بقلم احد الاصدقاء علي الفيس بوك ....
سيادة المواطن، شكرا .....
سيادة المواطن شكرا على كل مجهوداتك لرفعة الوطن و حماية شعبه و أراضيه. سيادة المواطن كان لك أخطائك الكبيرة و لكنها كانت أخطاء فى تقدير حجم مواقف أو أشخاص و لم تكن نتيجة لسوء نية أو كره لهذا الوطن. فى مثل هذا الظرف الذى يمر على وطننا و أصر على أنه يمر فلا يبقى فى هذا الوطن الا الخير! لا أستطيع الا أن أتذكر الأمان الذى عشت فيه فى هذا الوطن و التطور الكبير الذى شهدته بنفسى. فأنا من جيل شاهد الترام يتمختر فى ميدان التحرير، جيل القناة الأولى و المسلسل الإنجليزى الساعة الثامنة على الثانية، جيل ماما نجوى و بقلز و اخترنا لك، جيل من كان ينتظر السفر الى أوروبا فى الصيف أو أن حد من الأقارب يكون جى علشان يجيبلى شوكالاتة كادبورى من اللى بتسيح فى البق مش على الإيد. جيل نوعين جبنة و العنب فى الصيف و البرتقان فى الشتاء. جيل شاهد اغتيال السادات على ايد الارهابيين و عاش الرعب بتاع حركة الأمن المركزى و ما تلاها. أنا الجيل اللى سافر و شاف العالم و قعد على قهاوى وسط البلد ينتقد الحكومة و المواطن المحترم لأننا مش زى أوروبا فى النظام و النظافة و العمل. كنت يا سيادة المواطن أنتقدك و بشدة و أنا جالس على رصيف أحد شوارع وسط البلد مع أبناء جيلى، ندخن شيشة و محمود القهوجى يفتحلنا أزايز الحاجة الساقعة و نرمى الغطيان و الورق و المناديل فى الشارع و طبعا نشتكى من الوساخة و قلة النظام. جيل سهر لحد الصبح فى أب ستيرز و بيانو بيانو (فاكرينهم دول) و بعدين تذمر من ان الناس مش بتشتغل زى برة. جيل ادينى كلكس لما توصل و بعدين نشتكى من الدوشة. نحن الجيل الذى حملك سيادة المواطن كل أخطائنا وحدك بدون أن ننظر الى أنفسنا، فجاء الوقت أن نقول لك سيادة المواطن المحترم شكرا! أذكر يوما كنت جالس مع أحد المدراء لصندوق استثمار أجنبى كبير و كان يتكلم عن رحلته الى أسوان و مدى جمال البلد الخ و كان كل همى طبعا أن أريه أنى أعرف كل شئ عن البلد و أشرح له فرص الاستثمار و البورصة الخ. فقال لى أفضل شئ فى مصر انى أقدر أتمشى فى الشارع، أى شارع فى أى وقت و أحس بمنتهى الأمان لم يكن يحتاج الى شرحى فقد وجد ما يحتاج الى معرفته بمجرد المشى فى الشارع. فكان هذا أحد ركائز الكثير من الاستثمارات التى اتت الى مصر (الأمان). الأمان الذى افتقدناه منذ أن ابتعدت عن الساحة، فشكرا لك على ما أمنته لنا فى تلك المرحلة. سيادة المواطن المحترم يقاس نجاح الحكام من خلال عدة عوامل تحليلية أهمها نسبة نمو الناتج القومى الاجمالى، متوسط دخل الفرد، البنية التحتية الموجودة من كهرباء و طرق الخ، مستوى معيشة المواطنين و تقاس على أساس الدخل، الخدمات المقدمة و القدرة على تحصيل الخدمات، مستوى السكن و المواصلات الخ. و أشهد أنا كما يتذكر أبناء جيلى الأتوبيس الأحمر و زحمته عندما كان يمر من جانبنا و كنا نرى الناس متشعبطين فيه، أذكر الحرارة التى لم تكن تأتى فى التليفون غير بعد ما نعد نخبط عليه، أذكر رحلتنا الى مدينة نصر لزيارة أنتى ديدى صاحبة أمى اللى كانت ساكنة فى أخر الدنيا (كوبرى ستة أكتوبر كان ينتهى عند شارع رمسيس) و بعد كدا انت و شطارتك مع الشوارع. و طبعا فاكر الطريق الصحراوى عبارة عن حارتين ضيقين. سيادة المواطن المحترم أخطائك كثيرة و لكنى أظنك كنت تخاف على هذا البلد و لكن سوء التقدير و الاعتماد على بعض الأغبياء كاد يودى بهذا الوطن الى الهاوية و لكنى لا ألومك و يكفيك فخرا أنه عندما حان الوقت فضلت أن تضحى بأولادك و نفسك على أن يسفك دماء الشعب كما فعل غيرك من الحكام. سيادة المواطن المحترم شكرا لحكمتك التى ساعدة و ما زالت تساعدنا على الخروج من الأزمة المفتعلة من قبل مخابرات دول العالم الاستعمارى و الخونة من الداخل. و الأدهى هم من ترك البلد تضرب تقلب و لم يكترث بها الا عندما أحس انه ممكن يورثها على الجاهز و لكن هيهات. سيادة المواطن رأيناك من خلف القضبان كما عاهدناك المواطن المحترم بوقارك و صلابة موقفك. و لم نرك يوما تتعالى على المحكمة أو ان تحاول أن تهين المحكمة كالذى تلاك. سيادة المواطن المحترم أخطائك كبيرة و لكن أفضالك علينا أبناء هذا الجيل أكثر فلا تكترث من جحود الجاحدين أو شماتة الشمتانين فنحن نعرفك و نعرفهم. قد قالت ايزيس كلمتها فأنت من أبنائها. أبنائك يكملون مشوارك و يصححون أخطائك لتنفيذ حلمك فى رفعة هذا الوطن. أيها المواطن المحترم شكرا.......