الخميس، 25 سبتمبر 2008

كم من جرائم ترتكب باسم الحريه الشخصيه !!!!

سبق وكتبت منذ اسبوعين عن موضوع الممرضات المنقبات !!! وكنت انوي الا اخوض في ذلك الامر ثانيه باعتباري قد اوضحت رآيي فيه بشكل كامل وواضح بحيث لا يعد هناك مجالا لاعاده مناقشته !!! لكن كرة الثلج تتدحرج بقوه وتكبر وتكبر ويتشعب الموضوع اكثر واكثر ويتجاوز الضرورات الطبيه ومقتضيات ممارسه مهنه التمريض لمناقشات فلسفيه ترتكن علي حجه الحريه الشخصيه باعتبارها المبرر المنطقي و الحاسم الذي سيخرس الجميع امام ذلك الموضوع !!! وقد فكرت طويلا في حجه الحريه الشخصيه التي يبرر به البعض - لاعتبارات انتخابيه سياسيه او ايدلوجيه او دينيه عقائديه - ذلك السلوك من الممرضات ووجدتني في النهايه لا اقبل تلك الحجه ولا ابلعها ولا اقع في فخها ليس موقفا عدائيا من هؤلاء النسوة بل موقفا دافعيا عن هذا الوطن واستقراره فلو تركنا لكل منا المجال لان يتصرف و"يلبس ويقلع " فقط وفقا لقناعاته وحريته الشخصيه دون اي اعتبار اخر لانتشرت الفوضي في المجتع وزلزت دعائمه وقوضت اركانه وعاش الوطن اياما " اسود من قرون الخروب" لاننا خليط كبير من البشر نتجاوز السبعين مليون مختلفي الافكار والثقافات والعادات والتقاليد والمنابع الاجتماعيه والعقائد الدينيه نعيش جميعا في هذا الوطن ولكل منا مسكن او منزل او حجره او مكان خاص يملك كل منا في هذا المكان وفقط ان يتصرف بالطريقه والكيفيه التي يحبها وتعجبه وتعبر عن حريته الشخصيه الكامله المطلقه البعيده عن اي قيد من اي نوع ، فانا في مسكني - وربما في حجره نومي فقط - حره في ارتداء مااحبه ومايريحني وحره في خلع ما يخنقني او اكرهه وليس من حق كآن من كان - الا وفقا لحساباتي الشخصيه - ان يقيدني او يتدخل في حريتي الشخصيه او يصادرها في ذلك المكان اما اذا خرجت من باب ذلك المكان الخاص وسرت في الشارع فانا مقيده باعتبارات اجتماعيه وقواعد وقوانين ولوائح ونظم ارتضيناها جميعا وتوافقنا علي احترامها والا صارت الدنيا وحياتنا فيها فوضي وربما فوضي خلاقه تتوافق فقط و مخطط السيده كوندليزا رايس الشرير!!! لكن مادمنا سنناقش الامر من منطق الحريه الشخصيه يلزم في البدايه التآكيد علي بعض القناعات الراسخه بشآن الحريه الشخصيه عموما !!! في البدايه اقر واعترف ان مساحه الحريه الشخصيه لكل انسان رجل كان او امرآه هو نتاج افكاره وثقافته وعاداته وتقاليده ورؤيته للحياه ودوره فيها فكل انسان حر ان يضع نفسه في خانه الاختيار التي يحبها ويقتنع بها ويوافق عليها سواء كان اختياره مبنيا علي قناعه دينيه او رؤيه فلسفيه او اختيار سياسي اوحتي علي منطق عبثي !!!! اقر واعترف ايضا انني اعتبر الحريه الشخصيه لكل البشر - ايا كان جنسهم او لونهم او ديانتهم او افكارهم - مقدسه مصونه لايجوز المساس بها ولا الغضب منها بل ويتعين احترامها حتي لو كان اطار تلك الحريه الشخصيه لا يتوافق مع قناعاتنا او افكارنا وحتي لو كانت تلك الحريه الشخصيه تصدمنا في افكارنا او تغضبنا وتستثير مشاعرنا اوتتناقض معها !!! اقر واعترف ايضا ان احترامي للحريه الشخصيه لا يتناقض واحترامي للضوابط الاجتماعيه التي توافق عليها المجتمع وارتضاها سياجا حاكما لمواطنيه خارج مساحاتهم الخاصه جدا وهي القواعد والنظم الاجتماعيه التي تضيق - بالضروره - مساحات حريتنا الشخصيه وتحاصرها وتحدد شكل ممارستنا لها مع قناعتي وفهمي بالطبع لاختلاف سطوه وقوه تلك الضوابط الاجتماعيه ومعاييرها الصارمه من مكان لمكان ومن زمان لزمان اخر .... هذا من ناحيه .... ومن ناحيه اخري اقر واعترف انني اعتبر ارتداء اي سيده لاي ملابس تعجبها او تحبها او تتوافق مع افكارها او تعجب مجتمعها او تتناسب مع ذوقها او شكلها امرا يدخل في مجال الحريه الشخصيه لتلك السيده بل انني اغضب كثيرا من المجتمع الذي يحاصر النساء بملابسهن ويحكم عليهن من تلك الملابس ويختصر وجود السيده وقيمتها ومكانتها الاجتماعيه في زيها الذي قد نحبه فنحبها وقد نكرهه ولايعجبنا فنكرهها لذا لا اوافق المجتمع حين يفتئت علي سيده ما ويصمها بكونها سيده مسترجله لانها ترتدي ملابسها مثل ملابس الرجال وتتشبه بهن ولا تعجبنا ولا نحبها وهذه سيده لعوب ترتدي ملابس خليعه تظهر مفاتنها وتبرز جمالها ولا تعجبنا ولا نحترمها وهذه ترتدي المايو وهو زي خليع يصمها بقله الاحترام وهذه تلبس خيمه وهو زي كئيب يخيفنا منها وهذه تكشف ذراعيها فهي سيده قليله الادب وهذه تخبىء وجهها فهي سيده متطرفه !!! ورغم ان المثل الشعبي القديم قال " كل اللي يعجبك والبس اللي يعجب الناس " الا انني لا اوافق علي مضمونه بشكل مطلق سواء لنفسي او للاخرين رجالا كانوا او نساءا فانا - و مثلي ملايين يعيشون في هذا الوطن - حره حريه كامله ان ااكل ما يعجبني والبس ما يعجبني واعيش بالطريقه التي تعجبني في نفس الوقت يتعين علي تفهم - وليس تقبل او الرضاء ب - مشاعر المجتمع الخارجي عني وافهم ان اكلي او لبسي او عيشتي قد لاتعجبه واؤمن في نفس الوقت بحريته في ذلك ولكني في النهايه اتمسك بحريتي الشخصيه واتصرف بالطريقه التي تحلو لي وادفع ثمن هذه الحريه واتحمل رضاء المجتمع عني او غضبه عليي باقتناع كامل ان المجتمع له كامل الحريه ان يحكم علي بالطريقه التي تحلو له ولو كانت ظالمه من وجه نظري وليس من حقي ان اغضب من المجتمع واطالبه ان يفكر بالطريقه التي تريحيني وتتوافق مع افكاري في نفس الوقت اؤمن بآنه ليس من حق المجتمع ان يحاصرني او يضغط علي او يحاربني او يشوه سمعني او يدفعني جبرا لاتصرف بالطريقه التي تعجبه وتحلو له وتتوافق مع افكاره التي اقتنع بها !!!! لكن كل هذا لم يقنعني بقبول ارتداء الممرضات للنقاب اثناء عملهن فاذا كان للتمريض زي يتعين علي جميع الممرضات ارتداءه يتناسب وطبيعه مهنه التمريض وضرورات التعقيم واحتياجات المريض النفسيه فليس من حق اي ممرضه - بزعم ممارستها لحريتها الشخصيه - ان تخلع هذا الزي او تمتنع عن ارتداءه ، كل ما تملكه تلك الممرضه الاختيار بين امرين اولهما الكف عن ممارسه تلك المهنه لان قناعاتها بشكل مظهرها وملبسها لا تتناسب وطبيعه تلك المهنه وثانيهما التمسك بممارسه مهنتها والخضوع الطوعي للزي المفروض لها بما يتناسب وطبيعه تلك المهنه ومقتضياتها العمليه و اختيار اي ممرضه لاي من هذين الاختيارين هو ممارسه واعيه منها لحريتها الشخصيه ومسلك مفهوم اما القول بغير هذا وتعسف تلك الممرضه وتمسكها بممارسه المهنه بالطريقه التي تعجبها وترضيها وارتداء الزي الذي يناسبها شخصيا بالمخالفه لقواعد ممارسه تلك المهنه وواجباتها المهنيه وحقوق المرضي وسلامتهم وامنهم انما يعد اعتداءا ليس فقط علي حقوق المريض بل يعد مسلكا فوضويا من شآنه اشاعه الخراب في المجتمع !!!! وهذا امر لايخص الممرضات فقط بل يسري علي جميع المواطنين فللطبيب بالطو ابيض يتعين عليه ارتداءّ وقت الكشف علي المريض وللجراح في غرفه العمليات زي خاص واجراءات تعقيم معينه لايستطيع مخالفتها وللقاضي فوق المنصه وشاح يتعين عليه ارتداءه فوق البذله الكامله ولايجوز له خلعه او تغيير لونه وللمحامي داخل قاعه المحكمه روب اسود يتعين عليه ارتداءه فوق ملابسه اللائقه حسب مقتضيات العرف المقبول وللضابط في الجيش زي عسكري لايقوي علي خلعه اوالتمرد عليه وللعسكري في وزاره الداخليه زي مفروض عليه لايملك التملص من ارتداءه ولو كان لا يعجبه بل اننا لانقبل من التلاميذ الصغار في المدارس رفض " اليونيفورم المدرسي " او تغيير لونه او اختراع زي خاص لهم بحجه الحريه الشخصيه !!! بل ان الشركات الخاصه والمؤسسات الكبري تفرض علي موظفيها زيا خاصا لا يملك اي منهم مخالفه لونه او" تفصيلته" وشركات البترول والغاز والتنقيب عن المعادن تفرض علي العاملين فيها زيا له مواصفات خاصه تساعد علي وقايتهم من اخطار المهنه التي يمارسوها ولايملك اي من هؤلاء العاملين ايا ماكانت درجته الوظيفيه ان يرفض ذلك الزي او يغيره متعللا بعدم احتياجه للامان الذي يوفره له الزي او متحججا بحريته الشخصيه في ارتداء ما يحبه او يفضله او يرتاح فيه !!! ان كل هؤلاء البشر يخضعون للقواعد الصارمه والزي المحدد الذي يتعين عليه ارتداءه وقت ممارسه عملهم دونما تحجج بحريتهم الشخصي كمبرر للتمرد المقصود علي جهات عملهم وقواعدها الصارمه .... ياايها الساده المدافعين - زيفا - عن الحريه الشخصيه انتبهوا اننا اذا مددنا منطق الحريه الشخصيه علي اطلاقه واستقامته لعمت الفوضي حياتنا ودخل بعض المواطنين للمصالح الحكوميه بملابس البحر وذهب بعضهم لاعمالهم بملابس النوم وارتادوا قاعات العزاء بالملابس الملونه الزاهيه وسار بعض الناس - المتمسكين بحريتهم الشخصيه قوي قوي - في الشوارع عراه متحررين من " خنقه " ملابسهم الضيقه ولاحتجب البعض الاخر خلف الخيام والرايات السوداء وغطوا وجوههم واخفوا شخصياتهم وطمسوا هوياتهم وارتبكوا مايحلوا لهم ارتكابه لا يعرفهم ولن يتعرف عليهم احد ولتمرد الناس علي القوانين التي تخنقهم وعلي القواعد التي تحكمهم وعلي التشريعات التي تنظم امورنا جميعا وانتشر العنف والقصاص الشخصي والفوضي المخربه وضاع الامان و.......... ياايها الساده انتبهوا لما تفعلوه بتبريراتكم الزائفه في وطنكم واثره علي حياتنا جميعا !!! الفقره الاخيره - قلت من اسبوعين في مقالي " لا تلوموا الا انفسكم " ما نصه " لاافهم ولا اقبل حجج الحريه الشخصيه التي تتذرع بها الممرضات المنقبات تبريرا لارتدائهن لتلك الملابس التي تعوق وبالضروره عملهن وممارسته الصحيحه فاحترام الحريه الشخصيه لايتعارض مع احترام القواعد العامه التي تحكم كل مهنه وكل وظيفه والامر بسيط جدا اذا تعارضت حريتي الشخصيه وقواعد صاحب العمل واللوائح المنظمه لعمله يتعين علي اما الخضوع لتلك القواعد واما المكوث في منزلي بحريه وراحه انعم بحريتي الشخصيه بلا ضغوط ولا مضايقه !! فالقاعده التي تحكم الجميع في جميع جهات العمل بسيطه وواضحه " هذا زي العمل اما ترتديه واما تجلس في بيتك ترتدي ما تريديه وما تفضله وما ترتاح له ،وانت ايها الموظف او الموظفه حر جدا في الخضوع لقواعد العمل بكل تفاصيلها وايضا حر في التمرد عليها ورفضها ورفض الوظيفه ذاتها وبيتك اولي بيك !!" والقول بغير هذا ليس الا فوضي بغيضه يتعين علينا مقاومتها والتصدي لها مهما كانت الحجج والذرائع والشعارات التي سيغلف بها المستفيدين تلك الفوضي المقصوده !!!! وهاانا اكرر ما قلته اذكر نفسي به عله ينفعني !!! الجمله الاخيره - لعنه الله علي التحالفات الانتخابيه وعلي الصفقات السياسيه وعلي التربيطات الحزبيه التي تدفع الجميع لبيع افكارهم وضمائرهم وقلوبهم المحبه للوطن وشراء المجد الزائف والسطوه المؤقته والنجاح الوهمي واحتكار اللعنه في كل كتب التاريخ الصادق الذي لن يكتب الا بعد موتنا بالف عام !!!!

ليست هناك تعليقات: