في الاغلب مات سائق السياره النقل التي تسببت في كارثه " مزلقان " مرسي مطروح فلم يدرك حجم الكارثه التي تسبب فيها ولم يدرك عدد القتلي الذي ساعد في رحيلهم المؤسف الاليم عن الدنيا ولم يعرف قدر المعاناه التي يتعذب بها جرحي وضحايا ذلك الحادث الاليم وهم يتآرجحون بين الحياه والموت يناضلون من اجل البقاء تخذلهم اجسادهم العليله المتوجعه من اثر "ثانيه" النوم التي استغرق فيها ذلك السائق فكانت المآساه الكبري !!! في الاغلب مات ذلك السائق وارتاح من جريمته البشعه فلم يشهد بعينه جثث ضحاياه ولم يسمع باذنه عويل احباءهم ورحل عن الدنيا وفي رقبته ذنب اسر مكلومه واطفال يتامي ونساء ارامل واباء حرقت اكبادهم من لوعه الالم علي ابناءهم الذين ماتوا في ريعان الشباب دون ذنب او جريره وبفعل حظ عثر اوقفهم في لحظه دراميه امام سياره ذلك السائق النائم وتحت عجلات سيارته !!!! لكن اذا كان ذلك السائق قد مات في خضم الكارثه التي تسبب فيها - تاركا اطفاله صغار يبكون موته شباب يفتقدون وجوده تاركا زوجة منحها زوجها الفقيد لقب ارمله وهي في عز شبابها قبل الاوان وفي الاغلب لم يترك ذلك السائق لاسرته معاشا كبيرا ولا مدخرات تساعدهم علي الحياه وتقيهم شر العوز والحاجه وسؤال اللئيم - فآن الوف السائقين قرناءه وزملاءه مازالوا احياء يسيرون بديناصروات الموت فوق طرقنا يجرون بها كالاقدار اللعينه يهددون امان الاخرين ويبددون طمآنينتهم ، الا يقرآون تفاصيل الحادث البشع مثلنا ، الم يتآلمون للموتي مثلنا ،الم يتوجعون للجرحي مثلنا ،الم تسيل دموعهم حزنا علي الابناء والزوجات والامهات والاباء مثلنا !!! اذن ماذا سيفعلون ؟ هل سيقودون سيارتهم مثل ذلك السائق غير مكترثين بحياتهم مثله ،غير مكترثين بحاله السياره التي يقودوها مثله ،غير مكترثين لحياه الاخرين مثله ،غير متكرثين بحياه اطفالهم ونساءهم واسرهم وذويهم مثله !!! الن يدفع ذلك الحادث - وقبله الف الف حادث اخر - السائقين للتريث للاهتمام بحاله سيارتهم وصيانتها بدلا من ان يقودها ملاك الموت ويحصد بعجلاتها حياه السائق وحياه الاخرين !!! الم يقرآ ذلك الحادث وتفاصيله ملاك شركات النقل وملاك السيارات الم يبكون مثلنا حزنا علي الاطفال التي تقطعت اواصرهم وتبعثرت في الصحراء لا يعرفون لها رآسا من رجل الم يغضبون مثلنا من حوادث الموت العشوائي التي تتسبب فيها سيارتهم القديمه العطبه التي لا ينظرون في امر فراملها ولا يهتمون بصيانتها ولا يكترثون الا بثقل حمولتها الم يغضبون مثلنا لان رجل لا نعرفه كان يقود سياره خربه بلا فرامل نام لثانيه فادخل الحزن عشرات القلوب واحتل بسواده لون حياتهم !!!!! اذن ماذا سيفعلون هل سيصلحون سيارتهم هل سيختبروا سائقيهم هل "سيراعوا " ربنا في عملهم وياخذون "فتات" مكاسبهم يصلحون بها سياراتهم بدل من احتلالهم صفحات الحوادث " الساعه وكل ساعه " !!! ام ان الامر سيقف عند بعض البكاء وبعض الحزن وبعض التآثر ثم اغلاق الجريده ونسيان الحادث وتجاهله كآنه لم يحدث و"ترجع ريما لعادتها القديمه !!!!!" ..... ولتسمحوا لي اسآلكم من المسئول عن هذا الحادث والحوادث المتكرره الشبيهه والمماثله له وهنا انا لا اتحدث فقط عن المسئوليه الجنائيه ولا اتحدث فقط عن المسئوليه المدنيه والتعويضات بل اتحدث ايضا عن المسئوليه الاجتماعيه والاخلاقيه تجاه الاخرين !!! هل صناع القوانين والمشرعين هم المسئولون عن ذلك الحادث وكل حادث سبقه وسيلحقه لانهم هونوا من شآن القتل "الخطآ" باعتباره مجرد اهمال وعدم اكتراث و فعل جنائي " تافه " قد تكون عقوبته في بعض الاحيان مجرد غرامه ماليه لا تتجاوز الخمسمائه او الالف جنيه ولانهم اصموا اذانهم عن عويل الضحايا واسرهم وشكاوهم لان احباءهم ماتوا والجاني مازال حرا طليقا يقود سيارته بعد ان سدد الغرامه وخرج من المحكمه " بزفه " تبارك له الناس علي البراءه الاجتماعيه التي حصل عليها ولا عزاء للضحايا ولا عزاء لنا و" ربنا يكفينا شر المستخبي !!!!" هل المحاكم والقضاه واجراءات التقاضي البطيئه والاعيب المحامين وبراعتهم في تآجيل القضايا وتضييع الحقوق هي المسئوله عن ذلك الحادث وكل حادث سبقه وكل حادث لحقه لان القاتل لا يردع ولان الضحيه لا تنصف ولان السياره التي ارتكبت الحادث الاليم تسلم لمالكها قبل عقاب السائق وقبل صرف التعويضات للضحيه وقبل لملمه اشلاء الضحايا ودفنهم فيتعامل الجميع مع الحادثه البشعه باعتبارها " حادثه وقضاء وقدر وامر الله وربنا يعوض عليهم ويصبرهم " وتعالوا بسرعه نجفف دموعنا قبل الحادث الاخر !!!!!!! هل رجال المرور مسئولون عن هذا الحادث بغض بصرهم المتعمد عن المخالفات المتكرره التي " تخزق عين الاعمي " التي تتم كل ثانيه وكل لحظه في كل الطرق والشوارع من كل السيارات التي تسير عابثه لاهيه لا تعرف عن قواعد المرور ومقتضيات السلامه واداب القياده اي شيء وتنطلق " فوق الاسفلت " وحوشا ضاريه تستجلب الحداد المستمر للاخرين ولا ترتوي الا بدمائهم تحت بصر وعين رجال المرور ودفاتر مخالفتهم والسطوه المزيفه لقوانينهم التي لا " بتهش ولا بتنش !!!" هل هي مسئوليه السائق قائد سياره النقل سواء كانت الفرامل " بايظه " سواء كان قد نام لثانيه من الارهاق سواء افلت منه مقود السياره لسبب لا نعرفه فاطاحت بالسيارات امامها فصدمت القطار فكانت الكارثه ؟؟؟ هل هي مسئوليه شركه النقل مالكه السياره والتي هي في النهايه مسئوله عن سائقها الذي اجلسته فوق مقود سيارتها الديناصوريه - التي ربما تكون عطبه خربه لا تصلح للسير- وتركته يعيث في الدنيا فسادا يقتل ويجرح ويموت !!! هل نحن جميعا مسئولون عن ذلك الحادث لاننا صمتنا ازاء كل ما يحدث لاننا نعرف ان نصف السيارات التي تسير في الشوارع وعلي الطرق سيارات لا تصلح الا لارتكاب الكوارث وجرائم القتل ورغم هذا صمتنا وهززنا اكتفانا بلا مبالاه وقلنا " واحنا مالنا " ؟؟ من المسئول عن ذلك الحادث ؟؟؟؟؟؟؟ هل الحكومه هي المسئوله عن ذلك الحادث وكل الحوادث البشعه التي سبقته وكل الحوادث المروعه التي ستلحقه لان الحكومه هي المسئوله عن الطرق وسلامتها وعن المرور وانضباطه وعن تطبيق القوانين وتنفيذ احكامها الصارمه ورغم هذا لم تتخذ الحكومه من الاجراءات ما يمنع حدوث تلك الحوادث او يمنع تكرارها او يقي المواطنين من شرورها ونتائجها الكارثيه !!!! ان المجتمع الذي يعتاد الاستيقاظ اليومي علي مثل تلك الحوادث البشعه المروعه ولايقف امامها مرتاعا يفكر " بحق وحقيقي " كيف يمنع تكرار مثل تلك المآساه هو مجتمع للاسف الشديد قد تبلدت مشاعره وخدرت احاسيسه و" تخن " جلده مجتمع غير مكترث بما يحدث تحت قدميه غير مهتم بما يحدث تحت بصره غير مبالي بما سيجري فيه ، مجتمع تضيع كل لحظه انسانيته ويتبدل كل ثانيه لمجتمع من الوحوش المفترسه الضاريه المخيفه ، ان المجتمع الذي لا يقف انتباها امام مايحدث في اروقته ولا يفهم اسبابها ولا يبذل مجهودا لتصحيح الاخطاء والكوارث التي تعصف ببدنه هو مجتمع لا امان فيه ولا طمآنينه !!! وان ضاع الامان وتبددت الطمآنينه في المجتمع الذي نعيش فيه كيف سنعيش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الفقره الاخيره - صرخنا ان طرقنا غير امنه فلم يسمعنا احد !!! وصرخنا ان سيارات النقل تسير في الشوارع تنشر الموت فلم يسمعنا احد !!!!!! وصرخ الضحايا يتآوهون من وجع الكوارث التي تلحق بهم وباحباءهم فلم يسمعهم احد !!!! وصرخت النساء في الجنازات تولول خلف نعوش ابناءها وازواجها ترثيهم بمداد القلب فلم يسمعها احد !!!! وزآر الرجال غضبا وهم يلملمون اشلاء الضحايا المبعثره في الصحراء وفوق الطرق الاسفلتيه وتحت العجلات فلم يسمعهم احدا !!!!! عجبا ايها المجتمع الاصم الا تسمع الصراخ والعويل وطرقات الحزن علي بابك .. عجبا صمتك وتخاذلك واستكانتك اللعينه .. متي ستسمع ومتي ستغضب ومتي ستهتم !!!!!!
الجمله الاخيره - عدلوا القوانين وشددوا العقوبات علي القتل الخطآ الناشىء عن حوادث السيارات ،عدلوا القوانين واجبروا المتهمين في جرائم القتل الخطآ علي المثول امام المحكمه بشخوصهم منذ الجلسه الاولي ليقفوا في قفص الاتهام يسمعوا ويدركوا بشاعه الحادث الذي تسببوا فيه وخصصوا دوائر قضائيه للفصل السريع في جنح القتل الخطآ ولو استلزم الامر انعقاد المحكمه عده ايام متتاليه حتي يفصل في القضيه بحكم نهائي وارفعوا قيمه التعويضات التي سيدفعها السائق ومالك السياره وشركه التآمين للضحايا واسرهم لملايين الجنيهات واحرموا المتسبب في القتل الخطآ من القياده ثانيه مده مساويه لمده عقوبته الجنائيه علي الاقل ....... ربما تردع تلك الاجراءات الوف العابثين المستهترين من قائدي السيارات والمركبات بجميع انواعها من الاستخفاف بحياه الاخرين وتقلل معدل الحوادث البشعه وتمسح دموع الضحايا !!!!!!ا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق