حرب الوجود
( 1 )
فكرت كثيرا فيما قاله الرئيس عن "حرب الوجود" التي تخوضها مصر، وهو التصريح الخطير الصادم الذي صرح به السيد الرئيس عقب لقائه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة عشية العملية الإرهابية في كفر القواديس في سيناء.. "حرب وجود".
إنها ليست مجرد حرب عسكرية بين جيوش وقوات غازية تسعى لاحتلال الأرض واستغلال الموارد، ولا حتى معارك عسكرية بين الجيش وعصابات مرتزقة إرهابيين قتلة على جبهات قتال يسعون للخراب والتدمير والإرهاب، بل هي حرب شاملة تهدد الوجود والبقاء والحياة نفسها تتسع لمعارك اقتصادية وسياسية واجتماعية تتضافر جميعها في هدف إجرامي واحد هو تدمير الوطن وتحطيم مؤسساته وقوته وحضارته وتاريخه وهويته ووجوده ذاته.
مصر تواجه "حرب وجود" تصريح هام وخطير من الرئيس ينبه فيه المصريين للواقع الذي يعيشونه وبقدر المخاطر التي تحيطهم وتحيط بوطنهم، ينبههم ليدركوا صعوبة الواقع وقدر مشاكله التي تتصدى القيادة السياسية والعسكرية لها ولمواجهتها، وهي ليست المرة الأولى التي يصدر فيها عن القيادة السياسية المصرية مثل هذا التصريح تنبيها للمصريين لما يخطط لوطنهم من مكائد ومؤامرات وحرب يشترك في معاركها على كافة الجبهات خونة مصريين يأتمرون ويدعمون ويمولون من دول أجنبية وأجهزة مخابرات وتنظيمات دولية.
اعلموا أن عودة مصر إلى مكانها الرائد إقليمياً.. واللائق دولياً.. لن تتأتي إلا بإصلاح الداخل أولاً
تستخدم في تلك الحرب كافة السُبل ما بين مرتزقة إرهابيين يقومون بعمليات عسكرية ضد بعض الجنود والمواقع العسكرية والشرطة المصرية هنا أو هناك، ومابين إرهابيين يزرعون القنابل والموت في تفاصيل حياة المصريين اليومية من الجامعة لمحطات المترو لأكشاك ومحطات الكهرباء، ومابين قنوات وفضائيات ومقالات وصحف تدعم العدو وتدافع عنه وتبرر له وتكذب وتزيف الواقع والحقيقه لصالحه وتلبسه ثوب الضحيه المجني عليه تجاهلا للدم الذي يتساقط من يديه وهو يقتل ويخرب ويدمر وما بين أفلام ملفقة ومزيفة وكاذبة تعرض علي الفضائيات والمواقع وشبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، فالمستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت لمصر بعد ثورة 30 يونيو وحتى تسليم السُلطة للرئيس المنتخب المشير عبد الفتاح السيسي.
المستشار عدلي منصور قال للمصريين في خطاب الوداع قبيل تسليم السلطة: "شعب مصر العظيم.. إن التاريخ سيكشف يوماً الحقيقة.. وستعلمون حينها.. حجم ما خُطط ودبر لمصر.. صعوبة المرحلة.. ودقة الظرف التاريخي.. والمسؤولية الملقاة على عاتق مصر.. ليس فقط للحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها.. وإنما أيضاً للدفاع عن العالم العربي بأسره.
واعلموا أن عودة مصر إلى مكانها الرائد إقليمياً.. واللائق دولياً.. لن تتأتي إلا بإصلاح الداخل أولاً.. بدولة تسترد قوتها من خلال إعلاء المصالح الوطنية.. والابتعاد عن ضيق الأفق.. ونبذ التركيز على المصالح الشخصية.. أو المطالب الفئوية.. أو التوجهات الحزبية.. فكافة دوائر أمننا القومي مهددةٌ. وربما تكون هذه المرة الأولى في تاريخنا.. التي يشتعل فيها محيطنا الإقليمي بكافة جهاته.. فاعتصموا بحبل الله جميعاً.. ولا تفرقوا.. وكونوا على قدر المسؤولية.. ولا يغرنكم دعواتٌ لا تستهدف سوى إضرار هذا الوطن.. واعتبروا من تجارب الآخرين حولكم.. فكم من دولة شقيقة تفككت.. وكم من أرواح عربية أزهقت خلال السنوات الأخيرة.. حتى بات من الصعب إحصائها".
ويتضح من القراءة المتأنية لتلك العبارة أن ماقاله الرئيس المؤقت عدلي منصور عن المؤامرة التي خططت ودبرت لمصر هو ذاته شرح وتوضيح لما وصفه الرئيس السيسي بحرب الوجود التي تعيشها مصر من يناير 2011 وحتى الآن.
نعم.. أمريكا ومعاهدها العسكرية رسمت استراتيجية "خريطة الدم" لمنطقتنا مستهدفة إعادة تقسيمها، مستهدفة إعادة ترسيم حدود أوطاننا وفك وحدتها تقسيمها لدولة وكانتونات طائفية قائمة على أسس عرقية وطائفية ودينية.
أمريكا قررت - وفقا لمصالحها ومصلحة إسرائيل إعادة تقسيم بلادنا، فتتحول كل دولة من الدول العربية لأكثر من دويلة متناحرة متنافرة، فتتحول المنطقة كلها لجحيم من الحروب الأهلية التي تسفر عن ملايين القتلى وكراهية وبغض وعداء بين الدويلات المستحدثة بما ضمن لأمريكا وإسرائيل اليد العليا على المنطقة والبترول، ويضمن استحالة التوحد والقوة والإرادة المشتركة، والتي تجلت أوضح ما يكون في انتصار أكتوبر وقطع البترول العربي عن أوروبا.
ولأن أمريكا ومعاهدها الاستراتيجيه واثقة أنه يستحيل تقسيم بلادنا وأوطاننا من تلقاء نفسها، فكان لابد من خلق ذريعة للحروب الأهلية والاقتتال الداخلي ولم تجد أمريكا أفضل من صنيعة الاستعمار الإنجليزي الجماعة الماسونية التي أطلقت على نفسها الإخوان المسلمين، هذه الجماعة المعادية للدولة الوطنية بحكم كونها جزءا من تنظيم دولي عالمي.
قررت أمريكا استخدام تلك الجماعة كرأس حربه لتنفيذ مخططها واستراتيجيها "خريطة الدم"، واثقة أن تلك الجماعة ستفلح في استعداء المجتمعات التي تتسلط عليها على بعضها البعض بإثارة النعرات الدينية، والبغض الطائفي ومحاولتها الكريهة في طمس الهويات الوطنية وتسليط الفاشية الدينية على الشعوب وقمع الحريات مما يؤدي لتفجر الكراهية والبغض والعنف وصولا للحروب الأهلية المحلية، أمريكا كانت واثقة من أن تلك الجماعة الإرهابية ستفلح بخداع الجماهير من باب التدين وخديعتها من بوابات الدين، وأيضا ستفلح في تمزيق السلام الاجتماعي في مجتمعاتنا باستعداء الأقباط وحرمانهم من المواطنة وحقوقهم الدستورية، وصولا لتفجير غضبهم بما قد يؤدي إليه ذلك من نتائج كارثية.
وبدأت أمريكا الخطوات الأولى لتنفيذ مخططها واستراتيجيتها الإجرامية بدعم ما أسمته حقوق الأقليات التي استهدفت أمريكا في تمكينها من إقامة دويلات صغيرة على جثث أوطاننا ودولنا المركزية الكبيرة، فجأة أمريكا اكتشفت أن أوطاننا تضم من ضمن نسيجها الوطني ما أسمته أقليات عرقية.
فقررت أمريكا عن طريق منظمات المجتمع المدني المتمولة منها والمدعومة منها سياسيا وماليا استثارة تلك الأقليات بادعاء اضطهادها من قبل الأغلبية وضرورة الدفاع عن حقوق تلك الأقليات في مواجهة الأغلبية، وأيضا في ذات الوقت، قررت أمريكا أن تطبيق الديمقراطية في أوطاننا يفترض ويتطلب تمكين عملائها المتأسلمين أعضاء الجماعة الإرهابية والتنظيم الدولي من تواجدهم علي الساحة السياسية وتمكينهم من التعبير عن آرائهم وتمثيلهم في المجالس النيابية، وغيرها تجاهلا لتاريخهم الدموي وإرهابهم القديم ودعمهم لكافة المنظمات الإرهابية الجهادية التي خرجت من عباءتهم رغم ممارساتهم الإرهابية والعنف ضد بقية المجتمع.
وقد سبق وطبقت أمريكا واقعيا استراتيجيها الإجرامية "خريطة الدم" على أرض الواقع في السودان والعراق بطرق مختلفة، وصولا لاستنباط الطريقة المثلى لتطبيقها وتعميمها على كل الدول العربية، في السودان مكنت من حكمها الإخوان المسلمين الذين سرعان ما فجروا العنف الطائفي ضد مسيحي الجنوب واللادينين، فتفجرت حرب أهلية استمرت ثلاثين عاما وأربعة ملايين سوداني تم تهجيرهم واثنين مليون قتيل.
وانتهت التجربة في 11 يناير 2011 باستفتاء على انفصال الجنوب لتصبح السودان دولتين، السودان "الإسلامية" وجنوب السودان "العلمانية المسيحية اللادينية"، أما في العراق ورغم أن الهدف واحد فالأسلوب كان مختلفا، استعداء المجتمع الدولي ضد صدام حسين إما لأنه ديكتاتور يقمع المعارضة التي ترعاها أمريكا، وأما لأنه يحوز أسلحة نووية وكيماوية يهدد بها شعبه ومعارضيه.
وانتهي الأمر بحصار اقتصادي ثم غزو عسكري مع تمكين حكومة عميلة لأمريكا ولمصالحها مع تفجير الصراعات الطائفية بين الشيعة والسنة من ناحية وبين العرب والأكراد من ناحية أخرى وصولا لتقسيم العراق لثلاث دول، شيعية في الجنوب وسنية في الوسط وكردية في الشمال، لكن التجربة السودانية أثبتت نجاحا باهر بالمقارنة للتجربة العراقية، التجربة السودانية انتهت بالتقسيم.
أما التجربة العراقية فمازالت رغم طول سنوات الحصار والاحتلال لم تصل بعد للنتيجة الأمريكية المرجوة، أيضا تحملت أمريكا ثمنا باهظا في العراق مابين قوات عسكرية وقتلى وهجوم عالمي لغزوها العراق ثم احتلالها، التجربة السودانية أثبتت نجاحا مع ثمن أرخص كثيرا عن التجربة العراقية التي مازالت تتعثر ولم تصل لنتيجتها مع تكلفة أمريكية عالية.
وقد أوضحت الأيام أن أمريكا ومعاهدها الاستراتيجية انحازت للنموذج السوداني وقررت تعميمه على كل الدول العربية، فكان ما سمي "الربيع العربي" مؤامرة أمريكية إخوانية استخدمت طموحات الشعوب للحرية والديمقراطية وتحسين حياتها والرغبة "المشروعة" في تداول السلطة.
استخدمت هذا كله للانقضاض على أوطاننا بإثارة الفوضى وهدم الدولة ومؤسساتها وفي نفس اللحظة تمكين الإخوان المتأٍسلمين من التواجد في الساحة السياسية ورفع كافة أشكال الحظر القانوني علي تواجدهم السياسي وتجميل وجوههم ووجودهم باعتبارهم ضحايا الحكام المستدبين الذين ثارت عليهم شعوبهم، وامتدت أيدي التنظيم الدولي والجماعات والأحزاب الإقليمية التابعة له للعبث وإثارة الفوضى والاستئثار بالحكم في أوطاننا من النهضة في تونس للمجلس الرئاسي في ليبيا لليمن لمصر التي وصلت الجماعة الإرهابية فيها لمقعد الرئاسة فيها بعصر الليمون وتزوير الانتخابات وبطاقات المطابع الأمريكية والزيت والسكر، لسوريا التي انتبهت للمخطط فأسفر القائمون عليه عن وجههم القبيح وسرعان ما حملوا السلاح ودخلوا مع سوريا في حرب أهلية باعتبارهم الثورة والمعارضة التي تحظى بتأييد أمريكا وتسليحها.. ونكمل باقي المؤامرة والمخطط الأمريكي الأسبوع القادم.
http://dotmsr.com/ar/201/1/132550/#.VIH_n5CG-M8
( 2 )
كما رأينا في المقال السابق أن المؤامرة واضحة والمخطط الأمريكي "خريطة الدم" يطبق وبسرعة على أرض الواقع العربي وفي بلادنا عن طريق التنظيم الدولي والجماعات والأحزاب الإرهابية التابعة له، مع دعم تركي قطري مالي مخابراتي إعلامي لهذه الجماعات الإرهابية.
لكن الشعب المصري انتبه وبسرعة لهذا المخطط وما يُحاك لبلاده من الرئيس الداعم للإرهابيين التابع للجماعة التابعة للتنظيم الدولي وأمريكا وأفاق من الخديعة والتلاعب بالدين وأدرك حقيقة المؤامرة وخطورتها على أرضه وعلى أمنه القومي وعلى وجوده وحضارته، فانتفض المصريون في مظاهرات رفض وغضب حاشدة قوية من نوفمبر2012( عقب أربعة شهور من تولي الإخواني الإرهابي مقعد رئاسة مصر مع صدور الإعلان الدستوري الباطل الذي يحول الإخواني المنتخب لفرعون إله بصلاحيات مطلقة).
واستمر في التصاعد عبر أشكال مختلفة من المقاومة الشعبية والرفض الشعبي السياسي الإعلامي لذلك المخطط وأدواته التابعة لأمريكا وقطر وتركيا والتنظيم الدولي حتى وصل لثورة ثلاثين يونيو التي تضافرت فيها الدولة المصرية شعبا ومؤسسات "الجيش، الشرطة، القضاء، الإعلام، الأزهر، الكنيسة" ضد الاحتلال الاخواني لبلادهم، وانحازات القوات المسلحة للشعب واختياراته وصدر بيان 3 يوليو 2012 محددا خارطة الطريق للشعب المصري بعد عزل الرئيس الإخواني وتعطيل دستوره الإرهابي الإقصائي الفاشي، وعشنا جميعا ماعشناه ونعرفه جيدا.
هزمت مصر المخطط الأمريكي الإخواني بالنسبة لها وفي المنطقة العربية كلها، وأوضحت أمام الشعوب العربية كلها ان ما تصوروه ثورات من أجل الحرية والديمقراطية ليس إلا مؤامرة ومخطط لتدمير أوطانهم، وأن أداة التدمير هي جماعات التأسلم السياسي الإرهابيين وتنظيمهم الدولي مدعومين من أمريكا وحلفائها الأوربيين وتابعيها قطر وتركيا وجناحهم العسكري في غزة.
هزمت مصر المخطط الأمريكي وحررت أرضها من الاحتلال الإرهابي الذي فتح حدودها للإرهابيين القتلة من كل فج عميق من ألبانيا وأفغانستان، بل وأيضا من السجون المصرية وقتما أفرجوا عن الإرهابيين القتلة وإطلاق سراحهم وإلغاء الأحكام الجنائية بإدانتهم وتحريضهم علي المجتمع ليروعوه ويهددوه، لكن الإرهابيين القتلة ومن خلفهم أمريكا وحلفاؤها لم يستسلموا لتلك الهزيمة الساحقة السريعة، وحاولوا استعداء المجتمع الدولي ضد القيادة السياسية الجديدة في مصر بعد ثوره 30 يونيو، وشنوا حملات هجوم منظمة ضد القيادة السياسية في مصر من المنظمات الحقوقية الدولية التابعة لهم ومارسوا إرهابا وإجراما منظما وممولا في كل مصر باستهداف الشرطة والجيش، بل والشعب أيضا في عمليات إرهابية إجرامية وتفجيرات وحرق منشآت وكنائس وقتل المدنيين.
وأعلنوا بفجر وتكبر وتجبر أن ذلك الإرهاب وعملياته القذرة سيتوقف في اللحظة التي يعود فيها الخاين الإرهابي لمقعد الحكم في مصر، متصورين أنهم سيفلحون في إخافة المصريين وكسر إرادتهم وقوتهم وثورتهم العظيمة في 30 يونيو وترويعهم بتلك العمليات الإرهابية الإجرامية وهو ما أثبتت الأيام استحالته، فرفض المصريون أي دعاوى للمصالحة مع الإرهابيين وتعاملوا بشجاعة واستهانة مع العمليات الإرهابية، ودفنوا شهداءهم وهتفوا في جنازاتهم "الشعب يريد إعدام الإخوان"، وداسوا بأقدامهم على صور أوباما وإعلام أمريكا وأحرقوا أعلام قطر وتركيا، والتفوا حول القيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة تمسكا بثورتهم 30 يونيو وأهدافها العظيمة في الحفاظ على الدولة المصرية وبنائها وبناء المستقبل، وخاضوا معارك إعلامية مقابلة تدافع عن الدولة المصرية وقواتها المسلحة وكشفا للمؤامرة وشرحا لها ورفضا للإرهابيين وفضح إجرامهم وعمالتهم للامريكان ودعمهم من الدول التابعة لأمريكا والتنظيم الدولي سواء قطر أو تركيا.
مصر بعد ثورة 30 يونيو كانت ومازالت تسابق الزمن لتنفيذ خارطة الطريق بإصدار دستور وانتخاب رئيس جمهوريه وانتخاب مجالس تشريعية تتيح للدولة بناء المستقبل وتجاوز الفوضى التي تسبب فيها الإخوان الإرهابيين وداعميهم ابتداء من أمريكا انتهاء بقطر، وأيضا سعت ومازالت لتحسين ظروفها الاقتصادية وفتح الأبواب أمام الاستثمار وعودة الأمن للشارع المصري وعودة هيبة الدولة وقوانينها واستعادة دورها الإقليمي وريادتها العربية، لكن من رسموا المؤامرة في البداية، وخططوا لها وسعوا لتنفيذها على أرض مصر لم يستسلموا رغم هزيمتهم الساحقة، وسعوا بمزيد من التآمر والخيانة لعرقلة مصر وإصرارها علي بناء الدولة والمستقبل محاولين ترويعها بعمليات إرهابية، ومزيد من الدماء الطاهرة للجيش والشرطة والشعب وهجوم إعلامي مستمر عن طريق قنوات فضائية تابعة للتنظيم الدولي وتركيا وقطر تكذب وتزيف الحقائق وتفبرك الأفلام والوثائق، فضلا عن حرب نفسية شرسة عبر شبكات التواصل الاجتماعي تنشر الشائعات والأكاذيب وتفبرك الصور والفيديوهات وتروج للأكاذيب وتخلق المواقع المعادية للدولة المصرية والقوات المسلحة وكافة مؤسسات الدولة، مستهدفين شق وحدة المصريين وتلاحمهم وإرادتهم السياسية التي عبروا عنها في ثورة 30 يونيو وبيان 3 يوليو ويوم التفويض في 26 يوليو والاستفتاء علي الدستور في يناير 2014 وانتخابات الرئاسة، مستهدفين كسر إرادة المصريين، ونشر الفتنة والفرقة بين الشعب وبين القيادة السياسية وبين الشعب وبعضه.
ورغم النجاحات الكثيرة التي حققتها مصر في مجالات كثيرة داخلية وخارجية إقليمية وعربية وعالمية، إلا أن الدم المصري الشريف للشهداء الذي ضحوا بحياتهم من أجل مصر وأمانها ومازالوا يضحون، أحرق قلوب المصريين وأوجعهم وأغضبهم من الإرهابيين المجرمين الذين مازالوا يرفعون صوابع الشؤم في أعينهم ومازالوا يفجرون القنابل في الجامعات ومازالوا يتربصون بجنودهم من الشرطة والجيش في كل الوطن وفي سيناء.
الدم المصري أغضب المصريين ودفع بعضهم - حبا في مصر - لمطالبة القيادة السياسية بمزيد من القوة والحسم في مواجهة الإهاربيين القتلة، واستغلالا لذلك الغضب حاول الإرهابيون وتابعوهم من الإعلاميين والصحفيين في الداخل والخارج ومعهم المواقع والصفحات علي شبكات الانترنت على بث سموم الفرقة بين الشعب والقيادة السياسية وأيضا تحطيم روحهم المعنوية، وكسر إرادتهم بالشائعات والأكاذيب والتهويل والفبركة والزيف.
وأتت جريمة "كفر القواديس" لتفجر غضب المصريين أكثر وأكثر، وطالبوا القيادة السياسية باتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، واستجابت لهم القيادة السياسية والرئيس السيسي وأصدروا مجموعة من القرارات لمواجهة الإرهاب والتصدي له في مصر كلها وبالاخص في سيناء.
مازالت اللحظة التاريخية الفارقة تحتاج كل قوتنا ووحدتنا وانتباهنا لننهي انتصارنا الساحق.
في هذه اللحظة وفي هذه المناسبة الحزينة قال الرئيس السيسي للمصريين وهو يدعوهم للبقاء على قلب رجل واحد في مواجهة الإرهاب والإرهابيين قال لهم مصر تخوض "حرب وجود "، قالها لها ليتكاتفوا ويتلاحموا ويتمسكوا بإرادتهم الوطنةه وروح المقاومة ليتموا انتصارهم الذي بدأوه في 30 يونيو، وأوشك علي رفع راياته وحسم معاركه العسكرية والسياسية.
لماذا قال الرئيس هذا ؟؟
قالها لينبه المصريين لحجم المخاطر التي تحيط بوطنهم وقدر المؤامرات التي تحاول النيل منه، لأن حرب الوجود، ليست عسكرية وفقط على أهمية وخطورة الجزء العسكري فيها، بل تتجاوز المعارك العسكرية وتستهدف الاستقرار والأمن وصولا لـ"تطفيش" المستثمرين وانتكاس السياحة أكثر وأكثر وتحطيم الدولة ومؤسساتها الاقتصادية مع حصارها عالميا وإقليميا وسياسيا واقتصاديا، وصولا لتدميرها وتحويلها لدولة فاشلة يسهل غزوها وتدمير أمنها وانتهاك واستباحة حدودها، لتصبح فريسة سهلة- حسب تصورهم الساذج - مرة أخرى للإرهابيين المتأسلمين وللمخطط الامريكي " خريطه الدم .
يامصريين، وطننا يخوض حرب وجود، ضد أمريكا ومخططها الإجرامي المستهدف وحدة أرضنا ووحدة شعبنا ووحياتنا وهويتنا وحضارتنا و"لقمة عيشنا"، وقد هزمنا ذلك المخطط مرة والثانية والعاشرة ومازلنا نحقق عليه انتصارات عسكرية وسياسية، لكن الحرب لم تنته بعد ومازال الأمر يحتاج كل اليقظة وكل الوطنية، وكل الحب للوطن، مازالت اللحظة التاريخية الفارقة تحتاج كل قوتنا ووحدتنا وانتباهنا لننهي انتصارنا الساحق، ونحافظ على وجودنا ووطنا وعلمنا خفاقا، هذا ماقاله الرئيس وما أقوله أنا واثقة أن المصريين " قدها وقدود".