السبت، 1 مارس 2014

من مقالاتي علي موقع صدي البلد .... يابخت من بكاني ...



الصورة مضافة من المدونة 
ولاعلاقه لها بموقع صدي البلد 


منذ بضعه ايام اعلنت الادارة الهندسية للقوات المسلحة وفريق طبي عسكري عن اختراع واكتشاف "جهاز" لتشخيص لمرضي "فيروس سي والايدز" وعلاجهما.
وتراوحت ردود افعال المصريين علي ذلك الاعلان فهلل الكثير فرحين فخورين بما اعلنته قواتهم المسلحه وانتظر بعضهم مزيدا من التفاصيل ليحدد رأيه فيما اعلن واعلن البعض عدم تصديقه للموضوع مقررا الصمت حتي تأتيه الادلة الدامغة علي صحه ذلك الاختراع والاكتشاف لو كان صحيحا.
حتي هنا كان الامر عاديا ومفهوما ، لكن غير المفهوم وغير المبرر بل وغير المقبول ما لحق ذلك المؤتمر من عواصف ساخرة متهكمة انفجرت في حملة منظمة علي شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع والصحف متمثلة في رسومات ونكات و"ايفيهات " تسخر من الامر وتنهشه تهكما وضحكا.
حملة منظمة من عواصف ساخرة ضاحكة ركزت وسعت لتدعيم الاحساس بعدم التصديق والتكذيب وانعدام الثقه بالنفس وبالوطن وبكل شيء، تهدف لمنع المصريين من التفكير في معني الحدث والاكتفاء بالسخريه منه ومن اصحابه ومن انفسهم بالضرورة ، سخريه تعني لا نصدقكم ولن !! تعني لسنا متطورين ولن نكون !! تعني لا أمل فينا الان ودائما !! سخريه تعبر عن انسحاق وفقدان ثقه في النفس وفي الوطن ، انسحاق شخصي ووطني ، فمن نحن لنخترع ونكتشف ؟ من نحن لنفكر ونبحث ؟ من نحن لنصل لحلول لم يصل اليها غيرنا ؟
حملة منظمة من عواصف ساخرة ، لا تناقش الامر ولا ترفضه ولا تقبله ، بل تسخر منه وتسخر من طريقه الاعلان عنه ومن بعض العبارات التي قيلت "تيسيرا وتسهيلا" لشرح طريقه عمل الجهاز الاكتشاف الجديد وتقريب فكرته وطريقه عمله للجمهور وبالاخص للمرضي البسطاء ممن يعانون من مرض عضال عنيف ينهش في اكبادهم وصحتهم ويقتلهم قتلا بطيئا مهينا موجعا ويبحثون عن امل ينقذهم من المصير الاسود المعروف لذلك المرض.
ولانها لم تكن المرة الاولي التي تواجه بها قضايانا الجاده بالسخرية والهزل والتهكم المرير ، ولاننا عشنا السنوات الثلاث الاخيرة وسط اعاصير الضحك والسخريه والتهكم و" التريقة " والتي صنعت ببراعة و" خفة دم " بقصد جذب انظار المصريين بعيدا عن ما يليق بهم وما ينفعهم ومايؤثر في حياتهم لإغراقهم في السخريه والعبث الاحمق فتذكرت علي الفور المثل الصيني " ليس هناك من عقوبة إطلاقاً إذا جعلت الآخرين يموتون من الضحك".
نعم ما يتعرض له المصريون منذ ثلاث سنوات هي محاوله لقتلهم بكثرة الضحك ، قتلهم معنويا وسحقهم نفسيا وتدميرهم بإفقادهم الثقه في انفسهم وفي وطنهم وفي قدراتهم ، فبدلا من مناقشه قضاياهم الجاده المصيرية بعقل ومنطق وتفكير وروية ، تحولت تلك القضايا الجاده لنكت و" ايفيهات " تفقدها معناها وقيمتها ويضحك المصريون عليها مغيبو العقول بلداء الضمائر والقلوب وكأنهم خدرين في عوامة رواية " ثرثرة فوق النيل " وسط الدخان الازرق وسطوة المخدرات التي تلاعبت بوعيهم وعقولهم ووجودهم اساسا.
نعم ، هناك من يحاول يقتل المصريين من كثرة الضحك ، بتسفيه قضاياهم الجاده والاستخفاف بمعانيها والسخرية من قيمتها وبدلا من ينتبهوا ويفكروا و" يركزوا " للوصول معا لما فيه خير لحياتهم ووطنهم ومستقبلهم ، ينشغلوا عن كل هذا بالضحك الهستيري المريض ويتعاملوا مع امورهم المصيريه الهامه بالعبث والهزل والاستخفاف المهين ، واتي "الاختراع الاكتشاف" كاشفا لما يتعرض له المصريون من مؤامرات الضحك والالهاء وتغييب العقول من ناحيه ومؤامرات تكريس الدونية والانسحاق وفقدان الثقه في النفس من ناحيه اخري لحد فقدوا احساسهم بما تعنيه تلك السخريه والضحك من اهانات واضحه لهم ولوطنهم ولقواتهم المسلحه.
فكما قال احد الحكماء " إنما المزاح سباب إلا أن صاحبه يضحك" فكانت الرساله التي تبادلها المصريين سبا لانفسهم وسط عواصف السخريه والضحك هي " انتم لا تقدرون ،لا تقوون ، فشلة ، لن تفلحون " تبادلها المصريون وهم يضحكون علي " خيبتهم " التي تصوروها حقيقه رافضين يصدقوا ما يحدث امام اعينهم فعلا او حتي يناقشوه ويناقشوا امكانية حقيقته من عدمها ، ولماذا نجهد عقولنا في التفكير والتأمل والبحث عن الحقيقه مادمنا نضحك ونضحك ونضحك وهو الاسهل والامتع والالذ !!!
وسألت نفسي وسألت الضاحكين الغارقين في بحور السخريه والعبث حتي أذانهم ، الم تسألوا انفسكم ولو لحظه من صاحب المصلحه في إلهائكم عن التفكير الجاد في قضايا وطنكم ؟؟ من صاحب المصلحه في ان تسخروا من انفسكم ومن قدراتكم ومن وطنكم ؟؟ وماذا بعد السخريه التي انهكت قلوبكم ضحكا مرا حنظلاً ، هل ستتقدموا للامام ام ستكتفوا بالضحك العابث علي انفسكم حتي تضحكوا عليكم الامم من جهلكم الذي لا تدركوه حتي من كثره الضحك والسخريه ؟؟ من البارع الذي صمم الرسومات والعبارات والنكات والصور التي تضحكوا عليها وتتبادلوها فيما بينكم وماهي مصلحته في اضحاككم وماهو هدفه في سرقه انتباهكم وانظاركم في التركيز علي توافه الامور وترك الاهم والاثمن بعيدا عن عقولكم لا تنتبهوا اليه ؟؟ ولم يجيبوا علي اسئلتي منكفئين علي وجوههم من كثرة الضحك.
ولأني اؤمن كما قال سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام بأن " كثرة الضحك تميت القلب " فأني اخشي علي قلوب المصريين وارواحهم من البلادة والموت سيما اننا نعيش ومنذ يناير 2011 في مؤامرة عمدية تستخدمه السخريه - كأحد اسلحة الجيل الرابع من الحروب التي تخاض ضد مصر - سلاحا ضد المصريين تقتلهم ضحكا وتتلاعب بعقولهم ووعيهم وتسخر منهم وتضحكهم علي انفسهم وعلي وطنهم وتحط من شأنهم امام انفسهم وامام العالم كله وتروج فيما بينهم للسخريه سبيلا وحيدا ووسيله اساسية للتعامل مع كل القضايا الجاده في وطنهم ، فيضحك المصريون ويضحكوا وتتسع موجات السخريه وتطول وتدمر معني وجدوي وقيمة كل شيء الزعماء والمفكرين والشخصيات والاخبار السياسيه والشعارات والاحزاب والامل والمستقبل والحلم.
وصدق من قال " يابخت من بكاني وبكّي الناس عليّ ولا ضحكني وضحّك الناس عليّ".
كفاكم ضحكاً وسخرية علي انفسكم وعلي وطنكم وافيقوا وكفاكم عبثاً .. افيقوا وكفاكم ضحكاً علي انفسكم فغدا سيضحك الاخرون عليكم لأنكم بلداء لا تدركوا قيمه وطنكم وانفسكم جهلاء لا تعرفوا انكم اجمل واعز من كل تلك السخريه التي تغرقوا انفسكم فيها استسلاما لعدوكم الذي يسعي لقتلكم بقهقات ضحكاتكم الفارغة ... افيقوا وكفاكم عبثاً !!!
http://www.el-balad.com/835911

ليست هناك تعليقات: