الاثنين، 22 أكتوبر 2012

مما قرأت لكم ... الا القوات المسلحة

كل أحد 
إلا القوات المسلحة
نشر في الأخبار يوم 20 - 10 - 2012



رب ضارة نافعة!
والضارة هي ما يتعلق بالخبر المنشور عن اتخاذ اجراءات قضائية ضد القيادة السابقة للقوات المسلحة، والذي تم تكذيبه رسميا بعد ان سبب ضيقا واستياء واسعا في صفوف ضباطها وجنودها، وكفة تداعيات طالت الزميل رئيس تحرير جريدة الجمهورية التي نشرت الخبر، بل علاقة الجريدة بالقوات المسلحة.
أما النافعة فهي تفكير بدأ صوت أصحابه يعلو يطالبون بضرورة مراجعة طريقة تعاملنا مع القوات المسلحة، وهو التعامل الذي طغت عليه مراهقة سياسية غالبا، وأهداف تتناقض مع المصلحة الوطنية العليا للبلاد أحيانا.
إن حالة الفرحة الطاغية بقواتنا المسلحة والتي تمثلت في الاشادة السياسية بقيادتها، في أعقاب انحيازها للشعب فور الانفجار الثوري في 52 يناير، لم تدم طويلا.. ربما أسابيع قليلة فقط، وكان عنوانها الشعار أي المغزي »الجيش والشعب إيد واحدة«.. ثم بدأت للأسف بعض القوي والشخصيات تحاول بث الشكوك في مؤسستنا العسكرية ودورها السياسي خلال المرحلة الانتقالية، انطلاقا من قراءة غير صحيحة للواقع السياسي مؤداها ان هذه المؤسسة تناور لتبقي في السلطة وتراوغ في تسليمها لرئيس مدني يختاره الشعب.
وبمرور الوقت بدأت هذه القوي تروج بين الناس للتعامل مع مؤسستنا العسكرية كعدو سياسي يجب استهدافه والتخلص منه، كضرورة لنجاح الثورة واتمام عملية تقويض بنيان النظام السابق حتي يتسني لنا بناء نظامنا السياسي الديمقراطي الجديد.. وساعد علي ذلك بطء أحيانا في قرارات المجلس العسكري وارتباك احيانا أخري، ترك انطباعا بعدم وقوف المجلس علي مسافة واحدة مع كل القوي السياسية.. فالاساءات السياسية وغير السياسية المتكررة لقيادة القوات المسلحة أثارت حالة من الضيق الشديد داخل صفوف القوات المسلحة.. وتحول هذا الضيق الي غضب نتيجة للحملات السياسية الممنهجة التي رفعت شعار »يسقط حكم العسكر«.
لقد أعمت المراهقة السياسية والاهداف والاجندات الخاصة اعين البعض عن ادراك أننا لم يكن لدينا مثل حدوث الانفجار الثوري في 52 يناير حكم عسكري، وان الذين كانوا يحكموننا والذين كانوا يتأهبون لوراثة الحكم نجحوا في ازاحة القوات المسلحة عن دائرة التأثير في أي قرارات مهمة سواء سياسية او اقتصادية او اجتماعية.. بل ان القوات المسلحة كانت تمارس المعارضة أحيانا لهذه السياسات في ذلك الوقت.
كما غاب عن هؤلاء ان قواتنا المسلحة مستهدفة من قوي دولية واقليمية، خاصة انها القوي العسكرية العربية الوحيدة الموجودة الآن بعد ان تم تصفية الجيش العراقي وتوريط الجيش السوري في المآساة الداخلية.. ولعلنا نتذكر ان تخفيض عدد جيشنا وتحجيم تسليحه كان ومازال يمثل رغبة تراود بعض القوي الدولية والاقليمية.
ولذلك آن الأوان ليتخلص البعض من هذه المراهقة السياسية ويتعاملوا مع قواتنا المسلحة بما تستحق من احترام حفاظا علي الروح المعنوية لابنائها.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مجدي السباعي
الا القوات المسلحه
فهي امن مصر وامانها