منحتنا الدراما المصريه من مسلسلات وافلام ومسرحيات علي لسان ابطالها صنيعه المؤلفين المبدعين العظماء اقوالا مآثوره ضمت بترحاب وحب لكلمات احاديثنا وحواراتنا نستدعيها من ذاكرتنا كلما تعرضنا لموقف مماثل او مشابه لذلك الموقف الذي خلقه وصنعه المؤلفين وتركوه لنا " عبره " نتآملها ونتآمل احداثها لنفهم ونستوعب دروس وحصص الحياه الصاخبه الشاقه فتحول الابطال الدرامين لتلك الاعمال الفنيه لشخوص حيه و" بني ادمين " عاشت بيننا وتفاعلت معنا في حياتنا لتدوي كلماتها في قلوبنا نستدعيها ونكررها كلما الحت علينا لحظه ما في موقف صعب مماثل للموقف الدرامي الذي استنطق فيه المؤلف بطله بذلك القول فلم تكتف الدراما والفن الصادق بمنحنا لحظات السعاده والمتعه ولم تكتف بمنحنا اشكاليات للتفكير والتآمل ولم تكتف بمنحنا مشاعر صادقه وجميله بل تركت لنا وبمنتهي السخاء عبارات واقوال وجمل لها دلاله عظيمه ومعني مفهوم تركت لنا تلك الاقوال والعبارات ليست حروف وكلمات بل مواقف متكامله المعني والدلاله والاثر والنتيجه تسطع في عقولنا ونفوسنا علها تفيدنا في الحياه وعلنا نتعلم منها ما يعاوننا علي خوض لج الحياه الصاخبه الصعبه التي نعيشها والخروج سالمين من رمالها المتحركه !!! فقال دسوقي افندي في مسرحيه " انا وهو وهي " احتجاجا علي المعامله غير اللائقه التي يلقاها وغضبا من المكانه الدنيا التي يحاصره الناس فيها " بلد شهادات صحيح " وكان دسوقي افندي او عادل امام هو وكيل المحامي الذي ينظر لاستاذه وربيب نعمته باعجاب وحب واحترام ويتمني ان يعامله الموكلين والمترددين علي المكتب بذات الحب والاحترام يتمني ان يسمعوا صوته او ينتبهوا لوجوده لكن بذلته الرخيصه وحذائه القديم و" طربوشه المزيت " وهيئته المرزيه حرمته من الحب والاحترام والاعجاب بل ومنعت الاخرين من رؤيته والانصات لصوته والانتباه لوجوده فاحس دسوقي افندي بالغبن الاجتماعي الذي حاصره وادرك بفطنته البسيطه ان الموكلين يحترمون المحامي الاستاذ لمجرد انه حاصل علي شهاده عليا ولا يحترموه هو ولا يشعروا بوجوده هو لانه يؤدي عمل بسيط - رغم الاحتياج اليه وعدم مكنه الاستغناء عنه - لكن المجتمع يحتاجه ويحتاج عمله ولا يستغني عنه لكن لا يحترمه ولا ينتبه لوجوده لان " بلد شهادات صحيح" !!! وهكذا وضح عادل امام ودسوقي افندي طبيعه العلاقات الاجتماعيه في هذا المجتمع الذي لا يحترم الا حمله الشهادات ولو كانوا لا يستحقون الاحترام ولا يصغي الا لصوتهم ولو كان حديثهم لغوا فارغا فالاحترام الاجتماعي قرين الشهاده وليس قرين العلم او الخبره او الثقافه واكم من بشر غبنهم المجتمع لانهم لم يحصلوا علي الشهادات العليا التي يعترف بها ويعتبرها جواز مرورهم للمكانه المرموقه والوجود الاجتماعي اكم من بشر غبنوا وهم اصحاب عقول ثريه ونفوس حساسه ومشاعر مرهفه وافكار جديره بالتآمل واراء تستحق الانتباه اليها غبنوا لانهم لم يحصلوا علي الشهاده العليا التي اعتبرها المجتمع من مسوغات احترامه واكم من بشر فارغين العقل بليدي الحس تافهي الاراء فتحت لهم الابواب المغلقه وتبوآ اعلي المراكز واحتلوا ارفع الدرجات وتحكموا في مصائر البشر ورقابهم ومنعوا عنهم " الماء والهواء " او منحوهم "كنوز قارون " لمجرد انهم حصلوا علي الشهادات العليا - ولو بالغش في الامتحان او بالتنشين في المناهج - تلك الشهادات التي لا يمنح المجتمع الظالم ابناءه اي احترام اجتماعي او مكانه طبقيه مرموقه الا بعد الحصول عليها لانها فعلا " بلد شهادات صحيح " وقالت "زينب" بطله مسلسل الشهد والدموع للمؤلف المبدع اسامه انور عكاشه " الحق مش فلوس وبس " تصف الحق الذي سلب منها ومن اولادها حين استولي عمهم علي اموال ابيهم - وعاش هو واولاده يتمتع برغد الحياه ونعيمها وينهل من كنوزها و" يتمرمغ " في نعمها وتركهم زوجه اخيه الشابه واطفالها الاربع الصغار طيله حياتهم يصارعون امواج الحياه العاتيه ويواجهون قسوتها ويتحملون عذاباتها - ليس مجرد مبلغ مالي مهما ارتفعت قيمته فالمال مهما كثر لا يعوضهم عن المعاناه والحرمان والعذاب والالم الذي واجههوه طيله حياتهم الشاقه صراعا مع الحياه فجاءت قوله زينب معبره عن الكمد والحزن الذي يشعر به المظلومين المستولي علي حقوقهم غصبا وعدوانا فيعيشوا طيله حياتهم يشعرون بالغبن يصارعون من اجل استرداد حقوقهم السليبه التي لا تقدر ولا يمكن تعويضها فقط بالمال لان المال مهما كثر لا يشفي الجروح ولا يطيب الالام التي توجع منها المظلوم وعاني وتآلم بسببها اثر ونتيجه للاستيلاء علي حقوقه بل وجاءت قوله زينب معبره عن الاصرار والقوه التي يتحلي بها المظلوم في مواجهه المعتدي وظلمه وعجرفته التي تصور لها في لحظه افتراء انه " سيرمي قرشين " لضحيته " يضحك عليه بيهم " ويجبر بهم الضرر الذي لحق به ويبدد بهم الالم الذي تمكن منه "سيرمي قرشين " يطهر به نفسه من جريمته وحقارتها متصورا ان المظلوم سيهرع يتلقف تلك النقود ويشكره عليها ويرفع عنه اثمه وافتراه لكن اسامه انور عكاشه حسم الامر بقوله المآثور " الحق مش فلوس وبس " كآنه يقول ان كل اموال الدنيا مهما كثرت لا تجبر الم المعتدي عليه ولا تخفف ظلم الظالم ولا تخدع الضحيه فيمنح ظالمه صك الغفران ليطهره من دنس حقارته ويصالحه ويعفو عنه كآنه يقول ان كل اموال الدنيا مهما كثرت لا ترفع عن الظالم ظلمه ولا تمنح المظلوم المعتدي عليه سلام التسامح والمغفره والعفو و" الحق مش فلوس وبس " !!!! ، وصرخ " حسن " بطل فيلم سواق الاتوبيس للسيناريست بشير الديك واخراج عاطف الطيب في نهايه الفيلم يسب " الحرامي " الذي حاول سرقه احد ركاب الاتوبيس صرخ حسن " ياولاد الكلب " وانتفض غاضبا يطارد الحرامي متخلصا من سلبيته التي بدآ بها بشير الديك فيلمه وكان صراخ حسن وغضبه المستعر وسبابه الفج ليس موجها للحرامي النشال الذي حاول سرقه احد ضحاياه في زحمه الاتوبيس بل كان صراخه موجها لكل الحراميه المعتدين غليظي الجلود النماذج البشريه التي استعرض الفيلم انماطها هؤلاء البشر الانانيون المنكفئين علي انفسهم ينهلون من الحياه ملذاتها غير مكترثين بالام الاخرين ولا احتياجاتهم ولا عذاباتهم ، في وجه هؤلاء جميعا صرخ حسن " ياولاد الكلب " غاضبا من الفرديه البغيضه التي تتملكهم غاضبا من الانانيه الحقيره التي تسكن نفوسهم غاضبا من عدم مبالاتهم بالاخرين وعدم اكتراثهم بمعاناتهم غاضبا من بخلهم الفج وشح نفوسهم التي عجزت ومازالت عاجزه عن مد يد العون لانقاذ الاخرين ولو كان اقرب الاقربين اليهم ، في وجه تلك النماذج الكريه والتي يعج بها مجتمعنا للاسف صرخ بشير الديك وعاطف الطيب علي لسان حسن "ياولاد الكلب " معبرين عن مشاعر الكثيرين ممن اخرستهم قسوه وقبح وفجاجه الايام التي يعيشوها !!! وهكذا وظف المبدعين هذا السباب الشعبي الدارج في اطار مختلف عن معناه المآلوف ليصبح قولا مآثورا ان سمعت شخص يصرخ به من اعماق قلبه متآلما فهمت وادركت علي الفور شكل وطبيعه الغضب الذي يعتمل في صدره وطبيعه مشاعره التي تغلي في نفسه !!!، وتهكم " محجوب عبد الدايم " بطل روايه وفيلم القاهره ٣٠ لنجيب محفوظ علي مايراه في العاصمه المتآلقه بانوارها والحياه الظالمه التي منحتها له تحيط به وتحاصره فلوي شفتيه وقال " طظ " وكان نجيب محفوظ قد اتي بمحجوب عبد الدايم من اعماق الريف الفقيره وادخله الجامعه في القاهره وتركه يصارع المجتمع القاهري بكل تناقضاته وافكاره واختلافاته السياسيه والاجتماعيه وطحن عظامه تحت مطرقه الطبقيه الفجه المخيفه وفتح عينيه علي المجتمع المخملي الثري الذي يستمتع بكل الثروات والخيرات والنعم و" حنسه " بكل جماله وتآلقه ورغده وثراءه ثم لفظه بعيدا عنه موضحا له ان مكانه هو والفقراء امثاله بعيدا عن ذلك المجتمع الرغد الفاسد المنحط الذي يبيع الذمم والضمائر والوظائف والشرف فيمشي محجوب عبد الدايم في شوارع العاصمه القاهره يبحث لنفسه عن مكان بشهادته لا يجده حتي يفتح امامه نجيب محفوظ باب الانحراف ومجاراه المجتمع المخملي الذي يتمني الوقوف علي عتبته ويتيح له فرصه ذهبيه كي يبيح شرفه ويشتري الوظيفه والمكانه المرموقه والمال الوفير فيلوي محجوب عبد الدايم شفتيه اكثر واكثر احتقارا لكل ما يراه واحتقارا لنفسه ويقول " طظ " !! وهكذا منح نجيب محفوظ وصلاح ابو سيف لكلمه الاستخفاف البغيضه "طظ" معني اكثر عمقا من مجرد معناها المعروف لتصبح قولا معبرا عن الغضب الدفين والاحساس بالقهر الذي لا يقوي الانسان علي مواجهته ولا مجابهته فلا يملك امامه الا السخريه منه صارخا من داخل نفسه وبلسان محجوب عبد الدايم " طظ " و ستين " طظ " !!!! وكما قال المصريين القدماء استحسانا " يسلم فمك !!!" ياايها المبدعين المصريين اسعدتونا !!!
الفقره الاخيره - قالت سناء جميل في فيلم الزوجه الثانيه بغل وتوتر وغيظ رهيب " الليله ياعمده " في مشهد من اجمل مشاهد السينما المصريه وهي تتحكم في زوجها الذي دفعته للزواج من اخري بحثا عن وريث لم يمنحه له رحمها الجدب بهدف الاستحواذ علي الميراث واحكام القبضه الظالمه علي حياه العباد فاذا بالظلم الذي عاشت توزعه علي الاخرين ينقلب عليها وتكتوي بناره ونار الغيره واذا بالوريث الذي انتظرته ولم يآتي بعد تكون فكره مقدمه اول غيث المها ووجعها فلا تملك امام هذا كله الا التحكم جبروتا في الرجل الظالم المتجبر وتجبره علي ترك فراش عرسه الجديد بعد ان توعدته وهددته فبقيت في ذاكره الشعب المصري قوله " الليله ياعمده " رساله صوتيه تدوي في آذاننا تحمل كل التهديد والوعيد والتجبر والخسه والجبن المقيت !!! وقال فؤاد المهندس في مسرحيه انا وهو وهي بسخريه واضحه "القانون مافيهوش زينب " ونسينا احداث المسرحيه ونسينا لماذا قال فؤاد المهندس ذلك القول وبقي في ذاكرتنا فقط ان القانون مافيهوش زينب او هكذا نطمح ان تبقي العداله عمياء معصبه العينين لاتري زينب ولا غيرها ولا تنحاز لهذا او ذاك واذ احسسنا في لحظه ان العداله فتحت عينيها ونظرت في وجه الخاضعين لها وانحازت لهذا او ذاك لا سبب من الاسباب نسخر مما نراه محاكين فؤاد المهندس في سخريته حين قال " القانون مافيهوش زينب " !!!
الجمله الاخيره -اقف احتراما للمبدعين المصريين الذين احبوا هذا الوطن واحبوا مواطنيه فاخرجوا من نفوسهم اعظم ما فيهم بصدق ومنحنونا لحظات ممتده من السعاده والصفاء فجاءت اعمالهم الدراميه بكافه اشكالها اعمالا محترمه لها مضمون وقيمه ومعني لا ينفذ مهما مرت الايام والسنوات وتركت تلك الاعمال في قلوبنا وعقولنا ونفوسنا عظيم اثرها فاحببنا ابطالهم وبطلاتهم ورددنا كلماتهم وتعاطفنا مع شكاوهم وابتهجنا لفرحهم فكآن المبدعين المصريين منحنوا فوق حياتنا التي نعيشها الف مليون حياه اخري نعيشها ونتعلم منها ونتآثر بها ونحبها !! اقف احتراما للمبدعين المصريين الذين لم يبحثوا عن " سبوبه " ولم ينزلقوا خلف " شباك التذاكر " ولم يستنزفوا اعمارهم واعمارنا " يقلبوا فرد الشرابات " لا يملكوا الا حدوته واحده جدبا يخرجون علينا بمعالجه جديده لها كل يوم وهي لا تستحق الا صندوق القمامه ومنذ اللحظه الاولي !!! اقف احتراما للمبدعين المصريين الذين احبوا هذا الوطن فاسعدونا ومازالوا يسعدونا !!! وعمار يامصر !!!
الفقره الاخيره - قالت سناء جميل في فيلم الزوجه الثانيه بغل وتوتر وغيظ رهيب " الليله ياعمده " في مشهد من اجمل مشاهد السينما المصريه وهي تتحكم في زوجها الذي دفعته للزواج من اخري بحثا عن وريث لم يمنحه له رحمها الجدب بهدف الاستحواذ علي الميراث واحكام القبضه الظالمه علي حياه العباد فاذا بالظلم الذي عاشت توزعه علي الاخرين ينقلب عليها وتكتوي بناره ونار الغيره واذا بالوريث الذي انتظرته ولم يآتي بعد تكون فكره مقدمه اول غيث المها ووجعها فلا تملك امام هذا كله الا التحكم جبروتا في الرجل الظالم المتجبر وتجبره علي ترك فراش عرسه الجديد بعد ان توعدته وهددته فبقيت في ذاكره الشعب المصري قوله " الليله ياعمده " رساله صوتيه تدوي في آذاننا تحمل كل التهديد والوعيد والتجبر والخسه والجبن المقيت !!! وقال فؤاد المهندس في مسرحيه انا وهو وهي بسخريه واضحه "القانون مافيهوش زينب " ونسينا احداث المسرحيه ونسينا لماذا قال فؤاد المهندس ذلك القول وبقي في ذاكرتنا فقط ان القانون مافيهوش زينب او هكذا نطمح ان تبقي العداله عمياء معصبه العينين لاتري زينب ولا غيرها ولا تنحاز لهذا او ذاك واذ احسسنا في لحظه ان العداله فتحت عينيها ونظرت في وجه الخاضعين لها وانحازت لهذا او ذاك لا سبب من الاسباب نسخر مما نراه محاكين فؤاد المهندس في سخريته حين قال " القانون مافيهوش زينب " !!!
الجمله الاخيره -اقف احتراما للمبدعين المصريين الذين احبوا هذا الوطن واحبوا مواطنيه فاخرجوا من نفوسهم اعظم ما فيهم بصدق ومنحنونا لحظات ممتده من السعاده والصفاء فجاءت اعمالهم الدراميه بكافه اشكالها اعمالا محترمه لها مضمون وقيمه ومعني لا ينفذ مهما مرت الايام والسنوات وتركت تلك الاعمال في قلوبنا وعقولنا ونفوسنا عظيم اثرها فاحببنا ابطالهم وبطلاتهم ورددنا كلماتهم وتعاطفنا مع شكاوهم وابتهجنا لفرحهم فكآن المبدعين المصريين منحنوا فوق حياتنا التي نعيشها الف مليون حياه اخري نعيشها ونتعلم منها ونتآثر بها ونحبها !! اقف احتراما للمبدعين المصريين الذين لم يبحثوا عن " سبوبه " ولم ينزلقوا خلف " شباك التذاكر " ولم يستنزفوا اعمارهم واعمارنا " يقلبوا فرد الشرابات " لا يملكوا الا حدوته واحده جدبا يخرجون علينا بمعالجه جديده لها كل يوم وهي لا تستحق الا صندوق القمامه ومنذ اللحظه الاولي !!! اقف احتراما للمبدعين المصريين الذين احبوا هذا الوطن فاسعدونا ومازالوا يسعدونا !!! وعمار يامصر !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق