الاثنين، 16 مارس 2009

وطن واحد ... ام مليون وطن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


هل سيرهق احدهم نفسه ويشرح لنا مايحدث في هذا الوطن ، ام سنعيش ونموت ونحن لا ولن نفهم اي شيء !!!! هل سيرهق احدهم نفسه ويفهم مايحدث في هذا الوطن يتآمل ظواهره احداثه بشره سلوكهم افكارهم يفهم مايحدث ويفسر اسبابه ويضع لاوجاع الوطن وهمومه " روشته " علاج ناجح ام سنبقي جميعا جهلاء لا ولن نفهم شيئا ندعو للقدير ان يعفو عن وطننا المريض ويلطف به ويهون عليه وعلي بشره وفي النهايه ننام او نموت قليلي الحيله لا حول لنا ولا قوه تاركين الوطن وبشره ومستقبله واولادنا واحفادنا في مهب الريح العاصف !!!!!!!! هل سيرهق احدهم نفسه اهتماما وحبا للوطن وبشره الطيبين ويبذل الجهد لفهم هذا الوطن علي اتساعه وفهم هذا الشعب علي تناقضاته وادراك مشاكله ويضع لها سبل العلاج والحل السريعه والاستراتيجيه ام سنبكي بدموع التماسيح الكاذبه ونمنحه حنية " الوز " ونعطيه ظهرنا ونصمت بعدم اكتراث وعدم اهتمام و" احنا مالنا اياكش تولع " ؟؟؟؟؟!!!!!! هل هذا الوطن عباره عن وطن واحد يجمع ابناءه حلم واحد وهم واحد وحرص مشترك علي مستقبل اجمل للجميع ام هو مجرد خريطه مطبوعه تجمع اكثر من وطن متنافر متناقض فوق سطحها المصقول اللامع ؟؟؟؟ هل الوطن الذي يخرج فيه الناس غاضبون متظاهرون في الشوارع احتجاجا علي اي شيء وكل شيء تاره الصيادله وتاره المحامون وتاره موظفي الضرائب العقاريه وتاره عمال المحله وتاره المخرجين والمذيعات في ماسبيروا بخلاف الحركات الاحتجاجيه السياسيه كفايه ومن اجل التغير والاحزاب السياسيه والنائمون فوق سلالم نقابه الصحفيين والمطالبين بعدم حبس الصحفيين والافراج عن المعتقلين والغاضبين من التحرش بالنساء في الشوارع و" الحزن محاوطكي والهم تاعبكي وليه مش قادره تشكي " هو ذاته الوطن الذي احتفل فيه رئيس الوزراء ووزراءه بعيد الرياضه فتنافسوا بببراعه وملابس رياضيه انيقه في الملاعب الفاخره للقريه الذكيه في مباريات الكوره الطائره والكوره الخماسيه وتراصوا لالتقاط الصور الملونه الفاخره و" صوره صوره صوره كلنا كده عايزين صوره صوره للشعب الفرحان تحت الرايه المنصوره " !!!! هل وطن الغاضبين المحبطين اللذي لا يكفون عن الشكوي وابداء الاستياء والتعبير عن " القرف" ويقتاتون الاكتئاب ويكرهون حياتهم لاسباب مختلفه متعدده المفلسين محدودي الدخل ممن لا تكفيهم دخول الوظيفتين والموت ارهاقا للعيش الضروري هو ذاته وطن البشر المترفين المتخمين بالثروه اللذين يملئون جميع فروع سلاسل المحلات التجاريه الكبري التي تبيع كل شيء من الابره للصاروخ و" لحم النعام " و"جلد الثعبان " تلك المحلات التي لاتجد امام ماكينات الدفع الكثيره فيها مكانا لقدمك فيخيل اليك ان " القيامه قامت " وان كل البشر في المحل يشترون كل شيء واي شيء لكثره اموالهم و " عمار يامصر " !!! هل وطن الفقراء والمطحونين وملايين البشر ممن يعيشون تحت خط الفقر ولايجدون قوتا ليومهم والذي يقتل احد مواطنيه نفسه لانه لايجد نقودا يشتري بها ملابس المدرسه لاطفاله ويقتل اخر نفسه وزوجته واولاده لانه فقد ملايينه في البورصه ويقتل ثالث فتاتين في عمر الزهور بسبب مائتين جنيه وتليفون محمول هو ذاته الوطن الذي يعرض في احتفلاته ومهرجاناته التسويقيه منتجعات القصور الفارهه وحمامات السباحه الخاصه وملاعب الجولف وتعرض فيه افخر واحدث انواع السيارات المستورده التي تطول قائمه حاجزيها لشهور وشهور وتمتلاء صفحات جرائده باعلانات تسيل اللعاب عن عن افخر الساعات السويسريه ورحلات الاحتفال برآس السنه والحج الفاخر السريع الذي لايكلفك الا سبعين او مائه الف جنيه هو ذاته الوطن الذي تملآ القمامه شوارعه وتحتل المقاهي البلدي ارصفته ويسمح للفتيات الصينيات بالمرور علي المنازل وبيع البضاعه الرخيصه " المضروبه " هو ذاته الوطن الذي يضم اكبر وافخر المجمعات التجاريه " المولات " المليئه بالكافيتريات والمطاعم والسينمات والتي لاتجد مكانا لسيارتك في جراحها علي اتساعه وتعدد طوابقه ولاتجد مقعدا لنفسك بسهوله في اي مطعم من المطاعم الكثيره التي تملآ طوابقه المتعدده ، تلك التجمعات التجاريه التي تعرض في محلاتها الغاليه جميع انواع البضائع المستورده والماركات العالميه الاصليه و"المحلات زحمه والناس فوق بعضها والبر بخير " هو نفسه وطن ال٢٠ او ٢٢ مليون مواطن المشتركين في واحده من الشبكات الثلاث للتليفون المحمول اللذين يقتطعون من دخولهم الشهريه ملايين الملايين من الجنيهات يمنحوها بطيب خاطر للشركه العملاقه مقابل " رنه " و" رساله صوتيه " و" اس ام اس " و" ميتين الو ولاحدش رد " وهو ذاته وطن من يبيعون كلياتهم فقرا ويبيعون اطفالهم يآسا ويبيعون اصواتهم الانتخابيه ب " تلات تعريفه " هو ذاته وطن الاثرياء الاغنياء ملاك الاراضي والفيلل والقصور في ضواحي القاهره والتجمع الخامس و٦ اكتوبر ومنتجعات الطرق الصحراويه الكثيره الفارهه هو وطن الموظفين في الارض ممن يشكون للمنتقم الجبار من ارتفاع الاسعار وضيق الحياه وصعوبتها هو وطن المجني عليهم في كل قضايا النصب الشهيره هولاء المجني عليهم اللذين اخرجوا ملايينهم الكثيره من تحت البلاطه وسلموها لنصابين بارعين املا في عوائد شهريه علي تلك المبالغ لا تحققها حتي تجاره الهيروين والكوكايين وغسيل الاموال هل الوطن الذي لايجد فقراءه مياها للشرب فيقطعون الطرق يحملون " الجراكن " الفارغه يصرخون عطشا وغضبا فيذكروك بمحمود المليجي في فيلم الارض مقهورا غاضبا هو ذاته الوطن الذي يبيع المياه المعدنيه لاثرياءه ويستورد المياه العذبه خصصيا لهم من فرنسا وسوسيرا وكآنهم جميعا مارلون براندوا في فيلم الاب الروحي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ !!! هل وطن المنقبات ذوات الثوب الاسود وغطاء الوجه والقفاز الصوفي هو ذاته وطن جميلات الساحل الشمالي ومنتجعاته المزدحمه اللاتي يستيقظن طيله الليل في حفلات الصخب والمتعه ويتآملن شروق الشمس وهن تعبات يستعدن للنوم بعد ليالي السهر الطويله هو ذاته وطن " البنت زي الولد ماهيش كماله عدد " هو ذاته الوطن الذي يتباهي بالسفيره والوزيره والقاضيه هو ذاته الوطن الذي يطالب بعوده النساء للمنزل ويرفض التحاقهن بالعديد من الوظائف والاعمال هو ذاته الوطن الذي يرفض انتخاب اي امرآه في البرلمان هو الوطن الذي تعيل نساءه ربع سكانه حسب الاحصائيات الرسميه ؟؟؟ هل الوطن الذي يفتح سماءه للفضائيات الدينيه وشيوخها وفتاويها الخاصه ودروسها الدينيه وتظهر المذيعات منقبات علي الشاشه او لاتظهرن اساسا هو ذاته الوطن الذي تستبيح سماءه فضائيات الرقص والغناء والخلاعه والفيديوكليبات الفاضحه التي تعرض فتيات عاريات يتقصعن بميوعه مقززه علي اصوات نشاز تثير النفس اشمئزازا وغضبا ؟؟؟؟؟؟ هل الوطن الذي مازال يقبل بنهم علي حفلات الموسيقي العربيه في الاوبرا ونغمات العود الاصيل وحفلات التراث الموسيقي وحفلات علي الحجار وشرائط ام كلثوم وعبد الحليم حافظ هو ذاته الوطن الذي يسمع "اغنيه السطوح " و" اغنيه الحمار " و" اغنيه اللي مابيعرفش" ويتحرش بالفتيات في حفله تامر حسني بالجامعه وحفله مروة اللبنانيه في الساحل الشمالي هو الوطن الذي يهرع مواطنيه للحاق بصلاه الجمعه ويعلو اصوات مصلييه المخلصيين بتكبيرات العيد الكبير والصغير تدوي في السماء تقوي وخشوع ؟؟؟؟؟ هل الوطن الذي نقرآ اخباره وجرائمه واشكال العنف المستشري في جنباته يوميا علي صفحات الصحف اليوميه والاسبوعيه الخاصه فتقشعر ابداننا رعبا وخوفا وغضبا هو ذاته الوطن الذي نقرا اخبار حفلاته وسهراته و" كوكيتلاته " في المجلات الفاخره الملونه ونري كبار عائلاته واثرياءه ومجوهراتهم اللامعه وملابسه الفاخره وتقفز من عيونهم السعاده والراحه والتخمه والكسل ؟؟؟؟؟ هل الوطن الذي يتسابق شبابه ويتقاتلون علي الالتحاق بوظائف الحكومه التي لن تمنحهم راتبا يزيد عن مائه وعشرين جنيه شهريا هو ذاته الوطن الذي تمنح شركاته الاجنبيه الخاصه لموظفيها اجرهم بالدولار واليورو وبقيه العملات الصعبه ؟؟؟؟ هل الوطن الذي يتكدس تلاميذه الفقراء في مدارس بلا احواش وبلا اكسوجين وبلا هواء نقي وبلا زجاج لنوافذ فصولهم ويدخلون المدرسه اميين ويخرجون منها جهلاء لا يعرفون الالف من كوز الذره ولايعرفون اين تقع " في الخارطه اوربا " هو ذاته الوطن الذي يمنح خيره تلاميذه الاثرياء الشهادات الانجليزيه والالمانيه والفرنسيه والدبلومات الامريكيه ويفرض عليهم ممارسه الرياضه حفاظا علي صحتهم ويقيم لهم حفلات التخرج بالارواب اللامعه علي نغمات المارشات الاوبراليه العظيمه ؟؟؟؟ هل الوطن الذي يقيم افراحه في الشارع علي نغمات الدفوف وزغاريد البنات وصراخ "الدي جي " ترتدي فيه العروسه فستانا مؤجرا لا تملك الا حق التصوير به هو ذاته الوطن الذي لاتجد قاعه من قاعات فنادقه الكبري الا ومشغوله يوميا باحتفالات الافراح الكبري وتتراكم فوق مناضده جبال الجمبري والاستاكوزا و السيمون فيميه وباقات الزهور الهولنديه المستورده وعلب الملبس " السيفر " يغني فيها شعبان عبد الرحيم " باكره اسرائيل واحب عمرو موسي " !!!! هل الوطن الذي تدمع عيون ابناءه في مباريات الكوره حبا فيه وانتماءا له حين يسمعون اغنيه ياحبيبتي يامصر فيصرخون انتماءا وعشقا و يرفعون اعلامه يلوحون بها فخرا وحبا هو ذاته الوطن الذي يكفر الشباب به ويلعنون ايامه ويفرون منه بكل الطرق والوسائل المشروعه وغير المشروعه فيتحملون ذل الغربه وتحكم الكفيل ومطارده البوليس والغرق علي الشواطيء الغريبه ولايحلمون الا بالهجره والمستقبل الرحب في البلاد البعيده !!! هل هذا الوطن وطن واحد ام مليون وطن ؟؟ هل هذا الوطن وطن واحد ام مليون وطن متنافر متناقض لاتجمعه الا الخريطه !!! واذا كنا مليون وطن فالي متي ستجمعنا الخريطه ؟؟؟؟ وهل يمكن لمثل هذه التناقضات الفجه الرهيبه ان تتعايش بسلام وامان وطمآنينه ؟؟؟ واذا كانت الاجابه بلا ... فماذا نحن فاعلون من اجل المستقبل ؟؟؟؟؟؟؟؟ هل سيرهق احدهم نفسه ويشرح لنا مايحدث في هذا الوطن وماسيحدث فيه ، ام سنعيش ونموت ونحن لا ولن نفهم اي شيء ؟؟؟ واذا كنا سنعيش ونموت ونحن لا نفهم شيئا فماذا نحن فاعلون من اجل هذا الوطن ومن اجل مستقبله ؟؟؟؟؟ الفقره الاخيره .... كيف كان المصريين وكيف اصبحوا ؟؟؟؟؟؟ وماذا يخبيء لهم المستقبل ؟؟؟؟؟؟ هل يملك احد الاجابه ؟؟؟؟ الجمله الاخيره ...... هل يمكن لمجتمع بهذا التناقض بهذا التفاوت بهذا الاختلاف ان يملك حلما مشتركا يسعي كل بشره بكل اختلافهم لتحقيقه ؟؟؟ ام ان قدر هذا الوطن ان يعيش كل مواطن فيه حلمه الخاص ؟؟؟؟ واذا عاش كل منا حلمه الخاص وسعي لتحقيقه فماهو مصير هذا الوطن اليوم وغدا وفي المستقبل ؟؟؟؟؟؟ السطر الاخير .... ادرك ان هذا الوطن يمتلآ بالمخلصين المحبين لكن حبهم بلا فاعليه واخلاصهم بلا نتيجه ؟؟؟؟ هل متشائمه انا ؟؟؟ اذن ايها المتفاءلون اخبروني ماذا انتم فاعلون من اجل المستقبل ؟؟؟؟؟؟؟ الكلمه الاخيره .... احب هذا الوطن جدا .... لكني تعبت وارهقت من حبه جدا !!!!!!! نشرت في جريده روز اليوسف اليوميه في ١١ مارس ٢٠٠٩

هناك تعليق واحد:

عروس البحر يقول...

أردت فقط أن أكتب تعليقي عن أهمية أن يكون للإنسان حلم و شغف يسعى وراءه ، كان شغفك الكتابة و روز اليوسف ، فأصبحت حياتك ثرية و نابضة .
من يدري ربنا أصبحت كتابتكِ شغفاً لآخرين في يوم ما :)
سعدت بمروري على مدونتك و بانتظار زيارتك.