" خبوا عيالكم .. العو جالكم " هكذا انتشرت الاشاعه كالنار في الهشيم ، اشاعه تتناقلها الالسن وارتجفت من تصورها الافئده ، اشاعه تقول ان هناك في وطننا ومدينتنا اطفال صغار يخطفون وتقوم عصابه دوليه بقتلهم واقتطاع اعضائهم الداخليه وبيعها للمحتاجين !! واذا احتلك الفضول وسآلت من يخبرك بهذه الاكذوبه عن تفاصيلها يتهرب من اسئلتك ويشوح لك بذراعيه غاضبا " انا معرفش هما الي بيقولوا " ولانك لا تعرف من " هما اللي بيقولوا " ولايعجبك الحديث الفارغ الذي تسمعه تجادله وتناقشه في تفاصيل الاكذوبه التي يرددها تحقيقا وتدقيقا فلا يترك لك فرصه ويتنصل من المناقشه محتقنا و" ياستي انت حره مش عايزه تصدقي براحتك انا كنت بقولك بس علشان مصلحتك حقك علي !!!!!!" واذا كنت انا لم اصدق تلك الاكذوبه ولم اقبل تلك الاشاعه منذ اللحظه الاولي التي ترددت علي مسامعي فان الكثيرين غيري قرروا ان يعطلوا عقولهم ويصدقوا تلك الاشاعه ويرددوها علي اسماع الاخرين تحذيرا وتنبيها لهم وفجآ اتسعت دائره الرعب والفزع واحتلت نفوس المواطنين ارعبتهم بذلك الحديث الفارغ الذي تتناقله الالسن يصدقوه كآنه حقيقه مطلقه واذا هدآت الاشاعه وكاد الناس ينسوها تتطوع سيده ما في مكان ما وتقسم بايمانات مغلظه ان " ابن جارتي عيل صغير نزل ومارجعش وياعيني لقوه مقتول" وتنفجر في البكاء تساندها السامعات لحديثها المؤثر ويبكوا جميعا وتقبض كل امرآه علي اصابع اطفالها تكاد تعلق في اعناقهم حبلا لا يتركوا لهم فرصه الحركه او اللعب او اللهو وربما تقعده من المدرسه لان " الواد صغير ما يفرقش يغيب يوم او اسبوع المهم سلامته " وفتستعيذ كل سيده من الجالسات بالله من الرعب الذي يحتل اعماقها خوفا علي اختطاف صغيرها وقتله واقتلاع اعضاءه الداخليه وتكبر الاشاعه وتكبر وتدور وتدور ويتناقلها النساء والرجال ويزداد الرعب والفزع والخوف وتنطلق حمله الرسائل علي التليفونات المحموله اخبارا " اللي نايم علي ودانه ومش دريان بالدنيا " وتنقل الشبكه العنكبوتيه الرسائل الالكترونيه " خلوا بالكم من عيالكم العو جالكم " ويفسر الاشاعه ويؤكدها احد الخبراء بجميع الامور بواطنها وظواهرها ويقسم " دي عصابات دوليه دكاتره وممرضات ومستشفيات وكلهم بيشتغلوا لصالح المليونيرات واللي معاهم فلوس " وهكذا تنغلق الدائره وتحكم حلقاتها ، اشاعه تافهه قالها مجهول بآن " العيال بتتخطف وتتقتل " ترددها نساء مجتمعات النميمه مع قهوتهن الصباحيه وجلسات الكوافير " خلي بالك من ابنك " ثم تنتشر في الاثير رسائل مجهوله المصدر وايميلات من ذوي القلوب الرحيمه ثم تحسم الايمانات المغلظه صحه الاشاعه وتؤكدها لان الذي اقسم علي كتاب الله رجل تقي وعارف ربنا و " ومالوش مصلحه يخوفننا ده بيوعينا بس " وهكذا تكبر كره الثلج وتجرف في طريقها كل الحقائق تلغيها وتضخم كل الاوهام والمخاوف وتكبرها ولان المصريين يصدقون في القول المآثور " مافيش دخان من غير نار " ولان الدخان انتشر يغيم علي عقول المجتمع استيقظنا يوما من النوم علي اكذوبه كبيره بآن " العيال بتتخطف وتتقتل وتتاخد اعضاءها الداخليه وتتباع " و" منهم لله ولاد الحرام " !!!!!!! وانتشر الرعب والفزع والخوف لايهم ابدا ان احدا لم يري اي طفل مقتول بلا اعضاء داخليه ولا يهم ان احدا لم يري اسره اي طفل من هؤلاء الضحايا ولايهم ان احدا لم يتآكد من صحه الشائعه قبل ان يرددها ويساعد علي ترويجها لا يهم هذا كله .. المهم اننا صدقنا وخفنا وارتعدنا واعتقلنا اطفالنا حبا وخوفا وكرهنا الحكومه التي " ساكته ومابتقلش كلمه واحده تطمنا " ثم كرهناها اكثر عند طمئنتنا لانها " ما بتقولش الحق وعايزه تطمن الناس وبس " ووشككنا في تصريحات مصلحه الطب الشرعي بشآن الطفل الاخير الذي وجد قتيلا حين قال كبير اطبائها " كل اجزاءه كامله " شككنا لان قوه الاشاعه المجهوله والخوف الذي صاحبها احتل كل اعماقنا وعطل عقولنا وجمد تفكيرنا الي الحد الذي لم يعد ممكنا معه ان نصدق اي شيء مهما كان حقيقيا وصحيحا وواقعيا ..... واكم من شائعات قتلت وشائعات هدمت بيوت وخربتها وشائعات بددت الطمآنينه والامان وشائعات اشعلت النيران في ثوب الوطن ومواطنيه ولان من يطلق الاشاعه مجهول ومن يرددها حسن النيه ومن يصدقها " معذور " فاننا نواجه عدو غير مرئي قادر دائما ان يطلق سهامه في قلوبنا ويطلق ادخنه الشكوك تخيم علي عقولنا تحتل نفوسنا وتغيبنا عن الواقع الذي نعيش فيه !!!!! اننا نواجه عدو غير مرئي لا يتوقف عن بث الشائعات كآنه يكره هذا الوطن ويكرهنا ولايدخر سبيلا او جهدا الا و" نكد علينا " !!!!!!!! فكروا فيما تسمعوا وفي معناه ومضمونه ودلائل صحته وامكانيه حدوثه ، فكروا وتعقلوا ما يقال لكم فهذا هو السبيل الوحيد لانقاذنا من مقصله الشائعات وحد نصلها القاتل !!!!!!! الفقره الاخيره - لايليق بصحفي ان ينقل عن رجل من العامه ان ابن شقيقه القتيل عثر عليه بلا كليتين فينشر ذلك الخبر دون تثبت منه او تيقين من صحته ثم يثبت بالدليل القطعي عدم صحه مانشره لان المانشيت الذي اختاره الصحفي لخبره غير الحقيقي قد اشاع في البلد رعبا يفوق اي تصور !!!!! الجمله الاخيره - كتبت احدي صديقاتي تحذرنا علي " الفيس بوك " من اختطاف الاطفال وقتلهم تحت عنوان " الدنيا ماعدش فيها امان " فعقبت علي حديثها باني " لااصدق تلك القصه " فقالت احدي صديقاتي تعقيبا علي كلامي " انت مش عايزه تصدقي " فرددت عليها " لا انتم اللي عايزين تصدقوا " وكبرت الاشاعه اكثر فاكثر !!!!!!!
نشرت بتاريخ اليوم ٢٩ اكتوبر ٢٠٠٨
نشرت بتاريخ اليوم ٢٩ اكتوبر ٢٠٠٨
هناك تعليق واحد:
نشرت هذه المقاله في الفيس بوك فجائتني هذه التعليقات ..
8 comments
Jihan Fahmy wrote
at 12:00pm
اشاعات اشاعات اشاعات
مالوا ودانا بالاشاعات
عشان نتلهي كمان وكمان
Sammar El-Sawi wrote
at 12:21pm
omal ana masme3tesh 3an el esha3a dih leigh?!!
Amira Abdalla wrote
at 12:23pm
انت في دنيا تانيه ياسموره - دي اتكتبت في الجرايد وانا ناقشتها في البيت بيتك - صباح الفل ياسموره
Dr.Hanan Farouk wrote
at 12:31pm
سلام عليكم يا أميرة
عندك حق يا أميرة بس يمكن السبب الأساس إننا كل شوية بنسمع مصيبة فخدنا على المصائب بقت عادي بالنسبة لنا..غير العادي ان الدنيا تبقى ماشية تمام والأمن مستتب والجو عليل
لكن برضو مينفعش نتصدق اشاعات من غير تثبت
Negad El Borai wrote
at 1:41pm
الأشاعات بتكتر لما المعلومات بتغيب ، والغريب ان الحكومة اللي بتزعل من الأشاعات هي اللي بتمنع المعلومات .حاجة تجنن.
Jihan Fahmy wrote
at 2:08pm
وليه متكونش هي نفسها الي بتطلع الاشاعات
Report - Delete
Gehan Ahmed wrote
at 7:00pm
طول ما فى نفس فاضية وعاطلة وحاقده وناس دماغها تافهة وناس عايشة حياتها حتفضل الاشاعات جوه بدلنا
بس هو اساسا اساس كل اشاعه ايه ؟؟ ممكن حد يجاوبنى
Mohammad Hasan Morsi wrote
at 8:06pm
إنعدام الشفافية
غياب الثقة في اي تصريح حكومي
إنعدام الثقافة
فيضان من الفراغ
ناس مش لاقيه شغل
ناس مش لاقية تاكل
من الآخر
ناس مخها فاضي
***************
طب هو في ألمانيا و لا اليابان مافيش إشاعات ليه
***************
سمعتوا آخر اشاعة
الراجل راح فرنسا ليه قبل المؤتمر بيومين
ههههههههههههههههههههههههه
مالناش دعوة يا عم
دي بقى فيها حبس
إرسال تعليق