الثلاثاء، 21 أكتوبر 2008

الضرب في الميت حرام !!!!!!!!!!!!!!!!

انا مواطنه مصريه صالحه مثل الملايين من ابناء وبنات هذا الشعب نحترم القانون ونخضع لكل نصوصه الامره ونبتعد عن نواهيه المؤثمه سواء كان قانون العقوبات او قانون البيئه او قانون الصرف الصحي ونخاف من الحكومه وضباطها وامناء شرطتها وعساكر مرورها ودفتر مخالفتهم وردارهم وعصاهم الموجعه ونبعد عن الشر ونغني له " المصريين اهما حيويه وعزم وهمه " ونسدد وسنسدد الضرائب قبل ميعادها حتي لو غضبنا قليلا او اكتئبنا قليلا او " اتزنقنا قليلا " لكننا سنشتري انفسنا دائما بالبعد عن " الغوله وعينها الحمرا " ونعيش حياتنا وايامها تحت شعار " ياحيطه دارينا " و" راضيين وشاكرين وحامدين " علي الصحه و" العيال " وراحه البال !!! مواطنه مصريه صالحه مثل الملايين من ابناء وبنات هذا الشعب ب "احب عمرو موسي واكره اسرائيل " واشجع فريقنا القومي وارقص في الشوارع حتي مطلع الفجر احتفالا بحصوله علي كآس الامم الافريقيه واحترم الست ام كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ واحمد بهاء الدين ويوسف ادريس وصلاح جاهين وفؤاد حداد واحب علي اسماعيل وكمال الطويل ومحمد الموجي واسماعيل ياسين ورشدي اباظه وشاديه واحمد زكي وسعاد حسني وصالح سليم والخطيب وحسن شحاته وعاطف الطيب وصلاح ابو سيف ويوسف شاهين ولااحلم مثل الملايين من ابناء وبنات هذا الشعب الا بالستر والصحه و" حسن الختام " !! وهاانا اقترب من الخمسين وصحيفتي الجنائيه بيضاء فلم اتشاجر مع جارة مهما كانت بذيئه عملا بالمثل الشعبي " اصبر علي جار السو لتجي له مصيبه يايرحل " ولم انزل من سيارتي حين اصطدم بها في الشارع المزدحم احد العابثين و" خسف بابها " ايمانا مني بان "العايط علي الفايت قله عقل " وان الشكوي لغير الله مذله ولم اصرخ في وجه احد السفهاء او قليلي الادب اللذين ساقهم القدر في طريقي " يحرقون دمي " لم اصرخ فيهم " ماتعرفش انا مين " لاني تعلمت من ابي ان " كلنا ولاد تسعه " ولانه " لا فضل لعربي علي اعجمي الا بالتقوي " ولان " من تواضع لله رفعه" وتعلمت الصبر والجلد و" الله مااطولك ياروح "و" اعد من واحد لمليون "قبل فتح فمي والتعبير عن غضبي والصراخ في من يستحق " الضرب علي رآسه بالشبشب" ايمانا مني بان " الادب سيد الاخلاق " و" اللي بيشتم بيشتم نفسه " وان " العفو عن المقدره شيمه الكرام "واعتدت الغناء داخل سيارتي بصوت عالي جهوري كلما ادرت موتورها وسرت بها في شوارعنا المزدحمه حفاظا علي صحتي النفسيه وتنفيسا عن الغضب والتوتر والعصبيه الذي يولدهم المرور وحاله المرزي في نفسي و" سواح وانا ماشي ليالي سواح وانا ماشي في حال سواح " واستغفر ربي والتمس عفوه ورحمته كلما استبد بي الغضب وكلما تملكني الضيق وكلما انفلتت اعصابي ارهاقا وتوترا اذكر نفسي بانني " احسن من غيري والحمد لله علي كل حاجه " وانام ليلي قريره العين ااكل " رز مع الملائكه " سعيده بحياتي وقانونها المريح " امشي عدل يحتار عدوك فيك !!!" انا مواطنه مصريه صالحه حتي الان و" ربنا يكفينا شر المستخبي !!!!" وحين صدر قانون المرور الاخير وقبل سريانه وبدء العمل به ربطت الحزام حول وسطي وتشاجرت مع ضيوفي من يجلسون بجواري في السياره "ياتربط الحزام ياتنزل من غير مطرود " وحين رن التليفون المحمول فجآ وانا اقود سيارتي " اتخضيت " والقيت به من الشباك احتراما وخضوعا طوعيا لقانون المرور ولائحته التنفيذيه ولكل القوانين واشتريت شنطه الاسعاف قبل صدور اللائحه التنفيذيه التي تحدد مواصفاتها ومكوناتها وملئتها بالشاش والقطن والبلاستر وصبغه اليود والميكركروم والديتول و" البيتادين " و"الفازلين " وجميع مقاسات وانواع الجبائر والاربطه الضاغطه وزدت عليهم ادويه الاسهال والامساك والصداع وحبوب منع الحمل باعتبار ان مالن ينفع لن يضر وضعت حقيبه الاسعاف و" الطفايه" و" المثلث العاكس " في مكان ظاهر يسمح لكل مآموري الضبط القضائي بالتآكد من خضوعي الطوعي التام لقانون المرور وكل احكامه وابتسمت عند كل اشاره مرور وكلما رآيت عسكري او امين شرطه اطمئنه انني والحمد لله " خاضعه للقانون جدا جدا !!!!!" لكني وللاسف الشديد ومنذ اللحظه الاولي لليوم الاول من شهر اغسطس وحين نفذت التعديلات الاخيره لقانون المرور وعلق سيفها البتار فوق رؤوسنا استبد بي القلق وتملكتني الهواجس و"ركبتني العفاريت " احس ال "عو" يطاردني وسيطاردني بسببها كل يوم وكل ساعه ، منذ اللحظه الاولي لليوم الاول من شهر اغسطس كرهت سيارتي وانتظرت بسببها الايام "الغبرا " قادمه قادمه لا محال فبسبب تلك التعديلات الاخيره وعقوباتها المستحدثه من غرامات ماليه رهيبه قد تصل لالف بل وثلاثه الاف جنيه والتي عاقب بها القانون المخالفين لبعض احكامه ك" قياده المركبه بشكل يؤثر في صلاحيه الطريق للمرور " و" التسبب في تعطيل حركه المرور " وعقوباته البدنيه والتي تنص علي حبس قائد السياره اذا "سار عكس الاتجاه " و " اعاقه حركه المرور والوقوف في الاماكن المحظور الوقوف فيها " وسحب التراخيص لمده قد تصل لسته شهور او سنه اذا "تكلمت في المحمول " او " السير ببطء " او " استخدام اله التنبيه في غير موضعها " بسبب كل هذا ونتيجه له طار النوم من عيني واحتلت الكوابيسي ليالي الطويله اعيش متوجسه قلقه متوتره عصبيه انتظر القبض علي وحبسي في كل لحظه وكل ثانيه واري نفسي خلف القضبان ابكي اتضرع للقاضي قبول دفاعي وتبرئتي واري نفسي انام فوق " البرش" والمح دموعي تنسال علي خدي وانا ملقاه في سجن النساء مدانه بارتكاب الجرم الاكبر ومخالفه قانون المرور ولن يشفع لي وقتها التشبث امام القاضي بانني احترت في السياره لا اعرف ماذا افعل بها ووقفت في الشارع صف ثاني مجبره مضطره لانه لايوجد صف اول ممكن الوقوف فيه بعد ان لففت بالسياره مره واثنين وعشره بحثا عن مكان "اركن " فيه السياره ركنا قانونيا امنا فلم اجد وبحثت عن اماكن انتظار يمكن ترك السياره فيها فلم اجد وبحثت عن منادي يآخدها و" يريحني " فلم اجد وانني توسلت لسايس الجراج القريب من المحكمه ان يستبقي السياره لديه و" عينيك ليك " فلم تكفيه عيني ولم يستجب لرجائي وانني كدت اطوي السياره واضعها في حقيبه يدي لكن مقاس حقيبه يدي كان صغيرا عليها فلم تفلح محاولتي وكدت اقذف بها في عرض الطريق اتخلص منها لكني خشيت اغلاقها للطريق وارتكابي جريمه اخري تضاف مده عقوبتها لمده الجريمه الاصليه وانني احترت و" غلب حماري " ولم اجد امامي للاسف الشديد الا ايقاف السياره في الاماكن المحظوره تستظل بيافطه ممنوع الوقوف و" اللهم اني لا اسآلك رد القضاء ولكني اسآلك اللطف فيه " وياسيدي القاضي التمس منك استخدام منتهي الرآفه بحالي وحال سيارتي !!!!!!! اري نفسي خلف القضبان ابكي اتضرع للقاضي قبول دفاعي وتبرئتي لتوافر حسن النيه وانتفاء القصد الجنائي وعدم تعمدي السير عكس الاتجاه واغلاق الطريق وتعطيل المرور لكني " والله العظيم ياسعاده القاضي " اجبرت للسير عكس الاتجاه لان جميع الشوارع التي تحيط بعملي مغلقه بيافطه ممنوع الدخول وانني عجزت عن الوصول لمكتبي الا بالسير عكس الاتجاه مجبره مضطره متحمله شتائم الاخرين ونظراتهم الناريه التي تصمني بقله الوطنيه والضمير ومخالفه قانون المرور وتعديلاته عامده متعمده مع سبق الاصرار والترصد و" ياريت ياسعاده القاضي يخلوا شارع داخل وشارع خارج فنستريح كلنا " !!! منذ الاول من اغسطس وانا قلقه احصي في اموالي اجنب الجزء الاكبر منها لسداد مخالفات المرور الفوريه والتصالح فيها املا في انقضاء الدعوي العموميه ضدي وانا لا اكف عن استخدام اله تنبيه السياره بداعي وبغير داعي انبه الماره العابرين للطريق من وسط السيارات لوجودي حتي لا يصطدموا باجسادهم المترنحه بسيارتي وتتحسب علي " اصابه خطآ" ، انبه السياره الصغيره التي تسير علي الطريق الدائري في الحاره اليسري ببطء وتآني ضروره فتح الطريق والسماح لي بالمرور وانا متعجله اهرول لحضور الجلسه التي سيشطبها القاضي لعدم حضوري في الميعاد المقرر ، انبه سيارات النقل الديناصوريه والتي تسير كالدراجه في عرض الطريق تتلوي وتنتقل بين الحاره والاخري انبههم انني اسير خلفهم مرتبكه لا اعرف مكان خطوتي القادمه انبههم كي لايصدموني وكي لا يغلقوا الطريق في وجههي ، انبه سائق العربيه " الكارو " الذي نام وتركه حماره يقوده ويقودنا ان يستيقظ ويشد لجام حماره بعيدا عن طريقنا السريع !!! وفكرت في بيع السياره و" الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح " لكني اقطن في احد الاحياء الجديده خارج القاهره في مكان لا تصله المواصلات العامه وليس له اتوبيسات ولا محطه مترو وتعتبر سيارات التاكسي الوصول اليه سفرا يستلزم مضاعفه الاجره و" اصلي حارجع فاضي " وفكرت في البقاء في منزلي لا اغادره و" من ساب داره اتقل مقداره " لكني الاقساط الشهريه التي يتعين عليها سدادها وفاتوره الكهرباء التي ضاعفت الحكومه قيمتها " في الخباثه " والاكل والشرب واللبس و"اللذي منه " يجبروني علي العمل و" الايد البطاله نجسه " !!!! واحترت واحتار دليلي وارتبكت اكثر واكثر فانا المواطنه الصالحه التي عاشت ومازالت تحترم القوانين كلها ولم تكتب شيكا بدون رصيد ولم تسب احدا او تشتمه ولم تتشاجر مع احد او تضربه ولم تسرق احد او تنصب عليه ولم ترتكب اي جنايه او جنحه والتي تخاف السجن ولا تعتبره "للجدعان" اصبحت مهدده وبسبب ذلك القانون بالحبس والبهدله وقله القيمه !!!!!! وياايها المجتمع ان رآيتني خلف القضبان ابكي تآكد ان قانون المرور وتعديلاته الاخيره قد طال حريتي وحرمني منها وانني " مظلومه والله العظيم ياسعاده القاضي ومعنتش حاعمل كده تاني !!!!!!" .........
الفقره الاخيره - كتبت اكثر من مره عن انعدام الذوق والاخلاق في القياده وكتبت اكثر من مره اشكو من حال المرور والشوراع والتكدس والفوضي التي تضرب في مدننا وكتبت اكثر من مره اطالب ببذل كل المجهود الجماعي لتحسين حال المرور في شوارعنا حرصا علي ادميتنا وعلي سلامتنا ولكن ...... قبل ان تهددونا بالحبس وبالغرامات الماليه الباهظه يتعين عليكم ايجاد وتوفير اماكن تسمح لنا بركن السيارات بطريقه ادميه حضاريه ونظموا الشوارع " داخل وخارج " بشكل يتيح لقائدي السيارات الوصول للاماكن المستهدف الوصول اليها بسهوله ويسر و وفروا المواصلات العامه التي تسهل علينا ترك سيارتنا الخاصه في اماكنها والتنقل بسهوله ويسر بين ارجاء العاصمه لقضاء مصالحنا وتآديه اعمالنا بطريقه ادميه محترمه وراقبوا الطرق بحيث لا يغلق احدهم الحاره الشمال تعسفا ولاينتقل احد المجانين بين الحارات الثلاث برعونه واهمال كل دقيقه واصلحوا حال الشوارع والطرق واغلقوا الحفر والمطبات و" عاقبوا الكبير قبل الصغير " واضربوا الجميع علي بطونهم ولو كان لهم " ضهر كبير وجامد " وحين نجد اماكن للركن وجراجات لترك السيارات بشكل امن ومواصلات عامه تنقلنا من اقصي الشرق لاقصي الغرب بطريقه ادميه يسيره وحين تنساب الطرق وينتظم الناس في الحارات المروريه ويعرف كل شخص الحاره التي يسير فيها ويعطي اشاره واضحه حين يرغب في الانتقال منها وحين يعبر المشاه الطرق من الاماكن المخصصه فلا نضطر للصراخ فيهم بابواق السيارات حفاظا علي حياتهم وعلي انفسنا !!! حين تتوافر جميع الوسائل الادميه للسير في الشوارع والقياده الامنه فيها وقتها اعدموا من يخالف قانون المرور واي تعديلات جديده ستدخلوها عليه !!!! اما الان فالضرب في الميت حرام !!!!!
الجمله الاخيره - يحتاج تنفيذ قانون المرور الجديد لخمسه مليون عسكري مرور ينتشروا في كل الشوارع والحارات والازقه والطرق السريعه حتي يتمكنوا من رصد جميع المخالفات التي يرتكبها قائدي السيارات بالعبور السريع من الحاره اليمين واغلاق الحاره الشمال بالبطء و" الاستهبال " وطلوع الكباري من منازلها والسير عكس الاتجاه والوقوف في الممنوع والامساك بالعابرين من المشاه وسط السيارات والزام سيارات النقل بالحاره اليمني والزام السيارات الخاصه بالسرعه القانونيه ويحتاج تنفيذ القانون لمئات الالوف من المعاول لهدم المطبات الصناعيه البدائيه التي زركش بها الناس الطرق ولرفع السلاسل والحواجز التي يضعها الناس امام منازلهم تآمينا لاماكن ركن سياراتهم وللامساك بالمخالفين لكل بند واي بند من تلك المواد المستحدثه فيه !!!!! فان لم تعاقبوا كل الناس علي كل خطآ مهما كان يسير سيتحول القانون لحبر علي ورق ويتحول سيفه البتار لخيال مآته وستزداد الشوارع فوضي وتكدس وازدحام !!!!!
السطر الاخير - لا اصدق " الشريرين " ممن يقولون ان الامر كله لا يعدو ان يكون " سبوبه " كبيره لاحد المستوردين ممن سيبيع الملايين من شنط الاسعاف والمثلثات العاكسه وان كل التعديلات التي ادخلت علي قانون المرور وكل عقوباته ليست الا غطاء لمصلحه ذلك المستورد الكبير ال " مسنود قوي " !!! لم اصدق هؤلاء الشريرين ولا اشاعاتهم المغرضه ولاني مواطنه صالحه اتصور ان المصلحه العامه واصلاح حال الناس وتخفيف الضغط والهم عنهم كانت ومازالت هي الدافع الوحيد لادخال تلك التعديلات علي قانون المرور واننا جميعا سنخضع لتلك النصوص الامره وعقوباتها الرادعه تحقيقا لمصالحنا المستقبليه ولتحسين حياتنا في الوطن حتي لو كنا لا ندرك او نصدق ذلك !!!!!!!
الكلمه الاخيره - الطريق الي جهنم مفروش بالنوايا الحسنه !!!!! لااعرف من قال تلك العباره ولا اعرف لماذا تذكرتها الان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نشرت في ٦ اغسطس ٢٠٠٨ - في جريده روز اليوسف اليوميه

ليست هناك تعليقات: