" للاسف الشديد .... للاسف الشديد "

للاسف الشديد ....... انظر حولي اتآمل البشر والناس فلا اري الا اكتئابا رهيبا يلون كل الوجوه ، اكتئابا غريبا يحتل كل اعماقهم ،اكتئاب مرضيا مخيفا ادمنه البشر واعتادوا علي قبحه واعتادوا علي جفاءه والمه ، اكتئابا منتشرا اصاب الصغير والكبير الغني والفقير الناجح والفاشل القانع والمتمرد المريض والمعافي ، فان ضحك احدهم صرخ الحاضرون الله مااجعله خير وان ابتسم اخر تعجب المحيطين به يرونه ابله بليد لا يشعر بوطئه ما يشعر به ويعيشه الجميع ... انظر حولي فآري اناس بؤساء تحسهم محبطين ربما يائسين ربما فاقدي الامل ربما يتمنوا مالا يحدث ينتظروا مالن سيآتي ربما .. انظر حولي فاري اكتئابا رهيبا تعددت مسبباته والنتيجه واحده ان الناس جميعا غير سعداء يقضون ايامهم بلا فرحه بلا بهجه يعيشوها رتيبه ممله يحسوا ثوانيها دهورا ويحسوا ايامها ثوان بلا طعم بلا مذاق يعيشوا اوقاتها المختلفه بايقاع واحد متشابهه رتيب كئيب .. انظر حولي فاري اناس مكتئبين لا يعرف كل منهم انه مكتئب ولا يصدق مشاعره ولا يصدق وصفنا له لكنه يري وبكل وضوح وبيان اكتئاب واحباط الاخرين ويفهم جيدا سر وسبب ومبرر اكتئابهم !! وقد تابينت التحليلات والتفسيرات لانتشار حاله الكآبه التي تخيم علي سماء الوطن وتقيد ابناءه او معظهم في مكانه اسري قليلي الحيله مسدودي النفس عازفين عن التفاعل مع الحياه ذاتها فيعزي البعض اكتئابه الاني لفصل الربيع الذي يآتي "بزعابيب امشير " واتربتها الخانقه بل ويتمادي البعض غاضبا من حبوب اللقاح التي تحملها الرياح تخصيبا للزهور والاشجار فتثير عينيه وانفه وتجفف حلقه و"تكتم علي صدره " وتخنق انفاسه فيسيتقظ من النوم مكتئبا وينام لينسي الاكتئاب فلا تنتابه الا كوابيس الكآبه تطير النوم من عينه ويصرح اصحاب التفسيرات المناخيه للحاله الاكتئابيه العامه انهم ينتظرون الخريف والشتاء بكل شوق املا ان تذيب بروده الجو جبال الكآبه التي تخيم علي نفوسهم ويتمادي البعض فيقرر ان حاله الاحتباس الحراري باثارها المباشره علي حياتنا من ارتفاع درجات الحراره الصيفيه الي درجه لا يمكن احتمالها بالا بالتكييفات باهظه الثمن وشده بروده الشتاء الي حد لا يمكن تحمله الا بالمكوث " تحت البطانيه " هذا جميعه سبب ويسبب الاكتئاب المستمر ويمنع البشر من التواصل الانساني اللطيف بكل الاثار التدميريه لذلك التطرف المناخي علي حياتنا اليوميه !!! ويعزي بعض المهتمين بالشآن العام وامور السياسه العليا اكتئاب الناس لاسباب ديمقراطيه ودستوريه فيفسرون اكتئابهم بانه وليد القيود علي حريه اطلاق الاحزاب السياسيه ويبررون احباطهم بآنه نتيجه لتزوير الانتخابات البرلمانيه ويتمادون فيقررون ان ضياع الحلم والمشروع القومي اضاع الناس وبدد احلامهم ويتصورون ان تداول السلطه السياسيه واستقلال القضاء وحريه الصحافه وعدم حبس الصحفيين واحترام حقوق الانسان ومنع التمييز ضد النساء سيزيل كل اسباب الاكتئاب الجماعي وسيبدد غمامات الاحباط المجتمعيه وان الحياه وقتها ستصبح "بمبي بمبي " !!! ويفسر