السبت، 6 سبتمبر 2008

"ماجدوي ما نكتبه ..... ؟؟!!"



فكرت كثيرا الاعتذار لكم عن هذه المقالة ، لم اشعر بفائده من كتابتها ، ولم اشعر بجدوي من نشرها ، الاخطر انني لم اشعر بحماس يدفعني لشحذ قلمي واختطاف نفسي والاختلاء بها واختيار موضوع يمكني التصدي له وابداء وجه نظري فيه ، الاخطر انني احسست ان ما قلت وماساقوله ليس مفيدا وليس هاما وليس له اية قيمة !!! فعندما تمتليء رأسك بموضوعات كثيرة هامه تسيطر علي تفكيرك ورغم هذا تهرب من الكتابه عنها اما لانها موضوعات شائكة قد يجلب لك الخوض فيها المتاعب وربما " الحبس والبهدلة " واما لانها موضوعات حساسة تمس امورا قد تبدو شخصيه – رغم انها ليست كذ لك - فيغضب الاخرين من اقترابك منها ويستعدي عليك الكتابه فيها بقية البشر المتربصين بك اساسا !! وقتها لاترغب في الكتابه ولاتشعر بقدره عليها ولاتملك ناصيه قلمك ولاتعرف كيف تسيطر عليه سلسا تقوده من فكره مفيدة لاخري هامة ، وقتها تحس بالعجز وعدم القدره علي الفعل وتشعر الاختناق يغلق شعبك الهوائية ويسد انفك ويجعل الدنيا صغيرة في وجهك " اصغر من خرم الابرة " وقتها تحس ان لافائده منك وانك مكبل بقيود الاخرين الذين يحاصروك بهمومهم ويعاقبوك لاهتمامك بهمومك !! وقتها تحس انك زهقت !!! واليوم انا اكتب لك وانا زهقانه جدا لآارغب في الكتابه ولااعرف ماهي الفكرة التي سأتركها لكم تستحق النشر وتستحق القراءة وتبقي اثرا ولو بسيطا في عقولكم !!! ولااخفي عليكم ان الاحساس بعدم الجدوي وعدم القيمة وعدم الفائده تملكني ومازال بعد ان كتبت كثيرا عن مواضيع هامه كنت اتصور ان كتابتي فيها " حتفرق " وان وجهة نظري ستشارك في تغيير الدنيا التي نعيشها للاحسن وكان هذا الاحساس يسعدني ويدفعني لبذل الجهد ويحفزني علي مقاومة اليأس الخاص وتحدي الملل العام وينمي بداخلي القدرة علي الصمود في الحياة الصعبة !!! لكن الايام اثبتت اننا نكتب وانتم تقرأون وجميعا نسلي انفسنا ونضيع الوقت وتبقي الدنيا علي حالها لاشيء فيها يتحسن ولاخطوه فيها نتحركها للامام !! اذن ماجدوي ما نكتبه ولماذا نكتبه ؟؟!! فكرت الكتابه عن اشتغال النساء بالقضاء ذلك الامر الذي بح صوتنا ونحن نطالب به المرة تلو الاخري في الندوة تلو الاخري بغير ملل او تعب او ارهاق او يأس مؤكدين ان الدستور يساند مطلبنا وان القانون لايمنع تحقيقه وان النساء اثبتن كفاءة وجداره تليق بجلوسهن علي المنصة شأنهن شأن الرجال ، فكرت في الكتابه عن ذلك الموضوع الذي استنزف جهدنا ونحن نناقش الحجج الواقعية لمنع اعتلاء النساء لمنصه القضاء والتي يرتكن عليها المعارضين لهذا المطلب ويروجون يها حربا نفسيه يحاصرون بها النساء ويتنقصن من قدراتهن ومن فرصهن ، فقلنا ان عاطفة النساء ليست نقيصه او عيبا نتبرء منه وان الرحمة مطلوبة لمنصة القضاء وان الرأفة والسلطة التقديرية وقت الفصل في النزاعات وانزال العقوبة امرا اباحه المشرع وحرص عليه القضاة العادلين واساس هذا كله رجاحه العقل ورهافة العاطفة والمرأة مثل الرجل تتمتع بهذا وذاك ، وقلنا ان الطبيعة البيولوجية للنساء ليست عورة نحجب النساء بسببها وليست مرضا نحرمهن بسببه من حقوقهن الدستورية ، واشدنا بنجاح النساء في مختلف المجالات العملية والعلمية كطبيبة واستاذة جامعه ومهندسه ومدرسة ومحامية ومحاسبة ومأمورة ضرائب وصحفية ورئيسة تحرير وباحثه ومترجمة ورئيسة مجلس ادارة ومديرة واشرنا لانجازاتهن التي اعترف بها المجتمع واحترمها ، وقلنا وقلنا وقلنا ..... وبقيت النساء رغم كل هذا بعيدة عن منصه القضاء دون ذنب او جريرة او نقص في القدرات والكفاءة يبرر هذا او يفسره !!! .. اذن ماجدوي الكتابة التي نكتبها ومافائدتها ؟؟؟؟
فكرت في الكتابه اسألكم ماذا اصابنا نحن المصريين ؟؟ اين الحلم والصبر وسعه الصدر ؟؟ اين الحنان والعطاء و التضحية ؟؟ ماذا اصابنا؟؟ كيف ولماذا اصبح المواطن المصري عصبي غاضب يكاد ينفجر مثل القنبله بغير فتيل في وجه من يقترب منه ؟؟ كيف ولماذا اصبح المواطن المصري مكتئب متوتر مرهق يسير في طريقه ضائعا تائها بغير هدف ؟؟ كيف ولماذا اصبح المواطن المصري نافذ الصبر متشنج مخنوق محاصر داخل نفسه وداخل عذاباته الخاصه يهرب من الوطن وعذاباته العامه ؟؟ كيف اصبحنا شعبا بغير حلم نعيش اياما لانعرف طعمها ولانرنو للمستقبل ولانتصور قدومه ولانكترث بشكله ؟؟ كيف اصبحنا شعبا يسمع الاغاني الغثه ولايغضب ويتابع البرامج التلفزيونية التافهه ولا يهتم ويشاهد الافلام السينمائية الرديئة ولا يأنفها ؟؟ كيف اصبحنا شعبا لايتعلم اولاده بحق ولايكترث ، ولايعالج ابناءه بحق ولا يكترث ، ولا يحصل علي حقوقه القانونية ولايعرف طعم الانصاف والعدالة ولايكترث ؟؟؟ هاانا اسأل نفسي واسألكم ماذا اصاب المصريين ؟؟ اين ذهب جمال النساء ورجوله الرجال وعنفوان الشباب وملاحة الفتيات وغريزة الامومة ومسئولية الابوة وحب الجيران وسماحة النفس وطيبة القلب و"الجدعنه" و" خفه الدم " ؟؟؟ لكني قررت الا اكتب لكم شيئا ، فأنتم تعانون مثلي من ضياعنا وتفهمون اكثر مني اسبابه وتتألمون مما يحدث وتتألمون مما صرنا فيه وانتهينا اليه ، لكنكم لاتملكون قدرة للمواجهة ولارغبة في التصدي ولا املا في التغيير ولا املك انا بدوري ما احفزكم به ولا ما يبعث الامل في نفوسكم او ما يخرج اليأس من صدوركم فالواقع الرديء يحاصرني معكم !! اذن ماجدوي ما نكتبه ولماذا نكتبه ؟؟!!
فكرت الكتابه عن الصين لكني سألت نفسي ماجدوي ان اكتب لكم عن ذلك البلد الذي احترم واحبه واحترم شعبه واحبه واسعي للاشادة به كلما امكن لي ذلك !! ماجدوي ان اكتب لكم عن ذلك البلد العملاق الذي انجب ملايين وملايين من البشر فاحبهم واعتز بهم واعتبرهم ثروته الاساسية فعلمهم ووظف جهدهم واستفاد من طاقاتهم فغزا بهم العالم واحتل بانجازاتهم مكانا متميزا مرموقا في خريطة الكوكب وعقل البشرية واحترام الاخرين وجني بسواعد ابناءه وبناته حصيلة عملهم مليارات المليارات من الدولارات و" اليوانات " وسخرها ثانيه لصالحهم وسعي بناتج مجهودهم لتشييد مستقبلهم المزدهر وسيلته الناجحه تنمية اقتصاديه عادلة!! ماجدوي ان اكتب لكم عن الصين تلك الحضارة العريقة القديمة التي حافظت علي تراثها العظيم ومزجته بالعلم والتطور والتكنولوجيا فاذا بها تخرج للبشرية تجربة فريدة تستحق التأمل والتعلم منها فاذا ما وطئت قدمك بكين العاصمة سيبهرك رموز التراث الصيني الثمين و" رسوماته " الموحية والوانه المبهجة ومصابيحه الورقية الحمراء تزين مداخل المؤسسات الاقتصادية الضخمة والشركات العملاقة التي تنمو وتزدهر وتنتج وتنجح باستخدام احدث ما وصل اليه العقل البشري من علم وتكنولوجيا كأنها رساله الصين العظيم للبشرية اللحاق بركب المستقبل والوصول لمنتهي النجاح والتطور سبيله الاحتفاظ بكل ماهو جميل من التراث والسعي لكل ماهو عظيم من المستقبل والمزج بين الماضي العريق والمستقبل المشرق والاستفاده القصوي بكل ماله قيمة في الماضي والحاضر سعيا لتشييد مستقبل جميل عظيم لشعبها الجاد المنتج !! ماجدوي تذكرتكم بالحكمة الصينيه القديمة " لو زفر الشعب كله في اتجاه واحد لهبت عاصفة " هل سنتعلم منها أي شيء يفيد حياتنا ، هل سنفهم مغزاها ونوحد جهودنا في اتجاه واحد ، هل سنتمعن في معانيها ونحزن علي مجهوداتنا المبعثرة وحياتنا العشوائية ومستقبلنا الغامض ونقرر الاستفاده من تلك التجربة العظيمة لتغيير حياتنا للافضل !!! لااظن ذلك !!! اذن ماجدوي الكتابه التي نكتبها ومافائدتها ؟؟؟
