السبت، 30 أغسطس 2008

"" حلم الصبا و...... نبوءة ابي ""

حينما ظهرت نتيجه مكتب التنسيق انهمرت دموعي حزنا لضياع الحلم فاحتضنني ابي بحنان وهمس في اذني "ماتزعليش ، انت حتبقي محامية شاطرة والمحاماة حتصقل خبرتك في الدنيا وساعتها تقدري تكتبي في أي حته انت عايزاها وبكره تفتكري في يوم من الايام حتكتبي في روز اليوسف !!! " ولم اخذ حديثه وقتها علي محمل الجد واعتبرته مجرد حديث عاطفي - لتبديد حزني - لن يتحقق!!!
والحكايه بدأت منذ التحقت بالمرحله الثانوية واخترت القسم الادبي وقتها لم افكر في مستقبلي المهني الا في روز اليوسف ولا اري نفسي الا كاتبه في تلك المجله الاسبوعية المتميزة ، احلم بأن انضم الي فريقها من المبدعين والكتاب واسير علي درب السيدة العظيمه روز اليوسف هذه المرأة القويه القدوة التي نحتت في الصخر وحاربت من اجل ما امنت به فتركت اسمها محفورا في العقل المصري مرادفا للتنوير و الثقافه والحيوية والتمرد الجاد المسئول ، فقد تفتح وعيي علي مجله روز اليوسف وشقيقتها الصغري صباح الخير يكتب فيهما الرواد من الكتاب والفنانين والمبدعين ، مجلات تقرأها امي في عصر لاتهتم فيه النساء الا باشغال الابرة وفنون الطبخ ثم تقص علي - وانا بجوارها طفله صغيرة بضفيرتين - كل ما قرأته في تلك المجلات يرتسم علي وجهها حيويه وسعاده مبعثها تلك المجلات وماكتب فيها من قصص وخبرات واشعار وكنت وقت ذاك اتصفح تلك المجلات – وانا لا اعرف القراءة - فتشدني الالوان المبهجه التي تزين كل الاغلفة والخطوط الرشيقه المتمرده الحية التي تملا صفحاتها رسوم ولوحات لفنانين عظام ، البهجوري ، جمال كامل ، الليثي ، بهجت ، حجازي ، صلاح جاهين وغيرهم .. وولت سنوات الطفوله وبقي منها في قلبي ذكري تلك السعاده الاسبوعية التي حصلت عليها من امي وروز اليوسف وحين دخلت مرحله الصبا لم احلم الا بانضمامي الي تلك الاسرة ، اسره روز اليوسف ، كواحده من كتاب المجلة ومحرريها ، وعملت جاهده لالتحق بكليه الاقتصاد والعلوم السياسية قسم سياسه كخطوه في الطريق الي مجله روز اليوسف !!! لكن مكتب التنسيق وثلاثه درجات حالوا بيني وبين حلم الصبا فتغير مسار حياتي بالالتحاق بكليه الحقوق ثم الاشتغال بالمحاماة تلك المهنة التي عشقتها ووجدت نفسي فيها واعطيتها كل جهدي فاعطتني نجاحا وفرح وبهجه وتحقق وخبره واسعه كبيرة بالبشر والمجتمع لكن ذلك كله لم يزيح من عقلي وقلبي حلم الصبا الذي ظل يداعب خيالي فاري اسمي منقوشا علي واحده من صفحات تلك المجلة فتشرفني وابذل كل جهدي لاترك بصمة متميزة علي جدرانها.. و اخيرا .... وبعد سنوات طويله من الانتظار والرغبه والتمني والامل ، انضممت – بهذا العمود الاسبوعي - الي اسرة روز اليوسف فتحقق لي وبشكل غير متوقع خاطف ومبهج حلم الصبا الذي طال انتظاري له ، بل وتحققت نبوءة ابي التي كنت اظنها وهما لن احصل عليه ابدا .. 
لذا لم يدرك الصديق العزيز محمد هاني وقت اتصل بي وسألني ان عن امكانيه كتابه عمود اسبوعي في جريده روز اليوسف اليومية سر موافقتي الفورية وقبولي لذلك دون تردد وبغير تفكير ، فمكالمته المباغته لي احيت – دون ان يدري - في قلبي وعقلي حلم الصبا ومنحتني من الفرح والحيوية والامل اكثر كثيرا مما تصور او تصورت انا .. 
لقد واقفت – وكيف لا – وبكل الترحيب والسعاده علي الانضمام الي اسرة روز اليوسف ، وها انا ذا معكم علي صفحات الجريدة ،احمل علي كتفي وبكل الخوف مسئولية الانضمام الي اسرة صحيفه عريقة ذات تاريخ مشرف محترم جاد تستهدف المشاركه في صناعه مستقبل مشرق للوطن ولنا جميعا ، مقتدين جميعا بالسيدة العظيمه روز اليوسف التي اعطت اسمها لنا جميعا نسبا نتشرف به .. 
اه .. ياحلم الصبا ، مااجملك !!! 

الاربعاء 17 اغسطس 2005 



ليست هناك تعليقات: