السبت، 6 سبتمبر 2008

للمره الثانيه - ملاحظات مريره علي واقع مخيف جدا ..

بمناسبة " رسالة الكفران " تلك الرسالة المفترض علميتها والتي وصمت مجلة روز اليوسف بالكفر ووصمت السيدة روز اليوسف بالخروج عن شرع الله وكان ذلك كله مبعثه خلافا في الرأي واختلاف في تفسير وقراءة الاحداث التاريخية وعدم اتفاق او عدم موافقة علي مضمون مقالات المجلة وبمناسبة منح الباحث الذي افاض في تكفيره للاخرين الدرجة العلمية !!! لا املك الا نشر ماسبق عرض بعض عباراته الموجزة من مقالتي السابقة "ملاحظات مريرة علي واقع مخيف " بشأن محاكم التفتيش في اوربا في العصور الوسطي ، تلك العبارات التي حاولت تحذيرنا من واقع تحول - وقبل ان يجف مدادها - لوحش مفترس يعد عدته لالتهامنا !! اسمحوا لي تذكيركم بما سبق وكتبته " عاشت اوربا قرون خمس من ماضيها القريب من القرن الثالث عشر وحتي القرن الثامن عشر تعاني من وطئة وهيمنه وبطش وقوة وقسوة الكنيسة الكاثوليكية التي انشأت محاكم التفتيش بهدف محاربة الهرطقة وهي حسب مفهوم الكنيسة وقتها لانحراف او الاختلاف عن العقائد المسيحية الرسمية ولو كان ذلك مجرد اكتشاف علمي لاعلاقة له بقواعد الدين واسرار اللاهوت يؤكد دوران الارض حول الشمس !!! وقد دونت كتب التاريخ في صفحاتها الدامية السوداء ان محاكم التفتيش ارسلت مفتيشها للمحافظات والامصار لملاحقة ومطاردة المختلفين معها ممن وصمتهم ظلما بالمهرطقين فكانت توقع بهم لمجرد الشبهات او الوشاية المرسلة او التفسير المتعنت لاقوالهم او افعالهم وتقبض عليهم وتسوقهم للاستجواب والتعذيب المريع فتقطع السنتهم وتغرز الابر في اجسادهم وتمزق اوصالهم و "تخوزقهم" ثم تحاكمهم وفقا لقواعدها الخاصه وتعتبر دفاعهم عن انفسهم غيا في الكفر و اصرار علي الهرطقة وامعانا في الزندقة واصرارا علي ارتكاب الجرم الفاحش فلا يبقي امامها الا حرقهم تكفيرا لذنوبهم ووقاية للبشرية المؤمنه من شرورهم ولنصرة الدين !! وكانت العقيدة الاساسية لمحاكم التفتيش ان الاختلاف معها هو اختلاف مع الرب واختلاف مع الدين الصحيح !! وانعكس ذلك في سلوك مفتشيها مع المختلفين مع الكنيسة فاعتبروهم "سحرة اشرار زنادقة" يلزم انكار افكارهم وتصفية اجسادهم وعقابهم ردعا لكل من تسول له نفسه الاختلاف مع الرب الذي يمثلونه !!! ولم تكتفي محاكم التفتيش بمطارده البشر بل عمدت لمصادره الافكار والاراء والكتب التي اعتبرتها تخالف مفهومها للدين ورؤيتها لاحكامه وقواعده ووصمت قائليها بالكفر والزندقة والهرطقة وارتكاب الجرم الديني الاعظم !! وقد دفعت اوربا الثمن باهظا لاطفاء محرقة محاكم التفتيش التي اكلت نيرانها مئات الالوف من خيرة ابناءها كل ذنبهم وانحرافهم الديني المؤثم وقتها اما التوصل لاكتشاف علمي او تأليف كتاب فلسفي اومناقشة الافكار والتفسيرات الدينية السائدة ومحاولة الاختلاف معها او مجرد الاختلاف مع رجل من رجال الكنيسة ولو كان لاسباب شخصية محضة!!! وقد سطرت كتب التاريخ بدموع الضحايا ودمائهم ان بعض علماء الكيمياء وعلماء الفلك والفلاسفة قد احرقوا احياءا هم وكتبهم وابحاثهم - وسط احتفالات شعبية تؤججها صرخات الجماهير البسيطة الجاهلة الغاضبة و المواطنين البسطاء السذج الذين وثقوا في رجال الدين وايدوا الكنسية وسلطتها الدينيه تأييدا اعمي مطلق دفاعا عن الرب وايدوا القتل والبطش والتعذيب للابرياء بهدف نصرة الدين – وسط نيران مستعرة عقابا لهم علي مؤلفاتهم واختراعاتهم واكتشافاتهم العلمية واختلافهم مع الكنيسة لاي سبب من الاسباب !! وهكذا خيمت علي سماء اوربا لمئات السنوات سحب الدخان السوداء مشوبة برائحه الجثث ورائحة الافكار المحترقة وعاش ابناءها وعلمائها ومفكريها وكتابها وقادتها الدينين في رعب اسود لم ينتهي الا بعد سدادهم للثمن الباهظ من جثث الضحايا ودموع المظلومين وأنات المكلومين !!! وقد بقيت محاكم التفتيش ودماء ضحاياها وصرخات معذبيها درسا موجعا للبشرية يذكرها وينبهها بأهمية سيادة العقل واعماله وضرورة التفكير ورفض التكفير وتدعيم الحوار بين المختلفين دينيا وفقهيا وعقائديا وسياسيا وتقبل الاخر باختلافه والمعايشه معه والصراع الفكري مع افكاره وليس نفيه او رفضه او انكاره او ترويعه او عقابه باسم الدين او اسم الرب !!! بقيت محاكم التفتيش درسا مخيفا للبشرية ينبهها لما قد تساق اليه ولما قد يصيب ابناءها باسم الدين واسم الرب .... افيقوا وانتبهوا ...... فمااشبه اليوم بالبارحة !!!!
( 2 )
وصم احد الرجال كاتبات روز اليوسف المجلة بأنهن " هشك بشك !! " وكان ذلك في معرض حديثه عن رفضه لرسالة الكفران وماورد فيها من تكفير للمجلة وتكفير للسيدة روز اليوسف شخصيا !!! والحق ان مانشر علي لسان ذلك الرجل مستفز للغاية ومرفوض بشدة فالي جانب ان الوصف الذي ورد علي لسان المذكور وصف فج وغير لائق ولايصح صدوره من رجل يفترض انه رجل دين ورجل علم ، فأن سيادته لم يوضح ماذا كان يعني بال"هشك بشك " وهل هذا مصطلح عربي مستحدث لم تصلنا بعد معانيه الرصينه ؟؟ ام انه قول غامض متعدد المعاني يفهمه كل شخص بطريقته التي يريدها ؟؟ ام انه استعار ذلك "الهشك بشك" من قاموس العامية الدارجة لامزا غامزا لاوصاف منحطة مهينه دون افصاح او تفسير بقصد اثارة خيالات القراء وعقولهم لاستنباط معني ذلك "الهشك بشك" حسبما يترايء لهم ؟؟، ام ان سيادته اقتبس في حواره المنشور بعضا من لغة الافلام العربية الهابطة حين كانت تصف النسوة الساقطات وفتيات الليل في الملاهي بأنهن " ستات هشتك بشك " !!!
وبصرف النظر عن المعني الدقيق الذي قصد ذلك الرجل وصم كاتبات روز اليوسف به فأنه في جميع الاحوال معني لايمكن ان يكون محترما او رصينا او مقبولا وفي حقيقته يشكل سبا لهؤلاء الكاتبات ومساسا بقدرهن الاجتماعي
وانا هنا لااكتب مااكتبه دفاعا عن الزميلات الفضليات كاتبات روز اليوسف فهن اقدر مني عن الدفاع عن انفسهن ولهن من طلاوة اللسان وبراعة القلم وفصاحة العبارات ما يردوا به علي تلك الاوصاف واكثر منها وهن صاحبات تاريخ وسيرة وعطاء مهني متميز ينأي بهن عن أي "هشك بشك " او " تربيتتي تي " ، لكني اكتب مااكتب تعبيرا عن الغضب الرهيب الذي احسسته حين وضعت نفسي معهن في ذات الخانة اتصور نفسي واحدة من هؤلاء الكاتبات التي وصمهن الرجل بال "هشك بشك" فاذا بالدماء تغلي في رأسي وتندفع مدادا في قلمي يسطر حزني اليكم علي الحال الذي وصلنا اليه والمآل الذي اندحرنا لقاعه !! اكتب لكم تعبيرا عن الغضب الرهيب الذي داهمني وهو غضب لايخص النساء ، بل يخص كل اناس المجتمع – رجالا ونساء - الذي قد يفاجئون لحظة ما بوصمهم بالاوصاف المنحطة في اتون معركة فكرية لايكسب منها احد ويلطخ غبارها جباة الجميع !!! ان المجتمع العاجز عن ادارة صراعاته الفكرية بطريقة محترمة بعيدة عن السب والتشهير والالفاظ المهينه والاوصاف الجارحة مجتمع بدائي مخيف لايتقدم للمستقبل بل يسير تجاه عصور الانحطاط المملوكي والعصور الوسطي في اوربا بخطي ثابته للاسف الشديد !!!!
الفقرة الاخيرة – افيقوا ايها المصريين وانتبهوا لحالكم ، لقد فرطنا كثيرا وتنازلنا كثيرا وتجاوزنا كثيرا وتسامحنا كثيرا وصمتنا كثيرا حتي اصمت آذاننا طبول الحرب وخرقت اعيننا سهام رماحها !! افيقوا وانتبهوا فالحياة التي تعرفوها تسرق منكم والتراث العظيم الذي تحترموه يهيل فوقه التراب والرموز العظيمة للوطن تحرق وتشوه وتلعن سرا وجهرا ، ماذا سيبقي لكم تحبونه وتعتزون به وتحافظون عليه !!! افيقوا وانتبهوا لحالكم !!!
الجملة الاخيرة – " لقد اكلت يوم اكل الثور الابيض " عبارة ندم قالها " الثور الاحمر " والذئب المفترس الماكر ينشب انيابه في قلبه موتا !!! عبارة اهديها لكل الصامتين اذكرهم بمصيرهم الحتمي حين صمتوا وصمتوا وتركوا الذئب المفترس ينفرد بالثور الابيض ولايدافعوا عنه ، ثم ينفرد بالثور الاسود ولايدافعوا عنه !!!
السطر الاخير – لماذا دائما تسبون النساء ؟؟!! سؤال استنكاري غاضب لاانتظر اجابته !!
الكلمة الاخيرة – احلم بوطن جميل اعيش فيه انا وبناتي أمنين !!! هل صار هذا الحلم امنية مستحيل تحقيقها !!!

ليست هناك تعليقات: