الجمعة، 3 أكتوبر 2008

الحدايه .... و .... الكتاكيت ( نشرت باسم يافرحه ماتمت )


حين اعلنت الحكومه عن قراراتها الاقتصاديه الاخيره برفع اسعار الوقود والمحروقات وفرض ضرائب جديده ورسوم اضافيه لتدبير الموارد الماليه اللازمه لصرف قيمه العلاوه التي منحت لجميع الموظفين والعاملين بالدوله وقدرها ثلاثين في المائه ادرك جميع المواطنين في هذا الوطن ان ما ستمنحه الحكومه لهم بيدها اليمني ستسحبه عنوه بيدها اليسري بل و" رفت " العين اليسري لجميع المواطنين تخوفا من المستقبل الذي لا يعرفون شكله او تضاريس خريطته في ظل السوق الحر والاقتصاد الحر و" الغلاء الحر جدا جدا " !!! واذ كنا قد تفائلنا يوم ثلاثين ابريل خيرا بالعلاوه الرئاسيه المرتقبه التي ستزيد دخول الناس المثقله بالهم المكويه بالغلاء في هذا الوطن زياده نسبيه تهون عليهم اثار اعصار الغلاء المتوحش الذي غرس انيابه في لحمهم فان الحكومه وخبرائها الاقتصاديين استكثروا علينا ذلك التفائل واستخسروا فينا المنحه الرئاسيه وانهالوا فوق رؤوسنا يوم خمسه مايو بمعاول قراراتهم الاقتصاديه الموجعه وطلبوا منا تمويل قيمه تلك العلاوه ودعم الحكومه في توفير مواردها وقبل ان يقبض اي مواطن مليما احمر من قيمه تلك العلاوه المنتظره ارتفع سعر البنزين فارتفعت معه اسعار جميع السلع والخدمات فالتهمت تلك الزياده الواقعيه في اسعار جميع السلع والخدمات قيمه العلاوه الافتراضيه التي لم " نشمها " بعد !!! وهكذا تبدل حال الناس في هذا الوطن خلال ايام قليله من احساس بالريبه والشك وعدم التصديق للحكومه متسائلين هل ستمنحنا تلك العلاوه يملآنا احساس بالفرح مشوب بالحذر والقلق لان " الحدايه ما بتحدفش كتاكيت " لحزن دفين وهم راسخ وعويل استنكاري لمسلك الحكومه وقرارتها الاخيره الجائره التي "نشلت" قيمه العلاوه التي لم يقبضوها بعد من جيوبهم الخاويه و "يا فرحه ما تمت خدها الغراب وطار !!!" بل وتمني الناس لو عادت عجله الزمن للخلف وبقي حالهم علي حاله مثلما كان قبل ثلاثين ابريل فلم يمنحوا العلاوه التي فتحت الباب علي مصراعيه لموجات متلاحقه من الغلاء وتمنوا لو بقيت الحكومه علي حالها قبل ثلاثين ابريل ولم تصدر قراراتها الاقتصاديه جدا !!! بل وافصح الكثيرين عن غضبهم من الحكومه ويآسهم من الحياه الصعبه التي يعيشوها وناشدوا ياحكومه " نبوس ايديك وراسك " سيبنا في حالنا و " لا تقرصينا ولا عايزين عسلك " !!!! واذا كانت موجات الغلاء المتلاحقه السابقه قد زعزت استقرار الطبقه المتوسطه المصريه وهددت امانها ولوحت لها بالفقر القسري مصيرا منطقيا مخيفا فآن القرارات الاقتصاديه الاخيره جاءت للطبقه المتوسطه المصريه بجميع شرائحها بمثابه الضربه القاضيه التي اكدت لها بقبح ووضوح انها ستعاني وتعاني اكثر واكثر وان مآل معظم ابناءها هو قاع المجتمع مع فقراءه البؤساء حيث افاقت الطبقه المتوسطه المصريه نهار يوم سته مايو علي حقيقه قاسيه ان تصوراتها السابقه كونها قد افلتت فعلا من براثن العوز والاحتياج وفرت الي الابد من خط الفقر ومن زمره ال ٤٤ ٪ من المواطنين الذين يعيشون مرغمين تحت وطآته وان احلامها بتحسين احوالها ومعيشتها ومستقبل اطفالها ليس الا وهما كاذبا كبيرا وادركت ان اكذوبه الارض الصلبه التي كانت تتصور نفسها تقف عليها ليست الا رمالا متحركه ستآخذها وتهوي لباطن الارض وسحيق اعماقها وان مجرد ارتفاع ثمن لتر البنزين ٤٥ قرش وثمن علبه السجاير المصريه ٢٥ قرش من شآنه ومن شآن تبعاته الفوريه المتلاحقه الساحقه ان تسحب و " تجر" معظم ابناء تلك الطبقه لاسفل السافلين كما قال محجوب عبد الدايم في روايه نجيب محفوظ " القاهره ٣٠ " ومن شآنه ان يكشف سترها وستر ابناءها ويبدد الاحلام المستحيله لتلك الطبقه التي تصور ابناءها ان من حقهم النظر لاثرياء هذا المجتمع ونجومه المتآلقين في سماء القاهره والتشبه بهم وركوب السيارات الخاصه ولو كانت " حمارتك العرجا " والذهاب للمصيف ولو كان للنوم فوق "حصيرته الواسعه " وتعليم الابناء في المدارس الخاصه ولو كانت لا تعلم الابناء الفارق بين " الالف وكوز الدره " والاشتراك في الانترنت وتركيب وصله الدش والتباهي بالتليفون المحمول المشتري من شارع عبد العزيز بغير ضمان فاذا بالغلاء وموجاته العاتيه المتلاحقه المتتابعه يلتهم معظم دخل الطبقه المتوسطه واحلامها في ترقي السلم الاجتماعي وتحسين حالها وحياه ابناءها ويلتهم معها كرامتها الاجتماعيه و" البرستيج " وماء الوجه ويجر اذيالها لقاع المجتمع ويجبرها عن التخلي عن طموحها واحلامها ويدفعها جبرا لقبول الشكل الممكن والوحيد للبطوله في هذه الايام الصعبه وهي كما قال الكاتب عبد الرحمن منيف في راويته " ايام السواد" فقط " مجرد البقاء علي قيد الحياه" !!! وفور صدور القرارات الاقتصاديه الاخيره وقبل البدء في تطبيقها ادرك الفقراء ومحدودي الدخل بفطنتهم وذكائهم الفطري ان ادعاءات الحكومه بان الاثرياء في هذا الوطن هم اللذين سيمولوا قيمه العلاوه التي ستمنح لمحدودي الدخل هي ادعاءات غير صحيحه وانهم شخصيا اي الفقراء ومحدودي الدخل والذين يعيشون تحت خط الفقر هم اول من سيمول قيمه تلك العلاوه من قوتهم اليومي ومن دخولهم البسيطه التي لا تكفيهم اساسا فارتفاع سعر المواصلات واسعار النقل واسعار الخدمات التي يقدمها الناس " المكويين بالغلا" للناس "المكويين بالغلا " كشف بوضوح ان " ملح الارض " و"غلابه" هذا الوطن هم الممولين الرئيسين لخزانه الحكومه وانهم الوقود الرخيص لنار سياساتها الاقتصاديه وقراراتها التمويليه وادرك غالبيه الناس في هذا الوطن للمره المليون ان الحكومه قد خدعتهم و" ضحكت عليهم " وعيشتهم في الوهم و"عشتمتهم بالحلق " وان " كرابيج السوق الحره " لم ولن " تلسع" ولم ولن "تدمي" الا ظهور الفقراء ومحدودي الدخل وابناء الطبقه المتوسطه العاجزين جميعا عن فهم عناصر المعادله الاقتصاديه الصعبه التي تحاول الحكومه اقناعهم بصحتها فلم يفهم الناس في هذا الوطن كيف تتحول العلاوه التي قصد منها تخفيف العبء عن كاهلهم وتهوين اثار الغلاء عليهم لمبرر و ذريعه ومبرر لفرض ضرائب جديده ورسوم اضافيه تثقل كاهلهم وكيف تحول لمبرر وذريعه لرفع اسعار الوقود والمحروقات بما لذلك من نتائج واثار مباشره ورهيبه علي قيمه واثمان جميع السلع والخدمات وزياده الغلاء اكثر واكثر !!! وسآل الكثيرين انفسهم هل كانت الحكومه سترفع اسعار الوقود والبنزين " كده كده " بصرف النظر عن العلاوه التي منحها الرئيس للموظفين والعمال وان مسوده قراراتها الاقتصاديه الاخيره كانت معده في الادراج تنتظر وقتا مناسبا للاعلان عنها بصرف النظر عن احتياج الحكومه لتمويل قيمه العلاوه - التي لم تصرف بعد - ذلك الاحتياج الذي اعتبرته الحكومه مجرد حجه وذريعه لتمرير قسوه وصعوبه القرارات الاقتصاديه الاخيره علي الفقراء ومحدودي الدخل فكآن الحكومه اخذت من جيوبهم قيمه العلاوه التي منحتها لهم و " كله من دقنه وافتل له " بل وردد الكثيرين همسا ان الحكومه فرغت علاوه السيد الرئيس من مضمونها الاجتماعي وسرقت فرحه الناس بها حين ادركوا انهم هم شخصيا الممولين لقيمه تلك العلاوه - قبل ان تدخل جيوبهم - والتي التهم الارتفاع الجديد للاسعار قيمتها واكثر !!! وقد عجز مواطني هذا البلد وانا معهم في هذه الايام العصيبه عن فهم ما تروج له الحكومه ورجالها - ردا علي خصومها ومهاجميها - عن نجاح سياساتها الاقتصاديه وارتفاع معدل النمو الاقتصادي وتحقيق معدلات عالميه اعترفت بها الامم المتحده وصندوق النقد الدولي وسآل الناس انفسهم وسآلت نفسي ماهي المعايير التي تحسب بها الحكومه نجاحها اذا كانت احوال الناس في الوطن تتردي يوما بعد يوم والغلاء يزيد يوما بعد يوم والفقر والافقار يزيد يوما بعد يوم والفجوه الطبقيه الهائله تتسع وتزداد بين الناس في الوطن وبشكل مستفز يوما بعد يوم وسآل الناس انفسهم وسآلت نفسي آليس تحسين احوال معيشه الشعب احد الاهداف التي تسعي الحكومه لتحقيقها وقدر نجاحها في ذلك احد المعاير الداله بوضوح علي نجاحاتها الاقتصاديه ام ان السياسات الاقتصاديه للحكومه ومعدلات النمو التي تفرح بارتفاعها لاعلاقه له بحياه المواطنين ولا اثر لها علي معيشه الشعب وان الحكومه مثلها مثل الطبيب الماهر الذي اجري عمليته الجراحيه ببراعه غير مكترث بحياه المريض رافضا ان يلومه احد لان " العمليه نجحت والعيان مات !!! " ان القرارات الاقتصاديه الاخيره ورفع الاسعار الناتج عنها وكرابيج السوق الحره قد صعبوا الحياه علي الناس اكثر واكثر وضغطوا عليهم اكثر واكثر ففقد الناس الامل في الحياه الكريمه ويآسوا من ايامهم وخافوا من مستقبلهم ووضعوا اياديهم علي قلوبهم خوفا لا يعرفون ماذا تخبىء لهم الايام والحكومه وسياساتها الاقتصاديه الناجحه !!! وربنا يكفينا شر " اليائس والمحبط والمكتئب وولاد الحرام !!!" ....
الفقره الاخيره - لم افهم ابدا سر غضبه الاثرياء في هذا الوطن ومااكثرهم من القرارات الاقتصاديه الاخيره وكدت اكتب سطرين في هذه المقاله عن هذا الموضوع لكن اثرت ان افرد لهم مقالا خاصا وحتي اكتبه اهمس في آذانهم " حطوا في عينكم حصوه ملح " فانتم تستآثرون بخيرات هذا الوطن وتنعمون بكنوزه وتتصبحون بوجه الجميل في قصوركم الفارهه وفيلاتكم الرحبه وشواطئكم الخاصه وتحققون ارباح رهيبه من اعمالكم ومصانعكم وتدفعون ملاليم قليله للضرائب مهما دفعتم والمعلقه الذهبيه مازالت في افواهكم تقبضون عليها بقوه وشراسه وانتم آمنين انتم واولادكم واحفادهم واحفاد اولادكم ومستقبلكم ومستقبلهم رغد مفروش بالورود والرياحين والزنابق ومهما دفعتم من رسوم وضرائب للدوله ومواطنيها الفقراء لن تقل ثرواتكم ولن تختل تلالكم ولن تهتز مكانتكم الاجتماعيه العاليه فمالكم تستخسرون الفتات في بقيه الشعب الكادح الذي يعمل في مصانعكم ومزارعكم وينظف بيوتكم ويعلم ابناءكم ويعالج كلابكم ودجاج مزارعكم !!! مالكم لا تفتحون اكياس " الفكه " توزعون بعض عملاتها المعدنيه علي الفقراء ومحدودي الدخل فتضمنون لانفكسم امانا اجتماعيا وتتقون شر الغضب العشوائي المدمر لتنعموا بالرغد والرفاهيه اكثر واكثر وتحافظوا علي هذا الوطن واستقراره وامنه فتحافظوا علي امنكم وامانكم وتحافظوا علي الدجاجه التي " تبيض لكم كل ثانيه مليون بيضه دهب" !!! مالكم لا تفكرون في مصالحكم الحقيقيه وكيفيه الدفاع عنها وحمايتها وتدعيمها ؟؟؟ هل اصابتكم الثروات الرهيبه والرفاهيه الممله بالتخمه وقصر النظر والبلاده العقليه؟؟؟؟؟؟
الجمله الاخيره - تعاطفت جدا مع الموظف الذي " لطم" علي وجهه غضبا حين طالبه سواق " المكروباظ " بربع جنيه زياده في الاجره ، فانا افهم ماذا يمثل له هذا ال"ربع جنيه " واسمع صوته الداخلي ينعي حظه بآن " هو المرتب فيه كام ربع جنيه !!!" وفي نفس الوقت استفزيت جدا حين علمت بالمشاجره التي حدثت بين احد الاثرياء وصاحب معرض سيارات كان الثري قد حجز لديه سياره فارهه تتجاوز قيمتها المليون جنيه وشاء حظه التعس ان يآتي ميعاد استلامها بعد صدور القرارات الاقتصاديه الجديده لكن الثري رفض استلامها من المعرض احتجاجا علي رسوم الترخيص الباهظه وطالب صاحب المعرض برد نقوده و" انا مش حادفع خمسه وعشرين الف جنيه علشان ارخص العربيه فهات فلوسي " استفزيت من الرجل الذي دفع مليون جنيه بنفس سمحه ليمتع نفسه بسياره فارهه " فول ابوشن " لكنه في نفس الوقت استخسر في الحكومه قيمه رسوم الترخيص الباهظه التي ستدفعها للفقراء ومحدودي الدخل علاوه تساعدهم علي تحمل صعوبات الحياه الصعبه ليس الا !! استفزيت من الرجل الذي كان يحرم نفسه من متعه كبيره غيظا في الحكومه التي ستآخد امواله وتمنحها للفقراء ولاد ال ............... !!!!
السطر الاخير - غبت عن القراء اسبوعين صامته اتابع مايحدث في المجتمع حتي افهمه ، فوحشني القراء ولم افهم ما يحدث في المجتمع بعد !!!!!!!

ليست هناك تعليقات: