عندما طالعت في القنوات الفضائية صورا لجثث الاطفال اللبنانين المحترقين اثر نيران قنابل القصف الاسرائيلي للبنان ، عندما شاهدت وجوههم البريئة التي اكلت النيران ملامحها وتركت بدلا من منها قسمات الالم الغاضب قفزت لذاكرتي المشاهد الموجعة لمذبحة الاطفال المصريين تلاميذ مدرسة بحر البقر ضحايا القنابل الاسرائيلية التي اغتالت طائرات جيش الدفاع الاسرائيلي طفولتهم واحلامهم ودكت مباني المدرسة الابتدائية الفقيرة فوق رؤوسهم وخلطت دمائهم بدموعهم وتركت قتلي فوق " دكك " الفصل يرتسم علي وجوهم البريئة فزع ورعب لايوصف ولاينسي !! عندما شاهدت في احد نشرات الاخبار بعض الرجال اللبنانين يكبرون في صلاة الجنازة علي احد شهداء العدوان الاسرائيلي الحالي يمسحون دموعهم بعزة وكرامة تذكرت دموعنا التي سالت ودمائنا التي اهدرت واحلامنا التي اغتيلت واماننا الذي سرق ، تذكرت الجنازات العربية الكثيرة التي مشي فيها اهلنا وذوينا فلسطنيين ومصريين وعراقيين واردنيين وسوريين خلف شهداءنا وضحايانا شباب ورجال ونساء واطفال ماتوا جميعا بسبب الاعتداءات الاسرائيلية علينا نحن العرب منذ بدأت المأساة عام 1948 والتي مازالت مستمرة حتي الان ... عندما سمعت دوي قصف محطات الكهرباء في بيروت وقصف طريق دمشق بيروت وعندما شاهدت انقاض الكباري وسمعت دوي انفجارات القنابل والصواريخ الاسرائيلية التي تدك لبنان وتهدم منازلها وقراها تذكرت قصف مصنع ابي زعبل للكيماويات واسقاط طائرة الركاب المدنية في مصر وضرب المفاعل النووي العراقي في بغداد وضرب مقرات بعثة منظمة التحرير الفلسطينه في تونس ... تذكرت وتذكرت .. مذبحة دير ياسين ، مذبحة صابرا وشاتيلا ، قتل الاسري المصريين اودفنهم احياء في سيناء ،اغتيال قادة منظمة التحرير الفلسطينه علي ايدي قوات الكوماندوز الاسرائيلية ، حصار عرفات ، الجدارالعازل ، تذكرت احتلال سيناء والجولان والضفة الغربية وغزة ، تذكرت الهزيمة والنكسة وبكيت بالدمع الحار وتملكني الغضب الجارف وتأكدت من مشاعري تجاه اسرائيل تلك الدولة العسكرية التي لم تكف منذ لحظة اعلانها عن وجودها عن قتلنا وقتل اطفالنا ، تلك الدولة التي سرقت ارضنا وحاولت سرقة تاريخنا وتزييفه واعتدت علينا اعتداءات منظمة مستمرة متتالية لاكثر من خمسين عاما فيتمت صغارنا ورملت نسائنا وحرقت قلوب امهاتنا وقتلت رجالنا واعتقلتهم وعذبتهم واخرجتنا كل يوم وكل ساعة نبكي في جنازات الاحباء ووشمت ايامنا بالحزن والقهر والكمد والغضب العارم ، تلك الدولة التي لم تصوب لنا الا اسلحتها الفتاكة المحرمة دوليا ولم تهدينا الا قنابلها ولم تمنحنا الا احزاننا نعيش معها الما وكمدا ، تلك الدولة التي تأسست قسرا خلافا لقواعد الجغرافيا والتاريخ ورفعت شعارها فوق رؤوسنا "من النيل للفرات " كأنها تنبهنا لمخططاتها التوسعية او تهددنا باحلامها التوسعية علي حساب ارضنا وعرضنا ، تلك الدولة التي اعدت وكدست وخزنت اسلحتها وصواريخها وقنابل العنقودية والنووية تهددنا بها تارة وتضربنا بها تارة اخري وتقصف عمر احباءنا واولادنا وابائنا تارة ثالثه ورابعه والف ومليون .... عندما خرج علينا " اولمرت " يتوعدنا في نشرات الاخبار " بمواصلة القتال " تذكرت جولدا مائير وموشي ديان وبيجين وشارون وغيرهم ممن دبروا وخططوا ونظموا وسعوا لاحتلال اراضينا وسرقة حاضرنا وتاريخنا وقتل مستقبلنا وقتها تيقنت ان الكراهية هي مشاعري الوحيدة التي اختزنها بداخلي لاسرائيل ، تيقنت انها كراهية حية لم تموت ، تزيد ولاتنقص ، كراهية رصيدها الالم العربي والحزن العربي الذي فجرته اسرائيل وجيش دفاعها في قلوبنا ، كراهية رصيدها جثث الاطفال المحترقة والاراضي السليبة والرجال والنساء المغييبين خلف القضبان وفي معسكرات الاحتجاز سنوات وعقود كل جريمتهم التي لم تكف اسرائيل يوما عن معاقبتهم عليها انهم بشر امنوا بحق العرب في الوجود والبقاء والدفاع عن انفسهم ، بشر وقفوا في مقدمه صفوفنا يقدموا حياتهم وايامهم ثمنا زهيدا للشرف والنصر العربي الذي لم يأتي بعد !!! وقتها تيقنت ان الكراهية التي تحتل جنبات نفسي لاسرائيل هي كراهية اصيلة حقيقية لم تنجح كل الجهود الدبلوماسية التي بذلت في العقدين الماضيين وكل الاتفاقيات التي توقعت وكل الابتسامات المزيفة في تخفيف حدتها او تقليلها !!! عندما سمعت السيدة اللبنانية تندب " بيتنا راح … شوي بدكم " ادركت بأن الكراهية والكراهية فقط هي المشاعر العربية التي نحملها في قلوبنا لاسرائيل !! وهي كراهية لن يقوي كل الكذب والزيف والابتسامات الخادعة علي خلعها من قلوبنا طالما بقيت اسلحتها مصوبة لحياتنا ، كراهية حقيقية وليس " حاجز نفسي " طلب منا في لحظة زيف عبوره وفتح قلوبنا واحضاننا للسلام !!! كراهية حقيقية تعبر عن صراع تاريخي بين اصحاب حق في الارض والوجود وبين عصابة مجرمين معتدين ولو رفعوا فوق رؤوسهم علم !!! كراهية حقيقية لانملك نحن الشعوب العربية - في الوقت الراهن - غيرها نقدمه لاسرائيل وهو اقل القليل الذي تستحقه منا اسرائيل عن حق وبجدارة منقطعه النظير !!! الفقرة الاخيرة – تسلم ايد كل واحد شال سلاح ودافع عن ارضه وعن عرضه وعن شرفنا كلنا ... السطر الاخير – انا مابفهمش في الاتفاقيات ولا في الدبلوماسية ولافي الحسابات الاستراتيجية ولكن اعرف أميز العدو من الصديق !!! الجملة الاخيرة – " .................... البادي اظلم " الكلمة الاخيرة - مثل كل الناس اقول " كفانا عقل فقد دفعنا ثمنه غالي !!! " الاربعاء 19 يوليو 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق