الثلاثاء، 21 أبريل 2009

القانون لايجفف دموعا



الا يسمع المشرع بكاء النساء ؟؟؟؟؟ الا يسمع المشرع زئير الرجال ؟؟؟؟؟؟ الا يتآثر المشرع لحزن الاطفال ودموعهم ؟؟؟؟؟ الا يري المشرع مثلنا جميعا "الاسر المحطمه" واطرافها يمسكون بتلابيب بعضهم البعض يمزقون الوجوه والملابس يهدرون الكرامه والادميه يقتاتون الغل والكيد والغضب ؟؟؟؟؟؟ يامشرع الاحوال الشخصيه يامن تصدر قوانين تنظم شئون الاسره اثناء استمرار العلاقه الزوجيه وبعد الطلاق انتبه ، فكل القوانين التي اصدرتها وتصدرها منذ عام ١٩٢٠ وحتي الان لم تعالج المجتمع من اثار ونتائج التفكك والانهيار الاسري والغضب المتراكم واللد في الخصومه ولم تمنح اي طرف من اطراف الاسر المحطمه ايه حق ولم تحميه من المشاكل ولم تقلصها فالاطراف جميعها الرجل والمرآه والطفل يشعرون غبنا مستمرا ويشعر كل منهم ان القانون لايمنحه شيئا ومنحاز ضده وغير عادل وغير منصف !!
ويمكن لاي مراقب مهتم بهذا ان الامر التآكد من ان كل القوانين التي اصدرتها وتصدرها في شآن الاحوال الشخصيه دفعت وتدفع جميع الاطراف - ظالم ومظلوم ، منتصر ومهزوم ، قاهر ومقهور ، جاني وضحيه - دفعا للامساك بخناق بعضهم البعض وفجرت بينهم المشاكل والازمات والمشاجرات واحالت حياه جميع الاطراف لجحيم مستمر مستعر لا تنطفيء نيرانه ابدا !!!!! ولتسمح لي ياسيدي المشرع ان اضع امامك وتحت بصرك فقط مشكلتين من المشكلات العويصه التي عجزت كل القوانين الحاليه عن حلها بشكل واقعي حل عادل !!!!ا

ودعونا نتفق اننا في المقام الاول والاخير لا نكترث الا بمصلحه هذا المجتمع وصحته النفسيه وسلامه ابناءه رجالا ونساءا واطفالا ودعونا نتفق ايضا ان القوانين التي تعجز عن حل المشكلات الواقعيه في حقيقتها هي قوانين قاصره تحتاج لتغيير جذري يقلص المشكلات الحياتيه التي يعيشها المجتمع ويعاني منها ويدفع كل ابناءه ثمنها الباهظ !!! سيدي المشرع ... ساتحدث معك اليوم فقط عن "الرؤيه" و"عن الحضانه" وكيف ينظم القانون احكامهما بين الام والاب المتشاجرين اللذين لم ينهي الطلاق مشاكلهما بل فجرها بينهما اكثر واكثر بحيث عجزا عن تنظيم التعامل بينهما ودا فكان لابد من تدخل القوانين ومكاتب التسويه الاسريه والمحاكم بينهم ليحصل كل منهما علي حقوقه !!!ا

وعندما اقول " رؤيه " اقصد في المقام الاول رؤيه الطفل الصغير الذي تشاجر ابويه وانفصلا اوطلقا .. وبصرف النظرعن المتسبب في الطلاق وعن الطرف المظلوم او الظالم وبصرف النظر عن مشاعر الغضب او الكراهيه او الحنق المتبادل بين الرجل والمرآه طرفي علاقه الزواج المنفصمه والتي احضرت للحياه طفلا او اكثر شاء حظهم التعس ان يتعرضوا ومنذ طفولتهم لنيران الغضب الاسري !!! والمشكله تبدآ حين يعجز الطرفين المنفصلين او المطلقين عن الاتفاق علي تنظيم تلك الرؤيه ، هنا يتدخل المشرع بقوانينه ويمنح الطرف غير الحاضن ابا او ام حق رؤيه طفله مره واحده في الاسبوع لمده ثلاث ساعات علي الاقل في مكان حدده المشرع - ربما حديقه طفل ربما نادي اجتماعي ربما مركز شباب - ولايفوتني ان اوضح ان المشرع لم يمنح ذلك الحق الا للاب او الام فقط !!! اما بقيه عائله ذلك الطرف ابيه وامه واشقاءه وشقيقاته واطفالهم فجميعهم ليس لهم اي حق قانوني لرؤيه الطفل !!! اذن طفل الاسره المحطمه الذي عجز ابويه عن الاتفاق ودا علي تنظيم شآن رؤيته هو طفل مفروض عليه جبرا رؤيه ابيه او امه في مكان حدده القانون لعدد ساعات محدده يتعين عليه قتل ذلك الوقت في ذلك المكان بصحبه الطرف غير الحاضن و "اشوفك الاسبوع الجاي ان شاء الله " طفل الاسره المحطمه لايعرف جدوده ولا عماته - او خالاته - ولااعمامه - او اخواله - ولا اطفالهم ولا بقيه اقاربه !! طفل الاسر المحطمه ليس من حقه " التعييد او التصييف او المبييت او قضاء الاجازات او مراجعه ماقبل الامتحان " مع طرف من ابويه الام كانت او الاب !!! هكذا قال المشرع وفرض احكامه علي الجميع !!!
لكن الجميع غاضبين ياسعاده المشرع !!! الطفل الذي يري احد ابويه ساعات ثلاث كل اسبوع غاضب محروم بشكل واقعي من حنان احد ابويه !!! والاب او الام الذي يري ابنه ساعات ثلاث كل اسبوع غاضب لانه محروم بشكل واقعي من ابوته او امومته !! والجد المحروم من حفيده غاضب والعمه المحرومه من ابن اخيها غاضبه !!! وتحولت اماكن الرؤيه في النوادي الاجتماعيه والرياضيه ومراكز الشباب لساحات قتال كل اسبوع يفض مشاجراتها موظفين بؤساء لايفقهون في القانون شيئا مطلوب منهم الزام طرفي حكم الرؤيه بتنفيذه وفقا لمنطوقه ونطاقه !!! مطلوب منهم منع الاب من التحرك بابنه خارج اماكن الرؤيه المحدده لان " حكم الرؤيه " لايقول هذا ، ومطلوب منهم منع العمه او الخاله الجد او الجده من اصطحاب المحكوم له وقت تنفيذ الرؤيه لان " الحكم " لايقول هذا !! والموظفين لايفهمون في الحكم ونطاقه ولايعرفون القانون ولايعرفون نص الماده ٢٠ من القانون ولا قرار وزير العدل بشآن تنفيذ احكام الرؤيه لكنهم المنوط بهم والمسئولين عن الزام كل طرف - غاضب - بحقوقه ومنعه من الجور علي حقوق الطرف الاخر !!!!!!ا

ياسعاده المشرع مايحدث مآساه اجتماعيه وكارثه انسانيه بجميع المعاني ، فالقانون عاجز عاجز عاجز عن منح جميع الاطراف حقوقها الطبيعيه ، عاجز عن منح الاب او الام غير الحاضن حقه في رعايه ابنه وتربيته وصونه والتواصل الانساني معه ، عاجز عن منح اطفال الاسر المحطمه حقهم في التمتع بحنان ذويهم والاستمتاع بصحبتهم وتمكينهم من معرفتهم المعرفه الحقه الواجبه بين الاب او الام والطفل !!! لاانكر ان هناك اب مجرم يكيد لمطلقته ويحاول خطف ابناءها وحرمانها منهم وهناك ام مجرمه تكيد لمطلقها وتمنعه من رؤيه ابنه لكن هل يعقل ان يدفع جميع الاباء والامهات الاسوياء الثمن الباهظ الذي يدفعونه الان بسبب هذا الاب او تلك الام ؟؟؟؟؟؟؟ هل يعقل ان يدفع المجتمع كله واطفاله الابرياء الثمن الباهظ بسبب بعض المختلين هنا او هناك ؟؟؟؟ ياسعاده المشرع ان وقوع الطلاق بين رجل وامرآه لاي سبب ليس نهايه العالم وليست جريمه مستمره يعاقب جميع اطرافها عقابا مستمرا طيله العمر !!! ياسعاده المشرع فلتفسد اجازتك الاسبوع مره واحده واختر " اي جمعه " وفلتذهب سيادتكم لاماكن تنفيذ احكام الرؤيه الحاليه بنفسك ولتري مايحدث واقرآ ما يثبته الاطراف في الدفاتر ولتسمع صخب المشاجرات وبكاء النساء وغضب الرجال وحزن الاطفال وفي نهايه اليوم ارجوك اخبرني مارآيك في القانون الحالي ؟؟؟؟؟؟ هذا عن الرؤيه ....ا

اما الحضانه فحديثي عنها يطول شرحه !!! وعندما اقول " حضانة " اقصد حضانه النساء الامهات لاطفالهن بعد الطلاق ، فالام التي تطلق من ابو اطفالها - سواء برضاءها او جبرا عنها - يمنحها القانون لقب حاضنه لاطفالها - والحضانه غير الامومه - فالامومه علاقه دم لايغير طبيعتها الطلاق ، فام الاطفال هي كانت وستظل امهم استمرت زوجيتها لابيهم او انتهت ، لكن الحضانه - اي الرعايه والتربيه والحفاظ علي الاطفال - فهي صفه قانونيه بين الام وابناءها يمنحها المشرع للام فور وقوع الطلاق بينها وبين الام ، فالام تصبح بعد الطلاق هي الحاضنه لاطفالها ولانها الحاضنه فمن حقها ان تعيش معهم في مسكن الحضانه - حتي انتهاء الحضانه وهذا موضوع اخر - وطالما هي حاضنه فمن حقها ان تطالب ابيهم بنفقه ومصاريف مدارس و" اجر حضانه " مقابل رعايتها لاطفالها !!! لكن حق الحضانه ليس حكرا علي الامهات بل الحضانه حق للجدات لام والجدات لاب في بعض الحالات التي نظمها المشرع !!! فعندما تفقد الام حقها في حضانه اولادها - لاي سبب - اذا كان الاطفال اقل من خمسه عشر عاما ينتقل الحق في حضانتهم لجدتهم لامهم او جدتهم لابيهم اما اذا بلغوا سن الخامسه عشر او تجاوزوها ينتقل الحق في حضانتهم للاب ...ا

ورغم ان القوانين الحاليه حددت عده حالات تفقد فيها الام حقها في حضانه الاطفال الا انني لن اتكلم الا عن حاله واحده منهم فقط هي حاله زواج الام !!! وهنا لن اشرح نصوصا قانونيه ولن اتكلم عن مبادىء جافه ولن اسرد كلام معقد لكني ساضع - مثلما كانوا يعلمونا في كليات الحقوق - مثالا تطبيقيا واقعيا يكشف لنا كل مايحدث في الواقع الحقيقي !!! سيده صغيره عمرها ربما ٢٥او ٣٠ سنه ، طلقت من ابو اطفالها - لاي سبب - بعد حياه زوجيه غير موفقه - وبائسه في معظم الاحوال - في يديها طفلين او ثلاث صغار في سنوات الطفوله المبكره ربما اصغرهم لم يدخل المدرسه بعد واكبرهم في الصف الثالث او الرابع من المرحله الابتدائيه ، امها " الجده لام حسبما يعرفها القانون " تبلغ من العمر قرابه الستين عاما او اكثر قليلا وام مطلقها " الجده لاب حسبما يصفها القانون " تبلغ من العمر قرابه الخمسه وستين عاما او اكثر ، هذه السيده يطالبها القانون حتي تحتفظ بحضانه اطفالها ورعايتهم الا تتزوج !!!ا

هذه السيده المطلقه الصغيره يطالبها المشرع وحتي يبقي اطفالها يناموا في حضنها وتستمر في تربيتهم ورعايتهم ومساعدتهم في حل الواجب وتمنحهم الادويه المخفضه للحراره وتضفر شعر البنات وتحث الصبيان علي صلاه الجمعه و" تلون معهم بيض شمس النسيم " يطالبها المشرع الا تتزوج !!! فان تزوجت تلك الام فقدت حقها القانوني في رعايه الاطفال وينزعهم القانون من حضنها جبرا !!! طبعا لا ينظر المشرع للاب - المطلق - هنا ولايقيد حقه في الزواج فان تزوج ثانيه او ثالثا او عشر مرات فان هذا لا يؤثر علي حقه في رعايه اطفاله او رؤيتهم واو حتي حضانتهم اذا تجاوزوا سن الخامسه عشر سنه !!! هذه السيده الصغيره يطالبها المشرع اذا بقيت حضانه لاطفالها الا تتزوج ثانيه !!! اما اذا تزوجت تلك السيده فيحرمها المشرع من حقها في حضانه الاطفال من ناحيه ويدينها المجتمع لانها الام المجرمه التي لم تنكفيء علي تربيه اطفالها و" رمتهم في الشارع " من ناحيه اخري !!!! اما ابو هؤلاء الاطفال فمن حقه - ولا معقب عليه - ان يتزوج وينشآ اسره جديده ويعيش في حضن زوجه صالحه تعوضه الفشل الاول والزيجه الاولي " المهببه " !!!ا

واذا فقدت الام حقها في حضانه الاطفال للزواج انتقلت حضانه الاطفال للجدات - سواء لام او لاب - واكم من جدات بشكل واقعي حقيقي رفضن حضانه احفادهن - رغم حبهن الشديد لهن - لان تربيه الاحفاد الصغار ورعايتهم في تلك السن الصغيره لايقوي عليه الا امهن فالجده التي " ربت وكبرت وجوزت " انهت واجباتها الاسريه وبلغت من العمر ارزله وتتحين الفرصه للراحه والتقاط الانفاس واللهو مع الاحفاد " ساعه ولا ساعتين " لاتقوي فعلا علي ممارسه اعباء الامومه مع احفادهن لتبدآ معهم رحله تربيه وتنشآه الصغار مره ثانيه من اول وجديد " صحيان للمدرسه ومذاكره ودروس وسباحه وحمام ودكتور وتطعيم وسن مراهقه وحل الواجب ......... الي اخره " هذا من ناحيه ..
ومن ناحيه اخري فالاطفال - اذا تزوجت امهن - يحرموا من الاقامه معها وينتقلوا جبرا بنص القانون للاقامه مع الجدات ولا تقولوا لي ان حنان الام مثل حنان الجده ولا تقولوا لي ان رعايه الام لاطفالها ومجهودها معهم مثل رعايه الجده لاحفادها ومجهودها معهم !!! وهكذا ... فرض المشرع علي تلك السيده الصغيره المطلقه في ريعان شبابها الا تتزوج ثانيه والا حرمت من حضانه اطفالها وحرم اطفالها من حضنها وانتقلوا لحضانه الجده !!!ا

لكن حرمان تلك النساء من الزواج او عقابهن بالحرمان من حضانه اطفالهن ليس امرا منطقيا لانه يتنافي مع الطبيعه الانسانيه والاحتياجات البشريه فلا يكون امام هؤلاء النسوه رغم انهن حريصات علي حضانه اطفالهن وحريصات علي استمرار حقهن القانوني في الحضانه وحريصات علي عفافهن ودينهن واخلاقهن وعلي احترامهن لانفسهن ولاسرهن لكنهن تواقات لحياه زوجيه تصالحهن علي الزمن القاسي وتهون الامهن الناتجه عن زيجه فاشله في بدايه حياتهن هؤلاء النسوه ليس امامهن بشكل واقعي الا " رمي اطفالهن في الشارع " كما يصفهن المجتمع او " الزواج العرفي بكل مخاطره وعواقبه واثاره " حتي لايملك ابو اطفالهن اثبات زواجهن امام المحكمه او " الحرمان من الحياه الطبيعيه " او " الانحراف " !!!!!!!!!!!!! ودعونا لا ندفن رؤوسنا في الرمال ونقول ان هذا لايحدث عندنا !!!!! هذا جانب من المشكله يخص الام ..ا

الجانب الاخر يخص الاطفال ، فقد افهم ياسيدي ان تنزع حضانه الاطفال من امهن التي ستتزوج - علي قسوه هذا عليها وعليهم - وتنتقل حضانتهم لابيهم غير المتزوج اذا اراد تحمل مسئوليتهم ورعايتهم فينتقلوا من كنف الام لكنف الاب ، اما ان يحكم علي الاطفال باليتم فيبعدوا عن امهم المتزوجه للاقامه مع جدتهم العجوز اما لزواج ابيهم او عدم رغبته في رعايتهم وتحمل مسئوليتهم فيحرموا من الاب والام معا فهذا الذي لا افهمه ابدا !!! وكآن قدر اطفال الاسر المحطمه فقدان الامان والحنان والطمآنينه والاحساس باليتم المستمر بنص القانون !!!! ياسيدي المشرع لقد ارهقت من بكاء النساء الحاضنات وانكوي قلبي بدموعهن وكل منهم تآتي لي تلقي في "حجري " بمشكلتها المستعصيه تستجديني اعثر لها علي حل لكني عاجزه لا اجد لمشاكلهن حلا فهل تعرف سيادتك لمشكلتهن ومشكله اطفالهن حلا واقعيا عادلا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الفقره الاخيره - للمره المليون اقول .. مشاكل العلاقات الزوجيه والطلاق والحضانه والرؤيه والنفقه مشاكل عويصه تحتاج لحلول مبدعه يتشارك في الوصول اليها كل المهتمين والمخلصين في هذا الوطن فكافه الحلول التقليديه الا تنتج واقعيا الا مشاكل وهموم وبكاء وغضب وقضايا والقانون الحالي لا يجفف الدموع !!!ا
نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه بتاريخ ٨ ابريل ٢٠٠٩

ليست هناك تعليقات: