الخميس، 30 أغسطس 2012

مما قرأت لك .. الهزيمة


مقالات > محمد حمدي يكتب: أبو حامد ومن معه.. هزموا النخبة.. والإخوان
26 أغسطس 2012 3:00 ص
-
محمد حمدي يكتب:
أبو حامد ومن معه.. هزموا النخبة.. والإخوان
أي شخص يفهم فى السياسة، ولو قليلا، سيتوقف بكل احترام أمام شخص النائب السابق الشاب، محمد أبو حامد، ومن معه، فبعيدا عن ماكينة الإعلام الإخوانية، وكتائبهم الإلكترونية، كتب أبو حامد ومن معه، شهادة ميلاد جديدة، له، ولمن خرج فى مظاهرات أمس الجمعة، وللشعب المصري الذى كتب تاريخا جديدا أمس.
فى تغطيتها اليوم لمظاهرات الأمس، كتبت نيويورك تايمز الأمريكية أن الشعب المصري أصبح يحسب له ألف حساب، فقد سبق لهذا الشعب التظاهر ضد الرئيس السابق، وجنرالات الحكم العسكرى، لكنه أمس تظاهر ضد رئيس مدنى منتخب، يشعر معه بمخاوف حقيقية على مدنية الدولة، والحريات العامة، ومن سيطرة تيار سياسي واحد، وأضيف إلى نيويورك تايمز أنه تيار متشدد لا يؤمن بالحرية من الأساس.
الخيار كان أمس فى غاية الوضوح، نحن أمام رئيس إخوانى يعبر، ويتحرك، ويؤمن بجماعته، أكثر من إيمانه بوطنه، وشعبه.. والرئيس وجماعته استهلوا حكمهم الجماعى بإعلان الحرب على حرية الراى والتعبير، حتى ولو اعترفنا ببعض التجاوزات، أغلقت فضائية، وصودرت صحيفتين، وحبس صحفى، ويحاكم مذيع، ومنعت مقالات من النشر، ووصل الأمر إلى إلغاء صفحة رأى كاملة فى صحيفة الأخبار.
لم يكمل الرئيس مرسي وجماعته الحكم أياما فى السلطة، ووصل إلى المحاكم مواطنون بتهمة إهانة رئيس الجمهورية،  وأفتى حلفاء الرئيس من السلفيين بقتل من يتظاهر ضده،  ووصف بعض أعضاء جماعة الرئيس المعارضين، بأنهم صراصير وجرذان.. إلى آخر قاموس الهجاء.. ومحاولات الرعب والترهيب.. وهنا كان السؤال: ماذا تنتظر النخبة والأحزاب المدنية لتقول لا؟!
دعا محمد أبو حامد إلى مظاهرات 24 غسطس، استخف به أصدقاؤنا المثقفون، وربما قال زعماء الأحزاب الليبرالية لأنفسهم: من هو أبو حامد حتى نخرج للتظاهر معه، ناسين أن "لا"  فى هذه اللحظة، ليست من أجل فرد، وإنما هى دفاع عن وطن.
اختفى المثقفون والسياسيون، وظهر بعضهم على الفضائيات ليقول أنه كان يفضل تأجيل المظاهرات حتى يكمل الرئيس مائة يومه الأولى فى الحكم، مع أن الرئيس ومن معه لم ينتظروا وطاردونا فى المحاكم وأهدروا دماءنا.
جاب محمد أبو حامد بعض المحافظات، ونزل إلى القرى، وقابل الناس، وتحدث معهم، وشرح أسباب دعوته للتظاهر، خرج معه الألاف فى الأسكندرية، والإسماعيلية، والمنوفية والغربية، والدقهلية.. وغيرها من المدن، ولم يخرج كثيرون لكنهم فهموا الفكرة، وسيكون الكثير منهم فى أى تحرك قادم.
فى القاهرة، فرض الجيش والشرطة حصارا على المنطقة المحددة للتظاهر، منعوا المواطنين من الوصول، واضطروا إلى المرور عبر طرق التفافية، والسير بالساعات فى الشمس المحرقة من شارع إلى شارع، حتى تجمعوا على مقربة من القصر الرئاسي الذى عزلته الشرطة.
وفى الإعلام، تجاهلت قنوات الحياة ومودرن والمحور وصدى البلد المظاهرات طوال النهار، ووضع التليفزيون المصري كاميراته على ميدان التحرير الذى لم يكن من ضمن أماكن التظاهر، ومنع الإخوان بالسلاح شباب حزب التجمع من الوصول إليه وطاردوهم فى وسط القاهرة.. كما طاردوا المتظاهرين فى حرب شوارع حقيقية فى محيط مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالأسكندرية.
فى نهاية اليوم وصل عشرات الألاف إلى محيط القصر الجمهورى، ليعلنوا ميلادا جديدا لمحمد أو حامد ومن معه، حركة شابة وطنية، بعيدا عن إرهاب افخوان، وعقد المثقفين وانتهازية السياسيين.. نجحت مظاهرات الأمس، وفشل الإخوان والأمن، وهزمت النخبة البالية.
http://estklal.com/news/news.aspx?id=500

ليست هناك تعليقات: