الثلاثاء، 24 يونيو 2014

مما قرأت لكم .... عن الغرب الاستعماري ..اتحدث





من حقهم يحبوا الجماعة الإرهابية فمن له منا سيطرة على القلب وأحكامه، لكن ليس من حقهم يفرضوا علينا هذا الحب والتعاطف والتبني والحماية، من حقهم يعتبروا قتل المصريين تعبيرا "سلميا" من الجماعة الإرهابية عن وجودها وخصومتها السياسية، لكن ليس من حقهم إجبارنا على الخنوع والخضوع لتلك "السلمية"، من حقهم يطالبوا بتكريم القتلة الإرهابيين مخالفي القانون المصري صاحب السيادة علي كامل أرض الوطن، لكن ليس من حقهم يجبرونا ألا نُقدم القتلة للمحاكم بالأدلة القانونية الكافية لإدانتهم ومعاقبتهم وحبسهم وسجنهم بل وإعدامهم.
الدماء الاستعمارية الزرقاء التي صورتهم فوق العالم كله وأوهمتهم أن العالم خُلق لخدمتهم ولصالحهم، تلك الدماء الاستعمارية الزرقاء والتي أباحت لهم غزو معظم بلدان العالم وقاراته واحتلالها واستباحة خيراتها وسرقة ثرواتها واستغلال أبنائها وتدمير تراثها ومحاولة محو شخصيتهم ولغتهم واستقلالهم ووجودهم ذاته، تلك الدماء الاستعمارية الزرقاء مازالت تجري في عروقهم برائحتها النتنة تحت الملابس الأنيقة تزكم أنوفنا، وتنبهنا لحقيقتهم وأطماعهم ومصالحهم التي يسعون للحفاظ عليها ولو فوق جثثنا ودمائنا المسفوحة.
عفوا أيها السادة اللوردات والنبلاء والإقطاعيون والجنرالات المستعمرون القتلة، لسنا مُقاطعة من ضمن مقاطعات المملكة التي لا تغيب عنها الشمس زمن الملك ريتشارد قلب الأسد، ولسنا ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية التي ضمتها لأرضها بالقتل والتدمير والاستغلال والقوة الباطشة، لسنا هنود حمر جُدد تُجهزوا أنفسكم لإبادتنا ورفع أعلام حضارتكم الدموية فوق جماجمنا، ولسنا دوله فاشلة حتى تفرضوا علينا وصايتكم كاليتامي القصر، نحن دولة الحضارة العظيمة، أقدم دولة مركزية في التاريخ، نحن دولة كاملة السيادة الوطنية ولكل مؤسساتنا الوطنية استقلالها وسيادتها ولا نقبل ولا تقبل أي مؤسسة تدخل أي منكم في شؤونها ولا تعقيب على أعمالها تحت أي حجه ولا أي مبرر.
الحق لا أفهم من أين تأتيهم الجراءة ليعقبوا على أحكام القضاء العظيم، أتحدث - عن الغرب الاستعماري - وبشكل عام عن كل من يمنح نفسه الحق في التعليق والتعقيب على أحكام القضاء دونما اطلاع على القضية وأوراقها وقرار الإحالة وأدلته وقائمة أدلة الثبوت وشهودها ودونما الاستماع للدفاع والمرافعة عن المتهم، ودونما الاطلاع على حيثيات الحكم وأسبابه القانونية.
لا أفهم من أين تأتيهم الجراءة ليتجاوزا العلم ويغرفون من الجهل بتباهي وتربص وترصد واستعلاء ليعقبوا عن حكم صادر من محكمة مصرية عليا، بزعم أنه لا يعجبهم أو غير عادل أو متشدد أو منحاز أو سياسي وهما لايعرفون شيئا عن القضية وكل أوراقها، ربما يعرفون المتهم شخصيا أو سياسيا، أكيد متعاطفين معاه، معتبرين أن حقه أن يرتكب جرائمه التي عاقبه عليها الحكم بحرية وراحة وبلا معقب وبلا عقاب، نعم هذا هو الأمر، لأنهم يعرفون المتهم لايعجبهم الحكم، الحقيقة لا يعجبهم تقديمه للمحاكمه بالأساس، الحقيقه لايعجبهم القبض عليه ابتداءً، بل يتمنوا بل ويسعوا لإشاعة الفساد في أرضنا ووطنا وترويع المواطنين وتمكين الإرهابيين وتابعيهم من إشاعة الإرهاب والرعب باسم الديمقراطية وقتل الأبرياء باسم حقوق الإنسان.
الديمقراطية وحقوق الإنسان بمفهومهم هم، وهم يرون أنفسهم أحرارًا في تحديد معنى الديمقراطية وإطار ومعايير حقوق الإنسان، ومطالبة الآخرين بالسير على معانيهم والالتزام بها والغضب منهم لو تجاوزا عن معاييرهم أو رفضوا، بل والتربص بهم بالمخالفة لقواعد السيادة الوطنية والاستقلال الوطني والسياسي لنا، نحن تابعون لهم، هكذا يرون الأمر حتي لو فقئنا عيونهم رفضا، من حقهم يتدخلون في شؤوننا الداخلية، ويتجرؤون على سيادتنا الوطنية، لو فقئنا عيونهم غضبا، وعدم اعتبار وتجاهل وتمسك باستقلالنا وسيادتنا الوطنية.
الملفت للنظر - أتحدث عن الغرب الاستعماري وعن غيره - أنهم لم يكتفوا بالتعليق على الأحكام عن جهل بنظامنا القضائي ودرجات التقاضي ومعني الحكم الحضوري والغيابي ومعني "إعادة الإجراءات" في الحكم الغيابي الصادر في جناية، وكل من هذه المواضيع أمر كبير يدرسه الحقوقيون في سنوات طويلة، وكتب في كل عباره منهم عشرات الرسائل في الدراسات العليا، الملف للنظر أنهم لم يكتفوا بالتعليق على الأحكام بواسطة صحفييهم وحقوقييهم وإعلامهم الكاذب المزيف التابع المسخر لخدمة مصالحهم وفقط، ولم يكتفوا بالتربص بمصر وبقضائها تربصًا بثورة 30 يونيو وخارطة الطريق والانتخابات الرئاسية وخلع الإرهابي وجماعته، بل تجاوز الظالمون المدى وتجاوزوا الأعراف الدبلوماسية، ومنحوا أنفسهم حقوقا بالاحتجاج الرسمي على أحكام القضاء واستدعاء السفراء من قبل بعض الخارجيات الغربية !!!!
أيها الغرب الاستعماري حليف الجماعة الإرهابية التي رفض المصريون في ثورتهم العظيمة يوم 30 يونيو الخضوع لحكمها وفاشيتها واستبدادها، إنَّ القضاء المصري العظيم قضاء مستقل، ولايملك كائن من كان أن يعلق على أحكامه مدحًا أو سبًا وهو يطبق نصوص القوانين المصرية وفقا للأدلة المطروحة عليه في كل قضية من القضايا التي أزعجتكم أحكامها فتجاوزتم ما لا يمكن تجاوزه وانتقدتم الأحكام جهلا وغضبتم منها انحيازا للمتهمين، متجاهلين ما ارتكبوه من جرائم، متجاهلين ما أزهقوه من أرواح وما أشاعوه من فوضى وتخريب.
القضاء المصري العظيم قضاء مستقل، لا تملكوا أي حق - وفقا للقانون المصري بل والقانون الدولي أيضا- أن تُعقبوا على أحكامه، والحق إن تعقيبكم ورفضكم لبعض الأحكام القضائيه فضلا عن كونه غير مقبول من كل المصريين، وفضلا عن أنه لا يجلب لكم من نفوس المصريين إلا الاحتقار والغضب لأنكم تعتدوا على وطنهم وسيادتهم الوطنية بتلك الآراء المنحازة، فإنه يؤكد أنكم مازالتم تفكروا بطريقة استعمارية متعالية تمنحكم حقوقًا - حسبما تتصوروا - في أوطان الغير وشأنه الداخلي، وكأنه الوصي أو القيم على العالم الذي يمسك عصا ليؤدب العالم ويفرض عليه الخنوع لتصوراته عن الحياة والقانون والأحكام القضائية.
أيها الغرب الاستعماري.. رغم كل التجمُّل والكذب والمواثيق الدولية وادعاء الحضارة والتمدن والديمقراطية، مازلتم استعماريين كمثل أجدادكم ممن أتوا بأبراجهم لاحتلال أوطاننا، مازلتم استعمارين كمثل أجدادكم ممن تصوروا أنهم سيفرضون علينا رؤيتهم للعالم وطريقه العيش فيه بحد السيف وكرات المنجنيق.
أيها الغرب الاستعماري، نحن رغم أنوفكم دوله وطنية مستقلة صاحبة سيادة لا تسمح لكائن من كان التدخل في شأنها الداخلي والمساس بمؤسساتها المستقلة ولو كان - كذبا وزيفا - تحت شعارات إنسانية وسياسية عظيمة وراقية، ويكفيكم هذا اليوم وإن عدتم عدنا.
نشرت علي موقع دوت مصر 
الثلاثاء 24 يونيو 2014 
http://dotmsr.com/ar/201/1/14863/#.VGEHzJCG-M8

ليست هناك تعليقات: