الجمعة، 3 أكتوبر 2008

من حق هذا الشعب ان يفرح ........ !!!!


( ١ ) باغتت البطوله الاخيره التي حصل عليها فريقنا القومي الكثيرين والكثيرين من المتحذلقين من خبراء كرويين ومتفلسفين سياسين و بشر مكتئبين هؤلاء الذين تملآ الكآبه نفوسهم وصدورهم واللذين لا يؤمنون بحق بهذا الشعب ولا يصدقون في قدراته ويرونه شعبا فاشلا محبطا يائسا افسدته الظروف السياسيه والاقتصاديه والزمن القاهر فلايمكن ان يحقق ان نجاح او انجاز او بطوله فيفقئون اعينهم عمدا فلايرون امكانيات هذا الشعب الجباره ولا روحه المقاومه ولا ارادته الحديديه ولا يشعرون بالامل القابع في نفوسه وصدوره ولا يحسون برغبته العارمه في الفرح والاحساس بالبهجه ... باغتت هذه البطوله وما عشناه فيها من احداث وما جنيناه من انتصارات باغتت جميع الخبراء الذين امسكوا اوراقا واقلاما وشغلوا عقولهم العقيمه بالحسابات المعقده ونظروا نظره "استصغار" ودونيه واستهانه بلاعبينا وقارنوهم باللاعبين الاخرين الكبار - من وجه نظرهم - اللذين يلعبون في الانديه الاوربيه الكبري ، اللاعبين الذين دفعت فيهم الملايين والملايين ويجنون اسبوعيا الملايين والملايين ، فحسموا المقارنه لصالح الاخرين وندبوا حظنا علي فقرنا وبؤسنا وقله حظنا وعلي لاعبينا "الغلابه" القادمين من انديه محليه لا تقارن طبعا بالانديه الاوربيه ويلعبون مباريات محليه لا تقارن خبرتها طبعا بالمباريات الدوليه فانتهو من تلك المقارنه لصالح كل الفرق الاخري والدول الاخري ولصالح جميع الخصوم واعتبروا ان ذهابنا لغانا ليس الا رحله هزيمه حتميه سنعود منها نجر اذيال الخبيه " كالعاده " وسعدوا بتلك النتيجه المتشاءمه باعتبارها اثر طبيعي ومنطقي لكل ما نعيشه من ظروف اقتصاديه اجتماعيه سياسيه لا يمكن ان تفرز ابطالا ولا تحقق انتصارات واعدوا لتلك النتيجه الكئيبه مرثيات الغم ونواح الهم وقصائد الهجاء في هذا الشعب وفريقه الكروي وجهازه الفني اللذين لا امل فيهم اومنهم !!! لكن طريق الانتصار الذي مشيناه خطوه خطوه وصعدنا سلمه درجه درجه بكفاءه ملفته للنظر وبنجاح عظيم والنتائج التي حققها لنا فريقنا القومي الكروي وجهازه الفني المتميز و"الاجوال" الكثيره التي احرزناها في شبكات الخصوم اوضحت لحزب الغربان بكل اعضاءه ان هذا الشعب مازال حيا ومازال قادرا ويملك اراده قويه مكافحه تستطيع تحقيق نجاحات وانتصارات مبهره وانه يرغب في السعاده ويستحقها بجداره .... فاايها المتحذلقين اينما كنتم افتحوا اعينكم وانظروا لهذا الشعب نظره عميقه تكشف لكم قدراته الكامنه وملكاته العظيمه وروحه المقاتله ربما يفيدكم هذا ويخلع عن عيونكم النظارات السوداء ويضمكم معنا - ولو رغم عنكم - في قافله البهجه والسعاده التي قادها فريقنا القومي وسرنا فيها جميعا سعداء مسرورين فرحين نطبل ونغني ونصفق ونلوح باعلام الوطن عاليه ونهتف باسمه هتاف المحبه والوطنيه الحقه !!! ( ٢ ) نزلت الشارع بعد حصولنا علي كآس البطوله اعبر مع الملايين عن فرحتي وسعادتي بانجازنا الجميل وانتصارنا المبهر وكآس البطوله الغاليه التي حصلنا عليه ، فرآيت في تلك اللحظات شوارعنا مكتظه بشعبا جميلا سعيدا فرحا مرحا يحتفل بانتصاراته - الكرويه - ببهجه ومرح ورآيت الابتسامه علي كل الوجوه ورآيت الفرحه في كل النفوس ورآيت شبابا سعيدا مبتهجا يحتفل بانتصارتنا بتحضر وادب دون التحرش او مضايقه الفتيات الجميلات اللاتي كن يملآن الشوراع يرقصن ويزغردن ويعبرن عن فرحتهن الطاغيه ورآيت اسر مصريه بسيطه تزرع في اصابع اطفالها اعلام صغيره للوطن وتهتف معهم "تحيا مصر " ورآيت سيارات تقودها نساء وتطل من نوافذها وتجلس علي ابوابها وفوق اسطحها فتيات صغيرات جميلات يصرخن جميعا " تحيا مصر " ورآيت سيارات ميكروباص تكتظ بالمحتفلين ويعلو اسقفها شباب فتي يحمل اعلام الوطن ويلوح بها بسعاده وفرحه ورآيت سيارات نصف نقل مفتوحه الصناديق تقل فيها اسر باكملها نساء ورجال واطفال يصفقوا ويطبلوا ويغنوا " ياحبيبتي يامصر " رآيت المصريين رجالا ونساء اغنياء يقودون اغلي السيارات الفارهه وفقراء يتكدسون فوق اسطح الميكروباصات شبابا تطل الحيويه من عيونهم الفرحه وتلون البهجه وجوههم الجميله وناضجين يلون العقل وجوههم بلون الرزانه وشيوخ وعجائز تقفز الحكمه من اعينهم ويغزوا الشيب رؤوسهم رآيتهم جميعهم يحتفلون ويرقصون تحت اعلام الوطن المرفوعه ويهتفون باصوات متداخله قويه " مصر ... مصر " ورآيت قائدي السيارات يتعاملون مع بعضهم البعض بادب وذوق ويتعاملون مع المشاه برفق وجدعنه فهذا يفسح الطريق لذاك وهذا ينتظر مرور الاخر برحابه صدر ودون ضيق او توتر ولمحت اسنان كل الناس براقه لامعه تظهر من تحت شفاهم المنفرجه سعاده وفرحه فكآنني رآيت شعبا جديد كان تائها معذبا في الصحراء ثم عاد بعد رحله معاناته الطويله لواحه الطمآنينه فجلس تحت اشجارها الوارفه سعيدا راضيا شعبا جديدا مبتسما بسعاده و...... من حق هذا الشعب ان يفرح وان يعيش لحظات سعاده وبهجه تهون عليه كل المصاعب التي يعيشها ... من حق هذا الشعب ان يفرح فالفرح والبهجه هم وقود المقاومه وزاد الوجود الذي يساعد هذا الشعب علي الاستمرار في الحياه ... من حق هذا الشعب ان يفرح ومن حقه ان يحب وطنه ومن حقه ان يعبر عن هذا الحب فيرفع رايات الوطن خفاقه عاليه ويهتف باسم الوطن بصوت عالي فخورا به سعيدا بالانتماء اليه ...... من حق هذا الشعب ان يفرح .. وحين يفرح الشعب يظهر معدنه الاصيل وقدراته الحقيقيه واخلاقه الرفيعه و.... تراه شعبا جميلا بكل مالتلك الكلمه من معاني ... من حق هذا الشعب ان يفرح !!!! فاايها المتحذلقين هل تستكثرون علينا فرحتنا !!! عجبا والله مااري !!!! ( ٣ ) قال طفل صغير لم يتجاوز السادسه من عمره لعمه المتعجب من اهتمامه بمباريات الكوره حين سآله " هو انت ليك في الماتشات " اجابه ببراءه وتلقائيه " لا ليا في مصر !!!" وهكذا عبر الطفل الصغير بوضوح عن احساسنا نحن الكبار جميعا حين التففنا حول التلفزيونات نتابع بحب واهتمام وامل مباريات فريقنا القومي في غانا فنحن جميعا وجدناها فرصه ساحنه للتعبير عن مشاعرنا الوطنيه المكبوته ووجدناها فرصه عظيمه للهتاف باعلي صوتنا حبا للوطن ووجدناها فرصه رائعه لسماع اغانينا الوطنيه التي تمس كلماتها شغاف قلوبنا المتعبه بحب الوطن .... نعم " ياعمر " جميعنا لنا في مصر وجميعنا نحبها وجميعنا تابعنا المباريات مثلك بالضبط حبا في هذا الوطن الجميل الذي يتعبنا كثيرا لكنه رغم كل شيء ورغم كل الظروف يستحق حبنا الجارف .... ( ٤) لمده شهر كامل رفع المصريين اعلام الوطن علي السيارات وعلي نوافذ المنازل وفوق الشرفات وساروا به في الشوارع يلوحوا به فوق رؤسهم !!! ياله من سلوك عظيم ان يفخر المصريين بعلم وطنهم ويحبوه ويرفعوه فوق الاعناق بفخر وحب وانتماء ووطنيه عظيمه ، لمده شهر كامل رسم المصريين علم الوطن فوق وجناتهم وجبهاتهم وفي قلوبهم وساروا فخورين بالوطن وعلمه .. الي جميع المهتمين بشئون هذا الوطن تآملوا ماحدث وما يحدث وفكروا في دلالاته ومعناه وافهموا حقيقه مغزاه واستنبطوا منه العبر الايجابيه وفكروا بمنتهي الجديه كيف ننمي داخل المصريين هذا الشعور الجارف بالانتماء وحب الوطن .. فالشعب الذي يرفع اعلام وطنه حبا وفخرا شعبا يقدر علي صنع المعجزات لهذا الوطن ... فكروا كيف تستثمروا ذلك الحب للوطن وذلك الفخر به ليس فقط في مجال الكوره والرياضه بل عموما وفي جميع المجالات ... وانا من هنا اناشد جميع المصريين الا يتركوا الاعلام من ايديهم والا ينزعوها من سياراتهم بل يتركوها ترفرف هفهافه عاليه فاعلامنا المرفوعه تذكرنا بالوطن الذي يستحق منا بذل منتهي الجهد لصالح مستقبله المشرق الذي سنجني نحن واولادنا واحفادنا عظم ثمراته ونستمتع باجمل نتائجه و..... ارفعوا اعلام الوطن فخرا وحبا وانتماءا .... ( ٥) مابين ليله وضحاها ... نسي المصريين التعصب الكروي والانديه التي يؤيدوها او يكرهوها .... نسي المصريين ان عمرو زكي زملكاوي وابو تريكه اهلاوي وان هاني سعيد اسماعيلاوي وان محمدي من نادي ايمبي .. نسي المصريين اين يلعب حسني عبد ربه او الحضري او عماد متعب ... نسي المصريين اسم النادي الاوربي الذي يلعب فيه زيدان او احمد حسن او شوقي ....... نسي المصريين اسماء " النوادي " وروح التعصب المفرقه لجمعهم ولم يتذكروا الا ان كتيبه الرجال المقاتلين اللذين حققوا انتصارهم العظيم الغالي جميعهم مصريين لعبوا تحت رايه مصر وحققوا الانتصارات باسمها ورفعوها عاليه خفاقه .... مابين ليله وضحاها توحد المصريين خلف ذلك الفريق ودعموه وتحت رايه الوطن ورفعوها ... وفي هذا درس عظيم لكل المهتمين بشئون الوطن القلقين علي مستقبله وعلي انتشار ثقافه العنف ونفي الاخر في نفوس وعقول ابناءه ... فالانتصارات توحد الجميع والهزائم والاحباط يفرقهم ويشرذمهم ويفتت جمعهم !!! فاايها القلقون علي مستقبل الوطن ابحثوا عن تحقيق انتصارات لهذا الوطن فهذا هو الترياق الشافي من كل سموم التعصب الديني والطبقي والطائفي التي تنتشر في شرايين الوطن وتهدد وجوده في مقتل !!! ( ٦ ) في يوم الاول من فبراير ٢٠٠٦ كتبت في هذه الجريده في هذه الصفحه ما نصه " لقد كانت المباراة ليلة وطنية جميلة في وقت عصيب نعيشه منذ زمن طويل لم يعد الشعب يعرف خلاله كيف يعبر عن حبه للوطن ، فلا معركة وطنيه نستعد لها مع كثرة الاعداء ولا انجاز قومي نفرح به مع وفرة المواهب وكثرة الاحلام ولا رفاهية في الحياة تعوضنا الحرمان العاطفي الوطني الذي نعيش فيه !!! فجاءت مبارات الكورة التي حضرت واحدة منها محفزا للمشاعر الوطنية التي عانينا اعواما طويلة لاننا لانعرف كيف نعيشها او نعبر عنها !!!!لقد فجرت " الكرة " في قلوبنا المشاعر الجميلة فأحببنا بعضنا البعض واحببنا الوطن اكثر !!! الجملة الاخيرة – الي المسئولين عن الجهاز القومي للرياضة ، عيشوا وسط جماهير المشجعين واحسوا بمشاعرهم واحلامهم ، ستدركون صعوبه المهمة المنوطه بكم والملقاة علي عاتقكم ، فهدفكم ومأموريتكم الرئيسية ليست دعم الرياضة بل واجبكم هو اسعاد الجماهير واحياء مشاعرها الوطنية ويالها من مهمة عظيمة !! فلا تبخلوا علينا ولا علي فريقنا القومي لا بالجهد ولا بالمال ولا بالمدربين !!! فالفرحه التي ملئت قلوب المشجعين والبهجة التي لونت وجوههم والامل الذي سطع في عيونهم يساوي الكثير.. السطر الاخير – لقد تحمل المصريين – بطيب خاطر ونفس راضية - اعباءا مالية كبيرة لمؤازرة فريقه القومي ومتابعه مبارياته ، فدفع ثمن التذاكر واشتراك المحطات المشفرة وثمن "المشاريب" علي كل المقاهي والكافيهات!! رسالة اوضحها للمسئولين عن الفريق القومي وكل لاعبيه الابطال ، احبونا كما احبناكم !!! الكلمة الاخيرة – وقت صرخت حناجر وقلوب المشجعين " بلادي بلادي " سالت دموعي ، فهذا الشعب يحب وطنه كثيرا كثيرا ولايجد الفرصة الحقيقية للتعبير عن هذا الحب " بلادي بلادي ، لكي حبي وفؤادي " .. " والحقيقه انني لااجد خير من تلك الكلمات لاختم بها مقالتي هذه ... اكرر واكرر .. من حق هذا الشعب ان يفرح .......... الفقره الاخيره - قال ال ٧٥ مليون مصري يارب فرحنا فاستجاب الله لدعائهم واسعدهم ... شكرا لكتيبه الفراعنه ولله العزيز القدير علي نعمه الكثيره ...

هناك تعليق واحد:

اميرة بهي الدين يقول...

نشرت هذا المقال في الفيس بوك فجائتني هذه التعليقات



Noha Essmat wrote
at 11:48am on February 13th, 2008
بجد احلى حاجة فى كل الفرحة دى الاعلام اللى عالبلكونات..حتى بنتى اللى ماكملتش 4 سنين لاحظتهم وفرحانة بيهم اوى زى ماأنا فرحانة بيكى يامرمر وبكلامك الجميل


Dalia Taha wrote
at 8:28pm on February 13th, 2008
والله انتى اللى جميلة ياميرو
وفعلا الجو اللى خلقه النجاح جميل جدا ويارب دايما يتكرر


Amr Assaad wrote
at 10:54pm on February 13th, 2008
بس أنتي يا أميرة مش واخدة بالك من حاجة مهمة جداً وهي أن هاني سعيد من أبناء الأهلي وأن عمرو زكي من جواه أهلاوي والمحمدي نفسه يلعب في الأهلي وطبعا بقيت اللي قلتي أساميهم كلهم معروف أنهم ليهم مع الأهلي ارتباط :-)
معلش دي لحظة صحوة انتمائية أهلاوية ماقدرتش أقاومها، بس احب أقولك أنه فعلا لازم ناخد بالنا أكتر من حجم تأثير الكورة على سلوكنا وحجم الانضباط والالتزام اللي ساعات بتولده (وطبعا ساعات العكس)


Amr Assaad wrote
at 11:24pm on February 13th, 2008
وبرضه لازم حد يشوف حجم الانضباط والدأب اللي بيكون عليه المصريين يوم الجمعة ساعة الصلاه
أنا لما باكون ماشي وباشوفهم باحس اننا فييتناميين أو صينيين من كتر الجدية والنضافة والروح التعاونية اللي الناس فيها
الناس كلها (أي شعب) محتاجة انتماء لشىء ما ووعد بأي نوع من النجاح وهم ممكن يعملوا حاجات كبيرة قوي في أي مكان في الدنيا


Mona Abolnaga wrote
at 11:55pm on February 15th, 2008
الحقيقة يا أميرة ان البطل هنا هو الشعب الجميل الغلبان و أضيف كمان حسن شحاته اللى أسعد كل المصرين بكل ظوائفهم ..عرف يقرف الحكومه ويبسط كل الناس برغم أنف الحكومة