وكما نتمني ان تكون .. تعالوا نحتفل بالنساء ونذكرهن باننا نعترف بفضلهن ونقدر عطاءهن ونثمن تضحياتهن واننا نعرف ان الحياة لايمكن ان تكون جميلة الا بوجودهن ، تعالوا نحتفل بالنساء ونذكر انفسنا ان البيوت اقيمت واستمرت علي اكتافهن والصغار كبروا في احضانهن والازواج نجحوا بدعمهن ...
تعالوا نحتفل بالنساء ونحييهن فكلنا – نساءا ورجالا - يحمل في عقله ووجدانه مائة ذكري جميله لمائة سيدة عظيمة واكثر اسعدته الظروف بلقاءها في رحلة حياته ، الزوجة الوفية الراضية التي تتحمل الصعب من اجل اسرتها وتضحي بالغالي من اجل زوجها ، الام التي منحت اولادها حبها وحنانها و" مخفض الحرارة " وقت المرض والابتسامة الراضية وقت النجاح والفرحة العارمة وقت الزواج والقلق المخلص وقت الازمة والرضا وقت "يبوسوا " يديها والدعوات الصادقة لهم كل يوم من ايام عمرها ، الجدة التي " طبطت" علي احفادها وقت الضيق ودعت لهم وقت الشدة وفرحت لفرحهم وشالت همهم وقصت عليهم بصوتها الرخيم الطيب " كان ياماكان" حتي ناموا و"اكلوا رز مع الملايكة " فشدت الغطاء واحكمته عليهم خوفا من البرد و"الكحة" ، مدرسة الحضانة التي علمت تلاميذها الغناء وامسكت بايديهم الصغيرة تعلمهم الكتابة والقراءة و"عادل وسعاد " ، الطبيبة التي وضعت كفها الحاني علي جبهة مريضها الساخنة ومسحت دموعه وقت الالم ومنحته الدواء الشافي ، العمة او الخالة التي شغلت لاطفال اسرتها الكنزة الصوفية الناعمة و"فصلت" فساتين العروسة البلاستيك وصنعت الكورة الشراب من جوارب زوجها القديمة ، الجارة المحبة التي خبزت " القراقيش " ووزعتها علي اطفال جيرانها ومعها " الارواح " والملبس وصوابع الموز ، الصديقة التي غابت عن عملها وجلست تبكي بجوار صديقتها او صديقتها تهدأ من روعهم وتروح عنهم الحزن بدعاباتها المسلية ، الدكتورة في الجامعة التي علمت طلابها فصارت قدوة لهم باحترامها لذاتها وجهدها المخلص معهم ، السيدة التي تسير في الشارع لاتعرفك لكنها تقبض بمنتهي الود علي يديك تدلك علي العنوان الذي تبحث عنه ثم تدعو لك من اعماق قلبها الطيب بالصحة و" يحبب فيك خلقه " ، زميلتك في العمل التي تشاركك حياتك وهمومك وساعات يومك ، رئيستك التي تعلمك علما مفيدا وتفرح لنجاحك وتفرح اكتر لتفوقك عليها ، السيدة الطيبة التي تحبها وكأنها امك وتشتاق اليها كأنها اختك وتفتقدها كأنها ابنتك ولاتعرف لماذا تحبها ولاكيف التقيت بها ولاسبب تعلقك بها لكنك لاتتوقف عن حبها ابدا .....
تعالوا نحتفل بالنساء فهن خصوبة الارض ودفء الشمس وحنانها وبريق القمر وجماله ، وهن سر الحياة ورحم بشريتها وضرع عطائها ، هن الامومة وحنانها والعطاء وفيضه والتضحية وايثارها ، هن النصف الحلو في الدنيا الذي يهون وجوده وحنانه وطيبته وعطاءه الجميل علي نصفها "الخشن" همومه ومشاكله وضيقه !!
تعالوا نحتفل بالنساء في يوم عيديهن العالمي 8 مارس ونهدي كل منهن في يدها زهرة قرنفل حمراء مخضبة بحبنا وتقديرنا وعظيم امتنانا لكل ما قلناه عنهن ومالم نقله !!! ..
الفقرة الاخيرة – اناشد كل الرجال الذين سيغضبون من مقالي هذا ويتهموني بالانحياز فيه للنساء ، ابحثوا في عميق نفوسكم عن مشاعركم الحقيقية تجاه النساء ، ستجدوها اقوي واجمل من كل كلماتي ، لذا ارجوكم اليوم فقط عبروا عن مشاعركم الحقيقية تجاه النساء ثم عودوا واحتفظوا بها حبيسه في صدوركم بقيه ايام العام !!!
الفقرة الاخيرة – لم تعتاد النساء علي الاحتفاء بهن علي العكس اعتدن الاحتفاء بالجميع ومن هنا تأتي اهمية يوم 8 مارس فهو يوم يذكرنا بانفسنا ويذكر الدنيا بوجودنا الجميل ، وهذا اقل ما نستحقه !!!!
السطر الاخير - الي كل النساء اللاتي اعرفهن واحبهن ، اهدي هذه المقالة رسالة حب من قلبي لقلوبكم لااملك اغلي منها اقدمها اليكم !!!
الكلمة الاخيرة – كل عام وكل نساء العالم بخير وسعادة !!!
الاربعاء 8 مارس 2006

هناك تعليق واحد:

اميرة بهي الدين يقول...

نشرت هذه المقاله في الفيس بوك وجائتني هذه التعليقات :
2 comments

Noha Essmat wrote
at 2:28pm on March 12th, 2008
أنا هاختصر كل الموضوع وهحتفل بيكى انتى ياأميرة القلوب :)


Mona Abolnaga wrote
at 12:48am on March 14th, 2008
كل سنه وانت طيبه يا واحدة من أجمل النساء اللاتى عرفتهن