الاثنين، 20 أكتوبر 2008

يافندم ..الدنيا ماطارتش !!!!!!!!!!!!!!!!!!


ذهبت الاسبوع الماضي مع ابي لاحدي المستشفيات الاستثماريه الكبري لاجراء جراحه صغيره جدا له وكان الطبيب قد منحه ميعادا في الحاديه عشر صباحا فاستيقظنا جميعا مبكرا واعددنا نفسنا وخرجنا من منازلنا في توقيتات مختلفه حتي نصل جميعا للمستشفي قبل الميعاد المحدد الذي منحه لنا الطبيب و... وصلنا طبعا قبل الميعاد ودخلنا للمستشفي نتصور وهما اننا سنجد الطبيب في انتظارنا وان العمليه ستتم بسرعه وفي وقتها المحدد و" نتكل علي الله نمشي !!!" لكن الواقع صدمنا بتفاصيله المختلفه ، فقد وصلنا المستشفي فاجلسونا علي مقاعد انتظار في احد الممرات يعبر امامنا كل ثانيه مريض يعاني ويتآلم من حالته الحرجه فندعو له بالشفاء ويزداد توترنا من الانتظار والقلق من " العمليه التافهه" والاجواء المحيطه بنا كآننا في محطه قطار " ناس رايحه وناس جايه و" اهات الم " ودموع خوف وممرضات يحملن اشعه ويهرولن في الممر امامنا او رجلين يجرا سريرا خاويا يصرخوا في الاخرين " طريق " يشرحوا " اصل فيه واحد محتاجه في العنايه المركزه " ونحاول في لحظات الانتظار ان نتحدث اي حديثا فارغا لا يهمنا فعلا لكسر رتابه الانتظار وتوتر القلق ثم نسآل احدي الممرضات او الرجال العابرين امامنا عن الطبيب فيخبرونا " علي وصول " وهي اجابه لا تقل اي شيء فيقوم اي منا بغلاسه ويسآله احد الجالسين خلف " الكونتر " عن الطبيب " هو الدكتور جه ولا مجاش " فلا يجيبنا اي اجابه واضحه " اتفضلي استريحي وهو زمانه جاي " ونعود لابي نتحدث في " اي كلام " ننظر لساعاتنا من خلفه ظهره لا نريد زياده توتره ونتمتم بادعيه الشفاء لكل مريض يمر امامنا شبه فاقد الوعي او يتآوه الما وتمر دقائق الانتظار بطيئه موتره ونكتشف فجآ ان الطبيب يجري احد العمليات الكبري وانه " اول ما حيخلص ها يبتدي معاكم " فاذا كادت واحده مني انا او اختي ان تتشاجر مع الممرضه التي اخبرتنا بذلك وان " بس احنا ميعادنا الساعه ١١ ودلوقتي..." تقاطعنا الممرضه بدهشه مبتسمه " دلوقتي ١٢ ونص يعني لسه بدري " وتتركنا علي مقاعدنا في الممر غاضبين متوترين !! في النهايه اجري الطبيب الكبير العمليه الصغيره لابي وخرج بالسلامه من المستشفي ونسينا او تناسينا بضعه الساعات التي قضيناها انتظارا حتي يفرغ الطبيب الكبير من العمليات التي كان يجريها ونحن " مطلوعين " في انتظاره لكني حين دخلت فراشي ليلا يؤلمني ظهري من الكرسي " المتعب " الذي جلسنا عليه ساعات الانتظار فكرت في المبررات الواهيه التي ساقوها لنا يحثونا علي الانتظار بلا غضب او توتر واننا " سعداء الحظ لان الدكتورالكبير حيعمل لكم العمليه التافهه دي " وان " تلت اربع ساعات انتظار عادي جدا ده فيه مرضي بيستنوا بالاسبوع والاتنين " و" هو انت مش عايشه هنا ولا ايه ؟؟ " و" المهم سلامه بابا !!!" ولاني " عايشه هنا " واعرف مشاكل " هنا " وسلوك الناس " هنا " ومااعتادوا عليه "هنا " وما اجبروا علي قبوله " هنا " ولان فعلا المهم "سلامه بابا" فقد كتمت طاقات الغضب داخلي وصمت تماما وحاولت تجاهل السلوك المستفز " العادي" الذي يقبله الناس جميعا وهو الانتظار العبثي وتضييع الوقت وعدم احترام المواعيد وحاولت النوم لكن الصداع الذي كسر رآسي افهمني ان ماكبته بداخلي من اسئله لم يجاب عليها وغضب لم يعبر عنه لم يذهب سدي ولم يتبخر وتحول لمطارق ضخمه تدق عظام جمجمتي وتوجعني !!! و............. "لماذا لا يحترم المصريين الوقت ولا يحترمون المواعيد ولا يحترمون بعضهم البعض ؟؟؟؟؟؟ " فالقصه الصغيره التي رويتها فتحت امامي بابا كبيرا خرجت من خلفه العفاريت والاشباح والذكريات السخيفه !!! فعادي جدا ان ننتظر الطبيب ساعات وساعات وعادي جدا الا يعتذر لنا عن انتظارنا العبثي الممل وعادي جدا ان يعتبر غضبنا من الانتظار او تذمرنا منه سلوكا سخيفا ويعقف وجهه في وجهنا وقد يفكر لثانيه ان يحرمنا من براعته وعلاجه عقابا لنا علي رفضنا انتظاره !!! وكآن وقتنا لا قيمه له وكآن الساعات التي جلسنا ننتظره فيها لا قيمه لها وكآن " لطعتنا " عادي وستين عادي !!! والامر لا يقف عن الاطباء بل يتجاوزه لكل فئات المجتمع !!! فقد اخذت من عده سنوات ميعادا من ناظره المدرسه الابتدائيه التي تدرس فيها ابنتي لمناقشه امرا هام يخص ابنتي واكدت علي السكرتيره التي منحتني ميعادا في منتصف النهار لان " الناظره مشغوله جدا " اكدت عليها " انا ورايا شغل وحاسيبه علشان ااقابلها فمن فضلك مش عايزه اتآخر " وفعلا تركت عملي وهرولت في منتصف النهار لاقابل السيده " المشغوله جدا " ووصلت قبل الميعاد وجلست وسط السكرتيرات استمع لاحاديثهن التافهه في شئونهن الخاصه فاحسست من طريقتهن في الحوار والضحك المدوي واكل السندوتشات ان السيده " المشغوله جدا " لم تصل بعد و..... لا اطيل عليكم الحديث جلست قرابه الساعه انتظرها فلم تآتي وحين افصحت عن غضبي من " لطعتها لي " اتشاجر مع السكرتيره التي منحتني الميعاد صرحت لي " يافندم اهدي !!!" ولاني لم اهدء قررت الرحيل لان "الناظره ما بتحترمش مواعيدها " وتركت كارت عليه ارقام تليفوناتي " ابقي اتصلوا بي حددوا ميعاد تاني لما تبقي فاضيين " رمقتني السكرتيره بنظره تعجب واستغراب واخدت الكارت من يدي القته بكل اهمال في درجها المليئ بالاوراق و.... انتظرت الاتصال وتحديد ميعاد جديد لم يحدث حتي الان وفي نهايه السنه الدراسيه وعقب نجاح ابنتي قررت الناظره " المشغوله جدا " حجب نتيجه ابنتي عقابا لي انني لم انتظرها وافصحت عن رغبتني في نقل ابنتي من مدرستها لان "الاهالي مش متعاونين مع المدرسه " ولانني لااحب " الخناق " و" مش ناقصه قرف " نقلت ابنتي وانتهت القصه ومرت الايام وبقي من الامر كله ذكري سخيفه لساعه من حياتي بددتها في انتظار سيده مشغوله جدا اعتادت ان ينتظرها الاخرين صاغرين بلا تذمر وبلا غضب بل واعتادت شكرهم لها لانها تفضلت عليهم و"قابلتهم " و" طظ فيهم وفي وقتهم واللي مش عاجبه يشرب من البحر !!! و........"لماذا لا يحترم المصريين الوقت ولا يحترمون المواعيد ولا يحترمون بعضهم البعض ؟؟؟؟؟؟ " ولان الشيء بالشيء يذكر ... فقد تذكرت وبمناسبه مااقصه عليكم من قصص ، تذكرت ذلك الرجل الذي صرخت في وجهه كما لم اصرخ في حياتي وتشاجرت معه كما لم اتشاجر في حياتي وغضبت منه وافصحت له عن غضبي كما لم افعل في حياتي ، ذلك الرجل الذي تعاقدت معه لصناعه غرفتي نوم لابنتي وسآلته قبل التعاقد عن الوقت الذي يحتاجه لتنفيذ الغرفتين فاجابني بكل ثقه " تلت شهور " فوافقته وافصحت له " لا معاك اربع شهور تخلص فيهم براحتك " ومرت الشهور الاربع وانا اتابعه بالتليفون فيزف لي " خلاص الخشب خلص " فارسل له دفعه من نقوده ويمر شهر فاكلمه " خلاص يافندم الاوض بتتدهن " فارسل دفعه ثانيه من نقوده ...... مرت الاربع شهور واكثر وطلبته لاحدد ميعاد التركيب " طب اديني كمان اسبوع علشان الدهان ينشف " واغضب قليلا واكتم غضبي " الامر لله اسبوع اسبوع " وبعد الاسبوع اطلبه " يافندم الخشب بيعضم و" يمر اسبوعين وغضبي يزداد ويزداد واكتمه اكثر اهدء نفسي " العقل زينه والخناق مش حجيب نتيجه " واطلبه بالتليفون فيتهرب مني ولا يرد علي مكالماتي وحين اعثر عليه وكلي غضب وانفعال يرد علي ببرود وبلاده " يافندم ماجتش علي اسبوع " وينصحني العقلاء حولي " فعلا ماجتش علي اسبوع " ومر شهر ويزيد و" فرشت البيت كله " عدا غرفتي البنات التي بقيت عاريه قبيحه تفسد فرحتي بالمنزل الجديد ومر الاسبوع بعد الشهر واتصلت به فوعدني " حنركب بعد بكره " واعددت نفسي لليوم المشهود لكنه لم يآتي ليتصل بي الرجل " يافندم الاكسسوارات لسه مابتركب وخلاص حنركب بعد بكره " واصرخ في وجهه ثم انتظر " بعد بكره " علي احر من الجمر ويمر بكره وبعد بكره وبعد بعده ولا يآتي الرجل و" خير ياباشمهندس " ويآتني صوته باردا بليدا " حصلت ظروف كده وان شاء الله حاركب الاوض الاسبوع الجاي " وصرخت وصرخت في اذنه اقول له كلاما جارحا عن احترام المواعيد واحترام الناس وان " الراجل يتربط من لسانه " وان " انت مالكش كلمه " واصرخ واصرخ اهذي فلا يفهم صراخي اي شيء واسمع صوته بليدا مملا " يافندم كل تآخيره وفيها خيره " و" يافندم هدي نفسك " و" يافندم الدنيا ماطارتش " و............. في يوم من الايام حضر الرجل بغرفتي النوم ليركبهما والحقيقه انه صنعهما بدقه وبراعه وجمال وعاتبني علي غضبي " يافندم ماتعمليش في نفسك كده ده احنا في مصر " .... و مازلت اسآل نفسي لماذا لا يحترم المصريين مواعيدهم ولا يكترثون بالوقت فالساعه مثل الاثنين مثل العشره و" النهارده زي بكره زي الشهر الجاي زي السنه الجايه كلها ايام ربنا " .... لماذا لا يحترم المصريين الوقت وقيمته ولايحترموا بعضهم البعض فاذا رغبت في اصلاح جهاز كهربائى معطل في منزلك واتصلت بالشركه التي باعته لك تبلغها عن عطل ما في الجهار الخاص بهم فتمنحك ميعادا بعد يومين او ثلاث و" الفني حيجيلك من الساعه ١١ للساعه ٤ " وحين تناشد موظفه تلقي الشكاوي " من فضلك حددي ساعه بالضبط لاني ورايا شغل " ترتبك وتصرح لك "ماعنديش ميعاد محدد هو ده النظام " وعليك ان تختار بين ترك جهازك معطلا بلا فائده او تخضع للنظام المستبد الذي يبقيك منتظرا اربعه خمسه ساعات بلا طائل و" مال حضرتك عصبي كده .. خير فيه حاجه زعلتك ؟؟؟" واذا ساقتك اقدارك اللعينه لحجز بضاعه ما من محل ما ويحدد لك ذلك المحل ميعاد استلام لا يلتزم به طبعا فاذا تذمرت او غضبت او افصحت عن احتجاجك عن عدم احترامهم للميعاد ردوا عليك ببرود وبلاده " غصب عنا " واذا انفعلت اكثر افصحوا لك " لما حيوصل الجهاز حنبلغك " واذا كنت مجنون مثلي وتصرخ في وجههم " عمال علي بطال " تعطيهم دروسا في الالتزام واحترام المواعيد واحترام الزبائن سيفيض بهم الكيل و" اذا ماكنش عاجبك تعال خد فلوسك " و.......... اذا انتظرت فني ما في منزلك لاصلاح " فيشه ما بتشتغلش " او " حنفيه بتنقط " او " تغيير لوح زجاج مكسور " فعليك ان تنتظره مبتسما سعيدا شاكرا لربك انه منحك الحظ السعيد وارسل لك ذلك الفني لخدمتك ، اما مسآله انه يعطيك ميعاد اليوم ويآتي غدا او يعطيك ميعاد صباحا ويآتي في منتصف الليل فهذه جميعا امورا ثانويه يجب الا تعكر صفوك و" عادي هما العمال كده " فاذا عبرت له عن غضبك من انتظاره نظر لك نظره عتاب باعتبارك لا تقدر المجهود المضني الذي بذله كي يصل اليك اساسا ثم يزداد غضبه حين تفصح له عن " كنت اتصلت تعتذر عن التآخير " وقتها يغضب بحق لانك شخص " حنبلي " تفكر وتتصرف كآنك " عايش في فرنسا " متجاهلا حجم الضغوط الرهيبه التي يعيشها و.... يدخلك في قضايا متشابكه اخري لا علاقه لها بالموضوع فلا يبرر تآخيره ولا يعتذر عنه بل يجرفك معه لمنطقه الشكوي الكبري وانه مثل كل المصريين يعيش ظروفا قاهره وان " المنبه ما ضربش " وان "الشوارع زحمه " وان " كان عنده صداع " و " احمد ربنا اني جيت اساسا " وفي النهايه يختم المناقشه السفسطائيه التي ادخلك فيها بآن " الدنيا ما طارتش " وانك "مش واقف في الشارع " و" يامستعجل عطلك الله " وان " في التآني السلامه وفي العجله الندامه" !!! و............. "لماذا لا يحترم المصريين الوقت ولا يحترمون المواعيد ولا يحترمون بعضهم البعض ؟؟؟؟؟؟ "
الفقره الاخيره - ان حياتنا مهما طالت ليست الا بضعه ساعات مهما كثرت .. فهل معقول ان نبددها في الانتظار العبثي والمشاجرات المتوتره احتجاجا علي عدم احترام المواعيد ؟؟؟ هل هذا معقول ؟؟؟؟
الجمله الاخيره - خلقني الله بلا قدره علي تقبل عدم احترام المواعيد !! فتعذبت كثيرا ومازلت اتعذب في بلد الاصل فيه والاساس عدم احترام الجميع لمواعيدهم !!
السطر الاخير - سخر منهم احدهم قائلا " هي دي مصر ياعبله !!!" ولم تعجبني سخريته ولم اتقبلها وتمنيت ومازلت اتمني ان نتخلص من كل سلبياتنا ولكني اؤمن ان ذلك لن يحدث الا اذا ادركنا تلك السلبيات وغضبنا منها ورفضناها وسعينا لتغييرها !!! اما الرضوخ المهين للامر الواقع فهو يبدد كل املنا في التغيير للافضل !!! الرضوخ المهين للامر الواقع يزيد من تفشي السلبيات ويعودنا عليها ويمكنها من حياتنا فتتنشر السلبيات اكثر واكثر و........ اكثر !!!!
نشرت الاربعاء ٢ يوليو ٢٠٠٨ - جريده روز اليوسف اليوميه

ليست هناك تعليقات: