الجمعة، 12 أبريل 2013

مما قرأت لك ... السبب الحقيقي لرفض مبادره شفيق


السبب الحقيقى لرفض مبادرة شفيق
نشر: 12/4/2013 3:23 ص – تحديث 12/4/2013 9:44 ص

جبهة الإنقاذ أعطت مثلا فاقعا فى غياب المسؤولية الوطنية، حين لم تلتفت إلى مبادرة الفريق أحمد شفيق للتنسيق بين صفوف المعارضة. فتركت حسين عبد الغنى (بتاع رد انت يا حسين)، يرد على المبادرة، ثم جورج إسحق. وتحقق المثل الأمريكى الشهير، الكلب يحركه ذيله. «معيلة» سياسية، شكلا ومضمونا.
المعيلة السياسية، من جهتنا أيضا، جعلتنا نصمت عن انتقاد الجبهة طويلا، دعما لها. خفنا أن يكون انتقاد الجبهة تقوية للسلطة. لكننا الآن ندرك أن استمرار الجبهة على هذه الحال هو الذى يقوى السلطة، لأنه يقول للمواطنة البسيطة خارج حدود دائرة وسط البلد، ونشطاء التليفزيون، والمرتزقين من الإعلام والقضايا الحقوقية، يقول إن غياب الإسلامجية عن الساحة سيأتى لكم بواحد من هؤلاء.
إما البرادعى العاجز حتى الآن عن إنشاء حزب له هوية حقيقية. لأنه حزب واجهته من اليسار القومى الذى مللنا منه. متحدثه الأول كان وائل قنديل، أكبر داعم للسلطة الإخوانجية بين صفوف مدعى الثورة، ومتحدثاه الحاليان المذكوران أعلاه، وهما وجهان قديمان جدا. كل هذا ويظن البرادعى أنه يخدعنا بكلامه عن تمكين الشباب. أين هم؟ العاملون داخل حزبك فى الخفاء شباب ليبرالى يقدس قيمة العمل. لكن لا نسمع صوتهم وسط هذا الشو الإعلامى اليسارى القومى.
فإن لم يكن البرادعى فسيأتيكم غياب الإسلامجية بحمدين صباحى. حزبه -حزب الكرامة- لا يَعرف باسمه مئات آلاف. وإن قلتِ لى إن حمدين حصل على أكثر من ثلاثة ملايين صوت فى الجولة الأولى من الانتخابات فسأقول لكِ إن هذه أصوات تجميعية من أنصار البرادعى على أنصاره على متعاطفين مع الثورة.. إلخ إلخ.
هذا يقودنى إلى النقطة التالية. لو استعرضنا التصويت «الثورى» فى الانتخابات السابقة، سنجد أن الوجوه البارزة فى ائتلاف شباب الثورة، وكتلة الثورة مستمرة، انحازت إلى الإسلامجى، عضو مكتب الإرشاد الإخوانى السابق، عبد المنعم أبو الفتوح. وكذلك فعل منظرو الاشتراكيين الثوريين، وشق من ٦ أبريل. ولم يكن صحيحا أن الثورة كانت «جبهة واحدة»، كما تحبون أن تشيعوا الآن. فى حجة تستخدمونها ذريعة لرفض «تفاهم سياسى» هو مخرجنا الوحيد من أزمة فراغ المعارضة. هذا الفراغ الذى أدركتُه أيام مظاهرات الاتحادية، التى يعلم كل منصف ذهب إليها أن معظم المتظاهرين كانوا أناسا محسوبين على «حزب الكنبة» وليس على التيار «الثورى». وأن الجبهة حين دعت منفردة إلى مظاهرة فى التحرير بعدها لم يذهب سوى بضعة آلاف، يفشلون فى لفت الأنظار لو غاب الأولتراس. هذه المظاهرة الأخيرة كانت بالنسبة لى شخصيا «لمبة نور».
ما السبب الحقيقى إذن فى رفض التفاهم مع الفريق شفيق؟ الإجابة الحقيقية هى الخوف من المنافسة. يدرك زعماء الجبهة الآن حجمهم الحقيقى. ويدركون أن أملهم الوحيد فى الزعامة يتمثل فى كونهم «البديل الوحيد للإخوان». الزعامة السلبية كما تسمى فى الدول الديمقراطية. الزعامة المعتمدة على حقيقة أن الموجود فى السلطة سيئ، وليس على جودة الموجودين فى المعارضة. وهذا يجعل زعماء المعارضة يفضلون وجود الإخوان لأنه السبب الوحيد لوجودهم. أما وجود شخص أثبت أن له كتلة صلبة كالفريق شفيق، فهذا تهديد لفرصهم.
لكن هذا معناه ذوبان الحدود بين الشخصى والوطنى (هل تظنون أن المواطنين سيغفرون لكم هذا لو جرت انتخابات نزيهة قادمة؟). وهذا يعنى أن زعماء المعارضة لا أخلاقيون بالمرة، بالمعنى الوطنى للكلمة. فهم يخاطرون بمستقبل وطن ينزلق بدلالات واضحة لا تحتمل اللبس نحو القرون الوسطى، لكى يحافظوا على فرصة، ولو ضئيلة، فى الزعامة. أو جولة، ولو قصيرة، من التصفيق. ألا شاهت وجوه التافهين.
هنا أوجه خطابى إلى فريقين. أولا الشباب الليبرالى داخل الجبهة. الأحلام الجميلة لا تتحقق إلا بفكر سوى. الوجوه القديمة التى تتحدث باسم الجبهة ستأخذنا إلى حيث أخذتنا سابقا. والإشارات واضحة. ما اتخذت موقفى الحالى إزاء تفاهم مع الفريق شفيق إلا بناء على ما تعلمتُه منكم فى الانتخابات الرئاسية. فأعلنوا عن أنفسكم، وثقوا بعقولكم.
وثانيا إلى الليبراليين من «زعماء» الجبهة. إلى عمرو موسى، وأحمد سعيد، وعمرو حمزاوى.. أظنكم تعلمتم درس الانتخابات السابقة. الميوعة فى المواقف لا تفيد، والخطاب «الثورى» التقليدى (البلاشفى) ليس هو الديفولت كما يُوحَى إليكم. حان الآن موعد أذان مصلحة الوطن، فارفعوه يرحمكم المواطنون ويغفروا لكم، وإلا، فلن نسامحكم.

ليست هناك تعليقات: