عندما اسر حزب الله الجنديين الاسرائيليين قامت الدنيا وانتفضت غضبا كأن رجال اسرائيل اعز من رجالنا التي اسرتهم اسرائيل منذ سنوات طويله ونسيتهم في معتقلاتها وتجاهلت مطالبنا وشكوانا والحاحنا بتسليمهم !!! وبدلا من الانصات لصوت العقل وتفعيل الوسائل الدبلوماسية والتعامل مع ازمة الجنديين بروية وهدوء – كما يطالبونا دائما - والافراج عن اسرانا العرب مقابل اسراهم قررت اسرائيل مدعومة من امريكا وكوندليزا رايس والقنابل الذكية ان تعلمنا درسا موجعا لتطاولنا نحن العرب الذي كتب علينا في التاريخ الاسرائيلي الهوان والمذلة والخضوع المهين قررت ان تلقننا الدرس الاكثر ايلاما فاذا بها تدك لبنان فوق رؤوس ابناءها ورؤوسنا بل وتلومنا بسبب الخراب والتدمير الشامل الذي لحق بلبنان والتي احدثته هي بقنابلها وقذائفها وصواريخها ، فنحن بتهورنا قد استفزيناها فاستفزت وقتلت اطفالنا وهدمت بيوتنا وحاصرتنا برا وبحرا وجوا ولولا استفزازنا ماكانت قتلتنا وضربتنا ودمرت بلادنا لذا فلا نلوم الا انفسنا !!! وفات اسرائيل والعالم الغربي الذي يؤيديها بالاسلحة المتطورة تهددنا بمزيد من القتلي والشهداء والخسائر الموجعة اننا نحن العرب قد ادمنا الحزن واعتدنا الجنازات النهارية وجففنا دموعنا باكفان الاحباء ومضغنا غضبنا وهواننا وفقدان كرامتنا زجاجا مطحونا ادمي قلوبنا ونفوسنا ، فاتهم ان خمسين عاما ويزيد من الاعتداء المستمر قد حصنونا فلم نعد نهاب الموت التي تقدمه لنا اسرائيل مع الوجبات اليومية ثلاث مرات في اليوم ولم نعد نخاف القنابل ودوي القذائف التي حاصرتنا بها اسرائيل والتي لم نسمع سواها في ايامنا وليالينا صوتا كئيبا موجعا متداخلا مع صوت العقل العربي والحكمة الامريكية و" احنا مش قد امريكا واسرائيل " فاتهم اننا قد تجرعنا الهزائم الواحدة تلو الاخري حتي باتت حياتنا هزائم مستمرة فقدنا خلالها معني الحياة ذاتها ، فاتهم ان يفهموا شوقنا للثأر ولو كان ثأرا لايتناسب وكل الاحزان التي فرضت علينا ، فاتهم ان يفهموا شوقنا للكيل لهم بذات المكيال الذي فرضوه علينا " فزعا للاطفال وهلعا للنساء واسرا للرجال" فاتهم ان يفهموا شوقنا لرؤيتهم يتجرعون من ذات الكأس المسمم الذي اجبرونا علي الشرب منه سما زعافا " حزنا وهما وفقدان الاحساس بالامن والامن " فاتهم ان يفهموا ان مدنييهم القابعين في الملاجيء رعبا وفزعا قد هونوا علينا آلامنا واحزاننا التاريخية الطويلة و ان سقوط صاروخا عربيا واحدا فوق مدنهم الشمالية الحصينة يرفع عنا ذل وقهر وغضب وكمد السنوات الطويلة التي بقينا فيها نضرب ونضرب ثم نمد ايدينا لهم بالسلام واغصان الزيتون!!! فاتهم ان يفهموا شوقنا للانتصار عليهم ولو كان انتصارا جزئيا او صغيرا ولو كان انتصارا مؤقتا سيدحروه بقوتهم الغاشمة في نهاية المطاف ، فاتهم ان يفهموا احتقارنا للحياة التي يمنحوها لنا ونحن موتي عاجزين خاضعين لقوانينهم البغيضة وترحيبنا بالموت والشهادة والنصر الجميل ولو دفعنا ثمنه غاليا باهظا موجعا .... واذا كانت الدبلوماسية الامريكية تعلن بجراءة وصفاقة ان الوقت المناسب لوقف اطلاق النيران بين حزب الله واسرائيل لم يحن بعد – بالتجاهل لقتل المدنيين وتدمير لبنان وتهجير شعبها والكارثة الانسانية المتوقعة في ظل الحصار الاسرائيلي الشرس – فأنني اشاركها الرأي وان اختلفت الاهداف والاحلام والامنيات ، فهم يتصورن الوقت لصالحهم مزيدا من التدمير والقتل لشعبنا مزيدا من الحصار والموت لمقاتلينا وانا اري الوقت لصالحنا مزيد من الصواريخ فوق رؤوسهم مزيد من الفزع في نفوسهم مزيد من القلق علي مستقبلهم ، اري ان الوقت لصالحنا حتي يفهموا ان امانهم من اماننا وسلامهم من سلامنا وحياتهم التي يخشون عليها لا تعز علينا اكثر من حياتنا التي تهون عليهم وحتي يفهموا تلك الرسالة ويعوا درسها اناشد حزب الله ومقاتليه الابطال الا يتخلوا عن الامة والا يزيدوا هزائمها والا يتسببوا في دحر بقية كرامتها ، اناشدهم ... لاتلقوا باسلحتكم ولو تكاثروا عليكم ، لا تستسلموا ولو ضيقوا الخناق حولكم ، لا تتوقفوا عن اطلاق الصواريخ علي مدن اسرائيل ومستعمراتها ولو وصفوكم بالارهابيين ، لا تتألموا لجرح اطفالهم فهم ادمنو قتل اطفالنا منذ عام 1948 وحتي الان بقلوب ميتة ودم بارد، لاتتراجعوا امام دبابتهم مهما سقط ألاف الشهداء تحت جنازيرها الشرسة فكم شهداء منا علي مدي الخمسين العام الماضية قتلوا بغير معارك قتلا ذليلا لم يدافعوا فيه حتي عن انفسهم !!! لاتلقوا باسلحتكم ولو هددوكم او حاصروكم او انهالوا علي رؤوسكم بالقنابل الذكية ، لاتتفاوضوا معهم ولو هددوكم بقرارات الامم المتحدة وقواتها الدولية ، لا تستسلموا امامهم ولا تتراجعوا فقلوب كل العرب معكم تؤيدكم وتدعو لكم وتناصركم ، قلب كل ام قتل طفلها امام عينها بالرصاص الاسرائيلي تساندكم ، قلب كل زوجة اسر زوجها او عذب في معتقلات اسرائيل او نفي من وطنه تساندكم ، قلب كل ابنه وابن ذاق مرارة اليتم ولوعة فقد الاب السند تساندكم ، قلب كل محارب وجندي في كل جيش عربي نزع عنه سلاحه وكرامته بقوة الاتفاقيات الدولية يساندكم ، قلب كل عربي بكي بدمع القلب والعين خلف جنازات الشهداء وبسبب الهزائم والنكسات وبسبب توقيع الاتفاقيات وبسبب الجدار العازل طوال خمسين عاما ومايزيد يساندكم .... اصمدوا ففي صمودكم نصرا نتمناه .... اصمدوا فبدمائكم يكتب تاريخا عربيا جديدا تزينه الكرامة والعزة .... اصمدوا وابقوا راياتكم وراياتنا مرفوعة فالتاريخ العربي – ولو بعد مليون عاما - لن يتباهي الا بانتصاراتكم وشجاعتكم وقوة بأسكم ، التاريخ العربي – ولو بعد مليون عام – سيذكركم حملة الرسالة الحقيقية للسلام " آمانهم من آماننا وسلامهم من سلامنا وحياتهم التي يخشون عليها لا تعز علينا اكثر من حياتنا التي تهون عليهم " فهنيئا لكم بحب الامة التي لاتحب الا قادتها ورجالها المخلصين !!! الفقرة الاخيرة – ان المستنقع اللبناني ينتظر بشوق القوات البرية لجيش الدفاع الاسرائيلي ولنا في انتصارات فيتنام سيرة تشد من ازرنا وتقوينا .. الجملة الاخيرة – الجبن حصن العقلاء يحميهم لكن لايطيل اعمارهم ولايمنحهم كرامة الحياة ولاعزة النفس ... السطر الاخير – ان قادة الامة ومحبيها ينتزعون قلم التاريخ من ايدي المزورين ويكتبون بدمائهم سطور الحقيقة... الكلمة الاخيرة – لم نسمع عن حيفا وعكا منذ زمن الناصر صلاح الدين الا في زمن الشيخ حسن نصر الله ... الكلمة بعد الاخيرة – حتي لو هزمنا هذه المرة ايضا يكفينا شرف المقاومة واحترام الامة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق