الجمعة، 3 أكتوبر 2008

" حنين جارف ......و.... حنان فياض ....!!!!"


" ست الحبايب ياحبيبه .. حبيبه .. يااغلي من روحي ودمي .. ياحنينه وكلك طيبه .. يارب خليكي ياامي .........ياست الحبايب ياحبيبه و........حبيبه " لن اكتب اليوم الا عن امي العزيزه الغاليه ست الحبايب التي رحلت عن حياتي منذ سته سنوات عشتهم يتملكني الحنين اليها فعشت اتعذب واعاني وابكي واقتات الاكتئابات المستمره ، يآتي يناير عيد ميلادها يوجعني ويآتي مارس عيد الام يوجعني ويآتي يونيو وقت وفاتها يوجعني ويآتي اغسطس بقيظه وبحره واجازته و" الفريسكا " و" الجيلاتي " و" الفطير ابو سكر " فافتقد وجودها معي في المصيف وابكي ، ويآتي رمضان بفرحته وفوانيسه و" مكسراته " و" القطايف ام قشطه " و" الكنافه ام فزدق " فافتقدها وابكي ، ويآتي العيد بملابسه الجديده وعيديته وكحكه و" الغريبه ام لوز " و"صواني الرقاق " فلااحس ببهجه اي عيد ولا فرحته وافتقدها وابكي ، ويآتي كل يوم جمعه وقتما كنا نتجمع في منزلها اتذكر صخبها وضحكها وفرحتها بقدومنا واحتفاءها باطفالنا وكرمها الطائي وطعامها اللذيذ وشايها المضبوط وفاكهتها الطازجه فافتقدها وابكي.... لن اكتب الا عن امي الحبيبه التي غابت عني من سته سنوات انكرت فيهم رحيلها ولم اعترف بغيابها فاحتلت عقلي ووجداني كل ثانيه في سنوات الغياب اكاد في كل لحظه اتصل بها واخطارها باخباري واخبار بناتي وتفاصيل يومي وحياتي و" الرغي معها" والتمتع بعذوبه امومتها وحنان عطائها ومشاعرها المتدفقه واحاسيسها الذكيه والقاء رآسي فوق كتفها والبكاء في حضنها اشكو لها قسوه الحياه بغير وجودها و..... وحشتيني ياماما ..... " زمان سهرتي وتعبتي وشيتلي من عمري ليالي ..ولسه برضه دلوقتي بتحملي الهم بدالي ....... انام وتسهري وتباتي تفكري و..... تصحي من الادان وتيجي تشقري يارب خليكي ياامي ......ياست الحبايب ياحبيبه و........حبيبه " مرت سنوات ست علي موت امي ادركت فيهم بصعوبه وقسوه ان وجودها المادي في هذه الحياه قد انتهي وانها غادرتني بغير عوده واني لن اسمع ثانيه نبرات صوتها المحببه ولن المس كفيها الناعمتين ولن اشم عطر احضانها الجميل ولن اقبل وجنتيها المتوردتين ولن انام ابدا هنيئه البال فوق رجلها ولن اشعر بدفء جسدها ولن المح بريق عينيها ولن اضحك علي نكاتها اللطيفه ولن اسعد بوجودها الطاغي ولن استمتع ثانيه بحنانها ، ادركت بصعوبه انه لم يبقي لي من وجودها الطاغي وحضورها المتآلق الا ذكرياتها الجميله التي منحتها لي بعطاء فياض وطيبه خاطر قصص صادقه ودروس هامه وطرائف ذكيه ،ادركت انه لم يبقي لي منها الا طيفها يلازمني اينما كنت وروحها تؤنسني في يقظتي ونومي وعبير حبها الفياض يحتل انفي ونفسي ووجداني وقلبي وعقلي و.... الم موحش يذكرني كل يوم وكل ساعه وكل ثانيه ان ينبوع الحنان الذي فجره الخالق العظيم لي نهلا ارتوي منه قد جدب وتركني عطشي معذبه وسآظل بقيه العمر كله !!! سنوات ست مرت ادركت فيهم بصعوبه ان امي قد رحلت عن حياتي وتركتني وحيده لكني لم اقبل ابدا هذا الرحيل ولم اصدقه ومازلت اكذب نفسي في كل لحظه مريره تحاصرني فيها تلك الحقيقه القاسيه بذلك الفقد الموجع واكاد اخدع نفسي بانني لا اعيش الا كابوسا مروعا شريرا صور لي - وهما - غياب امي عن حياتي وخنق انفاسي في فراشي واسال دمع عينيي الما ورعبا علي مخدتي البارده فامني نفسي في كل لحظه وكل ثانيه بالاستيقاظ من ذلك الفزع الموجع فاراني اقفز من فراشي فرحه دامعه العينين شعسه الشعر لاهثه الانفاس حافيه القدمين ابحث عنها اجري تجاهها خائفه مرتاعه القي بجسدي المرتعش في احضانها الرحبه الدافئه الحنونه احتمي بحنانها من قسوه كوابيسي اشكو لها بصوتي المختنق بدمع العين المالح من قسوه عقلي الباطن الذي افزعني بفقدانها واوجعني بغيابها واخافني من رحيلها فاكاد اسمعها تردد في اذني " خير الله مااجعله خير " وهي تربت علي ظهري وتمسح دمعي وتهدء روعي وكآنها تقول لي ان ما خفت منه لم يحدث بعد و...... وحشتيني ياماما ..... " تعيشي ليا ياحبيبتي ياامي ويدوملي رضاكي ......ده انا روحي من روحك انتي وعايشه من سر دعاكي .... بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنا وتحسي بشكوتي من قبل مااحس انا ... يارب خليكي ياامي ......ياست الحبايب ياحبيبه و........حبيبه " ست سنوات علي رحيل امي التي غابت عني بجسدها لكن روحها تلازمني اناديها فتآتي في احلام اليقظه واحلام النوم بكامل صحتها متورده الخدين باسمه الوجه قويه واثقه من نفسها كآنها تطمئنني عليها كآنها تنسيني ايامها الاخيره حين اكل المرض عافيتها ولون جسدها بلونه الاصفر العليل واوهن بدنها واسقط شعرها وسحب روحها المتقده لعالم اخر لا نعرفه ولا نملك الذهاب اليه تآتيني بملابسها المزركشه بالوانها الصارخه باناقتها الجميله برائحه عطرها الفرنسي المتميز بخطواتها الرشيقه بحضورها الطاغي تسر في اذني بكلماتها تقوي روحي وتهون المي وتخفف مصيبتي تآتيني باحضانها المفتوحه فراشا وثيرا كآني جنين صغير اعود لرحمها الخصب اتكور حول بعضي وانام مطمئنه ، وحشتيني ياماما فبعد غيابك عدت طفله صغيره بلا ام حالها يحزن ويغم اعيش اليتم واتجرع مراره كآسه اسآل نفسي ولا اجاوبها الاجابه الكريهه التي امقتها من سيقرآ لي مجله ميكي ويقلد بصوته المرح حوار شخصياتها الضاحكه ؟من سيجلسني علي حجره يحكي لي حدوته الارنب الغضبان و" كل يوم خس وجزر " ؟ من سيقتسم معي كوبايه العصير الطازج و" انا النص وانتي النص " ؟ من سيجدل ضفائري الطويله ويزينها بالشرائط الستان الملونه و" بقيتي قمر " ؟ من سيشغل لي الكنزات الصوفيه الملونه ويلمع لي حذائي الجديد وينظم حقيبتي المدرسيه ويسمع لي المحفوظات ومعاني الكلمات و" قل هو الله احد " ؟ من سيفصل لي فستان العيد ويزينه بال" ركامه والدانتيلا والزراير الملونه "؟ من سيحضر حفله المدرسه وانا اقف صغيره مرتبكه احمل عصا المايسترو واقود فريق الموسيقي بخطوات متمايله انظر كل ثانيه برآسي للخلف ابحث عن وجهك المبتسم الجميل ؟ من سيوقظني كل يوم لالحق باتوبيس المدرسه ويمسح وجههي بالفوطه المبلله بالمياه البارده " يفوقني " ؟ من سيدس السندوتشات اللذيذه بين كتبي في الجيب السري لحقيبه المدرسه فاجدها في لحظه جوع لم اتوقعها ؟ من سينتظر عودتي يوم الامتحان في البلكونه قلقا يبحث في قسمات وجهي عن الدرجات النهائيه التي يتمناها؟ من ساستيقظ علي كفه الحاني يحتضن راسي في حضنه وانا ارتعد من الحمي واهلوس مرضا فافتح عيني الثقيله علي ابتسامته الجميله وصوت مؤذن الفجر يشق صمت الليل يخبرني باستيقاظك طوال الليل بجواري " تعملي لي الكمادات " ؟ من سيوزع " حلاوه " نجاحي في الثانويه العامه ويرفع صوت المذياع يغني " افرحوا ياحبايب لفرحنا النمر اهي بانت ونجحنا " ؟ من سيجملني يوم زفافي ويضبط لي التاج والطرحه ويسحب " الجيبونه " من تحت الفستان الابيض الجميل الذي طرزته بيدك ؟ من سيرقص يوم زفافي فرحا ويزغرد فرحا ويقذف الملح " في عين الحسود " ويقرآ في اذني " قل اعوذ برب الفلق " وتكون "فاضيه ومشغوله " ؟ من سيطرق باب منزلي يحمل لي اللحمه والفراخ والفاكهه والخضار والجاتوه وكعك العيد ورنجه شم النسيم والبيض الملون وحلاوه المولد وينتفض خجلا حين اشكره و" دي حاجه بسيطه يااموره " ؟ من ستقف امام باب غرفه العمليات تشاركني " الولاده " فينقبض رحمها مع رحمي وتتلاهث انفاسها مع انفاسي وتصرخ فرحا ببكاء الوليده الجميله قبل فرحتي ؟ من ستلف حول نفسها يوم سبوع " البنوته" توزع الملبس وتشعل الشمع وتحتضن المهنئين وتلمع عيناها بالدموع وتتسع شفاها بالفرحه وتحسها مرتبكه تكاد تلتهم الوليده وتحافظ عليها في رحمها هي ؟ من سيشتري لبناتي الدمي الناطقه والمكعبات الملونه وفوانيس رمضان ويدس في جيوبهن العيديه نقودا جديده و" كل سنه وانتم طيبين ياحابيبي "؟ من الذي سيعيرني فستانه "السواريه " الجميل ومشابك الشعر الماسيه اتزين بهم يوم فرح صديقتي ؟ من سيمنحني سلسلته الذهبيه الثمينه وقلبها البراق و" الله خير حافظ وهو ارحم الراحمين " ويرجوني " علقيها في رقبتك ربنا يكفيك شر المستخبي"و......... وحشتيني ياماما ......... " لوعشت طول عمري اوفي جمايلك الغاليه عليا .. اجيب منين عمر يكفي والاقي فين اغلي هديه ...........نور عيني ومهجتني و.. حياتي ودنيتي لو ترضي تقبليهم دول هما هديتي .........يارب خليكي ياامي .....ياست الحبايب ياحبيبه و........حبيبه" لن اكتب الا عن امي التي احتجت ست سنوات منذ رحيلها حتي قويت للكتابه عنها وهي غائبه عني وانا بعيده عنها محرومه منها موجوعه بفقدها متآلمه لغيابها معذبه باحتياجي المستمر لها كآني اناديها ان تقبض علي كفي مثلما اعتادت وتحتضني بين ذراعيها مثلما اعتدت وتعود لي للطفله الصغيره التي انجبتها وهي لم تتجاوز السبعه عشر عاما وبكت لحظه ولادتها لانها شاهدتها زرقاء ضعيفه مولوده قبل ميعادها الطبيعي بشهرين فاحست بقلب الام بالم الفقد المبكر للطفله التي احبتها قبل رؤيتها وانهالت دموعها حبا وعذابا لكن صرخاتي العاليه هونت الم الولاده والم الفقد المتصور ورجعت للام الصغيره عروستها التي عاشت حياتها كلها تقبض علي كفيها تخاف رحيلها وتخفيها في حضنها كآنها تحميها من الشرور التي كادت تنهي حياتها قبل البدايه ، كآني اسآلها لماذا رحلت بسرعه لماذا قصصت الحبل السري بيننا وغادرتيني لماذا افلتت كفك الناعم من قبضتي القويه لماذا تركتيني طفله في الثالثه والاربعين من عمري يتيمه تائهه في دروب الحياه القاسيه وحيده بدون عطائك وحنانك ووجودك الجميل لماذا استسلمت بسهوله للمرض العضال الذي الم بك وخضعت بسرعه للفيروس الصغير الذي نهش كبدك وللاوجاع الموحشه التي احتلت بدنك و قررت الرحيل خلاصا منها ومن عذابها الموجع للحياه الارحب وتركتيني افتقدك وابكي لرحيلك واتعذب ببعادك !! لن اكتب الا عن امي التي استيقظ من نومي ليلا علي صوتي العالي يناديها " ماما .... ماما " فاسمع صوت خطواتها المتلاحقه كآنها تجري صوبي لتطمئني بوجودها اسمع صوت انفاسها في الظلام الدامس كآنها تجلس بجواري اسمع دقات قلبها كآنها تحتضني بذراعيها وتضع اذني فوق قلبها تسمعني صوت حبها وحنانها وحنينها اشم رائحه طيبتها وشفتاها الحانيتين يقبلان وجنتاي الساخنتين واكاد اقسم بانها تحتضني وتحتويني وتبدد مخاوفي وتهدهدني وتقص عليا الحواديت المطمئنه وتغني لها بصوتها الرخيم الاهازيج الفرحه واعود للنوم في حضن امي مرتاحه مطمئنه واكاد المح شروق ابتسامتها تبدد الليل البهيم والوحشه واليتم الموجع ......... وحشتيني ياماما ...... الفقره الاخيره - منحتني امي رحمها الله من الحنان والبهجه والسعاده طيله حياتها ما يكفيني للحزن عليها طيله حياتي ... الجمله الاخيره - اعيش في حياتي ببركه دعاء امي ورضاها عني ..... السطر الاخير - كل سنه وكل الامهات في الدنيا بخير وسعاده ....
نشرت في جريده روز اليوسف بتاريخ ١٩ مارس ٢٠٠٨

هناك تعليق واحد:

اميرة بهي الدين يقول...

نشرت هذه المقاله في الفيس بوك فجائتني هذه التعليقات :


Azza Shalaby wrote
at 11:25am on March 19th, 2008
هنيئاً لك بأمك أقدر كم تفتقدينها ولكن أحمدى الله على أنها كانت تلك الأم التى أطلقت هذا السيل من الشجن والمشاعر وخلفت ورائها تركة جميلة ومملوءة بالحب والحنان ، ولاأخفيك كم كنت أتمنى أن تكون أمى نصف أمك فلا يخفين عليك كم هو من الصعب ان تكون أمك على قيد الحياة وتتمنين اللحظة التى تعطيك رشفة ولوضئيلة من الحنان تمسح الدعم وتذهب الغم ، كل سنة وانت طيبة وهنيئا لبناتك بك


Enas Nageh wrote
at 1:01pm on March 19th, 2008
اميره بجد فكرتيني باحاسيسي المختلطه اللي بمر بيها يوميا انا حاسيتك اوي اوي
وافتكرت لما بكون مع نفسب وبكون فرحانه اوي اوي وانا حاسه ان امي حواليه
اه...انا حاسه انا انا موجوده عشان هي معايه انا بتنفس بيها وعايشه بيها بفكر بيها
واحتمال مجرد الاحتمال انها تكون مش موجوده... مش عارفه ياااااااااااه يا اميره صعب اوي بحاول اهرب من الفكره ديه وبعيش وبفرح وبكبر عشان اني معايا يا ماما
ربنا يخليكي ليا ومش يحرمني منك ابداابدا يا امي
وكل سنه وانتي طيبه ياميره ويخليكي لبناتك يارب ويفرحهم بيكي وكل سنه وكل ام بخير


Ebtsam Sabry wrote
at 1:05pm on March 19th, 2008
انا مش قادرة ارد من كتر ما انا بعيط بجد مش قادرة


Manal Fahmy wrote
at 1:22pm on March 19th, 2008
أبكتينى يا أميرة لكن الحقيقة إلى مش هاتتغير إنها عايشة جواكى لدرجة إنك هاتلاقى نفسك بتفكرى وتحسى زيها وكتير بتتصرفى زيها
هى سابت لك تركة من الحب والحنان مش ها تنتهى لأنها دخلت فى مكونات شخصيتك وأصبحت جزء منك ومن مشاعرك وضميرك
كل سنة وإنتى طيبة وهى طيبة جواكى تفتكريها بالخير والسعادة دايما


Mona Abolnaga wrote
at 1:54am on March 20th, 2008
كل سنه و انت طبةيا ماما يا جميلة و معطاءه جدا أكيد مامتك الله يرحمها كانت ست جميلة أوى و عظيمة علشان كده طلعتك ست جميله و جدعه وحنينة ..كل سنه وانت وبناتك بصحه و سعاده


Nahed Fareed Shawky wrote
at 1:34am on March 21st, 2008
اه اه اه يا حببوبى كنت محتاجه فعلا اعيط لإن إنكار إن ده حقيقى حصل وسيلة غريبه ومعذبه ليه الواحد غصب عنه من غير ما يقصد بيعملها و كمان الإحساس بإن الواحد كان لازم يعملها حاجات كتير والدنيا البايخه ماتلهيش عنها اه يامى ياجمل واحلى ام واه من الاغنية دى بتحسسنى إن القلب له عصب ذى عصب الاستنان والغنوة دى بالذات بتدوس على العصب فى القلب رحيل امىي محسسنى بالتوهان وطعم الحياه مش هوفين دعواتك يا أمى إللى بتقوى يا رب متعها بالجنه