كثيرا من البشر حالات الاكتئاب التي تتملكهم وتتملك غيرهم لاسباب عاطفيه رومانسيه ويعتبرون اكتئابهم وحزنهم نتيجه منطقيه لجفاف عواطف البشر وتبدل مشاعرهم وغلظه احاسيسهم وحصارهم المستمر بالوحده والوحشه واصداء اصواتهم وعزلتهم الاختياريه في اطر العوالم الافتراضيه الوهميه داخل الشبكات العنكبوتيه حيث لا يجد معظمهم الحب الذي يحلمون به ولا الحنان الذي يحتويهم ولا العاطفه التي تهون عليهم صعاب حياته ويقرر هذا الفريق الرومانسي ان علاقات البشر اصبحت تحكمها وتتحكم فيها - للاسف - المصالح والحسابات فلا تجد الفتيات فرسان احلامهن ولا يجد الشباب ملكات قلوبهم ولا يعيشوا قصص الحب الرومانسي تحت اضواء النجوم وفي حضن وهج القمر وامام شواطيئ البحار وتحت " ظلال الزيزفون " حيث صارت العلاقات بينهم علاقات صيد بين صياد ماهر وفريسه طوعيه يلعبوا فيها لعبه " القط والفار" و" عسكر وحراميه " ويسعي كل طرف للانتصار المسبق علي الطرف الاخر وتقييده ليبقي ابد الدهر اسير مصالحه الطاغيه فيتزوج الشباب وبعد انتظار طويل لاسباب اقتصاديه ضاغطه بلا اوهام الغرام وبلا تحليق الامنيات وتتزوج الفتيات بلا نبض القلوب وبلا احلام اليقظه فيعيش الطرفين بكل اسف زيجاتهم بلا فرحه وبلا بهجه وبلا وهج جميل اسري في القضايا الحياتيه اللعينه التي تمتص رحيق شبابهم بين زياده المصروف وكثره الاعباء المعيشيه وتدبير لوازم الحياه والسيطره المتبادله من كل طرف علي الاخر فتتجمد مشاعرهم وتتلاشي احاسيسهم وتبرد رغباتهم وتتحول حتي غرائزهم الفطريه لواجب ثقيل بغيض لا يرضي ولا يسعد ويتمادي البعض فيقرر ان ضغوط الحياه بدلت طبيعه الحياه الزوجيه من حياه جميله دافئه لعلاقه نمطيه جافه بارده كرخام القبور يسودها الخرس المنزلي والجفاف العاطفي والكراهيه المكتومه وتحكمها الصراعات الدفينه حول السيطره والقوه والخضوع والذل بدلا من الموده والرحمه والونس والحنان وان معظم الزيجات مستمره لتشابك العلاقات الاقتصاديه والحفاظ علي الصوره الاجتماعيه و تربيه الاطفال والخوف من الوحده وينتهي ذلك الفريق الرومانسي المحبط من البشر وجفاءهم بآن حياته لم يعد لها مذاق وايامه ثقل ظلها وصعبت وطئتها وانه " مكتئب جدا " !!! ويعزي البعض الاخر تلك الحاله الاكتئابيه التي يعيشها الجميع نتيجه مفهومه لكل الظروف العامه التي يعيشها الوطن مقررين ان الحياه في وطنهم الذي يحبوه قد تبدلت وتغيرت وتوحشت وضغطت عليهم ومازالت تضغط وان حياتهم صعبت وتزداد صعوبه كل يوم فاللذين يسرقون من البنوك واللذين يستآثرون بكل المناصب والفرص لهم ولاحبابهم واقاربهم و" اي حد تبعهم " واللذين لا يحترمون القانون ويستهئزون باحكامه وقواعده واللذين يجورون علي حقوق الغير بتلقائيه منقطعه النظير واللذين يكذبون بانتظام كما يتنفسون واللذين يخدعوك بقلب بارد واللذين يستغلوا طيبه قلبك ويستغلوك بوحشيه وافترا و" قتلي العباره " و" الفاكهه المسرطنه " و " انعدام العداله الاجتماعيه " و" تلوث مياه النيل " و" تسمم اكياس الدم " و" ارتفاع اسعار الحديد " و" صغر رغيف العيش " و " انتشار فيروس سي " و" حصار الاصوات الجميله وحرمانها الواقعي من الغناء " و هدم الفيلات الاثريه " و" تراكم القمامه وانتشار الروائح الكريهه في الشوارع والحارات" و " كثره حوادث الطرق " و " انتشار الرشوه والمحسوبيه والواساطه " و" ارتفاع سعر الكهرباء " و" تصدير الغاز لاسرائيل " و "انتشار الاغاني الخليعه الهابطه " و" ضحايا انفلونزا الطيور " و " فتوي قتل جنودنا بمعرفه حماس وشيوخها " وو "كثره المحطات الفضائيه وبرامجها اما الخليعه الرديئه واما السوداويه البغيضه " و" تعذر وتراخي اصدار قانون زراعه الاعضاء " و" بيع الاصوات الانتخابيه " و " ارتفاع اثمان الشقق التمليك " و" انعدام مستوي كفاءه وتدريب العماله الحرفيه في كافه المجالات " و" انتشار المطبات في الشوارع واغلاق الفتحات المروريه وانتشار العوادم" و "السحابه السوداء " و " انتشار الدروس الخصوصيه وانهيار مستوي التعليم " و " انتشار الناموس والهاموش والذباب" و " ظاهره ذبح الحمير والكلاب الضاله " و" انتشار الاحياء العشوائيه والعيش في المقابر " و و" منح رخص القياده الخاصه بالواسطه واطلاق القتله بين السائقين لا يعرفون القياده ولا يتسببون الا في الحوادث المميته لغيرهم من الابرياء " و" تفشي ظاهره الغش الجماعي في المدارس " و " بطيء اجراءات التقاضي والعداله الظالمه " و " ارتفاع الاسعار وتوحش الغلاء " و "تآخر سن الزواج " و" انتشار الاهمال الطبي " و" انخفاض فوائد البنوك علي الودائع والمدخرات الصغيره " و" ظاهره ذبح الاشجار " و " التفكك الاسري وازدياد معدلات الطلاق " و " انتشار السلوكيات الاستهلاكيه في المجتمع وسيطرتها علي عقول ابناءه " و" كثره الغرقي علي الشواطيء الاوربيه " و" استبداد الكفيل وتحكمه بالعماله المصريه وضياع كرامتها خارج وطنها " و عموما صعوبات الحياه اليوميه التي نعيش فيها والغلاء اللذي يحاصرنا ويسرق دخولنا والخوف من المستقبل بما قد يحمله من رعب قادم والاحساس بآن الوطن لا يحبهم ولا يمنحهم فرصتهم فيه ولا يسمح لهم بالعيش الكريم علي ارضه كل هذا وذاك يحاصرنا ويضيق مساحات حياتنا ويخنق انفاسنا ويقتل الانتماء وينشر الكآبه والاكتئاب ويري الفريق الواقعي في تفسير وتبرير ظاهره الاكتئاب الجماعي التي نعيشها ان الحكومه اي حكومه سابقه وقادمه والبشر جميعهم وكل المواطنين صالحيهم وطالحيهم واخطاء الماضي ومشاكل الحاضر جميعهم مسئولين بدرجات متفاوته عن تلك الحاله الاكتئابيه المستعصيه التي يعيشها الناس وليس مهما من الذي بدآ ومن الذي انتهي لكن المهم ان الجميع شركاء في احداث تلك الحاله الرهيبه التي نعيشها والتي نعاني منها ... ويختصر البعض اسباب الاكتئاب الوبائي الذي نعيش فيه للظروف الاقتصاديه الضاغطه وفقط فاحلامهم الماديه يستحيل تحقيقها والمجتمع الاستهلاكي لا يتركهم قانعين بما في ايديهم ويغري ابصارهم بكل ماهو جديد ولامع وبراق ومواكب للعصر و" الموضه " ويحملهم كل يوم باعباء ماليه جديده للوفاء بثمن البضائع التي لا يحتاجوها فعلا ولكنهم لا يستطيعوا العيش الاجتماعي بدونها ويري هذا الفريق ان الحياه تضغط عليه وتغريهم وتلوح لهم بخيراتها ثم تمنعها عنهم بسبب انخفاض رواتبهم وانهيار قيمتها الشرائيه ويتمنون زياده دخولهم فان زادت قرشا ورطوا انفسهم في التزامات جديده تبتلع القرش الجديد وكل الجنيهات القديمه ولا يتمني هذا الفريق في حياته حلما وعلاجا لحالته الاكتئابيه المستعصيه الا زياده صفر اوصفرين علي راتبه من اليمين تسعده وتنهي مشاكله وتحقق احلامه وتحلق به للسماء السابعه و" علي بابا بعد الضني لبس حرير في حرير " ... ويري اشد الناس تشاؤما واكثرهم اكتئابا واحباطا ان الاكتئاب الذي نقتات به ونستيقظ من نومنا علي مذاقه المرير وننام هربا من واقعه المؤلم نتاج مسببات كثيره متشابكه متداخله سياسيه اقتصاديه اجتماعيه عاطفيه شخصيه وخاصه وعامه وجماعيه لذا يصعب علاجه وتشق مقاومته ويستحيل التخلص منه وانهاءه وانه سيبقي رغم عن انوفنا وارادتنا ضيفا ثقيلا علينا وعلي حياتها لايام طويله ودهورا متعاقبه !!! ورغم حاله الاكتئاب الجماعيه التي تسيطر علينا مازلنا نتوق للحب والصداقه وحنان الام وحمايه الاب واحترام القانون والثقافه الراقيه والحياه الادميه الكريمه مازلنا نتوق ليوما ننتظر مجيئه بفارق الصبر وشده الشوق نستيقظ فيه علي صوت طيور مغرده تقف علي نوافذنا التي نفتحها فنستنشق نسيم عليل خليط من رائحه الزهور والنعناع والريحان وندي الصباح نخرج اعمالنا فلا نفقد اعصابنا من شده الزحام وتكدس المرور وسوء اخلاق السائقين ولامبالاتهم البغيضه نمارس وظائفنا باستقامه وكرامه ونحصل علي اجور مناسبه تحقق لنا احلامنا المتواضعه وتحافظ علي ادميتنا وتمكنا من الوفاء بالتزاماتنا الاسريه وتقينا شر الحاجه وتوفر لنا الامان نعود منازلنا فلا نتعثر في مطبات الطريق ولا تلال القمامه نسمع باستمتاع من اذاعاتنا الاغاني راقيه الكلمات رائعه الالحان عذبه الاصوات نقابل جيراننا فنبتسم في وجوههم وندخل منازلنا شوقي لاحضان الحبايب نقضي امسياتنا نشاهد برامج تلفزيونيه محترمه وافلام راقيه ونتبادل الاحاديث مع الاصدقاء الحميمين المخلصين ونستمتع بسطوع النجوم في السماء بلا سحب غائمه من غازات التلوث وفي نهايه اليوم ننام قريري العين مطمئنين للحاضر والمستقبل ونحلم احلاما سعيده لا يضاهيها الا الواقع السعيد الذي نعيشه !!! رغم حاله الاكتئاب الجماعيه التي تغيم علي حياتنا مازال في قلوب الناس نبضه امل تقويهم وتشد عزمهم وتساعدهم علي الاستمرار في الحياه انتظار لتحقق الاحلام الجميله التي مهما تآخرت وبعدت وصعبت سنعيشها يوما ما !!!
الفقره الاخيره - اقر واعترف ... ان جميع البشر حولي مكتئبين .... واقر واعترف ...... ان الاكتئاب وباء معدي ..... اقر واعترف .... انه يستحيل علي اكثر الناس تفاءلا وحبا للحياه الحفاظ علي صحتهم النفسيه وسط بحور البشر المكتئبه الحزينه اليائسه !!!
الجمله الاخيره - كنت قررت الا اكتب في السياسه هذا الاسبوع وللاسف وجدت مقالتي لا تتحدث الا عن السياسه !!
السطر الاخير - فرجه قريب !!!!!! لا اعرف المتفائل الذي قال هذه الجمله لكني اصدقه جدا !!!