الخميس، 25 سبتمبر 2008

" توته .. توته .... فرغت الحدوته !!!!"

انا مصدومه من نفسي و غاضبه منها وقلقه عليها !!! لماذا .......؟؟؟؟ لانني اكتشفت في لحظه انني مازلت ساذجه سذاجه مفرطه لا اقبلها ولا احبها ولا تعجبني !!!!! والامر بدآ بتليفون من احد صديقات الزمن البعيد التي كنت اظنها الزوجه السعيده تخبرني بصوت مرتعش انها عادت بيت ابيها لتنام فوق الكنبه بعد ان طلقها زوجها سعاده السفير وتزوج بشابه صغيره من الفتيات الجميلات اللاتي يعاونوه في عمله الهام !!!! سخرت صديقتي من نفسها ومما حدث لها واختتمت مكالمتها التليفونيه بآنها " امينه رزق " في فيلم " اريد حلا " التي كبرت بناتها وتجاوز اولادها سن الحضانه فخرجت من مسكن الزوجيه الفاخر بكل اسف تحمل فوق سنوات عمرها الخمسين لقب مطلقه بلا مورد رزق الا نفقه الثلاث شهور المقرره شرعا وقانونا و......... "لا عزاء للسيدات !!!" ..... بقيت مكاني جامده لااصدق ما سمعته من صديقتي لا يعجبني ماقالته لا اطيق سخريتها المريره لا اتحمل رثاءها الموجع لسنوات العمر " اللي اتسرقت" افكر فيها سيده تجاوزت الخمسين لاتجيد شيئا في الحياه الا لعب دور الزوجه التي تقف بجوار زوجها الحبيب وتطيعه وتستر عليه وتتحمل غضبه واحباطاته وعصبيته وتساعده بقلبها وعقلها ومالها "ان لزم الامر " وتدفعه للامام وتدعو له وتغض البصر عن نزواته وهفواته وتغلق السماعه في وجه " الست خرابه البيوت " التي تنبهها لما يرتكبه زوجها المحب من خلف ظهرها وفي نفس الوقت تطبخ وتغسل وتكوي قمصانه وتدخر له وتسدد الاقساط نيابه عنه ، سيده لا تجيد في الحياه الا لعب دور الام التي تربي الاطفال وتساعدهم في عمل الواجب وتضع لهم " اللبوس " في نصف الليل وتذاكر دروسهم وتدبر الفلوس اللازمه للمصيف وكعك العيد وتشتري " الصيني " والفضيه وقمصان النوم "الستان" لبناتها تجهزههن وتفتش في ادراج اولادها في غيابهم تبحث عن " حته حشيش" او "سيجاره بانجو" تخاف منها علي مستقبلهم وتخشي عليهم من اصدقاء السوء ، سيدة عاشت سنوات طوال لا تفكر في نفسها ولا تخاف علي مستقبلها ولا تحلم الا بنجاح اولادها وترقيه زوجها و" الستر والصحه يارب " فلم تنتبه لوطآه السنوات علي جسدها ولا اثر ليالي السهر علي وجهها ولا اثر الارهاق والخدمه الشاقه علي صحتها ولم تشكو من الام ظهرها الذي انحني بسبب مجهودها المضني طيله سنوات الزوجيه الطويله ولم تفكر في " شد وشها " ولا رسم حواجبها بال" تاتو" ولم تسعي لشفط الدهون عن جسدها المتعب من كثره الحمل والولاده ولم تقلق من الشعيرات البيضاء التي غزت شعرها الطويل وعاشت كل سنوات العمر تحلف بحياه زوجها الرجل الجاد المحترم الذي يحبها ولا يقوي ابدا عن الاستغناء عنها !!!! بقيت مكاني جامده افكر في الزوج الذي تجاوز الخمسين بسنوات رجل كافح في حياته وتربيه ابناءه وتعزيز مركزه الوظيفي وادخار ما استطاع ادخاره وانتبه في يوم كئيب لترهل " كرشه " واتساع " صلعته " وتجعد وجهه واشتعال الشيب في بقايا شعره ، انتبه لادمانه المقيت للاقراص الملونه التي يتعاطاها ليل نهار يداوي نفسه من الضغط والسكر والتهاب البروستاتا ودقات القلب السريعه ، انتبه فجآ ان سنوات شبابه قد عدت وايام تآلقه قد ذهبت وان الهرم والشيخوخه ينتظروه وهو الذي لم يستمتع بحياته وقضي معظمها يتحمل العبء ويربي الاطفال ويحل المشاكل وانه قد آن الاوان ليحتفي بنفسه وبنجاحاته في الحياه وانه قد آن الاوان ليستمتع ببقيه ايامه التي لايعرف عددها وانه قد آن الاوان ليتخلص من اعباءه التي ضيعت شبابه وعمره وانه قد ان الاوان لينفق جزء من نقوده التي ادخرها علي نفسه بعد ان تخرج الابناء وتزوجت البنات و" عمل اللي عليه وزياده " وانه قد آن الاوان ل"يلحق نفسه " او ما تبقي منها ، رجل نظر في المرآه فرآي نفسه كما يتمناها شابا مفتول العضلات ممشوق القوام وسيم الملامح صحته " بومب " وفوق هذا كله صاحب وظيفه ناجحه ومركز مرموق و عقل راجح وخبره عظيمه في الحياه يستحق من وجه نظره ومن باب " الكرم الالهي والعدل " سيده اخري تريح بدنه المتعب وتسعد قلبه المشتاق وتمنحه الحب الذي تنازل عنه وضحي به طواعيه وبكل الرضاء وهو يقوم بكل مسئولياته الجسيمه رجل مني نفسه بالمكافآه الكبري التي يستحقها بعد شقاء السنوات فتلفت حوله فوجد شابات صغيرات جميلات يتوجهن تآلقا ويسطعن جمالا ينظرن اليه بانبهار واندهاش واعجاب وهو الرجل الوسيم صاحب المركز المرموق والنقود الكثيره والحنان الفياض يوزعه عليهن كل صباح باهتمام وسعاده وسخاء يبحث بينهن عن تلك الفتاه التي ستمنحه المشاعر الرومانسيه التي حلم بها وتمنحه الاحاسيس الجميله التي حرم منها وتمنحه الحب الذي يتمناه ويبكي بسببه ليلا علي صوت عبد الحليم حافظ وهو يصرخ ملتاعا "فحبيبه قلبك ياولدي نائمه في قصر مرصود من يدخل حجرتها من يطلب يدها من يدنو من سور حديقتها من حاول فك ضفائرها ياولدي مفقود مفقود " يبحث بينهن عن الحوريه التي سيدخل حجرتها ويفك ضفائرها فتمنحه الجسد البض "العفي " الذي اشتاق اليه منذ سنوات بعيده وتمنحه الشباب الذي ولت ايامه وربما تمنحه " عيل صغير " يجدد ايامه ويؤنسه في اواخر الايام !! وسرعان ما حققت له الحياه الجميله حلمه الاجمل فخفق قلبه بحب فتاه شابه بادلته وبسرعه مشاعره الفياضه ومنحته بسخاء اهتمام وانتباها اكثر مما حلم به او تمناه وفتحت له احضانها ينام فيها كالطفل الصغير لا تطالبه الا بحبها ولا تنتظر منه الا عشقها وتغاضت عن فارق السن بينهما وغازلت شيبته واعجبت بوقاره ونضوجه وحكمه الايام المرسومه علي وجهه واعربت بجراءه مخيفه عن تمنيها له وتعذبها ببعده وخوفها من الايام الموحشه بعيدا عن احضانه و... ووعدته بالجنه ونعيمها و" انا في انتظارك !!! " فلم يقوي علي مقاومتها وكبت عواطفه وحرمانه نفسه من النعمه التي منحها الله في " اواخر العمر " فتاه شابه جميله بضه لم تحمل هما ولم تلد طفلا ومازالت بطنها " مشدوده " وظهرها مستقيم وكتفيها مشدوتين وكفيها ناعمتين ووجهها مستريح وحضنها واسع مثل الدنيا ينتظره يفيض عسلا وحبا وسعاده وفي وسط سعادته تذكر زوجته الاولي " ام العيال " فاقنع نفسه بانه " يعزها جدا " وسيحافظ عليها جدا وانه لم يخطىء في حقها ولن يبخسها قدرها ومني نفسه بتفهمها ومساندتها وانه متمسك بها الي الابد رغم بصمات سنوات الزمن القاسي وخطوطه العميقه علي وجهها المتجعد ورغم شخيرها العالي اللذي " يطير النوم من عينه " ورغم جسدها المترهل الذي لا يعجبه منذ سنوات طويله ، اقنع نفسه انه " يعزها جدا" فهو لا يحب الباميه الا من يديها ولا تعجبه قمصانه الا اذا كوتها ولا يطمئن علي نفسه وهو مريض الا فوق فراشها ولن يجد ابدا من ستتفهم مشاعره واحتياجاته ورغباته مثلها انها " سنده وعكازه ورفيقه دربه الطويل " وانها الغاليه وانها " هي حاجه والتانيه حاجه تانيه خالص " !!! و .... " توته توته فرغت الحدوته !!!" حيث رفضت الزوجه الاولي البقاء في عصمته رغم بكاءه في حضنها الما يناشدها الا تتخلي عنه وان تبقي بجواره وان تقدر مشاعره والا تحرمه من اهتمامها به مثلما فعلت دائما وطلبت