الجمعة، 3 أكتوبر 2008

" اللي كان .......... كان !!!"

قرآت الاسبوع الماضي باحد الصحف اليوميه عن حادثه ارعبتني واضجت مضجعي واطارت النوم من عيني وزادت ضربات قلبي وفتحت امامي ابواب جهنم اتسائل مالذي حدث في هذا المجتمع ؟؟؟؟ ومالذي سيحدث فيه مستقبلا ؟؟؟ والي اين نسير ؟؟؟؟ خبر يتصدر صفحه الحوادث بمانشيت كبير "شابه تقتل جدتها لسرقتها" وتحت المانشيت تفاصيل خبر موحش مخيف عن فتاه تعيش مع جدتها البخيله قررت ان تقتلها هي وصديقتيها لسرقه ذهبها حتي تتمكن من الزواج بخطيبها المفلس !!! ويشرح الخبر كيف قتلت الجده علي يد حفيدتها وبتخطيطها الاجرامي فيقول ... انتظرت الفتاه البالغه من العمرتسعه عشر عاما نوم جدتها ليلا ثم كتمت انفاسها بمخده وجلست فوق رآسها تقيد حركتها وتثبتها حتي لا تبعد المخده عن رآسها وتنقذ نفسها وساعدتها في اتمام جريمه القتل صديقتيها التي تبلغ كل منهما خمسه عشر عاما فجلست الاولي فوق بطن الجده وجلست الثانيه فوق رجليها حتي لا تتحرك ثم ضربت الحفيده جدتها فوق رآسها بزجاجه للتآكد من موتها ثم بقيت الفتيات الثلاث جالسات فوق الجده يشلن حركتها ومقاومتها حتي لفظت انفاسها الاخيره ويكمل الخبر ان الفتاه الحفيده اتفقت مع صديقتيها وحتي لا يكشف امرهن وامر جريمتهن الشاذه الشائنه علي تكميمها وتقيدها بالحبال لتصوير الامر وكآنه جريمه سرقه خارجيه تعرضت لها الجده والفتاه التي انقذها حظها السعيد فلم تلق حتفها مثل الجده البائسه !!!!! وشرح الخبر انه تم اكتشاف الحادث والتحقيق فيه بواسطه اجهزه الامن التي كشفت اللثام عن تلك الجريمه وتوصلت لقتل الجده بواسطه حفيدتها وصديقتيها واعترفت الفتيات الثلاث بارتكاب الجريمه وقمن بتمثيلها امام النيابه وتم حبسهن اربعه ايام علي ذمه التحقيق و...... " يانهار اسود " ..... امسكت الجريده في يدي اقرآ الخبر مره واثنين واتمعن في تفاصيله لا اصدقها .. ثلاث قاتلات اكبرهن تسعه عشر عاما يساعدها ويعاونها في ارتكاب جريمتها البشعه صديقيتها لا تتجاوز اعمارهن خمسه عشر عاما يقوي قلبهن علي قتل سيده عجوز بكتم انفاسها فجلسن فوق جسدها الهرم بصلابه وبلاده وقسوه ودون تردد يمنعن حركتها لم يرتعشن حين سمعن حشرجه الموت تخرج من حنجرتها المكتومه ولم يقفزن من فوق بدنها حين ارتعش رعشته الاخيره وانتفض صامتا للابد ولم " تصعب عليهن " وهي " تفرفر " تقاوم اختناقها ولم يخفن حين كشفن وجهها المتجعد المتقلص الما ورعبا ورآين عينيها الجاحظتين وعروقها النافره وتآكدن من موتها قتيله بين ايديهن الشابه ربما كن في تلك اللحظه المخيفه يتجاذبن ببلاده وانعدام الاحساس اطراف الحديث بينهن يفكرن في الثروه التي ستؤول اليهم وماذا سيفعلن بها ربما تبلدت مشاعرهن للحد الذي ضحكن فيه اثناء تلك اللحظه المرعبه حيث قبض ملاك الموت علي روح السيده العجوز فرحلت عن عالمنا المخيف وحياتنا الحقيره !!! ثلاث قاتلات من الجراءه والقوه والبلاده والقسوه لدرجه كتم انفاس سيده عجوز تنام امنه في فراشها لم تتصور طبعا ان حياتها ستنتهي علي يد الفتيات الصغيرات التي اعدت لهن العشاء قبل موتها لم يخطر ببالها ان الخطر الذي يحيق بها ويهددها لا يآتي من العالم الخارجي التي حمت نفسها منه باغلاق " ترابيس باب الشقه " وانما يآتي من الغرفه المجاوره التي ترتفع منها ضحكات البنات الصغيرات وصوت لهوهن ، لم يخطر ببالها للحظه ان حفيدتها اليتيمه التي استضافتها في منزلها بعد موتها ابيها ستحفظ لها الجميل وترد لها دين الرعايه والاهتمام بقتلها شر قتله للاستيلاء علي اموالها التي ادخرتها للزمن ، لم يخطر ببالها لثانيه ان حفيدتها الحبيبه ستعجل بموتها استيلاءا علي الميراث الذي كان سيؤول اليها من جدتها بعد عمر طويل !!! " يانهار اسود " القيت الصحيفه بعيدا واحسست وجعا في " فم " معدتي وتقصلا في امعائي و" ساخت " روحي احس خوفا ورعبا وغضبا وحنقا و" ملعون ابو الزمن الاسود " لا اصدق لا ارغب في تصديق ان تلك الفتاه الشابه حفيده القتيله قويت وتوحشت للحد الذي قتلت فيه جدتها " بسكين بارد"واعصاب هادئه ودون ان يطرف لها جفن او ترتعد فرائصها بلا حزن بلا خوف بلا وجل بلا تردد بلا احساس !!! لا اصدق لا ارغب في تصديق ان صره الذهب التي تملتكتها الجده دفعت حفيدتها العاشقه لشاب مفلس لقتلها وانهاء حياتها وكآن تلك الجده حشره سحقتها الفتاه بحذائها بلا تردد كآنها ذبابه خبطتها بورقه جرنان باليه كآنها جرذ طاردته بعصا غليظه وقتلته !!!! لا اصدق ولا ارغب في تصديق ان الفتاه ذات التسعه عشر ربيعا تفاعلت في نفسيتها الاسباب وضغطت عليها المشاكل وخنقتها الحاجه الي الحد الذي لم تري معه مخرجا لغرامها من الشاب المفلس الفاشل الا قتل جدتها وسرقتها تتصور بذكائها المحدود وخبرتها المعدومه بالحياه انها ستخدع اجهزه الامن وتنجح في التحايل عليهم وتحول ابصارهم للبحث عن مجرم مجهول فيتركوها تدفن جدتها باكيه بدموع التماسيح ثم تعود تحتفل هي والشاب المفلس بحياتهما الجديده التي سيبدؤها بتبادل الانخاب الاحتفاليه يشربون دم الجده القتيله ويلتهمون لحم جسدها ابتهاجا بنجاحهم في ارتكاب الجريمه الكامله وسعاده بارتباطهما الميمون وفرحا بذكائهم الشرير الذي مكنهم من " قتل القتيل والمشي في جنازته " !!!! الي اين يسير هذا المجتمع والي اي هاويه سحيقه ندفع جميعا !!! ماشكل هذا المجتمع الذي نعيش فيه ؟؟؟ ماشكل مستقبله ؟؟؟ ما شكل بشره وماهي طبيعه مشاعرهم واحاسيسهم ؟؟ مالذي حدث فينا ومعنا فتبلدت مشاعرنا وجفت احاسيسنا وماتت قلوبنا ؟؟ مالذي حدث فينا ومعنا فانسحب كل منا داخل شرنقته الفرديه لا يكترث بما يحدث بعيدا عن انفه ولا يهتم بما يجري تحت قدميه ولا ينتبه لما يحيط به ؟؟؟ مالذي حدث فينا ومعنا ففقدنا الاهتمام والاحساس والانتباه وصار اي شيء اي شيء شاذ وخطير وموجع شيء عادي لا يستحق منا اي تفكير او تعليق او حتي انتباه !!!! ولا تعاتبوني ولا تتعجبوا من سذاجتي حين اخذ من هذه الحادثه الفرديه القبيحه مؤشرا علي احوال المجتمع وحاله !!! فهذا المجتمع شرب فنجان قهوته الصباحيه بمزاج وتصفح جرائده ووقعت عيناه علي تفاصيل تلك الحادثه البشعه فلم يجفل له رمش ولم ينزعج ولم يخاف وكآن مواطنيه اعتادوا من بعضهم البعض الاجرام والتوحش والقسوه والتصرفات المنحطه !!! هذا المجتمع تناوله افطاره بسرعه وهو يقرآ سطور ذلك الخبر فلم " تسد نفسه " ولم تتقلص معدته ولم يصرخ خوفا او فزعا او انزعاجا وكآن كل فتياته قاتلات وكآن كل جداته قتيلات وكآن هذا هو المسار الطبيعي الذي تسير وستسير اليه حياتنا الرتيبه العاديه !!! هذا المجتمع عرف عن تلك الجريمه الشاذه ثم ذهب لعمله وتشاجر في الشوارع بسبب ازدحام المرور ثم عاد لمنزله اكل طعامه بالهنا والشفا وشرب قهوته ثم مدد جسده امام التلفزيون وهو " يقزقز لب " ويتفرج علي برامجه الممله ويتمايل مع اغانيه الهابطه ويشاهد افلامه التافهه ثم القي بجسده علي الفراش وشد الغطاء فوق رآسه ونام نوما عميقا و" شخر " وحلم احلام سعيده بلا مبالاه جميله كآن ما يحدث حوله لا يحدث الا في مجتمعات بعيده لا يهمه امرها ولا يكترث بحالها و" تصبحوا علي خير !!!" هذا المجتمع لم ينطق علماء الاجتماع فيه يفسرون ويحللون تلك الجريمه البشعه المنحطه ودلالاتها هذا المجتمع لم ينطق علماء النفس فيه يشرحون العوامل التي دفعت تلك الفتاه الشابه بدلا من الاحتماء بحضن جدتها امانا وطمآنينه للجلوس فوق رآسها تكتم انفاسها وتكسر جمجتها وتحتفل بموتها هذا المجتمع لم يتحدث فيه جهابذه علم الاجرام عن طبيعه تلك الجريمه وشذوذها واثارها ومعناها !! هذا المجتمع قرآ الفاتحه علي روح الجده القتيله ونام !!! ياايها الناس انتبهوا وخذوا حذركم ففي ايامكم التي تعيشوها ارتكبت ثلاث فتيات صغيرات جريمه قتل بشعه ببلاده وبلا احساس فهل يخيفكم هذا مثل ما يخيفني هل يرعبكم هذا مثل ماارعبني هل ترسل لكم تلك الجريمه البشعه رساله موحشه مثلما ارسلت لي !!! ياايها الناس في مجتمعنا الطيب انتبهوا فنحن نجلس فوق قنبله موقوته اقترب ميعاد انفجارها المخيف فحين تقتل ثلاث فتيات في عمر الزهور سيده عجوز لسرقتها لا يكون امامنا الاختباء داخل المخابئ النوويه حمايه لانفسنا من اقرب الاقربين وياله من رعب قادم سنعيش ايامه السوداء !!! ياايها الناس في مجتمعنا الطيب ان جريمه قتل الجده العجوز تؤكد عليكم ان الامان والطمآنينه قد رحلا عن هذا المجتمع وبغير رجعه اما طريقه استقبالنا للحادث وتعاملنا معه فلا يؤكد علينا الا معني واحد اننا قد تبلدنا وفقدنا الاحساس وضاعت منا انسانيتنا و" اللي كان كان " !!!
الفقره الاخيره - اتمني ان تكون الحادثه البشعه التي وصفتها مجرد حادثه فرديه لا تعبر الا عن انحراف فتيات ثلاث واجرامهن واتمني ان تكون منبته الصله بحادث "أب يضرب رأس ابنه طالب الجامعة في الحائط حتي الموت" وان تكون منبته الصله بحادث " نقاش يقتل ابنة زوجته الطفلة بـ«الركلات» في الجيزة " وان تكون منبته الصله بحادث "عامل يطلق الرصاص علي عاطل بشبرا الخيمة.. أوقعه علي الأرض أمام زبائن المقهي" وان تكون منبته الصله بحادث " إحالة ربة منزل قتلت شقيقتها وعامل تخلص من شقيقه إلي جنايات الجيزة " وان تكون منبته الصله بحادث " عامل في منشأة ناصر ذبح صديقه لرفضه مشاركته سهرة " وان تكون منبته الصله بحادث "يقتلان شقيقتهما في صحراء الصف بعد استدراجها من بني سويف" اتمني الا تكون كل هذه الحوادث والحادثه التي كتبت عنها مقالتي تعبر عن تغيير في الحاله النفسيه للناس في هذا الوطن وطريقه تعاملهم مع المشاكل والضغوط وتكشف عن نمط سلوكي واخلاقي واجرامي جديد !! هل يملك اي مهتم بهذا الوطن اجابه تطمئني وتبدد مخاوفي قلقي علي الوطن ومواطنيه !!!!
الجمله الاخيره - اصبحت اخاف من هذا المجتمع خوفا فظيعا ولا اشعر فيه بالامان لا علي نفسي ولا علي بناتي ولا علي احبائي وفي نفس الوقت لا اقوي علي الرحيل منه ولا مغادرته ولا الفرار من قدره ومصيره و.... الا يهتم احد بما يحدث ويفكر بجديه واخلاص في حالنا ومستقبلنا !!!
السطر الاخير - احاول مخلصه حبا في هذا الوطن الاهتمام بما يحدث فيه لكني لا اقوي وحيده علي انقاذه من اشكال الانهيار المختلفه التي تلحق ببدنه وفي ذات الوقت لا املك الا دموعي اذرفها حاره كلما المت به المحن شآني في ذلك ملايين المخلصين المحبين للوطن قليلي الحيله امام كل ما يحدث فيه !!!


هناك تعليق واحد:

اميرة بهي الدين يقول...

نشرت هذه المقاله علي الفيس بوك فجائتني هذه التعليقات

Nesrin Youssef wrote
at 11:12am on April 23rd, 2008
لا املك الا قول لاحول الا بالله
الادهى من كل هذه الجرائم جريمة قرأتها بالامس فى جريدة المصرى اليوم ام ذات 19سنة تخنق طفلها الذى لديه 6شهور بسبب ان فشلت فى اسبات نسب الطفل لزوجها الذى تزوجته عرفى فهو لا يريد الاعتراف به فخنقت طفلها بمنتهى البساطة


Amira Abdalla wrote
at 11:15am on April 23rd, 2008
قريتها برضه - حاجه تخض


Rasha Ali wrote
at 11:34am on April 23rd, 2008
الدنيا بقت صعبة اوي بقينا نسمع عن جرايم يشيب ليها الوليد
يارب ارحمنا واسترها علينا


Negad El Borai wrote
at 12:03pm on April 23rd, 2008
ما تزعلش نفسك ، ايه رايك في الأخبار دي" اب وبناته الثلاثه ينتحرن من الجوع " واب يضع لناته مبيد حشري في طعام ليموتوا ويموت معهم لأنه لم يعد لديه مال ينفقه عليهن" ، ثم ايه رايك في الخبر الحصري ده " نسبة النمو 7% والأستثمار زاد الي 400 مليون بس الناس لازم تصبر من 3 سنين كان اقتصادنا في القاع احنا كنا فين وبقينا فين " طبعا عارفه مين قال كده الأخ جمال مبارك مع الأخ عبد اللطيف المناوي .
ممكن تغطيني وتصوتي .

Hatem Hafez wrote
at 12:35pm on April 23rd, 2008
انتي مش عارفة الجوع بيعمل ايه
اقري عن الشدة المستنصرية
انتي عارفة انه في الاسرة مش عارف كام في التاريخ الفرعوني اخترع المصريين كلابات عشان يصطادوا بيها بني ادميين عشان ياكلوهم


Nesrin Youssef wrote
at 1:35pm on April 23rd, 2008
انا مش عايزة اقولك ان كده الام المفروض تخاف من ولادها و الاولاد يخافوا من اهاليهم
و لا احنا بقينا عيشين فى مجتمع مريض تحكمه افكار مجنونة لا يفكر لماذا مثلاً لو كرهتى حد و حلمتى انك قتلتيه ممكن تقومى الصبح تقتليه


Sahar El Gaara wrote
at 3:37pm on April 23rd, 2008
غريبة جدا أن أنتم لسه بتتخضوا
هى الجريمة دى جديدة !!
على فكرة أن عمرى ما بأقرأ صفحة الحوادث
لأن الحياة فيها ما هو أغرب وأكثر فزعا
بإعتبارى صحفية لازم أقول أن ما ينشر أبسط بكثير من الحقيقة


Edward Elmassry wrote
at 10:02am on April 24th, 2008
يا جماعه يا أهل مصر الأعزاء

احنا بقينا بناكل بعض فعلا

مش تعبير مجازي

هو تعبير حرفي

احنا بناكل بعض

القريب قبل الغريب

لا حول ولا قوة إلا بالله


Edward Elmassry wrote
at 10:25am on April 24th, 2008
و عشان ايه

عشان شوية تراب

مش عارف مين الجاني و مين المجني عليه
اختلط الحابل بالنابل
وبقت زيطه

مين الظالم مين المظلوم

دا شيء ابدا مش معلوم

مين الظالم و مين المظلوم

من الهمّ و مين المهموم


Reham Rassmy wrote
at 11:50am on April 24th, 2008
مافيش حاجة ممكن تتقال غير لا حول واللا قوة اللا بالله
يا رب ارحمنا من اللى جاى


Mona Abolnaga wrote
at 7:32pm on April 25th, 2008
تفتكرى اللى بيحصل لنا ده شبه اللى حصل فى مصر فى نهاية عصر المماليك..أعتقد انه شبهه


Amira Abdalla wrote
at 7:40pm on April 25th, 2008
طبعا عصور الانحطاط المملوكي