الجمعة، 3 أكتوبر 2008


" رساله طمآنينه ليس الا ....... !!!"

كل شهر وانتم طييبين فقد انقطع الاتصال التليفوني عن اجزاء من منطقه ٦ اكتوبر وبالطبع انقطع الاتصال الانترنتي كنتيجه حتميه لذلك بعد ان سرقت بكفاءه منقطعه النظير وخفه يد بارعه وجداره وموهبه كابلات التليفون الخاصه باحد السنترالات في تلك المنطقه حيث عاش ومازال يعيش قاطني وسكان تلك المنطقه- وانا منهم - منذ لحظه سرقه الكابلات والي حين الانتهاء - بعد عده ايام باذن الله - من العمل في اصلاح الخطوط وتركيب كابلات جديده في عزله محببه وصمت وسكون وهدوء جميل اثر توقف الرنين المزعج للتليفونات اللعينه !!! والامر الغريب والملفت للنظر والمثير للدهشه ان كابلات التليفون المدفونه تحت الارض و الخاصه بذلك السنترال تسرق بشكل دوري متكرر ومنظم حيث اعتاد المشتركين التابعين لذلك السنترال موت جميع خطوطهم التليفونيه وصمت " العدد " وانطفاء انوار " راوترز الانترنت" واحتلال الصمت الجميل لمنازلهم ليدركوا وقتها بذكائهم الفطري ان " الكابلات اتسرقت " كالعاده فلا يملكون وقتها الا كشف رؤوسهم والدعاء علي حراميه الكابلات اللذين نجحوا وينجحون وبشكل متكرر ومستمر في سرقه الكابلات النحاسيه الكبيره المدفونه تحت الارض باذلين مجهود رهيب في عمليه حفر شاقه لكشف تلك الكابلات المدفونه تحت الارض ثم نزعها من مكانها ثم تحميلها رغم وزنها الثقيل علي سيارات ثم بيعها - بعد تسييحها - في السوق السودا السريه واكم من مواطن شرير قاده خياله المريض للتساؤل البرىء عن كيفيه معرفه اللصوص الظرفاء لمكان تلك الكابلات النحاسيه الدفينه تحت الارض متعجبا من براعتهم الملحوظه في كشف المستور لدرجه معرفتهم " القرد مخبي ابنه فين !!!" ومعرفتهم " السنترال دافن الكابلات فين !!!" وفي نفس الوقت ابدي بعض السكان اعجابه بكفاءه وخبره ودقه هؤلاء اللصوص وموت قلوبهم للحد الذي ارتبكوا معه تلك الجريمه الكبيره اكثر من مره ثم عادوا اكثر من مره دون ان يطرف لهم جفن لمكان جريمتهم السابقه غير مكترثين ولا مبالين باي تخوفات قد تهددهم بالقبض عليهم وهم يرتكبوا ذات الفعل في ذات المكان وكآن في بطونهم " بطيخه صيفي !!!!" وقد تساءل بعض المواطنين الزهقانين من حياتهم وهم غاضبين " من العيشه واللي عايشينها " عن كيفيه افلات هؤلاء اللصوص من الشرطه مره تلو الاخري وعدم القبض عليهم في اي مره سرقوا فيها تلك الكابلات سيما ان عمليه حفر الارض وقطع الكابلات وتحميلها علي سيارات وتسييحها وبيعها عمليه ليست بسيطه بل شاقه ومعقده وتحتاج لاستعدادات دقيقه وقت طويل وعدد كبير من الرجال وكاد هؤلاء - ثم تراجعوا وبسرعه - ان يوجههوا لوم صريح لاجهزه الامن المعنيه بالامر ويتهموها بالتقصير المتكرر بعد ان فشلت في حمايه الكابلات التليفونيه ومنع سرقتها الدائمه بعد ان شك بعضهم ان المسئولين عن السنترالات لا يبلغوا الامن بحدوث تلك السرقات المتكرره وانهم يعالجوا المشكله الفنيه ويركبوا كابلات جديده وبسرعه حرصا علي حل مشاكل المشتركين وانهم " يكفوا علي الخبر ماجور " بدل التحقيقات والاسئله والقيل والقال واللجان والفحص الفني والتي من شآنها جميعا تعطيل عجله العمل وعدم تركيب الخطوط والتسبب في تفاقم مشكله المشتركين اللذين لا يهمهم في المقام الاول والاخير الا اعاده الحراره للتليفونات وبس و "كفي المؤمنين شر القتال " والبلاغات ووجع الدماغ !! بل وافصح بعض المشتركين ان السرقه المستمره لكابلات التليفونات وحرص المشتركين علي سرعه اصلاح الكابلات وعوده الحراره لتليفوناتهم قد تسببت في "سبوبه " وفيره و رواج مستمر لعمال اصلاح التليفونات اللذين يعيدون الحراره للتليفونات في المنازل بعد اصلاح الكابلات في السنترال لان اصلاح تلك الكابلات يحتاج لوقت طويل نسبيا لاتمامه فضلا ان الحراره لا تعود لتليفونات المنازل الا بشكل متتابع وليس في نفس الوقت حيث ادرك واكتشف هؤلاء العمال من من المشتركين الذي سوف يدفع لهم " حلاوه " كبيره مقابل سرعه اعاده الحياه لتليفونه الميت فماكان من هؤلاء العمال البسطاء رقيقي الحال الا ادخار الخطوط بعد اصلاحها للمشتركين المحظوظين اللذين سوف يجزلون لهم العطاء مقابل عوده الروح للتليفون وقد اعرب هؤلاء المشتركين عن تفههم الكامل لاحتياجات هؤلاء العمال ورضاءهم الحقيقي عن دفع تلك الحلاوه باعتبارها نوع من الصدقه المستتره واعاده توزيع الدخل القومي بين المواطنين بشكل فطري وتلقائي دونما حاجه لتدخل الحكومه بينهم !!! بل وقال بعض الخبثاء ان المستفيد الوحيد من سرقه الكابلات النحاسيه وموت التليفونات الارضيه هم شركات التليفونات المحموله التي يتكالب قاطني تلك المناطق المنكوبه بالاتصال علي خطوطها لاثبات تواجدهم وقضاء مصالحهم المعطله بسبب انقطاع التليفونات الارضيه بالتجاوز عن ارتفاع سعر المكالمات المحموله عن المكالمات الارضيه عملا بالمثل الشعبي العظيم " ايه اللي رماك علي المر قالك اللي امر منه !!!" ولان الكابلات التليفونيه كانت تسرق ثلاث او اربع مرات في السنه علي الاقل ولان اسعار النحاس قد زادت بعد ارتفاع سعره عالميا ولان الاسعار قد ارتفعت والغلاء تفشي والبنزين " غلي " ولان الناس ظروفها وحشه و" بتوحش اكترواكتر " فقد استبد الخوف بمعظم المشتركين من سكان تلك المناطق المنكوبه بالصمت من تزايد معدل سرقه الكابلات التلفونيه اكثر من المعتاد لتصل لسته او ثمانيه مرات في السنه وضعا في الاعتبار ازدياد احتياجات اللصوص التي لم تعد تكفيهم دخولهم السابقه وازدياد تكلفه السرقه لارتفاع اسعار الادوات اللازمه لاتمامها وزياده تكلفه النقل فضلا عن زياده الربحيه المتحصله عن بيع النحاس " السايح " فلم يكن امام المشتركين المضارين من قطع " الميه والهوا والحراره والنت " وصمت التليفونات المستمر الا كشف الرآس ثانيه والتوجه طاهرين مخلصي القلب للعزيز القدير المنتقم الجبار بالدعوه بحراره ومن اعماق القلب ب" الابتلاء والبلاء " للصوص الكابلات ومن يساعدوهم ومن يقتسموا معهم حصيله البيع ومن يتستروا عليهم و" اللي يجيي علي الغلابه مايكسبش !!!" وحتي لا يتصور اي انسان في نفسه هوي او ميل او يتربص بي او يكرهنني انني كتبت ما كتبت تضررا مما يحدث او غضبا من تكراره او ابلاغا للجهات المعنيه ضد هؤلاء اللصوص او طلبا لوضع حراسه دائمه علي اماكن الكابلات للحيلوله بين سرقتها مستقبلا اوطلبا لفحص الاسواق والبحث عن النحاس السايح الذي يباع سرا وتحت جنح الظلام او تعبيرا عن امنيات بالقبض علي اللصوص البارعين ميتي القلب او اعرابا عن رغبتي في انهاء هذه المشكله وحلها نهائيا فانني اؤكد واوضح انني انسانه واقعيه وراضيه " بقليلي " و"شاكره ربنا علي كل حاجه" ولم اقصد اي شيء شرير من هذه الكتابه ولا ابطن غير مااظهر ولا " بالقح كلام علي حد " كذا انني اؤكد واوضح انني لا اتهم الشرطه او اجهزه الامن المعنيه - حاشا لله - بالتقصير و"ربنا يقويهم علي اللي هما فيه " ولا اتهم - بعد الشر - بعض العاملين بالسنترال بالتواطيء مع اللصوص واخبارهم بمكان الكابلات الدفينه بل انني كتبت ما كتبت استغلالا لتلك المساحه الممنوحه لي في الجريده لمجرد اخبار اصدقائي واهلي ومعارفي القلقين علي وعلي بناتي واللذين يتصلوا بي في المنزل ليلا او نهارا فيسمعون جرس لا يرد عليه احد بانني لم " اطنش علي تليفوناتهم " وآنني قابعه في المنزل لا اغادره و" مش مختفيه " و" مش مكتئبه " و" مش معتزله العالم " واني ما زلت حيه ارزق وان اموري كلها بخير والحمد لله وان صمتي الاجباري سببه ان الكابلات اتسرقت وتليفوني ميت وجرسه لا يرن !!!! واهديهم بهذه المناسبه و بمنتهي الحب اغنيه "ميتين الو ولا حدش رد " !!!!
الفقره الاخيره - نصحني احد العقلاء الا اكتب ما كتبه باعتبار ان السنترال " حيحطني في دماغه " وان تليفوناتي ستظل ميته الي الابد وان الحراره والروح لن تعود ابدا لخطوطي الارضيه وهمس في اذني يحذرني من " لساني المفلوت " وطالبني بالصمت العاقل والصبر الجميل و" كلها يومين والحراره تيجي " و" بلاش دوشه ووجع دماغ " وقد شرحت لهذا العاقل مرارا وتكرارا انني لا اشكو ولا اتضرر ولا اتهم ولا اتذمر وان الامر لا يعدو رساله طمآنينه لاصدقائي القلقين من صمتي المفاجيء وان تليفوناتي ستعود لها الحراره مثل بقيه المشتركين ولو كره الكارهون فسخر مني واكد لي ان كلماتي ستفسر علي نحو خاطئ وكل من له " بطحه علي راسه " سيتصور انني استهدفه بمقالتي و" هيحطوكي في راسهم وانسي..... التليفونات الارضيه خالص " لكني للاسف لم اسمع نصيحته ولم اصدقها وكلي ثقه ان كل " المبطوحين علي راسهم " لن يفهموا كلامي باعتباره ضدهم ولن يآخدوه مآخد الجد او يخافوا منه وانهم سيصدقوني ويصدقوا تآكيداتي بانني اطمئن اهلي واصدقائي ليس الا و"انني اؤدن في مالطه " وان الكابلات ستسرق مره ثانيه وعشره والف وستنقطع الحراره عن تليفوني مره ثانيه وعشره والف وعندما تنتهي الاصلاحات وتركب الكابلات الجديده ستعود الحراره لمنزلي والروح لتليفوناتي وانني سادفع بنفس راضيه "حلاوه" الحراره و" عادي جدا جدا مافيش مشكله !!!!!" و..... انني كلي ثقه ان في بلادنا قانون لن يترك لاي " مبطوح علي رآسه " فرصه التربص بي او الانتقام مني او منع الحراره عن تليفوني !!!
الجمله الاخيره - ركبت احدي جاراتي سياج حديديه ثقيله علي نوافذها خوفا من السرقه فاختنقت داخل منزلها تحس نفسها في السجن الاختياري الذي صنعته لنفسها واكتئبت وعندما نصحتها برفع الحديد والافراج عن نفسها وعن اطفالها اعربت لي عن مخاوفها من السرقه وهمست " اذا كان كابلات التليفون اللي تحت الارض بتتسرق !!!" فضحكت وطمآنتها ان لصوص الكابلات لصوص متخصصين لا يضيعون جهدهم في "الفارغه" ولايسرقون المنازل ولا يقفزون من النوافذ ولا يكسرون الابواب ولن يقتربوا منها لان سرقه الكابلات النحاسيه الدفينه اسهل وتحقق ارباحا اكثر واكثر !!! فلم تفهم كلامي ولم ترفع الحديد عن نوافذها وبقيت هي واطفالها اسيره الخوف !!! هل يملك احد طمآنتها وتبديد مخاوفها !!!
السطر الاخير - مجرد استفسار " هل سنعيش يوما لا تسرق فيه كابلات التليفونات النحاسيه وتبقي تليفوناتنا ترن مثل بقيه التليفونات ؟؟؟!!! ام ان هذا قدرنا الحتمي الذي لا فكاك منه ؟؟؟!!! " مجرد استفسار والله ارجو الا يغضب منه احد ولا " هو السؤال حرم ؟؟؟؟ " .......

هناك تعليق واحد:

osiris يقول...

كل هذا العطاء بديع و يفيض بالوعي السياسي و العطاء الاجتماعي و الأدبي مواهبك مذهلة حقا في القانون و الأدب معا و الاخراج كله هايل!
طارق علي حسن