الطلاق منه رغم لومه لها وغضبه منها لانها كالعاده انانيه لم تقدر صراحته ولم تتعاطف مع احاسيسه المرهفه ولم تتفهم احتياجه للحب وكان اولي بها ان تفعل وهي التي تعرفه اكثر من اي شخص وعاشت معها اكثر من اي شخص وتعري امامها بمشاعره واحتياجاته اكثر من اي شخص !!! و..... "توته توته فرغت الحدوته " فسرعان ما طلق الزوج المحب الزوجه الجاحده التي لم تقدر مشاعره واحتياجاته ولم تتمسك به وتخلت عنه واهدرت سنوات العشره وباعت العمر الذي ضاع بجوارها وتركته عاريا وحيدا في الحياه بلا " عكاز ولا عصايه " لكنه " عمل باصله " ومنحها كل حقوقها القانونيه واكثر !! ثم اضطر للزواج بالشابه الجميله التي " طبطت " عليه واحتضنته وهونت عليه قسوه الوحده وصعوبه الجحود ووعدته بالجنه تفتح له ابوابها الموصده ومنته بانهار العسل تسقيه من رحقيها العذب وسخت عليه بالمشاعر الشابه الجميله التي ستجدد شبابه وتطيل ايام عمره !!!! وخرجت صديقتي تنام فوق كنبه ابيها لا تصدق ما فعلته الايام بها !!! وبقيت انا مكاني لا اصدق مايحدث حولي في الدنيا كآنني من اهل الكهف اللذين ناموا طويلا حين كانت الاخلاق والاصول والقيم المحترمه تحكم تصرفات البشر ثم افقت مندهشه لا اصدق الخسه والنذاله التي اراها تلون كل الوجووه !!!! بقيت مكاني اسآل نفسي لماذا اندهش ولماذا اتعجب ولماذا "استغرب" !!!! انها قصه شهيره وسيناريو مكرر ومعروف سمعناه من جداتنا ومن امهاتنا ومن صديقاتنا ومن " الستات اللي ماشيه في الشارع " قصه تقليديه لرجل وامرآه نعرف مثلهما عشره او مائه والف ومليون نقابلهم في الشارع والنادي والجامع والسوبر ماركت وفي منتديات العزاء وليالي الحنه !!! اذن لماذا انا مصدومه ولماذا انا غاضبه !!! يبدو انني بلهاء او " عبيطه " !! يبدو ان تلك القصه التقليديه لا تعجبني !! يبدو ان نهايتها التي اعرفها جيدا لا تروق لي !! يبدو انني حالمه رومانسيه احلم بعالم جميل لا اعيشه ولا اراه ولن يتحقق !!! الفقره الاخيره - لا تربوا الفتيات علي ان مصيرهن الجميل هو الزواج فالدنيا لم يعد لها امان وانتم الاباء والامهات اول من سيشرب من كؤوس الحنظل التي سيسقيها الازواج المحترمين لزوجاتهم الغاليات !!! السطر الاخير - لابد من دفع البنات للعمل وتشجيعهن علي الاستقلال الاقتصادي و" عمل حساب الزمن " فلايليق بسيده في الخمسين ان تبحث في هذا السن عن مصدر دخل يساعدها علي مجرد الاكل والشرب ويقيها " مد اليد " والعوز الموجع !!! الجمله الاخيره - لا تحدثوني عن قوانين الاحوال الشخصيه والحمايه الوهميه التي تمنحها للنساء فامينه رزق وصديقتي ومثلهن ملايين النساء لا يمنحهن القانون الا نفقه العده والمتعه و....... " لاعزاء للسيدات !!!" الكلمه الاخيره - اصدق ان الحب المفاجيء بعد الخمسين مثل الحمي لايقوي الرجال علي مقاومته او الفرار منه وادرك ان الفتيات الشابات الجميلات اكثر جاذبيه واغراء من سيدات العقد الخامس لكن اؤمن ايضا ان " ربنا منتقم عادل جبار" !!!

هناك تعليق واحد:

اميرة بهي الدين يقول...

نشرت هذه المقاله في الفيس بوك فجائتني هذه التعليقات

Ebtsam Sabry wrote
at 12:40am on February 12th, 2008
تصدقي انا قعدت اتخيل كده ان ده ممكن يحصلي ؟؟؟؟؟ ربنا يستر ويبعد عننا جميعا غدر الزمن يا رب


Mohamed Zahran wrote
at 3:59am on February 12th, 2008
انا عيشت القصة المؤلمة دى فى الواقع بس بدرى اوى عن الخمسين .. طبعا دة مش انا .. دة حد قريب اووى ليا و اسيبك لخيالك الواسع لتتخيلى من هوة هذا الرجل ..