الاثنين، 5 يوليو 2010

ابنتي الصغيرة كبرت !!!

ابنتي الصغيرة .. كبرت !!!!

يوم الأربعاء بعد غد بمشيئة الله هو يوم فرح ابنتي الكبيرة، ولأن ابنتي الجميلة سوف تتزوج بعد يومين سأكتب اليوم عن الفرح الذي يتسلل لحياتي ونفسي وأنا أعد نفسي لقطع الحبل السري بيني وبين صغيرتي التي كانت صغيرة ولم تعد وصارت «عروس قمر» ستستقل بحياتها وتنشئ أسرتها وتحرث حديقتها لتملأها بالزهور والورود والأحفاد والحفيدات .. سأكتب عن الشريط السينمائي الذي يعود بي لسنوات بعيدة ويمر أمامي عيني في ثوان، فأري عمري وحياتي يتبلوران في عروسة جميلة اتخيلها وهي ترفل في ثوبها الأبيض الجميل ليلة زفافها وتطل علي أحبائها كالبدر ليلة التمام فتسيل دموعي فرحة وارتباكا، ها هي ابنتي، أجمل ما في سنوات العمر ملاك جميل رقيق أجمل وأعذب مما كنت أتصور وأحلم .... وأشكرك يارب علي أجمل نعمك، فهي واختها زهرتان جميلتان في حياتي حولا الصحاري الجرداء لبساتين فرحة وسرور !!!

ابنتي الجميلة العروس وزفافها المرتقب والابتسامة الأجمل التي اراها علي وجه حبيبة القلب وضنا العمر وأجمل ما في الأيام في ليلة فرحها، تعود بي لسنوات بعيدة، تذكرني بالوليدة القمرة التي حين طالعت وجهها الجميل وهي ابنة عشر دقائق فبكيت فرحة وامتنانا وشكرا، لأن الله سبحانه وتعالي استجاب لدعواتي ورزقني باابنة قمر، وكنت أتمني ابنة أحنو عليها في طفولتها فتحنو علي في كبري، ولدت ابنتي الجميلة بشعر أسود وعيون ذكية وأصابع ماهرة تقبض علي أصبعي ولا تتركه، تلك الصغيرة، كبرت ونضجت و"احلوت" وبعد الغد سأقف خلفها وهي تتأبط ذراع عريسها الرجل الذي اختارها واختارته ليتشاركا حياتهما السعيدة باذن الله !!!

هل أحكي لكم عن حفلة تخرجها من أولي حضانة، تلك الحفلة التي دعيت إليها مع كل الامهات وجلست وسطهن لنستمع لغناء زهراتنا الجميلات ، كانت ابنتي ابنة الاربعة أعوام تغني بحماس شديد وتلف كفيها في الهواء تناغما مع الأغنية وكلماتها ولحنها المبهج، هل أقول لكم أني يومها بكيت فرحة بصغيرتي التي كبرت وصارت تغني مع زملائها في فصل الأولي حضانة!!!

هل احكي لكم عن اليوم الذي دعيت لكلية الهندسة جامعة القاهرة قسم كيميا لاحضر حفلة تخرجها وكيف نادوا علي اسمها باعتبارها الثانية علي الدفعة وتخرجت بمرتبة الشرف، هل أقول لكم كيف أخذت اصرخ باسمها فرحة وهي تسير كالبدر ترتدي الثوب الاسود للجامعة وسط زملائها وزميلاتها اناديها واصرخ أبكي وتنهمر دموعي كالفيضان، فرحة بفلذة كبدي التي شرفتني واسعدت قلبي ومنحت أيام حياتي وجهدي وتعبي قيمة كبيرة، فليس أجمل من أن تثمر شجرة حياتك تلك الزهرة الجميلة تتباهي بها وتدعو القدير يقيها شر العين والحسد وولاد الحرام. هل أحكي لكم عن اليوم الأول الذي عادت فيه من موقع التنقيب عن البترول الذي اشتغلت فيه، ترتدي الأفرول الأزرق والخوذة الحمراء وحذاء الأمان وكفيها موشومتين باثار "الجاز والزفت" والصلابة وقوة الشكيمة، ها هي المهندسة الكيمائية تعود من الموقع لتثبت لي بمنتهي الوضوح والدقة أن " البنت زي الولد ماهيش كمالة عدد " وإن أفكاري صحيحة وآرائي واقعية وأني لم أحرث في البحر ولم أضيع عمري هباء !!!

هل أحكي لكم عن اليوم الذي حضرت حفلة المدرسة وهي في الإعدادية، حفلة يكرم فيها المتفوقون فنودي اسمها وصفق الجميع لها وأنا اتمتم بكل آيات القرآن التي احفظها وأبكي فرحة واصفق منتشية واكاد اصرخ في الجميع هذه ابنتي هذه ابنتي ، هل احكي لكم عن حفلة الطلائع في نادي الصيد وكانت ابنة التاسعة وهي ترقص رقصات شعبية وسط قريناتها الجميلات تارة بالزي الاسباني والمروحة وتارة بالزي البدوي وتارة بتوب فلاحي احمر بديع، هل احكي لكم وقتما كانت ابنة عامين وسقطت يوم شم النسيم علي الأرض وصرخت ثم صمتت وأكملت لعبها ثم فوجئت بخيط أحمر يلوث فستانها الجميل وفوجئت بقطع في أذنها يلزم خياطته.

هل ستتحملون معي صرخاتها وهي تقبض علي ذراعي وفي حضني والطبيب البارد قاسي القلب يخيط لها أذنها بلا بنج باعتبارها صغيرة لن تشعر بالألم، هل ستتحملون دموعها وهي تنتفض من الألم أم ستبكون مثلما بكيت فتختلط دموعها بدموعي واحتضنها بقوة واكاد التهمها اعيدها لرحمي الأكثر حنانا عليها من الدنيا القاسية ممثلة في ذلك الطبيب البارد القاسي عديم الإنسانية، هل احكي لكم عندما كانت ابنة تسعة شهور واخذتها للبحر وألبستها قبعة مزركشة واجلستها في مركب صغيرة علي الشط تأرجحه الأمواج الصغيرة وفجأة انقلبت المركب وسقطت ابنتي تحت الماء.

هل ستصدقوني اني بقيت ثواني أحدق في المركب أتاكد أنها سقطت وأن عيني لاتخدعني وتركتها تلك الثواني تحت الماء وحين انتبهت مددت ذراعي وانتشلتها لتخرج من الماء مذهولة مفتوحة العينين لاتفهم ما الذي جري لها ولا أصدق أنا أيضا، هل احكي لكم عن يوم غائم ، اغلق باب السيارة علي أصابعها فصرخت وأنا معها، تصرخ لأفتح الباب اخرج أصابعها وأنا اصرخ لأنها تتألم وتحرقني بالمها، هل اصف لكم منظر اصبعها الصغير حين خرج أزرق متورما من بين ضلفتي باب السيارة وإني أخذتها في حضني تبكي وأنا أبكي حتي نمنا في حضن بعضنا البعض والألم في اصبعها يعصف بجهازي العصبي ويحرق بدني وأعصابي ويوجعني ومازال !!!

هل احكي لكم عن اللحظة التي اختارت فيها ثوب زفافها ودخلت "تقيسه" فإذا بالقمر يترك علياءه ويمنحها بهاءه وسطوعه وحنانه ودفئه فتتألق وتزداد فوق بهائها بهاء وجمالا كانها حورية خرجت من قصص الأطفال التي كنت اقصها عليها وهي صغيرة، أجمل من سندريلا ليلة عرسها ومن الجميلة النائمة ومن عروس البحر ومن كل الجميلات، هي ابنتي العروسة دمي ولحمي عمري وأيامي فرحتي وبهجتي .............. وها هي دقات الدفوف تقترب تدوي في أذني والأغاني الجميلة تصدح اسمعها في خيالي وأري ابنتي وفرحة أيامي تسير في زفتها محاطة بالحب والفرحة والبهجة وقلوب الأحباء، دقوا المزاهر يالا يا أهل البيت تعالوا جمع ووفق صدق اللي قالوا، واسمعني اهمس، فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين ......... وعقبال كل حبايبكم يارب العالمين!!!

نشرت في جريده روز اليوسف الاثنين 5 يوليو 2010

http://www.rosaonline.net/Daily/News.asp?id=71446


ليست هناك تعليقات: