د.حمزاوى بين عزل الوطنى وتسويق الإخوان
كتب د.عمرو حمزاوى مقالاً فى «الوطن» بعنوان «طيور ظلام المرحلة» المقال حلقة فى سلسلة تسويق الإخوان للشارع مرة أخرى تحت دعوى أنه فصيل وطنى وأن فكره الإرهابى التكفيرى الإقصائى يجب علينا ألا نقابله بالإقصاء وكأننا فى يوتوبيا أو مجتمع ملائكة نورانى شفاف محلق، استرعت انتباهى فى المقال فقرة يقول فيها «طيور ظلام المرحلة هم مثقفون ومفكرون لهم بالفعل إسهامات رائعة فى الدفاع عن مبادئ الحرية والديمقراطية والحق ويتورطون اليوم فى مواقف تتناقض مع المبادئ هذه بل ويمارسون شوفينية الطرد والاستبعاد باتجاه آخرين سيظلون معنا فى الوطن ولو اختلفنا معهم - أى الإخوان واليمين الدينى»، وأحب أن أذكر د.عمرو بأن حجة «الإخوان موجودين موجودين وحنعمل فيهم إيه»؟!، الرد عليها بسيط وهو أن المجرمين أيضاً موجودون، وأن السيكوباتيين أيضاً موجودون ولكن وجودهم لا يعنى أن تجعل المجرم يرسم لك خطة حياتك أو تترك للسيكوباتى مهمة تربية عيالك! وليس معناه أيضاً أن تلغى السجون أو مستشفيات الأمراض العقلية بحجة أن هؤلاء موجودون نعمل فيهم إيه؟!، هؤلاء ليسوا فصيلاً وليسوا وطنيين للأسف وكل تاريخهم يثبت ذلك ولا داعى لتذكيرك فأنت أستاذ علوم سياسية تعلم أكثر منى تاريخهم وظروف نشأتهم وتركيبتهم المنغلقة التى تعتبر أعضاء الجماعة هم الفرقة الناجية وهم الإسلام بالألف واللام وغيرهم كفار أو مرتدون أو على الأقل على ضلال، وتعرف أيضاً أن كل جماعات الإرهاب خرجت من رحمهم، إذن هم ليسوا فصيلاً بل هم عصابة وتنظيم سرى لم يوفق أوضاعه حتى عندما وصل للحكم لأن عقلية المغارة والكهف والسرية والمؤامرات هى التى تحكمه، وليس هذا الفصيل وطنياً لأنه لا يعرف معنى الوطن بل يعرف معنى الخلافة والتنظيم أولاً والوطن عاشراً، وأعتقد أن الأدلة تجمعت فى الفترة الأخيرة من تخابر وتجسس وعمالة واتصالات بحماس وطلب تدخل دولى وتكريس إرهاب فى سيناء وتفريط فى حدود وطن وأمن قومى لأمة.. إلى آخر كل هذا الإجرام الذى مارسته تلك العصابة الإخوانية، أذكرك أنك أنت يادكتور عمرو حمزاوى كنت مهندس قانون العزل السياسى للحزب الوطنى فى البرلمان ولم نسمع منك عن طيور ظلام ولا شوفينية وقتها!! برغم أن السارق أو الفاسد ممكن دمجه بعد محاكمته والخائن تظل خيانته وإرهابه وعمالته ومؤامراته وشماً خالداً شاهداً على خيانته، وبرغم أن الإرهاب والتخابر عند الإخوان عقيدة وليست وجهة نظر إلا أنك ناضلت من أجل عزل الوطنى بضراوة والآن تناضل بنفس الضراوة من أجل عدم عزل الإخوان ولا تريد حتى أن تساوى بين حسام بدراوى والبلتاجى وتجعل البلتاجى فصيلاً حراً وبدراوى فصيلاً مراً منبوذاً!!، أذكرك وأذكر القراء بما قلته وكتبته أثناء معركة عزل الوطنى فالذكرى تنفع المؤمنين:
فى تصريح لـمجلة «المجلة» يونيو 2012 قلت: «ساهمت فى صياغة وتمرير قانون العزل السياسى، لاقتناعى بأن السياسة ليست مسرحاً للمثاليات لنمتنع عن إقرار إجراءات أو قوانين تضمن عدم عودة كل من شارك فى الاستبداد والفساد إلى المشهد السياسى ونترك ذلك إلى ضمير الناخب. وسبق لبعض الدول التى تحولت إلى الديمقراطية فى أوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية إقرار قوانين مشابهة لتمنح المجتمع فرصة للتخلص من بقايا الديكتاتورية والاستبداد بهدف تطهير الحياة السياسية».
فى جريدة «الوطن» عدد 8 يونيو 2012 أكدت ثانية على نفس المعنى وكتبت أن «السياسة ليست مساحة للمثاليات وفى بعض الأحيان توظف بها إجراءات قاسية لضمان تحولها الإيجابى».
هل تغير الحال الآن يا دكتور عمرو وصارت السياسة مساحة للمثاليات وملعباً للملائكة ويوتوبيا لرهبان التبت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق