عفوا …. لا اصدقكم !!

منذ شهور قليلة خرجت علينا الجرائد اليومية باخبار جريمه بشعه في احد القري الصغيرة بمحافظة المنيا ، جريمة قتل راح ضحيتها عشرة اشخاص في بيوت ثلاث متجاوره ، واوضحت الجرائد ان القتله قد مثلوا بجثث الضحايا وقطعوا بعض اجزاء من اجسادهم بل وتمادت بعض الصحف وقررت ان القتلة تعمدوا التشوية الجنسي للضحايا بتمزيق اعضائهم الجنسية ولما كانت الجريمة مروعه ومست اسر ثلاث من الجيران نساء ورجال واطفال فقد انتشر الفزع بالقرية والمحافظة بل والبلدة كلها حيث تساءل الجميع عن سر وسبب تلك الجرائم البشعة وتساؤلوا عن طبيعة القتله ونفسياتهم ودمائهم الباردة التي سمحت لهم بمثل ما فعلوه من قتل وتشويه وتمزيق وتصور البعض انها جرائم ثأرية ذات بعد جنسي واوضح بعض الخبراء الجنائيين اصحاب الخبرة ان تلك الجرائم ارتكبها فريق من القتلة المنظمين المدربين جيدا الذين داهموا البيوت الثلاث في وقت واحد وارتكبوا جرائهم بذات الطريقة المتماثلة وانهم اي القتله اصحاب خبرة دلت عليها ارتكابهم للجرائم البشعة علي عدد كبير من الضحايا في وقت واحد وفرارهم دون ان يشعر بهم احد من اهل البلدة ودون ان يتركوا خلفهم اي اثر وكأن " الارض انشقت وبلعتهم" !! وفي وسط البلبلة التي اصابت الناس والفزع الذي تملكهم والحيرة التي قضت مضاجعهم بحثا عن اجابات للاسئلة الكثيرة الغامضة ، خرجت علينا الجرائد بتصريح امني يفيد القبض علي القاتل الوحش مرتكب كل تلك الجرائم البشعة واضافت الجرائد ان ذلك القاتل مختل نفسيا وعقليا وانه ارتكب الجريمة وحده دون مشاركة من اي شخص اخر وهكذا اغلقت اجهزة الامن ذلك الملف المرعب – او تصورت هكذا - بعد ان قبضت علي القاتل الذي قام بما قام به بسبب الاختلال العقلي والنفسي ورغم ان الناس لم تفهم كيف قام القاتل المختل بكل ما قام به من افعال وحشية مرعبة منظمة دقيقة وحده وكيف لم يترك في اي من المنازل الثلاث اي اثر له او بصمات وكيف لم يشاهده احد وهو يدخل اي من البيوت الثلاث او يخرج منها الا ان الناس لم تفكر كثيرا ونسيت الموضوع برمته وانشغلت بحياتها اليومية واعباءها و" سلامتكموا " ..
وقبل ان نفيق من الحادث البشع الذي ارتكبه المختل في المنيا بصعيد مصر داهمنا مختل اخر في الثغر السكندري بفعلة رهيبة حيث استيقظ الناس في الوطن منذ يومين علي حوادث بشعة قام بها متهم يعاني – طبقا لما اعلنته الصحف نقلا عن اجهزة الامن - من الاختلال العقلي حيث اقتحم كنيسة وثانيه وقتل روادهما وفشل في اقتحام الثالثة وقبض عليه وقت محاولته اقتحام الكنيسة الرابعة بل ونشرت الصحف صوره ذلك المتهم مبتسما سعيدا اثباتا للعته المتمكن منه وتساءل الناس عن قدرة المختل عقليا علي مداهمة الكنائس الاربع قبل القبض عليه وتسائلوا ايضا عن المصادفة الغريبة التي دفعت المختل عقليا الي ارتكاب ما ارتكبه عشية اعياد الاقباط واكتظاظ الكنائس بروادها وزائريها !!!
واذ تأملت الحادثتين جيدا حتي انتابني غضب من وصف المتهمين بهذا الوصف القانوني فالخلل العقلي للمتهم –اي متهم– انما ينفي عنه المسئولية الجنائيه ويعفيه من العقاب مهما كانت جريمته ووحشيتها واثارها واعفاء مرتكبي حادثه المنيا وحوادث الاسكندريه من العقاب بزعم الخلل العقلي انما هي نتائج واقعية غير مقبولة للجمهور المجني عليه اذ لايجوز ولانقبل اعفاء متهمي هاتين الحادثتين من العقاب بعد ان ارتكبا افعالهما البشعة الوحشية بل ان وحشية الجرائم وتنظيمها ينفي في عقولنا امكانية تصديق معاناة المتهمين من الخلل العقلي اساسا !! وبعد الغضب الذي اجتاحني ، تسلل لنفسي شك تحول الي رفض تصديق تصريحات اجهزه الامن عن هذين المتهمين ، عفوا .. انا لا اصدق ان جرائم المنيا ارتكبها متهم مختل عقليا والا كان مختلا مخططا بارعا منظما بما ينفي عنه صفة الاختلال والخلل كذا فأنا لااصدق ان حوداث الاسكندريه تسبب فيها مختل قام بها دون ادراك اووعي لكني اصدق انه شخص هش النفسية ضعيف الشخصيه استخدمه اخرين تحت دعاوي ومزاعم غير صحيحة للآضرار بالوطن والنيل من سلامته !! فالي جانب قناعتي الشخصية بأن اشعال النيران في ثوب الوطن عن طريق اثارة الفتن والقلاقل بين المسلمين والاقباط واختلاق الخلافات و اثارة المشاكل فيما بينهم انما هو شأن خارجي دائما وان اصحاب المصلحة الوحيدة في فصم عري عنصري الامة وشعبها هم اعداءنا المتربصون بنا الذين لايسعون الا الي الاضرار بنا والاساءة الينا وقهر ارادتنا الوطنية وفرض سياساتهم التعسفية علي قرارنا والتعامل معنا ومع خصومنا بمكيالين وحصارنا بعد استصدار القرارات الدولية ان لزم الامر وتجويعنا ان لزم الامر واحتلالنا بالقوة العسكرية وضرب مواطنينا وتعذيبهم في السجون والتقاط الصور التذكاريه لهم ومعهم وهم عرايا معذبين منتهكين ان لزم الامر ، ان اثارة المشاكل بين ابناء شعبنا مكيدة خارجية لا يفجرها الا اعداء الوطن ولايذكي نارها الا اعداء الوطن ولا يتابعها بغير اكتراث او اهتمام حقيقي الا اعداء الوطن هؤلاء الذين يذرفوا علي مشاكلنا دموع التماسيح ويروجوا وهما لتعاطفهم معنا ويدعون الاهتمام بحرياتنا وحقوقنا الديمقراطية وهم اكثر المعتدين علي حرياتنا وحقوقنا الوطنيه والقومية والاقتصادية والديمقراطية ، رغم كل هذا ، الا انني لا اصدق ان مرتكب الحوادث الاخيرة بالاسكندرية مجرد متهم مختل كما لم اصدق ابدا ان حادثه المنيا ارتكبها متهم مختل بل انني اري ان من روجوا للادعاء بالخلل العقلي للمتهمين في هذه الحادثه وتلك انما روجوا لذريعه لاتطمئنا بل تزيدنا قلقا لاننا نشعر ان اجهزة الامن قد قبضت علي الشخص الخطأ وتركت المسئول الحقيقي طليقا يهددنا في حياتنا واستقرارنا واماننا ، واعود الي الاسكندرية فأنا اري ان المتسبب في حوادثها بالضرورة شخصا سليم العقل استخدمه اخرين للايقاع بالوطن وتفجيره من الداخل ، اراه شخصا تزين له عن طريق اعداء الوطن ان يأتي ما يأتي بعد ايهامه ببطولته وبعد خداعه بمكافأته ، اراه شخص خدع بارادته – وربما تعرض لغسيل مخ او دعاية ايدلوجية موجهة – فغاب عن ذهنه الادراك بان الاعتداء علي الاقباط في كناسئهم انما يشعل النيران في ثوب الوطن ويهددنا نحن المواطنين في امننا واستقرارنا ، اراه شخص غاب عن ادراكه – عمدا او بالتجاهل والنسيان - ان الاعتداء علي الكنائس وروادها انما يعرض المساجد وروادها ويعرض الشعب كله للخطر ويدفع بنا جميعا بقوة ورعونة للفتنة المدمرة ونيرانها المحرقة للاخضر واليابس ويمنح اعدائنا فرصتهم التي ينتظروها او يسعون اليها او يصنعوها عامدين متعمدين للاضرار بالوطن وحصاره واخضاعه لسيطرتهم وكسر ارادته الوطنيه !!! لااصدق ان الامر مجرد متهم مختل وفقط ، بل اري مؤامرة ومكيدة محكمة زج فيها شخصا ساذج تم استخدامه من قبل اخرين اصحاب مصلحه شريرة في الاضرار بالوطن واري انه يتعين علي اجهزة الامن الا تكتفي بالقبض علي ذلك الشخص ذيل الافعي فرأسها فمازالت طليقة خطيرة ، فهذا الشخص مجرد فاعل ارتكب افعاله المؤثمة وجرائمه بعقول الاخرين وايديهم ولمصلحتهم فقط ، اري انه يتعين علي اجهزة الامن البحث الجدي المضني عن الايدي الخفية الملوثه بدمائنا تلك التي دفعت بذلك الشخص - مجنون كان ام عاقل - لاشعال الفتنة ، فاذا ماعرفت اجهزة الامن الجناه الحقيقيين وامسكت بخيوط مؤامرتهم وقتلتها في مهدها لنمنا في منازلنا قريري العين مطمئنن البال علي حياتنا وعلي الوطن والا سنبقي يقظين قلقا ليس فقط علي حياتنا بل علي حياة ومستقبل الوطن .. تبقي كلمتي الاخيرة لكل العقلاء محبي هذا الوطن ان يبذلوا كل جهدهم المخلص لانهاء الخطر المحيق بالوطن برفضهم الاستدراج للكمائن التي تنصب لنا ومقاومتهم الزج بهم في المستنقعات التي اعدت لنا للغرق فيها والتي لن يستفيد منها اليوم وغدا الا اعداء الوطن ومااكثرهم !!!
الفقرة الاخيرة – كنت ومازلت اؤمن بحق المواطنه الكامل لجميع المصريين مسلمين واقباط واري ضرورة مساواتهم في الحقوق والواجبات وكنت ومازلت ادرك ان الحوار الوطني الجاد هو السبيل الوحيد لحل اي مشكلات واقعية يواجهها شعبنا بين عنصريه !! فبغير الحوار لامستقبل لنا جميعا !! ارجوكم انتبهوا !!!
الجمله الاخيرة – اتمني من اقباط المهجر ان يكونوا مثل اقباط الوطن علي مستوي المسئولية الوطنيه مدركين قدر المخاطر التي يتعرض لها الوطن من اعداءه القابعين هم في احضانه ..
السطر الاخير – "لا تسكبوا الزيت فوق النيران المشتعله " رساله اوجهها لاصحابها الذين يعرفون انفسهم جيدا بل واطالبهم بالترفع عن المصالح السياسيه الحزبية الضيقة … والا لن يغفر لكم التاريخ ماستصنعوه فينا وفي الوطن !!!
الاربعاء 19 ابريل 2006