فكرت في الكتابة للمرة العاشرة عن مشكلة القمامة التي نعاني منها ، فكرت في اثارة اشمئزازكم من سحب الذباب التي تطير في وجوهنا وتترك فضلاتها القذرة وميكروباتها فوق اجسادنا ووسط طعامنا ، فكرت في اثارة اشمئزازكم من جحافل القوارض التي تسكن تلال القمامة المحيطة بنا وتعيش فيها وتخرج منها تتنزه بين اقدامنا تغزو منازلنا تذكرنا بواقعنا المتردي الذي نعيشه قليلي الحيلة مستكينين لا امل فينا ولا منا ، فكرت في اثارة اشمئزازكم من الرائحة النتنه التي تنبعث من وسط الفضلات التي نعيش وسطها تلتصق بملابسنا وشعورنا وتطبق علي انفاسنا وتقلص امعائنا " قرفا " وكأننا ادمناها لانقوي علي مفارقتنا ونكره انفسنا ونكرهها ، لكني اعرف انكم مثلي غاضبين من مشكلة القمامه وتكرهون رائحتها و" تقرفون " من منظرها لكنكم عاجزين اسري واقعكم الرديء لاتملكون حيلة امامه ولاترغبون في مقاومته وتبعدون عن " وجع الدماغ " اذن ماجدوي الكتابه التي نكتبها ومافائدتها ؟؟؟
فكرت في الكتابه لكم عن البرنامج النووي المصري ذلك الحلم الذي لم اسمع حتي الان أي حديث واقعي يقترب بنا من تحقيقه وياليتنا نقوي عليه او نملك تحقيقه !! فكرت في الكتابه لكم عن تجاوزات الشرطة التي مفروض انها "في خدمه الشعب " وماذا تفعله بالمواطنين في اقسام الشرطة واماكن الاحتجاز والكمائن الليلية والمظاهرات !! فكرت في الكتابه لكم عن مسلسلات رمضان وابطالها ومواضيعها وقدر النقود التي انفقت لانتاجها والتساؤل عن الهدف الحقيقي من غزاره الانتاج الدرامي وهل هو الهاء الناس عن حياتهم ومشاكلهم بمتابعة المسلسلات وتضييع الوقت ؟؟!! فكرت في الكتابه لكم عن قضايا الاحوال الشخصية والعنت الذي تلاقيه النساء والظلم اللاتي يشعرن به و"البهدله" التي تلحق بهن وباطفالهن رغم كل القوانين المستحدثه ومحكمة الاسرة والمجلس القومي للمرأة ومنظمات المجتمع المدني !!! فكرت في الكتابة لكم عن الطبقة المتوسطة المصرية التي يمسك وحش الغلاء بتلابيها يشدها لقاع المجتمع ويضم ابناءها لفقراءه والفزع الذي تعيشه تلك الطبقة وجميع ابناءها من المصير المحتوم والحلول الفردية التي يسعون اليها هربا من الوطن وهربا من انعدام فرصهم الكريمة والغضب العارم الذي يحتل صدرها وهي " بتتهرس " خوفا من العوز والفقر المدقع وانهيار الكرامة !!! فكرت في الكتابه لكم عن مليون فكرة وموضوع وفي النهاية احسست الزهق يتملكني فسألت نفسي وهاانا اسألكم " ماجدوي ما نكتبه ولماذا نكتبه؟؟!!!"
الفقرة الاخيرة – قالوا ان الصين قضت علي الذباب ، وقالوا ان الصين نظمت النسل ، وقالوا ان الصين اعدمت الفاسدين ولم تأخذها بهم ايه رحمة ،وقالوا ان الصين تنتج كل شيء من الابرة للصاروخ ، وقالوا ان الصين تصدر ولاتستورد وميزان دفوعاتها مائل لصالحها ، رددت عليهم لهذا احب هذا البلد واحترمه واحب شعبه واحترمه !!
الجملة الاخيرة – كنت اتمني ان اخوض بكم في بحار عميقة تضرب امواجها العاتية العالية بشواطئنا الساكنة لكني خشيت عليكم وعليا من الانتحار اليائس او الغرق العفوي فآثرت ان اجول معكم علي " الكورنيش " نتفرج انا وانتم من بعيد علي "التسونامي " القادم !!!
السطر الاخير – لماذا نكتب ما نكتب ؟ ولماذا تقرأون ما نكتب ؟وماذا سنفعل انا وانتم بعد الكتابه والقراءة ؟هل سننام حتي يصدر العدد القادم ؟؟!!! اسئلة لااعرف لها اجابة واضحة !!! علكم تعرفون انتم وتفيدوني !!!

ليست هناك تعليقات: