الاثنين، 20 أكتوبر 2008

الا نتعلم من التاريخ ابدا ؟؟؟!!!!



طبعا تكره الناس ان تدفع للحكومه اي ضرائب وتشعر الناس ان الحكومه تمد يدها في جيبها وتستولي علي اموالها باسم الضرائب وفي نفس الوقت لا تعطيها الحكومه - حسبما يشعر الناس - لا تعطيها اي مقابل لتلك الاموال التي يسددوها صاغرين خائفين من العقوبات الموجعه التي تهددهم بها الحكومه وقوانينها !!!! وكراهيه دفع الضرائب امر لا يشعر به الفقراء ومحدودي الدخل ومتوسطي الحال فقط بل يشاركهم تلك الكراهيه الموسرين والاثرياء والاغنياء و" والمليونيرات والمليرديرات " حيث يشعر الجميع ان تلك الاموال التي تقتطعها الحكومه من دخلهم - اي كان سبب ذلك او مبرره - انما هي اموال ضائعه مهدره ملقاه في البحر لا تعود عليهم بالفائده او النفع الشخصي !!! ويسيطر علي الناس احساس جماعي ان الحكومه تآخد منهم الكثير والكثير تاره تحت اسم الضرائب وتاره اخري تحت اسم الرسوم وتاره ثالثه تحت اي اسم اخر المهم ان الحكومه رغما عن انوفهم تقاسمهم " شقاهم وتعبهم " وتاخد منهم مالا تستحقه !! واذا سآلت اي مواطن لماذا يدفع الضرائب اجابك مقهورا بانه يخاف من عصا الحكومه وعساكرها ويخاف من الحكومه ان " تظبطه وتفوتره " الخوف فقط هو مبرر دفع الضريبه والسبب المباشر والوحيد لسدادها !!! وبالطبع يضحك الناس علي براعه الممثل الكوميدي المتآلق بطل الحملات الضرائبيه التلفزيونيه التي تدفع الناس لسداد الضرائب واحترام قانونها تضحك الناس علي براعته الفنيه لكنها لا تصدق كلمه واحده من مضمون رسالته ولا محتواها الدعائي ولا تصدق ما تقوله الحكومه وجباه ضرائبها حول تقديم الخدمات وتحسين مستوي المعيشه واعاده توزيع الدخل القومي بين الاغنياء والفقراء و" الوطنيه والانتماء " باعتبارها الاسباب الحقيقيه للمطالبه بالضرائب والمبررات الحقيقيه لسدادها ليست الا ذرائع تلفزيونيه لا يصدقها الناس ولا يؤمنوا بها ولا يكترثوا بمعناها بالعكس يشعروا انها مجرد كلمات فارغه جوفاء تضحك بها الحكومه علي ذقونهم و تبرر بها مطالبتهم بتلك النقود واجبارهم علي دفعها !!! ويردد الناس في مجالسهم الخاصه انهم لا يحصلون علي خدمات شخصيه ومباشره تبرر استيلاء الحكومه علي اموالهم الخاصه فالتعليم المجاني الذي تقدمه الحكومه باعتباره احد خدماتها التي تبرر او تفسر مطالبه الناس بسداد الضرائب تعليم فاشل لا يمنح الطلاب علما او معرفه او تآهيل للوظائف العمليه فضلا عن ان اهالي التلاميذ والطلاب يسددون في قيمه الدروس الخصوصيه ومجموعات التقويه وتصوير الملازم وشراء الكتب الخارجيه مبالغ كبيره تنفي عن ذلك التعليم تلك المجانيه المزعومه ويهمس بعض الاغنياء انهم يسددوا لاولادهم مصاريف ورسوم المدارس الخاصه الاجنبيه مبالغ طائله كبيره لانقاذهم من رداءه التعليم المجاني وسوء مستواه وان اطفالهم " لا ياخذون شيئا من الحكومه " !!! وحين ينتقل الحديث للصحه والعلاج باعتباره احد اوجه الانفاق الحكومي واحد اشكال الخدمات التي تزعم الحكومه تقديمها للناس باستخدام موارد واموال الضرائب يسخر الجميع من حال معظم المستشفيات الحكوميه التي لا تقدم علاجا حقيقيا وتجبر المرضي علي شراء الشاش والقطن والادويه ومستلزمات العلاج ولاتمنحهم سريرا الا بعد انتظار طويل يآتي قبله في كثير من الاحوال ملاك الموت يقبض روح المريض و" يحل المشكله " ويتحدث الناس عن المستوصفات المجانيه وشبه المجانيه التي تفتحها الجمعيات الاهليه والخيريه والجوامع والكنائس باعتبارها احد سبل ووسائل العلاج التي يحصل عليها الناس بعيدا عن الحكومه ويتحدثون عن العلاج النقابي والتآمين الصحي في الشركات الخاصه وعن العيادات الخاصه والمستشفيات الخاصه والاستثماريه ذات الغرف الفندقيه والاطباء البارعين والتكاليف الغاليه تلك المستشفيات التي يعالج فيها المرضي علي حسابهم بعيدا عن الحكومه وحصيله ضرائبها !!! اما المواصلات والطرق فيتحدث عنها الناس بلا حرج ، مواصلات عامه باعتها الحكومه للشركات الخاصه وسيارات ميكروباص مملوكه لاشخاص وشركات خاصه لاعلاقه للحكومه بها وتاكسيات " ابيض واسود " ملك افراد وتاكسيات " صفرا " ملك شركات وسيارات خاصه ملك الناس ومشتراه من اموالهم الخاصه وهذا جميعه لاعلاقه للحكومه به فالحكومه لم تاخذ اموال الضرائب وتسير بها مرفق النقل اما القطارات والطيارات فهي ملك هيئات وشركات تحقق ارباحا كبيره من قيمه التذاكر التي يدفعها الجمهور وليس الحكومه تلك الارباح الكبيره تنفق منها علي موظفيها رواتب وبدلات وعلاج وارباح سنويه وهذا جميعه لاعلاقه به باموال الضرائب ولا حصيلتها الضخمه اما الطرق الداخليه في العاصمه ومدن المحافظات فهي لا تحتاج حديثا مليئه بالحفر والمطبات والانبعاجات الرديئه والطرق في القري والنجوع لم تطئها قدم الحكومه ولا رجالها من ازمنه بعيده ولم يمهدوها وتركوها علي حالها منذ سنوات بعيده وطرق السفر السريعه تآخد الحكومه من روادها رسوم مرور بزعم اصلاح الطرق وصيانتها ومراعاتها ثم تترك تلك الطرق علي حالها لا تصلحها باموال الضرائب ولا باموال رسوم المرور !!! وفي بلد النيل يشتري المصريين مياه الشرب معبآه في زجاجات بلاستيكيه يآسا من حال مياه " الحنفيه " التي تنزل من مواسيرها الصدئه المتهالكه محمله بالاتربه والاحجار الصغيره والجراثيم ويشترون " الفلاتر " لتنقيه تلك المياه اذا عجزوا اقتصاديا عن شراء المياه المعدنيه ويشترون " المواتير " لدفع المياه للادوار العليا بعد عجز مواسير الحكومه عن توصيل المياه لمنازلهم ومازالت ازمات مياه الشرب وشكوي العطش الصارخه والتي انفجرت في العام الماضي وملئت الدنيا بضجيجها ترن في اذاننا تذكرنا بصراخ العطشي الحاملين للاوان البلاستيكيه الفارغه يجلسون في انتظار حل تلك الازمه المستعصيه يذكروك بالدراما الاغريقيه المريره !!! وطبعا لا احتاج قول ان القمامه تعشش في شوارعنا لا ترفعها الحكومه وحين اسندت تلك المآموريه الثقيله لشركات خاصه قررت تلك الشركات ان تحصل علي ارباحها الطائله من جيوب الناس ونقودهم فتحولت القمامه ورفعها من شوارعنا من خدمه تؤديها الحكومه لعمل خاص يحمل المواطن اعباء ماليه جديده فوق اعباءه الاساسيه !! ولا احتاج لقول ان الناس تتوق للحدائق العامه فلا تجدها فيجلسون فوق الكباري وسط السيارات المسرعه والعوادم الخانقه باعتبارها المتنفس الممكن لرغباتهم الانسانيه في " شم شويه هوا " وان اطفالهم لا يجدون ملاعب ولا اماكن لهو عامه ويلعبون في الشوراع المزدحمه وسط السيارات والماره معرضين انفسهم للخطر بلامبالاه فظيعه خضوعا لمعني " وايه اللي رماك علي المر قال اللي امر منه " وان الناس يعانون من قله عدد الشواطىء العامه وتكدسها الرهيب وضيق مساحاتها بعد ان منحت الحكومه في بلدنا المطله علي البحرين الابيض والاحمر بسواحل كبيره عظيمه منحت الشركات الخاصه حق اداره معظم تلك الشواطىء وتآجير كراسيها وشماسيها بمبالغ تفوق قدره المصطافين وتزيد اعباءهم و بعد ان باعت معظم الشواطئ للشركات الخاصه اقامت عليهم منتجعاتها السياحيه للقادرين واصحاب الثروات الكبيره فتملك كل منهم قطعه من ارض مصر واستآثر بها لاولاده واحفاده والجيل العاشر من نسله الممتد دونا عن السواد الاعظم من الناس اللذين تطالبهم الحكومه بسداد الضرائب واحترام قوانينها !!! طبعا لااحتاج قول ان الناس تحاول بطرقها الخاصه حل امر اعاده توزيع الدخل القومي ومراعاه الفقراء والمحتاجين - حسبما يملي عليهم ضميرهم - عن طريق الصدقات والزكاه والمنح الشخصيه وغيرها من اشكال العطاء الفردي مطمئنين ان اموالهم التي تخرج من جيوبهم تذهب فعلا لمستحقيها وتعود عليهم بالنفع الحقيقي !!! و......... لا يفهم الناس لماذا تشاركهم الحكومه دخولهم ورواتبهم وتطالبهم بسداد الضرائب ولا يفهم الناس اين تنفق الحكومه الحصيله الضخمه لتلك الضرائب ولو ترك الخيار للناس مادفعوا من قيمه تلك الضرائب مليما احمر لانهم لا يشعروا باي نفع او فائده تعود عليهم من تلك الضرائب مهما قالت الحكومه ومهما ادعت !!!! ويسدد الناس الضرائب عملا بالقول المآثور " مجبر اخاك لا بطل " !!!! الفقره الاخيره - هل تنفق الحكومه اموال الضرائب بشكل ينعكس علي حياه الناس ويفيدهم ؟؟؟ اذا كانت تفعل لماذا لا يري الخاضعين لقوانين الضرائب ذلك ولا يصدقوه !!! واذا كانت لا تفعل فماذا تفعل الحكومه باموال الضرائب وحصيلتها الضخمه فمهما قالت الحكومه ومهما رفعت صوتها واصمت اذان الناس ضجيجا وشرحا للفوائد العظيمه التي ستعود عليهم من الضرائب ومن انفاق حصيتها مازالت عاجزه وبشكل واقعي عن تقديم الخدمات الحقيقيه التي يحتاجها الناس ومازالت عاجزه عن دفع الناس طوعا وبرضاء لفتح جيوبهم وخزائنهم والمساهمه معها في هذا العمل الوطني العظيم ومازالت عاجزه عن اقناع الناس بشكل حقيقي وملموس ان تلك المبالغ التي تقتطعها من دخولهم ستعود عليهم بفائده اعظم واكبر!!! الجمله الاخيره - دون التاريخ فوق صفحات وثائقه القديمه وصفا متكررا لاكثر من حقبه زمنيه بعيده مفاده " وحين اشتدت الازمه الاقتصاديه وازداد الغلاء وانتشرت المجاعات والاوبئه واكل الناس الميته والجيفه فرض الوالي ضرائب ومكوس جديده علي الناس فاشتد سخطهم وغضبهم و........ " الا نتعلم من التاريخ ابدا !!!!!!!!!! نشرت الاربعاء ٢ يوليو ٢٠٠٨ - جريده روز اليوسف اليوميه

ليست هناك تعليقات: