الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

هل صحيح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل صحيح ان رمضان الذي نعيش ايامه صار خاليا من البهجه والحميميه مثلما كانت ايام وليالي رمضان البعيده ؟؟؟ هل صحيح ان رمضان هذه الايام لم يعد فيه من رمضان الذي يحن اليه الناس جميعا الا بعض الذكريات البعيده التي تؤنس البشر لكنها لا تبدد احساسهم بالوحشه والوحده التي يعاني منها الناس جميع رغم الصخب والضجيج والخيم الرمضانيه والازدحام المروري والمليون مسلسل الذي يحاصروهم فوق " الكنب " يلهثون من محطه لمحطه !!!! لكن رمضان هو رمضان شهر العيله و" اللمه " وال" ميت صنف اكل " ولان كل الناس يتعين عليها " تشتري حاجه رمضان " ويتعين علي النساء ان تفكر بطريقه مبدعه في " حناكل ايه بكره وبعده " ولان الكبار يحنون للفانوس النحاسي التقليدي بزجاجه الملون وشمعته الوضاءه ويكرهون الفانوس الصيني الحديث واضواءه الصناعيه الباهره ولان صوت عبد المطلب كان ومازال يدوي في قلوبنا " اهلا رمضان " فالناس ينتظرون هذا الشهر الكريم علي شوق يحلمون بايامه ولياليه كآنهم سيخطفهم من تلك الدنيا البارده التي يعيشون فيها كآن سينقلهم للزمن البعيد الحميم لاحضان الامهات لحوادييت الجدات وحنانهم الفياض كآنهم سيعيدهم لطقوس اصيله طالما اسعدتهم وطالما افتقدوها الناس ينتظرون هذا الشهر الكريم علي شوق يستجلبون ذكرياتهم الحبيبه يتذكرون " كنافه امي الله يرحمها " يشتاقون ل" فته عمتي ماكانش فيه زيها " يشيدون ب" الا مخلل خالتي ماكنش فيه زي طعامته " يستجلبون ذكرياتهم الحبيبه فيقص علينا احدهم " كنا بنلعب في الشارع من الفطار للسحور " وتقاطعه اخري " رمضان واحنا صغيرين كان في الشتا كنا نقوم في عز التلج نتسحر ناكل بسرعه ونرجع تحت البطانيه جري " ويتذكر اخر " كنت باذاكر ثانويه عامه وانا صايم وطول الليل سهران يادوبك اتسحر وانام محسيتش ان الشهر خلص الا لما قالوا عيد بكره الصيام مع المذاكره جري هوي " وتقول اخري " كنت ااقعد وسط جدتي وخالاتي وخيلاني هما عمالين يضحكوا واحنا الصغيرين بنضحك معاهم مش فاهمين علي ايه لكن كل الي افتكره انهم كانوا مبسوطين واحنا كمان كنا مبسوطين " ويقول احدهم " رمضان في بيت جدي له طعم تاني كنا نستني عزومه جدي من السنه للسنه الاكل طعمه حلو ولمه العيله ليها طعم احلي ومهما قعدنا نبقي مش عايزين نروح " وتتذكر واحده انها " كنا نتجمع كلنا انا واخواني وبنات خالتي وبنات عمتي وعيال الشارع ونغني وحوي ياوحوي معانا فوانيس وشمع و.. " تتذكر ان الشمعه الذائبه لسعت اصبعها فتبتسم باسي كآنها تتمني عوده تلك الايام ويجمع الجميع علي انها " كانت ايام جميله وخلصت !!!" هل صحيح ان رمضان الذي نعيشه في ظل هذا الزحام والصخب والضجيج والتلفزيونات والفضائيات والكومبيوترات و" الفيس بوك" والشات ورسائل التليفونات المحموله فقد مذاقه الحميم وضاعت من ايامه فرحتها ولم يعد هو "رمضان اللي نعرفه وبنحبه !!!" هل صحيح ان توحد كل انسان مع نفسه واستغراقه مع مشاكله وهمومه و" قله الفلوس " و" قله المزاج " والضغوط العصبيه التي تحتل نفوس وابدان الناس من كثره المصاعب التي يعيشون فيها ومن شده التلوث البيئى والتلوث الصوتي والتكدس البشري الرهيب والازدحام المروري اخرج الناس جميعا من المزاج الرمضاني المحبب اليهم وجعلهم لايشعرون بجلال وروحانيه وجمال ذلك الشهر !!!! اسآل اسئله لا اعرف لها اجابه ولا انتظر لها اجابه اسئله سخيفه كان يتعين علي انكارها ومسايره الناس في ادعاءتهم المزيفه بآننا "مبسوطين وفرحانين ومزئطيطن وكل سنه وانتم طيبين !!!!!" لكني اري ما يخفيه الناس في اعماق نفوسهم اراهم يرسمون ابتسامات واسعه علي وجوه تعيسه اراهم يجتمعون علي موائد الافطار يتمنون احساسا بالالفه فلا يشعرون الا بمزيد من الوحده لان كل منهم يخفي عن الاخرين مايشعره ويحسه ويدعي مثل الاخرين انه في " منتهي السعاده " و" رمضان كريم علينا وعليكم " !!! اري ما يخفيه الناس في اعماق نفوسهم يبحثون عن لحظات دفء ضاعت منذ سنوات طويله يبحثون عنها في احضان الاخرين البارده يبحثون عنها في عناق لا يعطيهم ما كانوا ينتظروه يبحثون عنها في حوار لا يهتم احد باكماله يبحثون عنها في مقابله طويله يعودون منها اكثر تعاسه لان " الناس قاعده كل واحد في وادي كآنه قاعد لوحده " يبحثون عنها في لقاء عائلي يرتبون له طويلا وينتظرون حدوثه طويلا ثم يعودون منه غاضبين لان " العيال مش عارفه بعض ولا عارفه الناس اللي قاعدين معاهم كآنهم مش عيلتهم " وينتهد الجميع ويزفرون الانفاس الساخنه و" الله يمسيها بالخير ايام رمضان زمان وياريتها دامت !!!" ويقسم الشيوخ والعجائز والنساء الهرمات ان " كنافه زمان كانت اطعم وقطايف زمان كانت اطعم !!!زي مايكون الدنيا اتقل خيرها " وتلمح نظره اسي في عيون الشباب انهم يعيشوا حياه خاويه من الحميميه والاحساس بالانتماء العائلي والاسري تلمح تلك النظره حين يجلسون وسط الكبار يسمعون حكايات طفولتهم وطريقه لهوهم وفرحهم فيسآلون انفسهم " لماذا لم نعش نحن تلك الايام " وتخيم سحب الحزن فوق عيونهم تطفيء لمعتها ثم يسحبون انفسهم ويجلسون فوق اجهزه الكومبيوتر يخلقون مع نظرائهم عوالم افتراضيه يعيشون فيها ويلهون فيها ويحققوا احلامهم فيها بديلا عن الحياه الخاويه التي تحاصرهم !!! اسآل اسآله لا انتظر لها اجابه لكنها اعاني من مرارتها فانا مثل كل الناس احن للماضي الجميل لطفولتي في الليالي الرمضانيه الدافئه احن لصوت المسحراتي العجوز ودقات طبلته تحت شرفه منزلي تنادينا بالاسم انا واختي وابي وامي تناشدنا الاستيقاظ للسحور احن لصوت النقشبدني يتلو بخشوع وجلال وصدق اسماء الله الحسني احن لصوت عبد المطلب واغنيته الشجيه " اهلا رمضان " احن لسماع اذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت كآنه ينزعنا من مقاعدنا ويصعد بنا للصفاء الروحاني الجميل احن للماضي الجميل لطفولتي وايام شبابي حين كان رمضان رمضان فتتجمع العائله بحب وصدق ودفء كل البيوت بيوتنا وكل الاحضان تدفئنا احن للماضي الجميل حين كان التلفزيون يصمت مبكرا فيترك لنا مساحات من الوقت الطويل قبل ساعه الامساك تجبرنا علي التواصل الانساني الحميم وحين كانت فزوره الراديو تقدم لنا معلومه مفيده تقدح اذهاننا وتدفعنا للتباري في اظهار الذكاء والالمعيه والبحث عن اجاباتها الصحيحه احن للماضي الجميل حين كانت تجلس جدتي بجانب المذياع القديم تنتظر " الف ليله وليله " تستمع بقصصها وحواديتها وبراعه مؤدييها اتذكر ليالي رمضان في بلدتنا الريفيه نسمع لصوت القرآن منبعثا من الجامع القريب سحابه تقوي تلف البلده وتحتوي كل ابناءها الجالسين تحت ضوء القمر وفي ظلمه الليل البهيم قلوبهم مليئه بالخشوع والتقوي والمحبه الخالصه ، انا مثل كل الناس حاولت بقدر جهدي الامساك برمضان وطقوسه العائليه وفوانيسه النحاسيه و" لماته العائليه " حاولت الحفاظ علي تراثه الانساني البديع حاولت احياء ذكرياته القديمه كآننا سنعيشها ثانيه فدعوت عائلتي للافطار لكن نصف بشرها وصلوا بعد " المغرب " لان الشوارع الزحمه وشربوا " الشوربه بارده " واشتريت " الكنافه والقطايف " لكن طعمها اختلف ولسع حلقي كآنه ينبهني لاختلاف الازمنه وفتحت الراديو فوق المائده نسمع صوت الاذان ثم الدعاء ثم البرامج الخفيفه لكنها لم تسعدني ولم ينتبه اي من الجالسين لحديثها فهم يآكلون بسرعه ويرغبون في الرحيل بسرعه قبل ازدحام الشوارع واشتريت لابنتي الفوانيس النحاسيه فنظرت ابنه صديقتي لتلك الفوانيس متعجبه وهمست لامها " طنط بتشتري لبناتها البتوع دول ليه " وبالطبع لم ارغب في ان اشرح لها قيمه هؤلاء " البتوع " في نفسي واهميتهم في ذاكرتي وقدر السعاده التي منحوها لي في الايام البعيده !!! وكنت اتصورها مشكلتي الشخصيه وعجز مني عن التوائم مع حاضر هذه الايام لكني احسست في نفوس الجميع ذات الحنين لايام الماضي وقرآت في عيونهم اشتهاء لاحياء الذكريات البعيده التي اسعدتهم وسمعت من الاخرين قصصهم وحواديتهم وذكرياتهم وشعرت منهم قدر احساسهم بالفقد الكبير لايام رمضان التي كانت تسعدهم وتلاشت من حياتهم البارده ولم تترك لهم الا ذكريات جميله هي كل ما تبقي لهم من رمضان اللذي يعرفون ويحبوه وينتظروا ايامه بشوق كبير !!!!!! و هل صحيح ان رمضان الذي نعيش ايامه صار خاليا من البهجه والحميميه مثلما كانت ايام وليالي رمضان البعيده ؟؟؟
الفقره الاخيره - ماهذا المقال السمج الذي كتبته لكم ؟؟ الم يكن يتعين علي مشاركتكم الاجواء الاحتفاليه الاحتفائيه التي تعيشوها !!! الم يكن يتعين علي مشاركتكم البهجه والفرحه التي تتملكم !!! الم يكن يتعين علي ان ابادلكم التهانئ بمقدم الشهر الكريم وادعو لكم ولنفسي ولكل احبائي بالسعاده والمغفره والجنه !!! استميحكم عذرا انا اشاركم فعلا الحاله التي تعيشوا فيها والمشاعر التي تشعروا بها !!!
الجمله الاخيره - من ينزل الاسواق هذه الايام يتصور ان كل البشر اصابهم سعار استهلاكي رهيب فجميعهم يشترون ويشترون كآن " القيامه حتقوم بكره " كآنهم يستعدون لاحتفاليه كبيره لكن التعاسه المرتسمه علي وجوههم تقول شيئا اخر غير ما يسعون لاظهاره والادعاء به !!!!
السطر الاخير - هل يملك علماء الاجتماع والمهتمين بشآن وبشر هذا البلد ان يفسروا لنا ما يحدث ولماذا يحدث ؟؟؟
الكلمه الاخيره - رغم ان مقالي سمج وكئيب فلا يمكنني ان اضع قلمي جانبا وانهي مقالتي دون ان اقول لكم " كل سنه واحنا جميعا بخير " واذكر نفسي واذكركم بآن " رمضان كريم " واتمني من الله عز جلاله ان يعيد ايامه علينا بالخير واليمن والبركات والسعاده وان ادعو للجميع ان يفك الله ضيقتهم ببركه هذا الشهر وايامه المفترجه !!! كل سنه وانتم جميعا طيبين !!!!ا
نشرت بتاريخ اليوم ٣ سبتمبر ٢٠٠٨

هناك تعليق واحد:

اميرة بهي الدين يقول...

نشرت هذه المقاله في الفيس بوك فجائتني هذه التعليقات ..


Noha Essmat wrote
at 11:21am on September 3rd, 2008
هل صحيح؟؟؟
ده صحيح وسبعتاشر مليون صحيح كمان
فعلا جو رمضان بقى غير جو زمان خالص
الروحانيات قلت كتير عن زمان
حتى التليفزيون مابقاش زى زمان..مزحوم بحاجات ولا ليها طعم ولا لون
لسه امبارح كنت انا واخواتى بنتكلم عن كده... وحمدنا ربنا اننا لحقنا أخر الأيام الجميلة

بس انتى يا أميرة لخصتى الموضوع فى تلات كلمات:
"الدنيا اتقل خيرها"
بس حتى لو اتقل برضه الخير هيفضل موجود الى يوم الدين:)
وكل سنة والكل طيب وبخير:)


Edward Elmassry wrote
at 11:58am on September 3rd, 2008
صحيح اصبح رمضان قاتما و مظلما
تفوح منه رائحة عطنة و تسري فيه برودة تقشعر منها القلوب

لا اخفي عليكم اني امسيت كارها لهذا الشهر

و ما اعاد البهجة ليسوى اني ملاك

حقا انا ملاك

صدقوا او لا تصدقوا


Noha Essmat wrote
at 12:06pm on September 3rd, 2008
انت لو ملاك صحيح يا أدهم مش هتكره الشهر ده بس... انت هتكره أيامك كلها:)


Edward Elmassry wrote
at 1:23pm on September 3rd, 2008
ههههههههههههههههههههههههههههههه

و حكرهك انتي كمان


Noha Essmat wrote
at 1:25pm on September 3rd, 2008
هههههههههههههههه
لا انا بالذات يا أدهم ماينفعش الملايكة تكرهنى.. ده لو كانوا ملايكة بجد .. ابقى اسأل أميرة وهى تقول لك:)هههههههههههه


Hatem Hafez wrote
at 1:34pm on September 3rd, 2008
مافيش بهجة لا في رمضان ولا في ذو القعدة


Edward Elmassry wrote
at 4:35pm on September 3rd, 2008
هو صحيح الشيطان شاطر

بس هو شاطر فعلا لأني انا اللي بذاكر له