الاثنين، 20 أكتوبر 2008

العمر واحد .......!!!!


لااشعر ان طرقنا السريعه الطويله طرق آمنه يؤيد احساسي هذا الاحصائيات المنشوره عن حوادث الطرق التي تثبت ان معدلات كوارث الموت والاصابات الخطيره فوق طرقنا السريعه الطويله معدلات تتجاوز النسب المقبوله والنسب المعروفه ويؤيدني في هذا ايضا صفحتي الحوادث والوفيات في الصحف والتي تنشر تفاصيل الحوادث المتكرره التي تقع فوق الطرق وتنعي فلذات الاكباد والاحباء اللذين انتهت حياتهم وبشكل مباغت " اثر حادث اليم " ويؤيدني في هذا ايضا مشاهداتي الشخصيه بعد ان انتقلت للاقامه خارج القاهره واضطررت للتعامل اليومي مع تلك الطرق التي كثيرا ما نجدها مغلقه امام السائقين فندرك ان حادث اليم قد وقع لتوه علي الطريق ومازالت دماءه ساخنه لزجه لم تجف بعد !!! و يزيد من خطوره طرقنا انعدام الذوق وانعدام الكفاءه والقدره علي القياده وتفشي الانانيه المفرطه واستبداد روح التنافس المرضي بين السائقين فيحاول كل منهم التفوق علي الاخرين وتجاوز سيارته ولو كان علي حساب امانه الشخصي وامان الاخرين فنري من يسير بسيارته كالثعبان يتلوي فوق الطريق ونري من يقفز بسيارته كالكانجرو تاره يمينا وتاره يسارا ونري من يرجع بظهره علي مطلع الكوبري ونري من يسير عكس الاتجاه علي الطرق السريعه ونري من يعتبر " حمارته العرجه " طائره نفاثه فينطلق بها بين السيارات مشاكسا مباغتا متهورا متجاوزا امكانياتها المحدوده وحالتها المرزيه يضاف لهذا كله ويآتي قبله العيوب الهندسيه في انشاء وتنفيذ الطرق واسوارها وميول جوانبها و" السفلته " الرديئه وامتلائها بالمطبات والحفرالعميقه و"البلاعات البارزه " ويكمل ذلك كله سلوك البشر المستهينين بحياتهم اما عن بلاده او جهل او ضروره فيعبرون الطرق السريعه بين سيارتها المتلاحقه غير مكترثين او غير مدركين قدر الخطر المحيق بهم وحجم المصيبه التي قد يتسببوا فيها !!!! لكن هذا كله كوم وسيارات النقل كوم اخر !!!! فلا يكفي السائقين كل هذا بل يزيد عليه مشكله سيارات النقل والحقيقه انني اكره واخشي القياده علي الطرق السريعه الطويله احس ان السيارات الخاصه الصغيره تائهه وسط المركبات العملاقه و"اللواري واللواري ام مقطوره " واتوبيسات السفر الكبيره وسيارات النقل والنصف نقل كمثل " عقله الصباع " بين الديناصورات يتحرك بوجل وتوتر لان اقدامهم المفلطحه تكاد تدهسه بين كل ثانيه واخري والمشكله التي تصادفني وتصادف كل سائق تدفعه الضروره للسير علي الطرق التي سمحت ادارات المرور بسير تلك المركبات العملاقه عليها ان بعض سائقي النقل لا يتعامل مع الديناصور الذي يمتطيه باعتباره ديناصور كبير بل يقوده وكآنه يمتطي دراجه صغيره فيسير فوق الطريق مستهترا ينتقل برعونه مستفزه بين الحارات المروريه بسهوله ويسر وسرعه مباغته ويطلق نفير مركبته مرات متتابعه ليفسح له الاخرين الطريق عن حق او عن باطل بصوت يخلع القلب من مكانه فتكاد تقفز بسيارتك من مكانها هربا من بطشهم واستبدادهم الارعن بالطريق واكم من مره قابلت - انا و غيري - سيارات عملاقه تسير فوق الطرق السريعه تتهادي وتميل وتكاد تخرج عن جانب الطريق وتكاد تنتقل للحاره المقابله فلا يكون امامي - انا او غيري - الا افساح الطريق لها والبعد عنها و " ربنا يكفينا شر المستخبي " وقد سمعت كثير من التفسيرات تبريرا لذلك النمط من القياده العشوائيه بان سائقي تلك المركبات يقودونها في رحلات طويله قد تبدآ من اسوان وتنتهي في ميناء الاسكندريه وقد تبدآ من ميناء سفاجه وتنتهي في مرسي مطروح لا يسترح اثناءها السائقين فيقضون ليل ونهار واكثر وهم جالسين علي مقاعدهم المتعبه وان كل منهم يسعي رغم ارهاقه لتكرار تلك الرحله مره واثنين واكثر في ذات الاسبوع لاسباب اقتصاديه واضاف البعض ان " القهاوي " الرابضه علي الطريق تمد السائقين ببعض " المكيفات " التي تساعدهم علي اليقظه المستمره وعلي التركيز في القياده رغم الارهاق والتعب فتزين لهم عقولهم المخدره الغائبه الطريق فيروه واسعا فسيحا فيتمايلوا بين حاراته ويتهادوا علي جانبيه غير مكترثين انهم يتسببوا في كوارث رهيبه يدفعوا هم بالاساس ثمنها الغالي ولا تقف حدود مشكله سيارات النقل فقط عند رعونه السائقين وارهاقهم واستخفافهم بالقواعد المروريه ومقتضيات السلامه وحياه بقيه السائقين بل تتجاوزه لمسآله "الحموله " التي تنقلها تلك السيارات بطريقه غير امنه دون مراعاه لايه اجراءات او احتياطات يحمي اتباعها بقيه السائقين علي ذات الطريق من التعرض لكوارث مروعه واكم من حوادث رهيبه اغلقت الطرق ساعات طويله وعطلت الناس عن اعمالهم ومصالحهم واحتجزتهم داخل سياراتهم اسري انتظار الحادث المروع وقتلت من قتلت واصابت من اصابت بسبب الاستهتار العمدي الرهيب لسائقي عربيات النقل والنصف نقل وسائقي اللواري والمقطورات لانهم يخرجوا علي الطرق يحملون بضائع خطره بلا اي احترام او فهم او تقبل لاجراءات الامان الضروريه وقت تحميل سيارتهم بالبضائع الخطيره التي يحملوها ، سيارات النقل تحمل " اسياخ حديد طويله " ، " كتل ضخمه من الاحجار المشحوذه " ، " زلط رمل طوب " ، " سيارات جديده " ، " مواد بتروليه ومواد قابله للاشتعال " ، " انابيب بوتجاز " ، " اقفاص فاكهه وخضار " ، " صناديق زجاجات مياه غازيه " ، " عروق خشب " ، " مواد كيماويه وسموم " وتخرج بها تهدد جميع المارين علي الطريق بكارثه !! فمن يحمل اسياخ الحديد الطويله تخرج عن صندوق سيارته مترين يكتفي لتنبيه بقيه السائقين بطبيعه تلك الحموله بقطعه قماش قذره كانت حمراء يشبكها في نهايه الاسياخ القاتله كآنها ستحذر الاخرين بعدم الاقتراب من السياره والا " دخل السيخ المحمي في صرصور ودنهم !!!!" ومن يحمل كتل كبيره من الاحجار المشحوذه فوق بعضها في صندوقه العالي لا يكتفي بمليء السياره حتي نهايه الصندوق وحافته بل يزيد علي الحموله القانونيه ويكدس الاحجار فوق بعضها فوق حافه الصندق كآنه يحمل هرما صغيرا فوق ظهره ولا يغطي سقف السياره يحتجز تلك الاحجار تحت الغطاء بل يتركها مكشوفه للعراء قابله للسقوط والتناثر فوق الطريق وسرعان ما يتفتت الهرم وتتبعثر احجاره مع اول مطب عنيف تهتز فوقه السياره او بسبب اي ملف حاد يعبر فوقه السائق بسرعه واندفاع وتسقط شظاياها علي الارض وفوق بقيه السيارات التي قاد الحظ التعس سائقيها للسير خلف ذلك اللوري في تلك اللحظه المآساويه والمفزع ان قائد اللوري الذي تتساقط منه الاحجار لا يقف مكانه ولا يهتم باصابه الاخرين بالنيران الصديقه من سيارته بل يستمر في السير في طريقه يوزع الاحجار الموجعه نصيبا عادلا لكل السيارات التي تسير خلفه !!! ومن يحمل صناديق كبيره فوق بعضها لا يهتم بتقييدها وربطها بطريقه امنه ودقيقه فوق ظهر السياره فيسير فوق الطريق تتآرجح حمولته علي ظهره يمينا ويسارا كآنها ستسقط !!! ومن يحمل صناديق بضاعه فاكهه او خضار او سيراميك او زجاجات مياه يمليئ صندوق سيارته من تلك الصناديق الواحد فوق الثاني فوق العاشر فوق الخمسين كآنه يحمل علي ظهره " برج بيزا المائل " ويسير بذلك البرج يتمايل في الملفات ويتآرجح في المطبات ويهدد الطريق وكل السائرين فيه بسقوط البرج وانهيار صناديقه فوق رؤسهم واجسادهم !!! وقد اغلق احد الطرق الهامه الحيويه ساعات طويله بسبب حادثه رهيبه مات فيها بضعه سائقين وتحطمت عده سيارات وقت انزلقت عليهم وهم واقفين مكانهم صناديق كبيره ثقيله من فوق ظهر اللوري الضخم الذي كان امامهم بعد ان افلتت تلك الصناديق من اربطتها الوهنه بسبب فرمله مفاجئه اجبر سائق اللوري عليها بسبب الازدحام المفاجيء والمصيبه الكبري ان تحقيقات الحادثه اثبتت ان فرامل ذلك اللوري الضخم الكبير الذي يحمل " كونتيرات " كبيره ثقيله لا تعمل جيدا فماكن من السائق الا الاصطدام بالسيارات امامه لعجزه عن ايقاف السياره فافلتت الكونتيرات الضخمه من فوق ظهره وسقطت علي السيارات خلفه وكانت حادثه مروعه ويوما مآساويا انهي حياه ابرياء كثيرين كل ذنبهم انهم وقفوا امام وخلف ذلك اللوري لا يعرفون ماذا يخبيء لهم القدر !!! وقد تعلم الكثير من السائقين ممن تجبرهم اقدارهم للسير الدائم بجوار اللواري والمقطورات تعلموا تحوطا واحترازا الا يسيروا خلف اللواري الكبيره ولا يسيروا امامها ولا يسيروا بجوارها و الا يتجاوزوها وان يفتحوا لها الطريق ويبعتدوا عنها حين يروها قادمه خلفهم وان يبطئوا في سيرهم اذا كانوا خلفها حتي تمر بعيدا عنهم فاذا كانت فرامها ضعيفه لا يصيبهم اذاها واذا سقطت حمولتها وتبعثرت لا يصيبهم شرها واذا انقلبت لا تنقلب فوق رؤوسهم ولا فوق اسقف سياراتهم بل واعتادوا وهم يسيرون علي الطرق الخطره بسياراتهم الملاكي الصغيره وسط اللواري والمقطورات والمركبات الضخمه كآنهم الاقزام في بلاد العمالقه مهددين بالانسحاق تحت وطآه الاقدام الباطشه تلاوه الشاهدتين واستغفار ربنا علي ما تآخر وما تقدم من ذنب !!! وكم من عواصف خماسينيه هبت فجآ في غير مواعيدها الجغرافيه انبعثت من سياره مسرعه تحمل في صندوقها المفتوح رمال ناعمه يبعثرها الهواء و" يعمي عينين الناس " بذراتها !! وكم من " طوب وزلط " تساقط كلطلقات الرصاص فوق رؤوس السائقين يكسر زجاج سيارتهم و" فوانيس اضاءتهم " ويبث في قلوبهم الرعب ويفلت مقود السياره من بين ايديهم !!! وكم من خشب بمسامير تهاوت علي الارض تحت عجل السيارات المسرعه تقذف بها في مهب الريح !!! وكم من صناديق طماطم مزج عصيرها بدماء الشهداء القتلي تحت عجلات قائدها المتهور !! وكم من انسان كان يسير في حاله سقطت فوق رآسه سياره طائره دفعها خارج السياج للمصير المظلم سائق سياره نقل كبيره انشغل عن قيادتها وعن الانتباه للطريق باي شيء تافهه لم نسآله عنه لانه مات مكانه معجونا داخل صاج السياره التي قتل بها الاخرين فقتلته !!! ومشكله السيارات النقل لا تقف فقط عند حد سائقيها وتهورهم واستهتارهم بل تتجاوز ذلك لصمت ادارات المرور وغض بصرهم عن المخالفات المكشوفه التي تتحرك تحت اعينهم ليل نهار فحموله اي سياره نقل من حيث وزنها وحجمها وارتفاعها وطريقه تحميلها امرا نظمت شآنه القوانين واللوائح ولم تتركه " سداح مداح " للصدفه او لمزاج السائق او لمصلحه مالك السياره وتلك السيارات بحالتها الخطره المرزيه وشكل تحميلها وقدر حمولتها تمر وتسير علي الطرق الرئيسيه الكبري ليل نهار تحت اعين رجال المرور وتحت سطوه قوتهم ودفاتر مخالفاتهم وسطوه قانونهم الذي يبيح سحب التراخيص ومنع سير السيارات بحالتها لكن لااحد يتصدي لما يحدث ومازالت اللواري والمقطورات تسير بوضعها الخطير علي الطرق لا احد يمنعها من السير او يوقفها او يسحب رخصه سائقها او حتي يجبر الشركات المالكه علي احترام القانون واحترام احتياطات السلامه والامان واحترام الاخرين وحقهم في الحياه !!! ومازلت اشعر ان طرقنا غير امنه واخاف منها علي نفسي وعلي احبائي و" العمر واحد والرب واحد " ..
الفقره الاخيره - من فضلكم لا تردوا علي مقالتي بان قانون المرور الجديد سينظم كل الامور ويحل كل المشاكل فادارات المرور ورجالها واللذين كان يتعين عليهم تطبيق قانون المرور القديم لم يطبقوه ، فمالذي سيؤكد لي انهم سيطبقوا القانون الجديد ؟؟؟!!!
الجمله الاخيره - حين اسب سائقا يسير مستهترا فوق الطريق لا اجد وصفا مناسبا له الا " قاتل مجنون " !!! فهل يحتاج السائقين في بلادنا - بجميع انواعهم - لكشف دوري علي قواهم العقليه وحالتهم النفسيه ؟؟؟ ام يحتاجون لدروس في " الادب والذوق والاخلاق " ؟؟؟!!!!
نشرت الاربعاء ٢٥ يونيو ٢٠٠٨ - جريده روز اليوسف اليوميه

ليست هناك تعليقات: