الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

منك لله ياجحا ......ا

اليوم اول ايام عيد الفطر ...... كل سنه وجميعكم بخير .... والوطن بخير ..... ولتسمحوا لي اسآلكم واسآل نفسي هل سنرتدي الملابس الجديده ونلون وجوههنا بالبهجه ويمرح اطفالنا بالبالونات و" يفرقعوا " البمب والصواريخ و يكدسوا في جيوبهم الصغيره الاوراق الماليه الجديده احتفالا بالعيد وايامه السعيده المبهجه ؟؟ وماذا عن اطفال الدويقه كيف سيتحتفلوا بالعيد وايامه ؟؟؟؟ هؤلاء الاطفال ممن مات ابائهم تحت انقاض الانهيارات الصخريه ومن تهدمت منازلهم وتشتت امانهم بسبب صخورا مفتته تفصح باصرار منذ سنوات عن انهيارها الاتي دون ان ينتبه اي من المسئولين لخطرها او يكترثوا لحمايه الناس من شرورها ؟؟؟؟؟ ماذا عن اطفال الدويقه الذي هجروا واسرهم من منازلهم قسرا توفيرا لامان بغيض يستوجب اقتلاعهم من احيائهم ومن بين جيرانهم وتسكينهم في اماكن بعيده لا يحبوها ولم يختاروا الانتقال اليها كيف سيتحتفلوا بالعيد كيف سيشعروا وهم اللذين لم يعتادوا بعد من الدنيا علي وجهها القبيح ولم تستوعب عقولهم الصغيره الكوارث التي المت بهم فلم يفهموا سبب الاخلاء وعنف التهجير ومبرر حرمانهم من شوارعهم ومدارسهم واحياءهم وجيرانهم !! هل سيحتفلوا مثلنا بالعيد ؟؟؟ هل سيلهوا مثل اطفالنا بالبالونات ؟؟؟ هل ستقع من بين اصابعهم الصغيره حبات الملبس وكرات الشوكولاته الكثيره وتتورد وجوههم من كثره الاكل والرعايه و" الدلع " ؟؟؟ وماذا عنا نحن ؟؟؟ هل سنتحتفل بالعيد ونتجاهل وجودهم كآنهم لم يولودا اساسا ؟؟ هل سنتحتفل بالعيد ونتجاهل مشكلتهم كآنها لم تنشآ وكآن الصخره لم تقع وكآن منازلهم لم تهدم وكآن تشريدهم امام اعيينا لم يحدث ؟؟؟؟ هل سنتحتفل بالعيد ونآكل الكعك بشهيه ونمضغ الشوكولاته بفرحه ونفقع اعيينا كي لانري ما يحيط بنا وحولنا من مشاكل متفجره وهموم متراكمه وحزن طاغي متجاهلين ماكنا نعلمنه من حقائق عن تلك المنطقه التي سمحنا للناس فيها ببناء مساكنهم واقامه منازلهم واستقرار حياتهم فوق الهضبه المائله المكونه من الجير والطفلة والتي نعلم - او علي الاقل يعلم المسئولين - عن كونها غير آمنة ومعرضة لانهيارات متكررة متتاليه ، هل سنتحتفل بالعيد هانئين راضين عن انفسنا والخبراء قد حذرونا من خطورة بناء منازل في تلك المنطقة التي تتكون من صخور رخوة قابلة للانهيار فتجاهل المسئولين تحذيراتهم واعطوهم ظهورهم واكتفوا بتثبيت وتهذيب بعض المناطق الصخرية الآيلة للسقوط حتى وقع الحادث الاليم ؟؟؟ هل سنتحتفل بالعيد متجاهلين متناسين ان الدكتور صلاح محمود رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية قال وقت حدثت تلك الكارثه أن المعهد الذي يرآسه سبق وأعد دراسات عديده منذ سنوات تؤكد أن صخور هضبة المقطم تنذر بالانهيار فى أى وقت، وتحذر من وجود تجمعات سكانية حول الهضبة، ولكن لم يستجب أحد لهذه الدراسات ؟؟؟ هل سيتحتفل المسئولين عن تلك الكارثه بالعيد ويشتروا الكحك والشوكولاته والملابس الجديده لاطفالهم متجاهلين ان رواتبهم واجورهم التي سينفقوها بفرحه وسعاده وبهجه لشراء مستلزمات العيد لم يدفعها لهم الا الضحايا والموتي والاسره المكلومه والنساء الارامل من عرقهم وقيمه الضرائب المخصومه من اجورهم المتدنيه خصما من المنبع وهم في ذات الوقت لم يكترثوا بحجم الاخطار المحيطه بهم والصخور القاتله التي يعيشون فوقها والارض المفتته التي يتحركون فوق شقوقها الخطيره و لم يقرؤا الدراسات العلميه التي حذرتهم من الخطر الرهيب الذي يهدد المواطنين بالقتل موتا تحت انقاض الكتل الصخريه الرهيبه و لم يكترثوا بوضع حلول ممكنه تحافظ علي حياتهم وانسانيتهم ؟؟؟ كيف يحتفل هؤلاء المسئولين بالعيد الان ؟؟؟ هل يجلسون في منازلهم سعداء ؟؟؟ هل يآكلون الكعك بشهيه ؟؟ هل يدركون حجم المآساه التي تسببوا فيها باهمالهم وعدم القيام الحقيقي باعمال وظائفهم ؟؟ هل يدعون الله لغفر ذنوبهم ورفع غضبه ومقته عنهم ؟؟؟؟ وايها المسئولين عن كارثه الدويقه كم جثه تحتاجون حتي تراعوا الوطن ومواطنيه وتراعوا ضمائركم وتقوموا باعباء وظائفكم وتتقوا الله في البشر المسئولين منكم ؟؟؟ كم جثه تحتاجون ؟؟؟ وماذا عنا نحن ؟؟؟ هل سنتحتفل بالعيد ونصرخ بمنتهي الفرحه من اعماق قلوبنا " اهلا بالعيد " ونصم اذاننا انكارا لكل ما يحدث حولنا فلا نسمع صوت غضب الغاضبين ولا انين الحزاني ولا بكاء الاطفال اليتامي ولا صوت الانهيارات الصخريه المتتاليه تدمر احياء كامله ومعها حياه بشر تصوروا في لحظه وهميه ان من حقهم ان يعيشوا مثل الباقين في امان وطمآنينه فاذ بالارض تميد تحت اقدامهم والسماء تنطبق فوق رؤوسهم صخورا قاتله !!!!! ماذا عنا نحن ؟؟؟ هل سنمحهم بعض الصدقات لاراحه ضمائرنا المعذبه ونعطيهم ظهورنا ونغسل ايدينا بالمطهرات بعد ان صافحناهم عملا بالمثل الشعبي العظيم " النظافه من الايمان " هل سنوزع عليهم بعض الملابس القديمه الباليه التي اكلت العته انسجتها وهي ملقاه في خزائنا لانحتاجها ولا نعطيها لم يحتاجها ثم نبتسم معهم في الصور والبرامج التلفزيونيه وفي نهايه الرحله الانسانيه سننسي وجودهم الموجع وملامح وجوهم الغاضبه المتآلمه و" اهلا بالعيد " ، هل سنشتري لهم الكحك الرخيص من المحلات التي لا نآكل كعكها ولا نتذوق مخبوزاتها سعيدين بطيبه قلوبنا ونفوسنا المعطاءه ونستريح من وخز الضمير و"بواخته" ونكمل نزهاتنا السعيده و" اهلا بالعيد " !!!!! هل سنتحتفل بالعيد وكآننا في المريخ نعيش مع انفسنا ولانفسنا لا نعلم ماذا يحدث حولنا ولانكترث بما يحدث حولنا نشكر ربنا علي نعمه الكثيره التي فاض بها علينا ونفقع اعيننا لانري الاخرين فلا تؤذينا مشاكلهم ولا توجعنا آلامهم ولا يحزننا وضعهم المرزي وحالهم الصعب ؟؟؟ وياابناء هذا الوطن كيف سنحتفل بالعيد ونحن لم نبحث عن المسئول عن تلك الكوارث المتلاحقه التي تهدر حياه البشر وتقصف اعمارهم ولم نحاسبه ولم نعاتبه ولم نؤاخذه ولم تسمع النيابه اقواله وتبريراته ولم تقبض عليه ولم تقدمه للمحاكمه بتهمه الاهمال الجسيم وقتل البشر ودفنهم احياء تحت الانقاض والصخور فضلا عن اشاعه الاكتئاب والهم و" القرف " في حياه بقيه المواطنين !!! و.... يااهل الدويقه الكرام .. لا تصدقوا دموع التماسيح التي يذرفها البعض فوق جثث احبائكم ، ولا تصدقوا دفقات الحنان الوهمي التي يدعيها البعض تجاهكم ، ولا تفرحوا بالهدايا التي يوزعها اهل الخير عليكم ولا تمتنوا للعطايا التي يمنحها لكم المسئولين ورجال الاعمال والجمعيات الخيريه والاهليه ، فجميعنا نبرىء ايادينا من دماء قتلاكم ومن دموع اطفالكم ، جميعنا كنا نعرف ان بعض مناطق جبل المقطم ستنهار وكنا نعلم انكم بنيتم منازلكم تحتها وفوقها ، وكنا نعلم ان حياتكم معرضه للخطر ، لكنا جميعا ابناء جحا الذي علمنا الدرس الاول والاهم في حياتنا " مدام عيالي جوه الباب عيال غيري تاكلها الكلاب " واستوعبنا الدرس فلم نكترث الا بعيالنا ولم نهتم الا باغلاق ابواب الشر في وجوههم ومات جحا وتركنا ندفع الثمن الباهظ لنصيحته المنحطه بعد ان تحورنا وفقدنا انسانيتنا وسمكت جلودنا وماتت قلوبنا وادمنا الانانيه فلم نمنح " عيال غيري " الا دموع التماسيح وحنان الافاعي وكذب المشاعر المزيفه !!! اليوم اول ايام عيد الفطر ..... كل سنه وانتم بخير ..... والوطن بخير ........ ومنك لله ياجحا !!!!!!!
الفقره الاخيره - كنت اتمني ان اشعر تجاه العيد بمشاعر مختلفه لكن حياتنا موجعه ولا يعقل ان نعاني من وجعها طوال الوقت ثم ننساها ونلبس " القبعات المزركشه " ونطلق بالونات البهجه في السماء ونحتفل بالعيد كآنه ايامه ستسرقنا لمكان اخر لا يعاني سكانه المرفهين من انهيار البورصات العالميه وتبخر ثرواتهم ولا يتآلم فقراءه من خط الفقر الذي يدهس فوق رقابهم ويبعثر كرامتهم ، كنت اتمني ان استحلب بهجه العيد مثل السكاكر العذبه لكن مراره الواقع سرقت مني البهجه التي لا اتمني الا ان نشعر بها جميعا نحن واطفال الدويقه في ايام العيد وطيله ايام السنه !!!
الجمله الاخيره - اسعدتني جدا جدا جدا فقره " دقوا المزاهر " في برنامج البيت بيتك التي شاهدناها طيله شهر رمضان !!! اسعدني شباب مصر المكافحين اللذين يبذلون كل الجهد كي يجدوا مكانا لانفسهم تحت الشمس ، شباب متعلمين متحابين ينقشون في الصخر باظافرهم تحاصرهم الدنيا ببطالتها وازمتها الاقتصاديه وفقرهم لكنهم يفرون منها باحلامهم البسيطه ومشاعرهم الجميله الرقيقه واصرارهم علي تحدي الصعاب والعبور لمناطق الامنيات الممكنه !! اسعدني ماقام به المهندس احمد عز حين وزع تلك الشقق علي هؤلاء الشباب متجاهلا ولو للحظه مؤقته " نصيحه جحا " فقد منحهم هم واسرهم سعادة كبيره وحقق لهم حلما مستعصيا ماكانوا يتصوروا تحقيقه !!! اسعدني ما قام به المهندس احمد عز حتي لو كانت قيمه تلك الشقق ستخصم من ضرائبه ولن يتحمل هو اعباءها شخصيا وحتي لو كان توزيع تلك الشقق علي هؤلاء الشباب ليس الا عملا دعائيا - نصحه به خبراءه السياسين - قصد منه تجميل صورته في وسط ابناء الوطن الذي لا يعرفوه الا باعتباره احد قيادات الحزب الوطني الحاكم وصاحب مصانع الحديد الذي ارتفع سعره لعنان السماء - فهذا جميعه لا يهمني - فقد اسعد الشباب وهذا اسعدني وحقق لبعضهم احلامه المستحيله وهذا اسعدني وياليت كل رجال الاعمال والمليونيرات والمليارديرات - لاي سبب وباي مبرر - ينتبهوا لوجود الاخرين حولهم فيمنحوهم القليل من الخير الوفير الذي اختصتهم به الدنيا فيسعدوهم ويسعدونا ، وعفوا لكل من سيرد علي سعادتي بكلام كبير " مجعلص " محاولا اجهاض فرحتي بما حدث وتنبيهي للمعاني الدفنيه المقصوده من تلك الحمله الدعائيه والتي اسعدتني لسذاجتي السياسيه وعدم انتباهي لهدفها الاصلي !!! عفوا فلن استمع اليكم فالفرح الذي رايته علي وجوه الشابات التي اسعدهن الحظ للفوز بالشقه والسجود لله شكرا من الشباب الفائزين وذويهم والزغاريد التي ابهجت الفقره يتناوبها اهل الفريقين ورسائل الدعم التي ارسلها الاقارب والاصدقاء والمساندين والمفترجين تآييدا لهذا الفريق او ذاك والدموع التي تلآلات في العيون امتنانا والحلم المسحيل الذي صار ممكنا والامل الذي داعب نفوس الجميع كنسائم السعاده هذا كله اسعدني سعاده لن ينال منها اي كلام " حنجوري " مهما كانت وجاهه منطقه وحجته القويه !!! ياليت كل رجال الاعمال والمليونيرات والمليارديرات يحتذوا حذو المهندس احمد عز و " يدقوا المزاهر" !!! وبرافوا يامحمود ياسعد الحلقات كانت صادقه ومؤثره وحلوه قوي !!!!!!!
السطر الاخير - ايه حكايه الحرائق المتتاليه التي تندلع في عاصمتنا حريق مجلس الشوري ثم حريق المسرح القومي ثم ....... ربنا يستر !!!
الكلمه الاخيره - مهما جري ويجري في هذا الوطن - كل سنه ونحن جميعا طيبين !!!!!!ا
نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه الاربعاء الاول من اكتوبر ٢٠٠٨

هناك تعليق واحد:

اميرة بهي الدين يقول...

نشرت هذه المقاله علي الفيس بوك فجائتني هذه التعليقات ...

Emad Ragab wrote
at 1:09am on October 2nd, 2008
استاذة اميرة لم ولن يستجب احد لاي دراسات

اتذكر من حوالي عشر سنوات سالت احدي المذيعات باذاعة البي بي سي سيده ماريك في مشكلة الانفجار السكاني

قالت لا توجد مشاكل لدينا في مصر لان مصر لديها من المقومات التي تجعلها تحتوي كل تلك المشاكل الا ان البعض له غرض من استمرار تلك المشاكل وتغييب الناس وجعلهم يهتمون بجمع قوت يومهم كي لا يبحثوا عن حقوقهم

هذه هي الحقيقة
للاسف نحن ككتاب ومثقفين نشارك ايضا في تلك المهزلة عبر بعض الكتابات التي تصب في هذه الخانة

مشكلتنا ان اصحاب المشكلة اخر من يتم الاستماع لهم

تحياتي

Jihan Fahmy wrote
at 1:46am on October 2nd, 2008
لا حياة لمن تنادي يا اميره
كام كارثه حصلت لحد دلوقتي نتيجه للاهمال ولا شوفنا حد اتسجن او اتعاقب حتى وكأن الناس الي بتروح دي ميستاهلوش اي حاجه
يمكن قالوا فرصه اهه نقلل عدد السكان شويه
لنا الله
ولله الامر من قبل ومن بعد


Gehan Ahmed wrote
at 2:15am on October 2nd, 2008
من اجمل الاشياء فى الدنيا اننا نتعاطف ونتذكر هؤلاء الاطفال فى مثل هذة المناسبة

وانا واحدة من الناس والله والله لو كنت املك وبايدى حيلى كنت فتحت ليهم بيوت وجبتلهم هدوم العيد وادتهم عيدياتهم وجبتلهم كسوتهم واكلهم وشربهم

بس اعمل ايه العين قصيرة وممكلش غير انى اتعاطف معاهم قلب وقالبا واكتب مقال شبيه بكدة يعبر عن اللى جاويا وجوى الملايين من الناس

نفسى نعمل لجنه خيرية وتكون تحت اسم لو انت مش حرامى اعمل خير بجد ويكون كل العائد بتاعها لمتتضررين كوارث الحكومة متهيالى دة حل كويس لان كل حرامى فى البلد حيشارك فيها علشان يثبت انه مش حرامى مش

وبكدة الناس دى تلاقى تعويض والحرامية بتوع البلد يغسلو ذنوبهم شوية


Mohammad Hasan Morsi wrote
at 11:56am on October 2nd, 2008
استاذة أميرة
كلنا في الهم مصر

كلنا أصبحنا كما كانوا يقولون لنا في الحواديت زمان
أصبحنا ولاد البطة السوداء

و أولاد البطة البيضاء قرفانين مننا و بيقولوا مين دول

السؤال االأساسي و الرئيسي يا أميرة
فيه كام جحا في مصر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Mona Abolnaga wrote
at 12:55am on October 3rd, 2008
أنا زيك مع أى حد يعمل أى حاجة للبلد دى حتى لو كان قصده تجميل صورته المهم يعمل..عموما يا أميرة العيد كئيب جدا مفيش حد مبسوط بجد..كل سنه وانت طيبة